موقع 24:
2025-03-10@03:55:31 GMT

هل يمكن وقف سباق التسلح النووي الجديد؟

تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT

هل يمكن وقف سباق التسلح النووي الجديد؟

لفتت هيئة التحرير في صحيفة "واشنطن بوست" إلى أن العالم يدخل سباقاً خطيراً من التسلح النووي لم يسبق له مثيل منذ القنبلة الذرية الأولى، لكن ليس من الضروري أن ينتهي بكارثة.

إن سباقاً جامحاً للتسلح سيكون مكلفاً ومحفوفاً بالمخاطر

من الممكن أن تؤدي المعاهدات الملزمة والتي يمكن التحقق منها للسيطرة على الأسلحة النووية، بهدف الحد من المخزونات أو خفضها ومنع سوء التقدير أو الخطأ، إلى المزيد من الاستقرار.

سيتطلب الأمر قوة إرادة سياسية من جانب قادة الولايات المتحدة وروسيا والصين، وهي قوة لا وجود لها اليوم.
العامل الجديد هو الصين التي تطمح تقريباً إلى مجاراة الترسانات النووية التي تمتلكها الولايات المتحدة وروسيا على مدى العقد المقبل أو نحو ذلك. إذا أدى سباق التسلح الأول إلى مساومة ثنائية الاتجاه، في كثير من الأحيان عبر مناورة استراتيجية كلعبة الشطرنج، فسيكون السباق الجديد ثلاثياً وصعباً إلى حد مؤلم. إن مفهوم الردع عبر الأسلحة النووية الجاهزة للإطلاق، أي الحفاظ على تهديد نووي حقيقي لمنع الآخرين من الهجوم، سيكون أقل قابلية للتنبؤ وأكثر رعباً مما كان عليه أثناء الحرب الباردة وفق الصحيفة. خطورة لا حصر لها

يمكن للأسلحة النووية أن تدمر مجتمعات؛ النيران النووية أقوى بما بين 10 ملايين إلى 100 مليون مرة من النيران الكيميائية في المتفجرات التقليدية. بالرغم من عدم استخدام سلاح نووي في القتال منذ الحرب العالمية الثانية، كانت هناك مخاطر كبيرة: بالحد الأدنى، أجرت ثماني دول مسلحة نووياً 2056 تجربة للأسلحة النووية تحت الأرض وفي الجو، بالإضافة إلى العشرات من الإنذارات الكاذبة والحوادث التي تم تفاديها بأعجوبة. ويتزايد خطر سوء الفهم أو سوء التقدير عندما تظل الأسلحة النووية في حالة تأهب للإطلاق، كما هي الحال في الولايات المتحدة وروسيا اليوم. علاوة على ذلك، هددت روسيا مراراً باستخدام الأسلحة النووية أثناء حربها ضد أوكرانيا، وهو ما أظهر كيف أن الأسلحة النووية يمكن أن تلعب دوراً هائلاً في الإكراه والصراع حتى عندما لا تُستخدم.

 

This Washington Post editorial correctly warns against a nuclear arms race between the world’s three largest nuclear-armed states. https://t.co/PN12cY9JUf

Comes as Russia has gone rogue, China is building up, and calls in the US to increase arsenal. We’ve seen this movie before.

— Hans Kristensen (@nukestrat) November 19, 2023 ترسانة الصين إن سباق التسلح الجديد يجري بالفعل وفق الصحيفة. خلصت لجنة الكونغرس المعنية بالوضع الاستراتيجي للولايات المتحدة مؤخراً إلى أن "الصين تسعى إلى تعزيز قوتها النووية على نطاق ووتيرة لم يسبق لهما مثيل منذ سباق التسلح النووي بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي الذي انتهى في أواخر الثمانينات". وثمة اعتقاد بأن الصين التي كانت تمتلك قبل بضعة أعوام نحو 200 رأس حربي نووي، لديها الآن أكثر من 500 رأس نووي وتهدف إلى امتلاك أكثر من ألف رأس حربي بحلول سنة 2030، مقارنة بـ 1550 رأساً حربياً منتشراً لدى الولايات المتحدة وروسيا.
وأسست الصين ثالوثاً ناشئاً من مركبات تسليم الأسلحة الاستراتيجية، برية وبحرية وجوية، كما فعلت الولايات المتحدة وروسيا؛ ومن المتوقع أن تبقي الصواريخ الأرضية في حالة أعلى من الجاهزية؛ وهي تستثمر في الأسلحة المضادة للأقمار الاصطناعية والمركبات الانزلاقية التي تفوق سرعتها سرعة الصوت والقصف المداري. قال البنتاغون في أحدث مسح سنوي له عن القوة العسكرية الصينية إن جهود الصين "تقزّم المحاولات السابقة من حيث الحجم والتعقيد". لمحة عن الصداع الثلاثي

