ترجمة أحمد شافعي -

تأمّل سيناريوهين. في السيناريو الأول، تعيش حياة مليئة بالحب والمعنى وما يكفيك من المال لأن تعيش في ارتياح، غير أن أمرا ما رهيبا ينكشف عنك بعد أن تموت، وقد لا يكون حقيقيا، فيزدريك بسببه الناس. وفي السيناريو الثاني، تعيش حياة لا تخلو من مشقة، وتعيش مغمورا، لكن بعد وفاتك يتبين أنك كنتَ فنّانا فذّا ذا موهبة لا تصدق وتترسخ شهرتك إلى الأبد.

أي خيار تؤثر؟

لو آثرت الخيار الثاني، فلست وحدك في ذلك حسبما اكتشف بريد واجونر من جامعة أوتاجو بنيوزيلاندا حينما أجرى هذه التجربة الفكرية. قد يبدو الخيار مخالفًا للبديهة لكنه يكشف عن اهتمامنا العميق بالتركة والإرث. وعلى مدار الزمن، وعبر مختلف الثقافات، يبدو أن دافع الناس إلى أفعالهم هو الرغبة في حفر أسمائهم في كتب التاريخ، منذ الفرعون خوفو بهرمه الأكبر في الجيزة وحتى الاكتشافات العلمية، والأعمال الفنية، والمنجزات الرياضية، وأعمال الخير العامة. ومع ذلك فإن هذا السلوك ينطوي على مفارقة. فما الذي يجعلك تكرس الكثير من الوقت والطاقة لتترك ذكرى دافئة بعد أن تغيب ولا ترى منافع ذلك؟

توصّل الباحثون ـ في محاولتهم إجابة هذا السؤال ـ إلى بعض الإجابات المدهشة. فالبعض يشير إلى أن ذلك يمنح الأفراد ميزة تطورية. ويرى آخرون أن ذلك أشبه بخلل في الطريقة التي نفكر بها ـ أي خطأ قائم على انحيازات إدراكية عديدة. في الوقت نفسه، يصبح واضحا أن رغبتنا في ترك ذكرى إيجابية هي مسألة بعيدة عن محض تعظيم الذات. فلو لقيت هذه الرغبةُ التنشئةَ الصحيحة لأمكن أن تكون نقطة قوة عند التعامل مع قضايا عالمية بعيدة الأمد من قبيل التغير المناخي وفقدان التنوع الحيوي والتفاوت في الثروات.

بوسع البشر، شأن أي سلالة على وجه الأرض، أن يخلِّفوا من بعدهم تركة جينية. فلو أننا نتكاثر بنجاح، فإن نسلنا البيولوجي سوف يواصل رحلتنا التطورية، ويكون تمثيلا ماديا لعلمية جارية على كوكبنا منذ أكثر من 3.5 مليار عام، أي منذ أن ظهرت أولى الكائنات الحية. ولكن في حين أننا شركاء في هذا الدافع التطوري إلى التركة الجينية، يبدو البشر منشغلين انشغالا خاصا بشكل أكثر رمزية من التركات، أعني كيف سيتذكرنا أندادنا والغرباء عنا بعد أن نموت؟.

لعل لهذا الأمر علاقة بحقيقة أننا أعمق وعيًا بفنائنا من أي حيوان آخر. فنحن نعرف أننا يوما ما سوف نموت. وبما أن هذا حالنا، فثمة ـ في ما يرى بعض علماء النفس التطوري ـ سبب وجيه للتفكير في التركة. فسمعتك في ما بعد الوفاة قد تؤثر على النجاح التكاثري لأقاربك المباشرين. ولو أن الأمر كذلك، فالسلوكيات القائمة على دافع الإرث قد تكون تكيفا يرمي إلى إعطاء أقاربنا البيولوجيين ظروفا مواتية للعثور على رفقاء وللتكاثر.

