نشر جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس الأحد، مقطع فيديو يزعم أنه من داخل نفق مكشوف طوله 55 مترا تحت مستشفى الشفاء في قطاع غزة، مدعيًا أن هذا النفق، الذي يؤدي إليه درج عميق ويحتوي على دفاعات مختلفة بما في ذلك باب علوي وفتحة إطلاق نار تستخدمه حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" لإخفاء أسلحتها وأصولها تحت الأرض.

وعليه زارت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، عمود النفق الذي ادعت إسرائيل العثور عليه تحت مستشفى الشفاء، حيث نقلت الشبكة الأمريكية ما يجرى هناك، مع قولها إنه من المحتمل أن يكون جيش الاحتلال الإسرائيلي قد وضع أو أعاد ترتيب الأسلحة في مجمع المستشفى قبل وصول الصحفيين الأجانب.

واستعرضت الشبكة الأمريكية، الوضع في غزة مع وصولها إلى القطاع قائلة إنه "حتى في الظلام، فإن الدمار الشامل في شمال غزة واضح وضوح الشمس، إذ تتدلى هياكل المباني الفارغة، التي تنيرها آخر قطع الأضواء، فيما تكون العلامات الوحيدة للحياة هي مركبات جيش الاحتلال الإسرائيلي التي تهز المشهد، والتي تعكس مدى قبضة الكيان على القطاع الشمالي".

وأضافت: "ليلة السبت، سافرنا مع الجيش الإسرائيلي إلى غزة لرؤية فتحة النفق التي تم اكتشافها في مجمع مستشفى الشفاء، أكبر منشأة طبية في القطاع".

ولفتت إلى أنه بعد اجتياز السياج الحدودي في حوالي الساعة 9:00 مساءً، أطفأت قافلة مركبات الهمفي التابعة للشبكة أنوارها، معتمدةً على نظارات الرؤية الليلية في اجتياز قطاع غزة.

وأشارت الشبكة الأمريكية: "كانت محطتنا الأولى موقعًا على الشاطئ حيث أقام الجيش الإسرائيلي منطقة انطلاق، ومن هناك، انتقلنا إلى ناقلات الجنود المدرعة مع العديد من المراسلين الآخرين حتى الكيلومتر الأخير من المستشفى، وكان المنظر الوحيد في الخارج يأتي من خلال شاشة الرؤية الليلية والذي أظهر مستوى الدمار الصادم والمفجع بغزة".

وتابعت: "داخل مدينة غزة، كانت البقايا الهيكلية للأبراج السكنية والمباني الشاهقة تملأ شوارع المدينة الخالية، حتى لو تمكنا من التحدث إلى الفلسطينيين أثناء تواجدنا مع القوات الإسرائيلية، لم يكن هناك أحد للتحدث معه".

وذكرت شبكة "سي إن إن" أن التقارير من داخل غزة تحت حراسة وسائل الإعلام التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي في جميع الأوقات، لافتة إلى أنه كشرط لانضمام الصحفيين إلى مجموعات التغطية، يجب على وسائل الإعلام تقديم لقطات تم تصويرها في غزة إلى سلطات الكيان الصهيوني لمراجعتها والموافقة على عدم الكشف عن المواقع الحساسة وهويات الجنود.

وأوضحت أن قوات الاحتلال أمنت المنطقة، مع اقتراب المجموعة الصحفية من عمود النفق الذي كان مكشوفًا بالكامل، مستطردة : "كنا نتوقع سماع صوت القتال بمجرد دخولنا مدينة غزة نفسها وبدلاً من ذلك، سمعنا صمتاً شبه كامل.. وصوت نيران الأسلحة الصغيرة من بعيد مرة واحدة فقط خلال تواجدنا في مستشفى الشفاء، والتي دامت حوالي 45 دقيقة، وكان من المستحيل معرفة مدى بعده إلا أن الصمت كان يعج المكان مع مزيد من القمع".

وبشأن النفق الذي أعلن الاحتلال الإسرائيلي العثور عليه تحت مستشفى الشفاء، قالت "سي إن إن"، إن جيش الكيان وعد بتقديم "أدلة ملموسة" على أن حركة حماس تستخدم مجمع المستشفيات فوق الأرض كغطاء لما وصفه بالبنية التحتية تحته، بما في ذلك مركز القيادة والسيطرة.