في حين ترزح تحت وطأة حربها في أوكرانيا، تقوم روسيا بتجربة صاروخ كروز يعمل بالطاقة النووية ويمكنه الطيران لآلاف الأميال. والولايات المتحدة أيضاً باتت الآن في صلب دورة تحديث الأسلحة الاستراتيجية، مع قاذفات قنابل وصواريخ وغواصات جديدة تلوح في الأفق. وأشارت لجنة الوضع الاستراتيجي إلى أن الولايات المتحدة توسع الآن مظلة الردع النووي لتشمل أكثر من 30 حليفاً رسمياً وهو ما يمثل ثلث الاقتصاد العالمي - وسيكون الحفاظ على هذه التحالفات والردع الموثوق به أمراً أساسياً في عصر المواجهة مع روسيا والصين.

 

A new nuclear arms race is here. And we ought to be worried about it. Three-way strategy will be hard. A Washington Post editorial. https://t.co/2GBBDrqR6i

— David E. Hoffman (@thedeadhandbook) November 19, 2023


وفق الصحيفة نفسها، ليس هناك الكثير لإبطاء سباق التسلح الجديد. لقد انقضت معاهدات الحد من الأسلحة السابقة أو تم إضعافها، باستثناء معاهدة ستارت الجديدة، وثمة شكوك بما إذا كان من الممكن التفاوض على خليفة لها عندما تنتهي صلاحيتها سنة 2026. وكما أشار المجلس الاستشاري للأمن الدولي التابع لوزارة الخارجية الأمريكية مؤخراً، إن غياب اليقين العميق بشأن نوايا الصين وجدولها الزمني يعرقل أي محاولة للتوصل إلى اتفاق عددي مع روسيا. هذه مجرد لمحة عن الصداع الثلاثي.

حكمة الخطوات الصغيرة بعدما رفضت بكين لفترة طويلة مجرد مناقشة مسألة الحد من الأسلحة النووية، أرسلت الصين مسؤولاً عن هذا الملف إلى واشنطن لإجراء محادثات في السادس من نوفمبر (تشرين الثاني). هذا صدع في الباب، ويتعين على الولايات المتحدة أن تبذل جهوداً متضافرة لتوسيعه. قد يكون الطريق إلى التقدم الإقدام على خطوات صغيرة، في البداية، مع التركيز على الحد من المخاطر والشفافية. اقترح روز غوتمولر الذي كان كبير المفاوضين الأمريكيين مع روسيا في معاهدة ستارت الجديدة إمكانية أن تبدأ الولايات المتحدة بالسعي لإجراء محادثات مع كل من الصين وروسيا بشأن الحد من الصواريخ المتوسطة المدى، حيث لدى الصينيين نفس القدرة بالمقارنة مع كل من الولايات المتحدة وروسيا. بالتالي قد تكون مهتمة بضبط النفس المتبادل.
أضافت الصحيفة أن الدبلوماسية نجحت في وقف سباق التسلح النووي في الثمانينات، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى أن اثنين من القادة السياسيين، رونالد ريغان وميخائيل غورباتشوف، تمتعا بالرؤية اللازمة للقيام بذلك. في الوقت الحالي، هناك نقص في قوة الإرادة هذه. لكن من الحكمة البحث عن فرص متواضعة للتحضير للمعاهدات في وقت لاحق. إن سباقاً جامحاً للتسلح سيكون مكلفاً ومحفوفاً بالمخاطر، بل وأكثر إرباكاً للعقول من المفاوضات الثلاثية لوقفه.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة روسيا الولایات المتحدة وروسیا الأسلحة النوویة التسلح النووی سباق التسلح الحد من إلى أن

إقرأ أيضاً:

القيادات الدينية تؤكد الضرورة الأخلاقية للقضاء على الأسلحة النووية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أصدرت أكثر من 170 قيادة دينية ـ بما في ذلك مجلس الكنائس العالمي ـ بياناً مشتركًا بعنوان "البيان المشترك بين الأديان إلى الاجتماع الثالث للدول الأطراف في معاهدة حظر الأسلحة النووية".

وتم إصدار البيان بمثابة دعوة إلى العمل خلال حدث جانبي بعنوان "الحوار بين الأديان والأجيال والقطاعات حول الضرورات الأخلاقية للقضاء على الأسلحة النووية".

وبالتزامن مع الاجتماع الثالث للدول الأطراف في معاهدة حظر الأسلحة النووية، أكد البيان والحدث الجانبي على عدم توافق الردع النووي مع حماية حياة الإنسان وكرامته وكوكب الأرض.

وسلط المتحدثون في الحدث الجانبي الضوء على المخاطر الإنسانية والبيئية الكارثية التي تشكلها الأسلحة النووية، فضلاً عن الضرورة الأخلاقية والدينية لحظرها، كما هو منصوص عليه في معاهدة حظر الأسلحة النووية، لضمان مستقبل يتميز بالسلام والازدهار الإنساني المشترك والمقدس.

