نحو حرب أكبر.. إسرائيل تستفز حزب الله بضربة في عمق لبنان
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
يبدو أن التصعيد المتنامي على الحدود اللبنانية الإسرائيلية يهدد بحرب أكبر، إذ بدأ الجيش الإسرائيلي في تجاوز المنطقة المقبولة للرد الانتقامي على هجمات جماعة "حزب الله" اللبنانية، بحسب تقرير لليز سلاي بصحيفة "ذا واشنطن بوست" الأمريكية (The Washington Post).
وبوتيرة يومية منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تتبادل إسرائيل قصفا متقطعا مع "حزب الله" وفصائل فلسطينية في لبنان؛ ما خلَف قتلى وجرحى من الطرفين، على خلفية حرب مدمرة يشنها جيش الإسرائيلي الاحتلال على قطاع غزة الفلسطيني منذ اليوم السابق.
وأسفرت الحرب حتى الإثنين عن استشهاد أكثر من 13 ألف فلسطيني، بينهم 5.5 آلاف طفل و3 آلاف و500 امرأة، بالإضافة إلى إصابة ما يزيد عن 30 ألف مصاب، 75% منهم أطفال ونساء، في قطاع يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.
سلاي تابعت، في التقرير الذي ترجمه "الخليج الجديد"، أن "تصاعد وتيرة المواجهة بين حزب الله وإسرائيل، خلال اليومين الماضيين، أثارت مخاوف من اتساع حرب غزة إلى لبنان".
وأضافت أن غارة إسرائيلية استهدفت مصنعا للألمنيوم في منطقة النبطية على بعد حوالي 15 كيلومترا من الحدود، "في ضربة نادرة في عمق الأراضي اللبنانية منذ بدء التصعيد على وقع الحرب في غزة".
وشددت على أن قصف المصنع "يتجاوز المنطقة التقليدية التي يعتبر فيها الجانبان إطلاق النار الانتقامي مقبولا"، وهو ما يشير إلى أن "الصراع الثانوي على طول الحدود يتزايد نطاقه وشدته تدريجيا".
اقرأ أيضاً
معهد بريطاني: تدمير حماس خط أحمر لحزب الله.. وحرب 2006 ستكون نزهة مقارنة بما قد يحدث
أكثر فتكا
كما "بدأ الجانبان في استخدام أسلحة أكثر فتكا، وترسل إسرائيل الآن طائرات مقاتلة بشكل منتظم لضرب أهداف حزب الله، الذي ينشر بدوره طائرات بدون طيار وصواريخ من العيار الثقيل"، كما أضافت سلاي.
والسبت، أعلن "حزب الله" أنه أسقط طائرة إسرائيلية بدون طيار، وهو ما نفته إسرائيل وردت في اليوم نفسه باستهداف ما وصفته بنظام صاروخي أرض-جو متطور.
وقالت سلاي إنه "في شكل أشبه بالروتين اليومي على مدى الأسابيع الستة الماضية، هاجمت إسرائيل لبنان وهاجم حزب الله إسرائيل، وهو النمط الذي بدأ كأسلوب ثأري، ثم تحول الآن إلى تبادل مستمر لإطلاق النار".
ولاحظت أنه "في أغلب الأحيان تقريبا، تكون الضربات على مسافة تتراوح بين 4 إلى 5 أميال من الحدود، وهي معايرة متعمدة تهدف إلى احتواء العنف وتجنب حرب أكثر تدميرا بكثير".
اقرأ أيضاً
الهجوم الأعنف.. حزب الله يستهدف 13 موقعا عسكريا إسرائيليا ويصيب 7
تصعيد إسرائيلي
لكن المسؤولين الإسرائيليين، بحسب سلاي، يصعدون حاليا من لهجتهم، إذ قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري، الأسبوع الماضي: "سيتحمل المواطنون اللبنانيون تكلفة هذا التهور وقرار حزب الله أن يكون المدافع عن (حركة) حماس".