يعزز هذه الفكرة بحث لم ينشر بعد، أجراه واجونر وجيسي بيرينج في جامعة أوتاجو أيضا. فقد توصلا إلى أن خيارات المواعدة الفرضية تتأثر سلبا بالانتهاكات العائلية، من قبيل معرفة أن قريبا بيولوجيا مقربا من شريك المواعدة قد اقترف جرائم جسيمة حتى لو لم يكن ذلك القريب قد شارك في تربية الشريك. ويذهب الباحثان إلى أن هذا يشير إلى أننا نجري نوعًا من «التوريث العشائري» فلا يرث الناس عن أقاربهم إرثهم الجيني فقط، وإنما يرثون أيضا العبء الاجتماعي لأفعالهم. وتكشف بحوث أخرى أن دوافع الناس أكبر إلى اجتناب التركة السلبية من السعي إلى التركة الإيجابية بما يضيف مزيدا من الثقل إلى الفكرة.

يبدو هذا كله منطقيا للغاية، لكنه لا يأخذ في الحسبان جانبا آخر من جوانب الوعي بالفناء، وهو أنه قد يصيبنا بالقلق بل الرعب. فوفقًا لما يطلق عليه علماء النفس نظرية إدارة الرعب، فإن معرفتنا بأننا سوف نموت، مجتمعةً مع غريزة البقاء لدينا، تؤدي إلى إنشاء توتر متأصل، يجعلنا ننشئ في أنفسنا أنظمة إيمانية معينة لمجاراة هذا. وأوضح أمثلة ذلك ربما يكون الدين واليقين بأن الروح ترقى على الموت. فلو أنك تؤمن بالحياة بعد الموت، فإن الرغبة في ترك إرث إيجابي تكتسب بعض المعنى، بطريقة ما؛ لأن روحك سوف تكون حاضرة لترى كيف هو حال إرثك.

لكن في بلاد كثيرة، ثمة عدد معتبر من الناس لا يؤمنون بأي وجود بعد الموت. وهنا يزداد لغز التركة عمقا. فما الذي يحفز أولئك الانقراضيين إلى ترك تركة وهم يعتقدون أنهم لن يكونوا حاضرين لينعموا بذلك؟ قد تقول نظرية إدارة الرعب إن الانقراضيين ـ من أجل التخفيف من قلق الموت ـ يعملون على تنمية تركتهم لخلق نوع من الخلود الرمزي. ولأن هوياتنا تتضافر مع السرديات التي نحكيها عن أنفسنا، فإن ما يحدث لك في نهاية حياتك يمثل ملمحا كبيرا في قصتك. ولذلك فنحن نميل مع التقدم في العمر إلى أن نصبح أكثر اهتماما بأن تكون لنا تعاملات قيمة مع الأجيال الأصغر وأن ننقل القيم والمعتقدات التي نفعتنا. وقد نعتقد أننا حينما نموت، فإن الأضواء تنطفئ، ولكن المعرفة بأفعالنا وقيمنا في المستقبل تريحنا، بعض الشيء على الأقل، من تاريخ انتهاء الصلاحية المفروض علينا. ومن هذه الزاوية، تمنحنا التركة جميعا، مهما تكن عقائدنا، سبيلا لإكساب الحياة من المعنى ما ترتقي به على الموت.

لماذا هذا السعي؟

لكن لعل لدينا تفسيرا أبسط لدوافع الانقراضيين إلى تكوين تركة: ربما، في أعماقنا، نتسرَّى جميعا بفكرة ما عن الحياة بعد الموت. في نهاية المطاف، ليس بوسع أحد أن يختبر واعيا غياب الوعي، فمن المستحيل أن تتخيل كيف هو موتك دون أن تكون مشاهدا واعيا. والحق أن بحث بيرنج وزملائه يشير إلى أن الاعتقاد باستمرار وجود العقل بعد الموت هو الحالة الأساسية لدينا جميعا. ففي دراسة، على سبيل المثال، شاهد أطفال عرض عرائس أكل فيه تمساح فأرا. لم يوعز الأطفال الأكبر سنا أي وظائف سيكولوجية إلى الفأر الميت. أما الأطفال الأصغر، في ما بين الثالثة والرابعة من العمر، فكانت لهم رؤية مختلفة. فمع فهمهم أن الفأر الميت لم تعد له احتياجات بيولوجية، أصروا أنه لم تزل لديه مشاعر، بما يناقض فكرة أن الحياة بعد الموت فكرة مكتسبة [شيء نتعلمه].