تم رعاية هذا الحدث من قبل منظمة الأديان من أجل السلام الدولية، والحملة الدولية لإلغاء الأسلحة النووية، والمجلس الأفريقي للزعماء الدينيين - الأديان من أجل السلام.

إن معاهدة حظر الأسلحة النووية، التي دخلت حيز التنفيذ في عام 2021، هي أداة قانونية تحظر الأسلحة النووية بشكل قاطع.

ولكن الدول الكبرى المسلحة نوويا وحلفائها لم تنضم بعد إلى المعاهدة، الأمر الذي يستلزم بذل المزيد من الجهود لتعميم وتعزيز القاعدة ضد الأسلحة النووية.

وناقش المتحدثون والمشاركون في الحدث الجانبي الافتقار الواسع النطاق إلى الفهم بشأن العواقب الإنسانية والبيئية البعيدة المدى للأسلحة النووية.

كما تطرقوا إلى عدم كفاية الأطر القانونية الوطنية لمعالجة المخاطر العابرة للحدود الوطنية التي تشكلها الأسلحة النووية. وتبادل الزعماء الدينيون أفكارهم حول كيفية تضخيم أصوات الناجين والمجتمعات الأصلية المتضررة من التلوث النووي.

كما قدم المتحدثون أفكارًا حول الكيفية التي يمكن بها للمؤسسات الدينية، مع شبكاتها من المنظمات الإنسانية، الدعوة إلى إعادة توجيه الإنفاق العسكري نحو الرفاهة الاجتماعية والبيئية.

وأشار البيان إلى أن هذا العام يصادف الذكرى الثمانين للقصف النووي المروع على هيروشيما وناجازاكي.

وجاء في البيان: "نتذكر ونكرم بكل احترام جميع الهيباكوشا الذين عانوا من الألم الذي لا يمكن تصوره نتيجة لهذه الأسلحة اللاإنسانية، ونحتفل بحصول نيهون هيدانكيو على جائزة نوبل للسلام، ولقيادته وشجاعته التي لا تنتهي في إدخال عالم خالٍ من الأسلحة النووية".

ودعا البيان إلى تحقيق تقدم ملموس نحو نزع السلاح النووي، وجاء في النص: "بصفتنا مؤمنين، فإننا نصلي. نصلي ألا تُستخدم الأسلحة النووية مرة أخرى أبدًا".

وأشار البيان أيضًا إلى أن العديد من الأفراد الشجعان من ذوي الإيمان وقفوا ضد الأسلحة النووية لأنهم يعتقدون حقًا أن إيمانهم يتطلب مثل هذه الإجراءات، "ولهذا السبب، نحن، كمجتمعات دينية، نوحد أصواتنا مرة أخرى اليوم".

كما جاء في النص: "نحن نقف متضامنين مع الضحايا والناجين، ونعترف بالمعاناة العميقة التي يعيشها الهيباكوشا، والمجتمعات الأصلية المتضررة من التجارب النووية، وكل من تحمل وطأة سباق التسلح النووي".

ويقترح البيان أيضًا تعزيز المعايير ضد الأسلحة النووية، "إن مستقبل البشرية هو عالم خال من الأسلحة النووية".

كما جاء في النص، "نحن هنا اليوم بفضل هذه الرؤية المشتركة، ولا يمكننا أن نكون راضين عن أنفسنا في حين يتجه عالمنا نحو الدمار".

مقالات مشابهة

  • أول تصريح لرئيس وزراء كندا الجديد: بلادنا لن تصبح أبدا جزءا من الولايات المتحدة
  • ألمانيا: ميرتس يسعى للتواصل مع فرنسا والمملكة المتحدة بشأن "تقاسم الأسلحة النووية"
  • ألمانيا تخطط لتواصل مع فرنسا والمملكة المتحدة بشأن تقاسم الأسلحة النووية
  • مخاوف متصاعدة.. شكوك متزايدة حول دعم الولايات المتحدة للترسانة النووية البريطانية
  • الخامسة منذ 2019..مناورة بحرية مشتركة بين الصين وإيران وروسيا
  • تحليل: هل يمكن لحلف الناتو أن يصمد دون الولايات المتحدة؟ وما قدراته أمام روسيا؟
  • وزير الخارجية الإيراني: البرنامج النووي الإيراني لا يمكن تدميره عسكريا
  • القيادات الدينية تؤكد الضرورة الأخلاقية للقضاء على الأسلحة النووية
  • غروسي: سياسات ترامب قد تشعل سباق تسلح نووي عالمي
  • جلسة مجلس الأمن.. أمريكا تتوعد الحوثيين وبريطانيا تدعو لحظر الأسلحة وروسيا تقول إن تصنيفهم منظمة إرهابية سيكون له تبعات