هل يمكن وقف سباق التسلح النووي الجديد؟
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
لفتت هيئة التحرير في صحيفة "واشنطن بوست" إلى أن العالم يدخل سباقاً خطيراً من التسلح النووي لم يسبق له مثيل منذ القنبلة الذرية الأولى، لكن ليس من الضروري أن ينتهي بكارثة.
إن سباقاً جامحاً للتسلح سيكون مكلفاً ومحفوفاً بالمخاطر
من الممكن أن تؤدي المعاهدات الملزمة والتي يمكن التحقق منها للسيطرة على الأسلحة النووية، بهدف الحد من المخزونات أو خفضها ومنع سوء التقدير أو الخطأ، إلى المزيد من الاستقرار.سيتطلب الأمر قوة إرادة سياسية من جانب قادة الولايات المتحدة وروسيا والصين، وهي قوة لا وجود لها اليوم.
العامل الجديد هو الصين التي تطمح تقريباً إلى مجاراة الترسانات النووية التي تمتلكها الولايات المتحدة وروسيا على مدى العقد المقبل أو نحو ذلك. إذا أدى سباق التسلح الأول إلى مساومة ثنائية الاتجاه، في كثير من الأحيان عبر مناورة استراتيجية كلعبة الشطرنج، فسيكون السباق الجديد ثلاثياً وصعباً إلى حد مؤلم. إن مفهوم الردع عبر الأسلحة النووية الجاهزة للإطلاق، أي الحفاظ على تهديد نووي حقيقي لمنع الآخرين من الهجوم، سيكون أقل قابلية للتنبؤ وأكثر رعباً مما كان عليه أثناء الحرب الباردة وفق الصحيفة. خطورة لا حصر لها
يمكن للأسلحة النووية أن تدمر مجتمعات؛ النيران النووية أقوى بما بين 10 ملايين إلى 100 مليون مرة من النيران الكيميائية في المتفجرات التقليدية. بالرغم من عدم استخدام سلاح نووي في القتال منذ الحرب العالمية الثانية، كانت هناك مخاطر كبيرة: بالحد الأدنى، أجرت ثماني دول مسلحة نووياً 2056 تجربة للأسلحة النووية تحت الأرض وفي الجو، بالإضافة إلى العشرات من الإنذارات الكاذبة والحوادث التي تم تفاديها بأعجوبة. ويتزايد خطر سوء الفهم أو سوء التقدير عندما تظل الأسلحة النووية في حالة تأهب للإطلاق، كما هي الحال في الولايات المتحدة وروسيا اليوم. علاوة على ذلك، هددت روسيا مراراً باستخدام الأسلحة النووية أثناء حربها ضد أوكرانيا، وهو ما أظهر كيف أن الأسلحة النووية يمكن أن تلعب دوراً هائلاً في الإكراه والصراع حتى عندما لا تُستخدم.
This Washington Post editorial correctly warns against a nuclear arms race between the world’s three largest nuclear-armed states. https://t.co/PN12cY9JUf
Comes as Russia has gone rogue, China is building up, and calls in the US to increase arsenal. We’ve seen this movie before.
وأسست الصين ثالوثاً ناشئاً من مركبات تسليم الأسلحة الاستراتيجية، برية وبحرية وجوية، كما فعلت الولايات المتحدة وروسيا؛ ومن المتوقع أن تبقي الصواريخ الأرضية في حالة أعلى من الجاهزية؛ وهي تستثمر في الأسلحة المضادة للأقمار الاصطناعية والمركبات الانزلاقية التي تفوق سرعتها سرعة الصوت والقصف المداري. قال البنتاغون في أحدث مسح سنوي له عن القوة العسكرية الصينية إن جهود الصين "تقزّم المحاولات السابقة من حيث الحجم والتعقيد". لمحة عن الصداع الثلاثي
في حين ترزح تحت وطأة حربها في أوكرانيا، تقوم روسيا بتجربة صاروخ كروز يعمل بالطاقة النووية ويمكنه الطيران لآلاف الأميال. والولايات المتحدة أيضاً باتت الآن في صلب دورة تحديث الأسلحة الاستراتيجية، مع قاذفات قنابل وصواريخ وغواصات جديدة تلوح في الأفق. وأشارت لجنة الوضع الاستراتيجي إلى أن الولايات المتحدة توسع الآن مظلة الردع النووي لتشمل أكثر من 30 حليفاً رسمياً وهو ما يمثل ثلث الاقتصاد العالمي - وسيكون الحفاظ على هذه التحالفات والردع الموثوق به أمراً أساسياً في عصر المواجهة مع روسيا والصين.
A new nuclear arms race is here. And we ought to be worried about it. Three-way strategy will be hard. A Washington Post editorial. https://t.co/2GBBDrqR6i
— David E. Hoffman (@thedeadhandbook) November 19, 2023
وفق الصحيفة نفسها، ليس هناك الكثير لإبطاء سباق التسلح الجديد. لقد انقضت معاهدات الحد من الأسلحة السابقة أو تم إضعافها، باستثناء معاهدة ستارت الجديدة، وثمة شكوك بما إذا كان من الممكن التفاوض على خليفة لها عندما تنتهي صلاحيتها سنة 2026. وكما أشار المجلس الاستشاري للأمن الدولي التابع لوزارة الخارجية الأمريكية مؤخراً، إن غياب اليقين العميق بشأن نوايا الصين وجدولها الزمني يعرقل أي محاولة للتوصل إلى اتفاق عددي مع روسيا. هذه مجرد لمحة عن الصداع الثلاثي.
