فى منتصف الثمانينات هزّت أغنية «أعطونا الطفولة» الشوارع العربية، ضجت بصوت ملائكى لطفلة لبنانية اخترقت قلوب العالم وهى تبكى على «الأرض المحروقة»، ولا تملك غير أمنية واحدة «الطفولة والسلام»، كبرت الطفلة وكبر معها الدمار، ليتلو أطفال غزة الرسالة نفسها بصوت عالٍ فى «عيد الطفولة»، معبرين فى كلماتهم لـ«الوطن»، عن أحلامهم البسيطة التى هى فى حقيقتها حقوق مشروعة.

تغريد: بحلم إن بابا يرجع وأبقى دكتورة

ابتسامتها لا تفارق وجهها، تتمسك بالأمل رغم صغر سنها، تمسك بالكرة الملونة الخاصة بها على الرغم من تركها منزلها فى غزة والإقامة فى مخيم للاجئين بخان يونس، لكنها تحلم بالعودة مجدداً وممارسة هواياتها، هى الطفلة تغريد مقداد، 5 سنوات: «بابا راح، قصفوه الاحتلال فى بيتنا، ونفسى بابا يرجع تانى، كان بيحبنى ويجيب لى ألعاب كتير، هاد بابا جاب لى الكرة الخضراء ورسم لى عليها فراشات، بتمنى أرجع للروضة وأحضن صاحبتى ندى، اشتقت لغرفتى الصغيرة ولأكل أمى ولما بكبر وأصير شابة هبقى دكتورة».

عاصم: عاوز أكون لاعب كرة مشهور

يحلم الطفل عاصم أبوسالم، 11 سنة، بتركيب طرف صناعى بعدما بُترت قدمه اليمنى إثر القصف الإسرائيلى على مخيم النصيرات، فهو يتيم الأب وترعاه والدته ونزح معها تاركاً منزله فى غزة إلى مخيم اللاجئين: «أبوى مات وعمرى 15 يوم، عشت لم أعرف لى أهلاً غير أمى وأصدقائى بالمدرسة، واليوم فقدت مدرستى وقضى الاحتلال على حلمى لكنى متمسك بالأمل، أتمنى العودة وأن أصبح لاعب كرة قدم شهير مثل المغربى ياسين بونو، وأن تتحرر فلسطين وتنتهى الحرب».

غينا: نفسى أركِّب إيد وألبس أساور

بملامح بريئة وابتسامة رضا وبعزيمة وإصرار، رفضت الطفلة غينا مهدى، 10 سنوات، ما يحدث لبلدها فلسطين: «هاد الاحتلال اغتال طفولتنا، لكن إحنا بنقول له راح نضل نحلم بالحرية، فى يوم من الأيام راح نرجع ونعمّر ونرسم شمس الحرية»، تتمنى «غينا»، التى فقدت يدها اليمنى بسبب القصف الإسرائيلى لمنزلها، أن تنام على سريرها من جديد وأن تعود لبيتها: «نفسى أرجع بيتى ومدرستى، نفسى أرجع أرسم، بتمنى ألبس سوار ملون على إيدى مرة أخرى بعدما دمرها القصف، عندى أمل أرجع مرة تانية».

آسر: هكبر وأبقى ضابط وأطرد العدو

لافتة صغيرة بين أنامله، دوّن عليها «الحرمان من التعليم جريمة حرب.. أوقفوا الحرب على غزة»، كانت وسيلة الطفل آسر بوجراد، 6 سنوات، للتعبير عن رفضه لما يحدث فى بلده، وأمنيته فى وقف المجازر ضد الأطفال الفلسطينيين، بعدما فقد شقيقه كارم فى قصف منزلهما: «كله راح ما ضل إشى، كارم كان بيلعب معى وكان لينا غرفة، قصفونا الاحتلال فى بيتنا فاستشهد أخى، ونفسى أرجع مدرستى وأقابل صحابى، نفسى أخى يرجع، نفسى أكبر وأبقى ضابط علشان أطرد هاد العدو من بلدنا».

كمال: عاوز أختى ونتخانق على الدباديب

على أطلال منزله المهدم فى قطاع غزة، جلس الطفل كمال النشاشيبى، 7 سنوات، ممسكاً بألعابه، رافضاً مغادرة بيته رغم قصفه: «بيتنا قصفوه الاحتلال لكن بقيت أنا وألعابى، راحت أمى فبكيت، ونفسى أمى ترجع تانى، نفسى أبقى علشان مدرستى وأصحابى وطفولتى، نفسى أرجع ألعب تانى مع أختى ونتخانق على الدباديب الملونة، ما بعرف وين أختى أخدوها بعد القصف وضليت أنا مع عمى، بتمنى أبقى دكتور وأعالج الناس اللى اتصابت فى الحرب، شُفت أصحابى متصابين وما قدرت أعمل شىء، وهاد الدكتور بيعالج جراح المرضى».