وليس هذا هو المثال الوحيد الذي يمكن أن يحفز رغبتنا في التركة. يشير قدر كبير للغاية من الأدبيات إلى أن المنافع التطورية لسلالتنا تنجم عن عيشنا في جماعات. فلقد تطور فينا السعي إلى علاقات وثيقة مع أندادنا والحصول على إعجابهم؛ لأن سلامتنا العاطفية والنفسية تعتمد على ذلك. ونتيجة لهذا، حينما يقع أمر مُرضٍ اجتماعيا فإنه يحفز دوائر المكافأة في أدمغتنا. فأنت، على سبيل المثال، تبتهج كثيرا حينما تتبرع بمال لجمعية خيرية، برغم أنك تكون منفصلا تماما عن المنافع المادية الناجمة عن هذا التبرع. وبما أن التركة ـ بحسب مفهومها في أكثر الحالات ـ تشير إلى سمعة الشخص في ما بعد وفاته، فإن دافع المرء إلى تركها قد يكون أثرا من تلك السيكولوجية التطورية. قد يكون منافيا للمنطق أن تسعى إلى نيل الإعجاب وأنت ميت، ولكن فعل إقامة التركة قد يجعلك ترضى عن نفسك وأنت حي.

ما يشير إليه هذا كله هو أن الرغبة الإنسانية في ترك ذكرى إيجابية بعد سكنى القبر إنما هي رغبة معقدة. يقول بيرنج: إن «ثمة تجاورا بين ملكاتنا الإدراكية العليا وعجزنا عن التفكير المناسب في موتنا، ويجتمع ذلك مع سيكولوجيتنا التطورية الأساسية التي تجعلنا ننشغل بمكانتنا الاجتماعية، وتقدير الناس لنا، والإحساس بقيمتنا وحسن سمعتنا. وهذا يمتد أثره إلى تفكيرنا في حياة ما بعد الموت الذي يتولد عنه دافع التركة».

تتفاوت دوافعنا في هذا الصدد تفاوتا كبيرا. غير أن هذا الدافع لدى من يشعرون به شعورا قويا، قادر أن يكون ذا أثر كبير على سلوكهم. ففي الظاهر، يبدو السعي إلى التركة أمرا شديد النرجسية، فهو يتعلق بتصورك لنفسك في المستقبل. ومع ذلك، يستكشف بعض الباحثين فكرة مفادها أن دافع التركة قد يستغل لخير أعم هو المساعدة في التعامل مع قضايا من قبيل تغير المناخ، وأزمة التنوع الحيوي، وتفاوت الثروات.

تفكير المدى البعيد

تقول كيمبرلي ويد بنزوني من جامعة كارولينا الشمالية «إننا ننظر في كيفية إسهام دافع التركة في تقليل الخصومات عبر-الجيلية أو ترويج المنافع بما فيه صالح الأجيال المستقبلية». والخصم عبر-الجيلي مصطلح في علم النفس يقيس منافع أفعالنا لأجيال المستقبل إلى منافعها للجيل الحالي، مع إيثار للجيل الحالي. بعبارة أخرى، تعتقد ويد بنزومي أن رغبة التركة يمكن أن تساعدنا في التغلب على بعض الانحيازات السيكولوجية التي تقوض قدرتنا على معالجة مشكلات بعيدة المدى. فبصفة عامة يصعب على الناس أن تؤجل المكافآت من (هنا والآن) إلى المستقبل. وكلما طال الزمن المنتظر لوقوع مشكلة، قلَّ ما نعتزم تخصيصه من موارد لحلها. كما يشق علينا أيضا أن نمنح موارد لآخرين، وبخاصة إذا لم يكونوا جزءا أصيلا من شبكتنا الاجتماعية. غير أن ما يربو على عقد من البحث قد أظهر أن الدوافع إلى التركة الإيجابية قد تمكِّن الناس من التغلُّب على هذه الحواجز، بحملهم على التضحيات في الحاضر من أجل أجيال المستقبل.