أضافت الصحيفة أن الدبلوماسية نجحت في وقف سباق التسلح النووي في الثمانينات، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى أن اثنين من القادة السياسيين، رونالد ريغان وميخائيل غورباتشوف، تمتعا بالرؤية اللازمة للقيام بذلك. في الوقت الحالي، هناك نقص في قوة الإرادة هذه. لكن من الحكمة البحث عن فرص متواضعة للتحضير للمعاهدات في وقت لاحق. إن سباقاً جامحاً للتسلح سيكون مكلفاً ومحفوفاً بالمخاطر، بل وأكثر إرباكاً للعقول من المفاوضات الثلاثية لوقفه.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة روسيا الولایات المتحدة وروسیا الأسلحة النوویة التسلح النووی سباق التسلح الحد من إلى أن
إقرأ أيضاً:
«أوريشنيك» يشعل سباق التسلح.. بوتين يتحدى الغرب والبنتاجون يعرب عن قلقه
رغم الاستنكار الغربي لإطلاق روسيا صاروخ «أوريشنيك» خلال عملياتها في أوكرانيا، تمضي موسكو قدمًا في خطتها، متجاهلة تحذيرات الدول الغربية، فيما أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعليماته بزيادة الإنتاج ومواصلة التجارب القتالية للصاروخ الباليستي فرط الصوتي «أوريشنيك»، وذلك في أعقاب استخدامه في العمليات العسكرية بأوكرانيا، وفقًا لما نقلته وكالة «رويترز».
صواريخ «أوريشنيك»وأعلن بوتين، خلال اجتماع مع قادة عسكريين بثّ عبر التلفزيون، استمرار برنامج اختبارات صواريخ «أوريشنيك» مع التركيز على الظروف القتالية، بناءً على تقييم التهديدات الأمنية التي تواجه روسيا.
وشنّت روسيا هجومًا بصواريخ باليستية فرط صوتية متوسطة المدى على منشأة عسكرية أوكرانية، كما حذّر بوتين الدول الغربية من احتمال استهداف منشآتها العسكرية في حال استخدام أسلحتها ضد موسكو.
وفي خطابه، حمّل بوتين الغرب مسؤولية تصعيد الحرب في أوكرانيا، مشيرًا إلى دعم كييف بصواريخ بعيدة المدى، مما اعتبره خطوة نحو حرب عالمية.
وكشفت وكالة «رويترز» أن روسيا أجرت اختبارات قتالية لصواريخ «أوريشنيك» كرد فعل على ما وصفته بـ«الأعمال العدائية» من قبل دول حلف شمال الأطلسي.
وفي سياق تصاعد التوتر، أعلنت روسيا في 21 نوفمبر تنفيذ ضربة عسكرية استهدفت منشأة صناعية عسكرية في أوكرانيا، مبررة ذلك بأنه ردّ على استخدام كييف لأسلحة بعيدة المدى قدمتها الولايات المتحدة وبريطانيا.
وخضع أحد أحدث أنظمة الصواريخ الروسية متوسطة المدى لاختبارات قتالية، باستخدام صاروخ باليستي فرط صوتي غير نووي.
زيلينسكي يعلق على حديث بوتينمن جانبه، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات ردًا على تصرفات روسيا، مشددًا على ضرورة منع تصعيد الحرب، كما وصف تجربة موسكو لصواريخها الجديدة بأنها «جريمة دولية».
وحذّر البنتاجون من أن الصاروخ الروسي «أوريشنيك»، الذي استُخدم لتدمير منشأة عسكرية أوكرانية كبيرة، يمثل قدرة قتالية خطيرة قابلة للتسليح برؤوس نووية، فيما أصدر حلف شمال الأطلسي بيانًا يدين إطلاق الصاروخ، مؤكدًا استمرار دعمه لأوكرانيا.
وشدد على أن التجربة الروسية للصاروخ الجديد، الذي يمثل قدرة قتالية غير مسبوقة، تُثير قلقه.
وأصدر حلف شمال الأطلسي بياناً يدين فيه إطلاق الصاروخ الباليستي الجديد، لكنه شدد على أن هذا الحدث لن يُحدث أي تغيير في التزام الحلفاء بدعم أوكرانيا واستمرار جهودهم في الحرب.
ويأتي إطلاق الصاروخ في أعقاب قيام أوكرانيا باستهداف أهداف روسية بصواريخ غربية الصنع هذا الأسبوع، ما أدى إلى تصعيد سريع في التوتر خلال الحرب الدائرة منذ 33 شهرًا، رغم التحذيرات الروسية، ويُعتبر إطلاق الصاروخ مؤشرًا جديدًا على هذا التصعيد.