هكذا تضيع الأوطان.. "أذكى" صفقة من نوعها في التاريخ
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
عقدت صفقة في القديم اشترى بموجبها تاجر هولندي من السكان أمريكا الأصليين منطقة مانهاتن مقابل سلع بقيمة 60 غيلدر، ما ترتب عليه وصفها لاحقا بأنها من "أذكى" الصفقات العقارية بالتاريخ!
إقرأ المزيد القتل على الطريقة الأمريكية: "اطلقوا النار ثم اسألوا كما يحلو لكم"!القادمون لاستعمار أمريكيا الشمالية من مختلف أرجاء القارة الأوروبية استعملوا جميع الوسائل للقضاء على الهنود الحمر، أصحاب الأرض الأصليين، أو خداعهم وانتزاع أراضيهم بمختلف السبل والذرائع والحيل، وهذه كانت إحداها.
تقول هذه الرواية التي تجد من يشكك في صحتها أن مستوطنا هولنديا يدعى بيتر مينويت، باعتباره وكيلا لشركة الهند الغربية الهولندية قام في عام 1626 بشراء "جزيرة مانهاتن" وتبلغ مساحتها 15000 فدان، أو 58 متر مربع، مقابل بضائع متنوعة، قيمتها السوقية حينها بالعملة الهولندية 60 غيلدر.
تفاصيل هذه الصفقة "العقارية" التي تعد "نموذجية" بالنسبة للعقلية الاستعمارية، تقول إن "جزيرة مانهاتن" حصل هنود حمر مقابلها على بضائع منها، "10 صناديق من القمصان، و10 قطعة من القماش الأحمر، و30 زوجا من الجوارب، و2 قطعة من القماش الخشن، وبعض المخرز، و10 بنادق، و50 مغرفة، وبعض السكاكين".
المرجع الرئيس لهذه الصفقة "التاريخية" يوجد في الأرشيف الوطني الهولندي، ويتمثل في رسالة كتبها التاجر الهولندي بيتر مينويت في 5 نوفمبر 1626 إلى مديري شركة الهند الغربية يبلغهم فيها بـ"شراء جزيرة مانهاتن من المتوحشين بقيمة 60 غيلدر".
مؤرخو القرن التاسع عشر قاموا في إطار احتفائهم بالصفقة بتحويل مبلغ 60 غيلدر إلى دولارات أمريكية وحصلوا حينها على 24 دولارا. الأمر تكرر مع الزمن، إلى أن وصل مبلغ 60 غيلدرـ مايعادل الآن 734 يورو، أو 951 دولارا أمريكيا!
بالمناسبة تعد "مانهاتن" واحدة من أشهر مناطق مدينة نيويورك في الولايات المتحدة، وتقع في جزيرة بوسط المدينة على منصب نهر هدسون.
أمريكيون تبنوا هذه "الصفقة المربحة" واقتسموا مجدها مع الهولنديين وأصبحوا يذكرونها في سياق "انتصاراتهم الحافلة" ضد السكان الأصليين!
الهولنديون أسسوا في المنطقة التي قايضوها بالخرز اللامع "هولندا جديدة" قبل أن يزيحهم البريطانيون، إلا أن تلك "الصفقة العقارية التاريخية" تكرست مع الزمن بمثابة تجلي لـ"الحلم الأمريكي العظيم"، وللمغامرة والمكر والنجاح السريع.
كان ذلك الحدث لدى البعض تعبيرا عن الحلم الأمريكي الذي يتركز على استثمار الحد الأدنى للحصول على الحدود القصوى!
هذا من جانب الأمريكيين، أما بالنسبة للهنود الحمر، السكان الأصليين، فتقول الرواية إن قبيلة الهنود الحمر التي باعت "جزيرة مانهاتن" للتاجر الهولندي لم تكن تسكن المنطقة وكانت تستخدمها في العبور، لذلك حين عرضت عليها الصفقة وجدت فيها "فائدة كبرى"، فأفرادها حصلوا على سلع "اسعدتهم بعض الوقت" مقابل "جزيرة" ليست لهم ولا تعنيهم.. بهذه الطريقة تضيع أوطانا أحيانا بكاملها.