وأضافت: "قبل ذلك بعدة أيام، نشر جيش الاحتلال ما قال إنه الدفعة الأولى من الأدلة، التي تضمنت أسلحة وذخائر زعم أنه عثر عليها داخل المستشفى نفسه ، لكن الصور كانت بعيدة كل البعد عن إثبات أن حماس لديها منشأة تحتها، ووجد تحقيق أجرته شبكة سي إن إن ، أن بعض الأسلحة قد تم نقلها وإعادة ترتيبها في المكان".

ولفتت: "كان اكتشاف عمود النفق في اليوم التالي أكثر إلحاحًا، حيث أظهر مدخلًا لشيء ما تحت الأرض، ولكن لم يكن من الواضح ما هو أو إلى أي مدى وصل".

ونشر الاحتلال أمس مقطع فيديو للنفق والذي زعم أنه يؤدي إليه درج عميق إلى المدخل، يحتوي على دفاعات مختلفة بما في ذلك باب علوي وفتحة إطلاق النار، مدعيًا أن عمود النفق يقع في منطقة المستشفى أسفل السقيفة، حيث كانت هناك أيضا سيارة بها العديد من الأسلحة بما في ذلك قذائف آر بي جي ومتفجرات وأسلحة كلاشينكوف وغيرها.

لكن "سي إن إن" قالت إنها لم تتمكن من رؤية هذه الأشياء من أعلى حافة عمود النفق.

ونفت حماس مراراً وتكراراً وجود شبكة أنفاق أسفل مستشفى الشفاء، وقال مسؤولو الصحة الذين تحدثوا مع شبكة “CNN” الشيء نفسه، وأصروا على أنها مجرد منشأة طبية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: جيش الاحتلال الإسرائيلي الاحتلال الاسرائيلي الاحتلال حركة المقاومة الفلسطينية جیش الاحتلال الإسرائیلی مستشفى الشفاء بما فی ذلک سی إن إن

إقرأ أيضاً:

كذبة النفق.. إلى أي مدى تحرج جيش الاحتلال؟

قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء الركن محمد الصمادي إن اعتراف وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت بأن الصورة التي نُشرت لنفق ضخم في محور فيلادلفيا جنوب قطاع غزة كانت مزيفة، يفضح منظومة الأكاذيب التي تعتمد عليها القيادة العسكرية والسياسية الإسرائيلية لتبرير فشلها.

وأوضح الصمادي في تحليل للمشهد العسكري بقطاع غزة في قناة الجزيرة، أن هذه ليست الكذبة الأولى التي يُكشف عنها، بل تندرج ضمن سلسلة طويلة من التضليل.

واعتبر أن جيش الاحتلال والحكومة اليمينية المتطرفة يكذبان على الداخل الإسرائيلي وعلى المجتمع الدولي، وأن هذه الأكاذيب تُستخدم غطاء لارتكاب جرائم الإبادة والتهجير القسري في قطاع غزة.

وكانت هيئة البث الإسرائيلية نقلت عن غالانت، بأن النفق الذي زُعم بأنه يبلغ عمقه عشرات الأمتار، لم يكن سوى خندق بعمق متر واحد فقط، وأن الصورة استُخدمت للتأثير في الرأي العام الإسرائيلي والمماطلة في صفقة تبادل الأسرى.

وكانت الصورة المذكورة نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية في أغسطس/آب الماضي، وتضمنت مزاعم بأن الجيش اكتشف نفقا ضخما يتكون من 3 طوابق على الحدود المصرية، ضمن ما قيل إنها شبكة أنفاق مفاجئة للمخابرات والجنود الإسرائيليين، قبل أن يتضح لاحقًا أن ما وُصف بالنفق لم يكن سوى قناة لتصريف المياه.

إعلان

وفي هذا السياق، لفت الصمادي إلى ما ذكره اللواء المتقاعد إسحاق بريك الذي وصف ما يُروّج من إنجازات عسكرية بأنه "أكاذيب"، وأن جيش الاحتلال لم يدمّر سوى أقل من 10% من شبكة أنفاق المقاومة، وليس 25% كما يدّعي قادة الجيش.