تقول ويد بنزوني إن سياق تفكيرنا في الموت يكتسب أهمية حينما نتخذ قرارات عبر-جيلية. فالتعرض لصور حادثة سيارة، أو المشي بجوار مقبرة، ينزع إلى أن يثير فينا قلق الموت. وحينما يصبح الناس واعين بفنائهم على هذا النحو، فإن هذا يزيد فيهم الهوية الجماعية ـ ومن ذلك القومية والانتماء الديني ـ بما يشجعهم على أن ينأوا بأنفسهم عن المعتقدات والثقافات الخارجية. ونتيجة لذلك، فإن تركاتهم تصبح أكثر انشغالا بمساعدة من ينتمون إلى جماعتهم، من قبيل أسرهم على سبيل المثال. لكن حتى ونحن نتأمل موتنا على نحو أكثر هدوءا، فإن هذا يولِّد رد فعل مختلفا. ولقد طلبت ويد بنزومي وزملاؤها من الناس أن يكتبوا عن تركاتهم قبل أن يقوموا بمهمة يكونون مطالبين فيها بتخصيص موارد لآخرين. فكان من شأن ذلك أن جعلهم أكثر كرما فيما هم مستعدون للتنازل عنه لغيرهم. كما أنه وسّع نطاق من هم عازمون على التنازل لهم عن مواردهم. تقول ويد بنزومي إن «ذلك يزيد دائرة الاهتمام المعنوي، فإذا بمخصصاتهم عبر-الجيلية من الثروة تتحول من الأقارب إلى الجماعة. بعبارة أخرى، يصبحون أكثر وعيا بمساعدة المجتمع الأوسع».

ومع ذلك فإن أعمال إقامة التركة لأي شخص مفرد لا يمكن أن تحل مشكلات تتطلب تعاونا جماعيا على نطاقات واسعة. تقول ويد بنزومي إنه «على رأس العوائق عبر-الجيلية ثمة مأزق اجتماعي. وهو لا يقتصر على المقايضة بينك وبين الآخر المستقبلي، وإنما يمتد إلى لزوم أن تحمل أشخاصا في جيلك على التعاون من أجل أن يكون للتضحية أثر».

ويبدو أن التفكير في التركة يمكن أن يسهم هنا أيضا. فقد تبين لمارك هيرلستون بجامعة لانكستر بالمملكة المتحدة وزملائه أنه بتفعيل دافع التركة من خلال حمل مجموعة أشخاص على قراءة فقرة عن ترك تركة إيجابية، تزايدت استثماراتهم في برنامج عام لزراعة الشجر. وبالمثل، تبين لليزا زافال من جامعة كولمبيا في نيويورك وزملائها أن حث الناس على التفكير في تركتهم زادهم انشغالا بالبيئة والتغير المناخي بما أفضى بهم إلى التبرع بمزيد من النقود لجمعية خيرية بيئية.

تعتقد ويد بنزومي أن الجانب الرمزي في التركة هو الذي يحولها إلى مسعى جمعي. ولا يعني ذلك بالضرورة أن كل شخص مهتم بأناه الخاصة يكون مهتما بتركته: فقد يكون كافيا أن تكون جزءا من شيء أكبر من ذاتك. تقول إن «بعض الناس يريدون أن يبقوا مجهولي الهوية. يريدون فقط أن يعلموا أن لوجودهم وحياتهم بطريقة ما أثرا ومعنى. وأن ذلك كله لم يكن هباء منثورا».