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أرشيف
إقرأ أيضاً:
“لن ندفع شيئا”.. لواء مصري يكشف تفاصيل صفقة الأسلحة الأمريكية
كشف الخبير العسكري المصري اللواء سمير فرج تفاصيل موافقة وزارة الخارجية الأمريكية على صفقة أسلحة لمصر بقيمة 5 مليارات دولار، تشمل صواريخ دقيقة وتجديد دبابات “أبرامز”.
وقال فرج في تصريحات تلفزيونية بفضائية “صدى البلد” إن الصفقة لن تكلف مصر شيئا ولكنها ستكون من “المعونة الأمريكية” البالغة 1.5 مليار دولار، قائلا: “لم ندفع شيئا من أموالنا.. والصفقة من المعونة الأمريكية بموجب اتفاقية كامب ديفيد للسلام مع إسرائيل”.
وأضاف أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، وافق على الصفقة بعد 4 سنوات من الخلافات مع مصر كانت توقف فيها المعونة بسبب رفض الرئيس عبدالفتاح السيسي، الإملاءات الأمريكية مثل “تهجير الفلسطينيين” وغيرها، مشيرا إلى مبادرة بايدن بالموافقة على الصفقة جاءت قبل مغادرة منصبه وقبل أن يعيدها الرئيس المنتخب دونالد ترامب بنفسه.
وأوضح أن الصفقة تشمل تجديد دبابة M1A1 الأمريكية، التي يتم تصنيعها في مصر بنسبة 40% بهدف تطوير أجهزة التهديف وغيرها من معدات الدبابة، مضيفا أن مصر ستصنع الدبابة بالكامل محليا خلال السنوات المقبلة.
وذكر أن الصفقة تشمل كذلك صواريخ هيلفاير، التي تعد “أحدث الصواريخ تطلق من الطائرات” وكذلك صواريخ ستينغر، مضيفا أن أفضل ما قالته وزارة الخارجية هي أن الصفقة تم منحها لمصر “بهدف تحقيق الأمن القومي الأمريكي في الشرق الأوسط”.
وتابع: “هذا اعتراف بأن مصر هي عمود تحقيق الأمن في المنطقة”.
وأمس أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية، موافقة وزارة الخارجية على بيع محتمل لأسلحة إلى مصر بقيمة تتجاوز 5 مليارات دولار، تشمل تجديد دبابات أبرامز وشراء صواريخ هيلفاير.
ويشكل تجديد ودعم ومعدات الدبابة أبرامز الجانب الأكبر من الصفقة بتكلفة تبلغ 4.69 مليار دولار، وتتضمن تجديد 555 دبابة M1A1 إلى طراز M1A1SA، وتوفير مجموعة أدوات تحسين رؤية السائق وأجهزة تصويب لنظام التصوير الحراري (TIS) وقاذفات قنابل الدخان M250 وناقل الحركة للدبابات X-1100؛ وقطع الغيار، ومعدات دعم.
وتشمل الصفقة المحتملة كذلك صواريخ هيلفاير HELLFIRE AGM-114R مقابل 630 مليون دولار ومنظومة أسلحة دقيقة مقابل 30 مليون دولار.
وقال البنتاجون إن الصفقة تدعم السياسة الخارجية والأمن القومي الأمريكي، عبر مساعدة وتعزيز حليف رئيسي خارج حلف الناتو يبقى “شريكا استراتيجيا مهما في الشرق الأوسط”، مؤكدة أن بيع تلك المعدات لمصر لن يغير من ميزان القوى العسكرية الأساسي في المنطقة.
المصدر: RT