فضيحة وإحراج كبير

واعتبر الصمادي أن اعتراف غالانت يمثل إحراجا كبيرا للمؤسسة العسكرية والسياسية الإسرائيلية، خصوصا بعد مرور أكثر من 560 يوما على اندلاع الحرب، و36 يوما منذ استئناف العمليات دون أن تحقق تل أبيب أهدافها المعلنة، رغم حجم الدمار والدماء التي خلفتها الحرب في غزة.

وأشار إلى أن هذه الفضيحة تأتي في وقت يعاني فيه جيش الاحتلال من استنزاف متزايد، ويواجه مقاتلي المقاومة الفلسطينية في معارك داخل عمق ميداني صعب، كما في بيت حانون وشرق حي التفاح، وهي معارك استنزاف كشفت هشاشة الخطط العسكرية الإسرائيلية.

ولفت الصمادي إلى أن حالة الإرباك انعكست في الداخل الإسرائيلي، حيث تتزايد الأصوات المطالبة بوقف الحرب مع توقيع مئات الآلاف على عرائض تدعو إلى إنهاء العمليات العسكرية التي وصفها بـ"العبثية"، في ظل فقدان القيادة السياسية لقدرتها على الإقناع.

وأكد أن التناقضات في التصريحات الرسمية إزاء مصير الأسرى وأولويات الحكومة تدل على أزمة مصداقية حادة داخل القيادة الإسرائيلية، حيث صرح وزير المالية بتسلئيل سموتريتش أن تحرير الأسرى ليس أولوية، بينما يصر الناطق باسم الجيش على العكس.

كما أشار الصمادي إلى وجود مشكلة حقيقية في ملف جنود الاحتياط، لافتا إلى أن إذاعة الجيش نقلت عن ضباط قولهم إن 60% فقط من جنود الاحتياط استجابوا للاستدعاء، خلافا للرقم الرسمي الذي أعلنته المؤسسة العسكرية بنسبة 85%.

وشدد على أن الجيش يحاول تجميل الواقع أمام الرأي العام بإخفاء الأرقام الحقيقية، لأن كشفها سيؤدي لانهيار معنويات الجنود، وهو ما يفسر استعانة إسرائيل بشركات أمنية ومرتزقة لسد النقص في القوات، في ظل العزوف المتزايد لدى الضباط من الرتب المتوسطة عن العودة للخدمة.

إعلان

وأضاف أن توقيع الأهالي على عرائض تطالب بعدم إرسال أبنائهم مجددا إلى الحرب يعكس حجم الاستياء، وأضاف بأن الجرحى والمصابين الذين بُترت أطرافهم أو فقدوا بصرهم أصبحوا صورة حية لفشل هذه الحرب داخل المجتمع الإسرائيلي.

مقالات مشابهة

  • الدفاع المدني بغزة يطالب المجتمع الدولي بتوفير الحماية لطواقمه وإلزام الاحتلال بالقانون الدولي
  • الدفاع المدني بغزة: الاحتلال تعمد الكذب والتضليل بشأن استهداف طواقمنا الطبية
  • بالصور: تركيب محطة تحلية متنقلة بمجمع الشفاء الطبي في غزة
  • الاحتلال الإسرائيلي يقصف مستشفى الدرة للأطفال والمنازل والخيام بقطاع غزة ويعتقل 12 فلسطينيًا
  • الاحتلال الإسرائيلي يقصف مستشفى الدرة للأطفال في قطاع غزة
  • غالانت يكشف كذب جيش الاحتلال بشأن مزاعم عثوره على نفق في محور «فيلادلفيا»
  • كذبة النفق.. إلى أي مدى تحرج جيش الاحتلال؟
  • جالانت يكشف: صورة "النفق الضخم" في محور فيلادلفيا كانت خدعة إعلامية من الجيش الإسرائيلي
  • غالانت يكشف: الجيش الإسرائيلي نشر صورة نفق لا وجود له لتأخير صفقة التبادل
  • الدويري: كمائن القسام تؤكد فعالية أنفاق غزة وتدحض مزاعم الاحتلال