سيلا: هرجع بيتى ونلعب وأبقى مهندسة

ربما لم تدرك الطفلة سيلا قاسم، 4 سنوات، ما يحدث حولها، لكن الحزن أصاب قلبها حينما تركت منزلها وألعابها فى غزة، وتحكى والدتها «عاليا»: «سيلا بتحب الرسم والألوان، لما بيت جيرانا قُصف اضطرينا لترك بيتنا خوفاً على حياتنا، قطعنا مسافات كبيرة مشياً على الأقدام، ولما وصلنا مخيم اللاجئين ضلت تبكى لكن ضحكت وقالت راح ألعب وأرسم هون لحد ما أرجع بيتى وغرفتى، وتتمنى أن تصبح مهندسة لتعمر بيوت جيرانا وتعيد بناء ما دمره الاحتلال».

عبدالله: بحلم أنام على سريرى بدون قلق

قطعة خبز لا تسد جوعه، لكنه يتناولها بابتسامة ورضا، مؤمناً بحلم العودة إلى داره، الطفل عبدالله الخليل، 5 سنوات، والنازح مع أهله من مدينة غزة إلى مخيم اللاجئيين برفح الفلسطينية: «هون لقيت عيلة جيدة وصحاب جدد، لكن تركت غرفتى وكراستى، بتمنى أرجع روضتى وبيتى وأنام على سريرى، هون ما فى سرير، كلنا جنب بعض ما بنعرف لينا مكان محدد، بحلم ألعب كرة قدم تانى، بحلم أمشى فى الشارع بدون قلق، ما بخاف من دبابات العدو لكن نفسى أعيش وأطلع ضابط علشان أحاربهم».

محمود: هكون زى الطبيب مجدى يعقوب

رحلت أسرته وظل وحيداً، يجلس أمام منزله المتهدم فى غزة، رافضاً مغادرته قبل رجوع والديه وشقيقه الذين استشهدوا، بالكاد استطاع جيران الطفل محمود غيث، 9 سنوات، إقناعه بالإقامة معهم فى مخيم للاجئين: «ما ضل إشى، أهلى استشهدوا وبقيت أنا وعجلتى عند الجيران، سيبنا بيتنا اللى دمره الاحتلال ونزحنا إلى رفح، هناك ما فيه ذكريات ولا أهل، فيه بس العجلة بتاعتى وهى ذكرى من والدى، نفسى أهلى يرجعوا ونعود مرة تانية ونبنى بيتنا ونروح على مدرستنا نتعلم وندرس ونبقى حاجة كبيرة، نفسى أكون طبيب زى المصرى مجدى يعقوب».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: أطفال غزة الحرب على غزة الاحتلال الإسرائيلي عيد الطفولة يوم الطفولة فى غزة

إقرأ أيضاً:

إعلام فلسطيني: قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مخيم الفارعة بمحافظة طوباس بالضفة

أفاد إعلام فلسطيني، بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مخيم الفارعة بمحافظة طوباس في الضفة الغربية، وذلك حسبما جاء في نبأ عاجل لـ «القاهرة الإخبارية».

 

 

مقالات مشابهة

  • في عيد الطفولة.. برنامج نور يشارك أطفال الحروب معاناتهم وآلامهم عبر قناة الناس
  • سيدة تطالب بمتجمد نفقة عن 5 سنوات وتتهم زوجها بالتخلى عن رعاية أطفاله
  • الاحتلال الإسرائيلي يقتحم مخيم العين بالضفة.. وسقوط شهداء جدد بقطاع غزة
  • كابوس لا نهاية له.. أطفال غزة بنك أهداف إسرائيل خلال عام
  • قوات الاحتلال تنسف مباني في مخيم جباليا
  • إعلام فلسطيني: قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مخيم الفارعة بمحافظة طوباس بالضفة
  • رئيسة "القومي للطفولة" ومحافظ القاهرة يشهدان عددًا من الأنشطة بالأسمرات احتفالاً بأعياد الطفولة
  • «الطفولة والأمومة» ينظم عدة فعاليات في الأسمرات.. مبادرات وقوافل طبية (صور)
  • الاحتلال يُعدم فلسطينيا في موقع حادث سير قرب مخيم العروب
  • أميركا.. السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة