انتخابات الرئاسة 2024.. التعليم والصحة على رأس أچندات المرشحين

مع بداية ديسمبر المقبل تنطلق المرحلة الأولى من الانتخابات الرئاسية للمصريين بالخارج المقرر لها أيام 1 و2 و3 منه، فيما تتوقف الحملات الانتخابية وتبدأ فترة الصمت الدعائي لانتخابات المصريين بالخارج يوم 29 نوفمبر الجاري، وأصدرتِ الهيئة الوطنية للانتخابات القرار رقم 30 لسنة 2023 الخاص بتحديد مقار اللجان الفرعية والفرز في الانتخابات، بعد أن وزعت الناخبين البالغ عددهم 67 مليون ناخب على اللجان الفرعية داخل 10 آلاف و85 مركز اقتراع على مستوى الجمهورية.

الانتخابات المرتقبة التي تسير وفق الجدول الزمني تُعَد من أهم الاستحقاقات الانتخابية، لأنها ستشكل خارطة سياسية جديدة لمصر تتزامن مع انتخاب رئيس يحكم مصر لفترة رئاسية جديدة تحمل الكثير من التحديات في شتى المجالات، لهذا تشهد الفترة الدعائية نشاطًا مكثفًا في كل ربوع مصر، وتشهد مشاركة حزبية متعددة، مع مشاركة قوى المعارضة في أهم استحقاق انتخابي، الكل يرفع شعار الحفاظ على الوطن والوقوف صفًّا واحدًا دعمًا للدولة المصرية.

الانتخابات يشارك فيها 4 مرشحين، بدأت دعايتهم بكثافة في كل المحافظات والنجوع والقرى، من خلال التنسيق بين الحملات لعدم تضارب المواعيد مع استمرار العملية الدعائية الانتخابية، والتي تنتهي 29 نوفمبر الجاري، حيث تقام المؤتمرات الانتخابية الخاصة بكل مرشح من خلال خطة للتحرك والتعريف ببرامج المرشحين، بالإضافة إلى وسائل الترويج التي تعتمد عليها حملات المرشحين للرئاسة للتعريف بهم في الدعاية الانتخابية، وعرض الرسائل الأساسية التي تركز عليها الحملات، وتقديم البرامج والرؤى الانتخابية، والتفاعل الإيجابي مع المواطنين.

المحرومون من التصويت

يخوض السباق كل من: عبد الفتاح السيسي، عبد السند يمامة رئيس حزب الوفد، حازم عمر رئيس حزب الشعب الجمهوري، فريد زهران رئيس الحزب المصري الديمقراطي. فيما بدأ المرشحون الحملات الانتخابية واستعراض برامجهم الانتخابية وفق محددات الهيئة الوطنية للانتخابات والالتزام بالضوابط والمحظورات في الدعاية الانتخابية، وأعلنتِ الهيئة أنه يحق لكل مصري أو مصرية ممن بلغ ثماني عشرة سنة ميلادية أن يشارك في انتخاب رئيس الجمهورية. أما بالنسبة للمعفيين من ممارسة حق إبداء الرأي في انتخابات الرئاسة طوال فترة عملهم فهم ضباط وأفراد القوات المسلحة العامة والفرعية والإضافية وضباط وأفراد الشرطة المصرية، طوال مدة خدمتهم بالقوات المسلحة أو الشرطة.

وبالنسبة للممنوعين بشكل مؤقت من التصويت، فهم المحجور عليهم خلال فترة الحجر، والمصابون باضطراب نفسي أو عقلي خلال مدة الاحتجاز الإلزامية بإحدى منشآت الصحة النفسية، والصادر بحقهم حكم نهائي بات في جريمة، وكذلك الصادر ضدهم حكم نهائي لارتكابهم جريمة من جرائم إفساد الحياة السياسية. ويُمنع من المشاركة في الانتخابات الرئاسية المصرية 2024، مَن صدر ضدهم حكم نهائي في جرائم السرقة والنصب وخيانة الأمانة والرشوة والتزوير والشهادة الزور والتهرب من الخدمة العسكرية والوطنية، واختلاس المال العام.

المتحدة للخدمات الإعلامية

فيما قررتِ الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية منح كل مرشح رئاسي 100 دقيقة إعلانية مجانًا بالكامل بالتساوي بكافة وسائلها الاعلامية، وذلك دعمًا وتشجيعًا للعملية الانتخابية، وللمنافسة الشريفة التي تعود على الوطن بالنفع والفائدة. وقد لاقى هذا القرار استحسانًا لدى جموع الرأي العام، بعدما أعلنتِ الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، أنه ستتم إذاعتها في أوقات مشاهدة جيدة وبالعدل بين المرشحين، يأتي ذلك دعمًا لحق المواطن في المعرفة بالمعلومات الخاصة بالمرشحين وأطروحاتهم المختلفة، وتشجيعًا للمصريين على خوض حقهم في اختيار مرشحهم بكامل حريتهم، دون الانحياز إلى أحد، وأن يكون محتواها وفقًا للضوابط والمعايير التي وضعتها الهيئة الوطنية للانتخابات، وهو ما يعكس التزام الشركة المتحدة بمحددات وضوابط الانتخابات الرئاسية.

الخبراء وصفوا القرار بأنه خطوة جيدة للتعامل بشفافية مطلقة في ماراثون الانتخابات الرئاسية، وهو ما يتسق مع سياسة الدولة في إتاحة الفرص لكل المرشحين في إقامة كل الندوات والمؤتمرات، وأنه لم يتم منع أي مؤتمر لأي مرشح. فيما وجَّهت حملات المرشحين الأربعة الشكر للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية على قرارها بمنح كل مرشح رئاسي 100 دقيقة إعلانية مجانًا بالكامل.. مؤكدين أن مبادرة المتحدة، تؤكد على ريادتها الإعلامية وقدرتها على التعاطي مع مجمل القضايا التي تشغل الرأي العام من خلال المعلومات الموثقة، وانحيازها للمصلحة العامة، وقيامها بدورها التنويري والتوعوي للمواطنين، وتقديم خدمة إخبارية متكاملة للشعب المصري، ومن بينها العملية الانتخابية وتوعية الناخبين بالإجراءات، ما يعكس الدور الوطني لها وتفاعلها الإيجابي لإبراز صورة مصر أمام العالم.

تفاعل الفنانين

وفي سياق متصل تفاعل المثقفون والكتاب والفنانون مع برامج المرشحين وحضور اللقاءات، والذي بلا شك سيكون له تأثير إيجابي على المشاركة من قِبل الناخبين، خاصة وأن قوة مصر الناعمة تكمن في فنانيها ومثقفيها ومبدعيها، ومن ثم فإنه من المنتظر أن تشهد الفترة المتبقية من الدعاية الانتخابية حالة من الحراك ووجود كبار المثقفين والفنانين في البرامج الحوارية واللقاءات، وكلها تأتي في سياق نشر الوعي بأهمية المشاركة، ولهذا كان للقاء المثقفين بحملة المرشح السيسي نتائج سوف تنعكس على التوعية بضرورة المشاركة الإيجابية في الانتخابات القادمة.

عمال مصر

عمال مصر لهم دور فعال ومحوري في نشر الوعي بالمشاركة في الانتخابات القادمة، فقد أعلنوا وبشكل واضح دعمهم المرشح عبد الفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة، حيث عقدتِ النقابة العامة للعاملين بالصحافة والطباعة مؤتمرًا حاشدًا بمقر الاتحاد العام للعمال شارك فيه المستشار محمود فوزي رئيس الحملة الانتخابية للمرشح الرئاسي، فيما أعلن مجدي البدوي (نائب رئيس اتحاد عمال مصر) تبرع النقابة بمبلغ مائة ألف جنيه سيتم توجيهها لمؤسسة حياة كريمة وذلك لدعم أشقائنا في قطاع غزة.

المصريون بالخارج

وتعمل وزارة الهجرة على عقد لقاءات حية وزيارات للدول واللقاء مع الجاليات في الدول الخارجية لتوعية الناخبين، والتقتِ الحملة الرسمية للمرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي عددًا من جاليات المصريين في كل من: الكويت، قطر، البحرين، الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، الصين، عمان، الأردن، روسيا، أستراليا، السويد، رومانيا، سويسرا، هولندا، كندا، النمسا، إيطاليا، فرنسا، ألمانيا والسعودية عبر تقنية الفيديو كونفرانس، لتعريفهم بآليات التصويت في الخارج.. اللقاءات تأتي لتحفيز المواطنين على ممارسة حقوقهم الانتخابية في الانتخابات بالخارج التي تبدأ الأول من ديسمبر، والاستعلام عن مقار الانتخاب خارج مصر من خلال الهيئة، حيث تنشر جميع مقار لجان الانتخاب الفرعية بالخارج على موقعها وكل العناوين بدول المقر.

رؤية وبرامج المرشحين

فيما يشهد المشهد الانتخابي الرئاسي حالةً من التنوع لعرض رؤية وبرامج المرشحين، من خلال تقديم حلول لمجمل القضايا المصرية التي عكف على وضعها الخبراء والعلماء، من بينها 75 لقاء لحملة السيسي مع المتخصصين وأصحاب الخبرات المختلفة، كذلك تفاعل القوى المختلفة في المحافظات مع هيئات مكاتب الحملة الرسمية في الـ27 محافظة. الأمر لا يختلف كثيرًا في حملة المرشح الرئاسي عبد السند يمامة ووجود شباب في الحملة، وملامح برنامجه الانتخابي الذي يتضمن المحور الاقتصادي بحلول مقترحة لمواجهة كافة التحديات الاقتصادية الراهنة، باتخاذ كافة السبل للاتفاق مع المؤسسات المالية العالمية أصحاب الديون على إعادة جدولة هذه الديون لفترة أطول، وعدم اقتراض أي قروض أخرى خاصة بالخدمات أو مشروعات البنية التحتية لفترة محدودة وتكون مربوطة بفترة تعافي الاقتصاد المصري، ودفع عجلة الإنتاج، فضلًا عن استهداف الاستثمار الأجنبي في مشروعات البنية التحتية والخدمات، مع تعديل التشريعات المرتبطة بالاستثمار عمومًا والسماح بحل منازعات الاستثمار مع المستثمرين وخاصة الأجنبي عن طريق التحكيم وزيادة عدد مراكز التحكيم الدولي.

أما البرنامج الانتخابي للمرشح الرئاسي فريد زهران، فيتضمن قصر ملكيّة أجهزة ومؤسسات الدولة على المشروعات الاستراتيچية الكبرى، مثل هيئة قناة السويس، والحديد والصلب، ومجمع الألومنيوم، وشركات الكهرباء والمياه والصرف الصحي، وتخارج أجهزة الدولة من القطاعات الاقتصادية غير الاستراتيچية، وإعادة فتح المجال أمام القطاع الخاص دون منافسة أو مزاحمة من أجهزة وشركات الملكية العامة، وتوجيه كافة أجهزة الدولة والمؤسسات نحو مشروع وطني صناعي وزراعي وخدمي واجتماعي وثقافي. وإقرار خطة استراتيچية شاملة لمشروعات وطنية بهدف تشغيل العمالة، وتحقيق الاكتفاء الذاتي والتصدير، وتعميق وتوطين الصناعة باستراتيچية صناعية تشارك فيها كافة المؤسسات. وتشكيل حكومة جديدة يرأسها شخصية اقتصادية وسياسية مرموقة بمجموعة كفاءات سياسية وتكنوقراط قوية، ومنحها كافة الصلاحيات لوضع خطة إنقاذ اقتصادية عاجلة بدون أي تدخلات من أي جهة، وتوجيه الحكومة لإعداد مشروع الموازنة العامة للدولة والالتزام بالنِّسَب الدستورية المقررة للتعليم والصحة والبحث العلمي، مع بناء ثقافة صحية وتعليمية للارتقاء بالمواطن. وتفعيل المجلس الأعلى للتحول الرقمي، ورَقْمَنة الخدمات الحكومية، ووضع خطة عاجلة للانتهاء من رَقْمَنة كل الخدمات، والعمل على إزالة كل العقبات لإتمام هذا الهدف، مع إقرار مبدأ الشفافية وإتاحة المعلومات.

في حين اتبعت حملة المرشح الرئاسي حازم عمر مسارات غير تقليدية للدعاية من الملصقات في الشوارع ومنصات مواقع التواصل الاجتماعي، وأنه سيحافظ على مجانية التعليم في مصر، ودعم منظومة التأمين الصحي الشامل وإجراءات عاجلة فيما يخص القطاع المصرفي والسياسات النقدية، كما سيحافظ على سعر الجنيه المصري والقوة الشرائية والحد من البطالة.

الأحزاب والمشاركة الإيجابية

وتنوعتِ المؤتمرات الجماهيرية لدعم المرشح عبد الفتاح السيسي ما بين الفاعليات التي أقامها حزب مستقبل وطن في محافظات شمال سيناء والمنيا والجيزة، وما بين التنسيق مع حزب حماة الوطن، فقد تم تنظيم مؤتمر بالإسكندرية، ونظمت تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين اول مؤتمراتها لدعم المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي في مدينة شبين القناطر بمحافظة القليوبية، وعقد التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي مؤتمر «حكاية وطن بين الرؤية والإنجاز» في نسخته الرابعة بقرية شبين القناطر بالقليوبية. ونظمت أمانة حزب مصر القومي بمحافظة الجيزة «حدائق الأهرام» مؤتمرًا جماهيريًّا، وكذلك حزب المؤتمر، وحزب مصر أكتوبر بمحافظة الإسكندرية. وما تم الاتفاق عليه مع قبائل سيناء والكيانات الشبابية لعقد مجموعة من الفاعليات.

إن مشاركة الأحزاب في الاستحقاقات الانتخابية القادمة، من خلال المساهمة في عقد المؤتمرات مع بدء مرحلة الدعاية الانتخابية، حيث المرحلة التي تسبق عملية الاقتراع، مع مراعاة فترة الصمت الانتخابي، والتفاعل مع قضية غزة وخاصة في هذه الظروف والتحديات الصعبة التي تواجهها الدولة المصرية والمنطقة، تؤكد على أهمية الوعي بالتحديات والأزمات، والوعي بقيمة وأهمية المشاركة الإيجابية في الانتخابات الرئاسية، وقيمة الصوت الانتخابي لكل ناخب في مصر، لأنها مسئولية واجب وطني والتزام دستوري.

المصدر: الأسبوع