جانب التركة الأسود

لأغلبنا اهتمام بتركاتنا، بدرجة ما على الأقل. ومن الممكن ترسيخ هذا الدافع لما فيه الخير، لكنه في الوقت نفسه يمكن أن يكون مشكلة. تقول كيمبرلي ويد بنزون «لو أن تركيزك منصب على المكانة التي ستؤول إليها سمعتك أو آثارك من بعدك ـ تمجيدا للذات بصفة جوهرية ـ فقد يعترض هذا طريق التفكير في أن تكون تركتك مفيدة للآخرين».

يرى جيسي بيرنج من جامعة أوتاجو في نيوزيلندا مشكلة أخرى. لو أن عملية اتخاذنا للقرار موجهة أكثر مما ينبغي نحو رؤية الآخرين لنا بعد وفاتنا، قد نعزف عن الجهر بآراء أو معتقدات تعارض ما يكون مسايرا للصرعة الأيديولوجية في ذلك الوقت. وقد تمثل هذه مشكلة، لأن الاتجاهات والأعراف المجتمعية تتغير بمرور الوقت، وأصحاب الأصوات المعارضة يلعبون دورا مهما في لحظات التحول هذه.

يقول بيرنج «لو أن عبء مسؤولية تركتنا وكيفية تذكرنا في الأبد يثقلان كاهلنا، ففي ظني أننا سنكون أكثر ميلا لاجتناب المخاطرة، ولو في عملية اتخاذنا للقرار الاجتماعي على الأقل، قد نتردد في اتخاذ قرارات مجدية لمجرد أنها تعارض المزاج العام».

كونور فيلي

خدمة تربيون عن مجلة «New Scientist»

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی الترکة بعد الموت ترک ذکرى من جامعة أن تکون من قبیل یمکن أن إلى أن فی ترک أن ذلک

إقرأ أيضاً:

جلالة الملك يظهر بصحة جيدة بأحد متاجر باريس دون عكاز طبي (صورة)

زنقة 20. الرباط

تداول عدد من أفراد الجالية المغربية المقيمة بفرنسا، صورة تظهر جلالة الملك محمد السادس، وهو يتجول بأحد المتاجر الفاخرة بالعاصمة الفرنسية باريس.

و تظهر الصور الملك وهو بصحة جيدة يتجول بدون عكاز طبي، داخل متجر باريسي وسط منطقة “لافاييت”.

ويتواجد الملك محمد السادس في زيارة خاصة بالعاصمة الفرنسية باريس منذ 7 نونبر الجاري.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية الإيراني: لدينا علاقات جيدة مع البحرين
  • دراسة: الشخص يصبح أكثر ذكاءً في مرحلة الشيخوخة
  • ممرضة أمريكية تكشف مواقف مؤثرة من اللحظات الأخيرة للمحتضرين.. ماذا يقولون؟
  • طرق تجعل الأطفال نماذج جيدة.. عظة الأربعاء للبابا تواضروس بمناسبة اليوم العالمي للطفولة
  • «فرصة جيدة للشراء».. سعر الذهب في منتصف تعاملات اليوم الأربعاء 20 نوفمبر 2024
  • خبير اقتصادي: أسواق اليوم الواحد تقدم السلع بأسعار جيدة
  • العزي: مغادرة الحاملة “إبراهام” خطوة جيدة وتوقف العمليات اليمنية بوقف العدوان الإسرائيلي
  • جلالة الملك يظهر بصحة جيدة بأحد متاجر باريس دون عكاز طبي (صورة)
  • شهادة جيدة لـ المصارف المصرية.. «فيتش العالمية» تصنف جودة القطاع وترفعه لـ B
  • كاتبة تتحدث عن حقيقة باردة وراء انتصار ترامب.. العالم في حالة أزمة