وردا على اعتداءات الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، شنت "حماس" في 7 أكتوبر الماضي هجوم "طوفان الأقصى" ضد مستوطنات محيط غزة، فقتلت 1200 إسرائيلي وأصابت 5431، وأسرت نحو 239، بينهم عسكريون برتب رفيعة، ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 7 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون الاحتلال.
سلاي نقلت عن أديبة فناش (65 عاما)، وهي واحدة من بين 12 شخصا فقط بقوا في قرية ضهيرة اللبنانية الحدودية، إنه فيليز سلاي/ ذا واشنطن بوست- ترجمة وتحرير الخليج الجديد الأسابيع الأولى من القتال، كانت إسرائيل تقصف فقط في المساء، لكن "الآن القصف يمتد من الصباح حتى الليل. ويتصاعد يوما بعد آخر".
وزادت سلاي بأن "هذه التصعيدات المتفرقة لم تشعل بعد الحريق الذي يخشاه كثيرون، لكن كل انتهاك للاتفاق غير المعلن بين حزب الله وإسرائيل يجعلهما أقرب إلى حافة الهاوية".
ولفتت إلى أن الحرب الأخيرة في عام 2006، أسفرت عن مقتل أكثر من 1200 شخص في لبنان و165 في إسرائيل، بالإضافة إلى دمار مادي واسع في لبنان، مضيفة أن الجانبين حذرا من أن أي صراع واسع النطاق الآن سيكون أكثر تدميرا بكثير.
وقال أندريا تينينتي المتحدث باسم قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، وهي قوة حفظ السلام، إنه مع مرور الأسابيع وتطاير الصواريخ، يتزايد خطر أن يخطئ أي من الجانبين في الحسابات أو يتجاوز الحدود.
وحذر من أن "أي شيء يمكن أن يفعله أحد الطرفين، يمكن للآخر أن يعتبر أنه تجاوزا"؛ ما يطلق العنان لـ"معركة أكبر".
وبحسب دبلوماسيين غربيين للصحيفة فإن محادثات مكثفة تُجرى خلف الكواليس لمنع تكرار ما حدث عام 2006.
وذكرت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية أن واشنطن (الداعمة لإسرائيل في الحرب على غزة) تحاول التوسط بين الجانبين للخروج من هذا "السيناريو الكابوسي"، إذ تريد واشنطن تقليل احتمالية اندلاع حرب إقليمية وتستخدم كل نفوذها لذلك.
ومنذ عقود، تحتل إسرائيل مناطق لبنانية في الجنوب، وتعد جماعة "حزب الله" أحد أبرز وأقوى حلفاء إيران، التي تعتبر إسرائيل عدوها الأول.
اقرأ أيضاً
ضغط أمريكي لتجنب الحرب بين إسرائيل وحزب الله.. وجيش الاحتلال يقدر ألا مفر منها
المصدر | ليز سلاي/ ذا واشنطن بوست- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: حرب أكبر إسرائيل حزب الله ضربة عمق لبنان غزة حزب الله فی لبنان
إقرأ أيضاً:
أمين عام "حزب الله" يحدد شرطين لمفاوضات وقف إطلاق النار مع إسرائيل
أكد الأمين العام لـ "حزب الله" اللبناني نعيم قاسم، يوم الأربعاء، أنه لن يكون هناك طريق للمفاوضات غير المباشرة على وقف إطلاق النار قبل وقف إسرائيل هجماتها على لبنان.
وقال نعيم قاسم: "أساس أي تفاوض يبنى على أمرين هما وقف العدوان وأن يكون سقف التفاوض هو حماية السيادة اللبنانية بشكل كامل، والتطورات في ميدان المعركة فقط، وليس التحركات السياسية، هي التي ستضع نهاية للأعمال القتالية، ولن يكون هناك طريق للمفاوضات غير المباشرة من خلال الدولة اللبنانية إلا إذا أوقفت إسرائيل هجماتها على لبنان".
وأوضح أن "نتنياهو أمام مشروع كبير جدا يتخطى غزة وفلسطين ولبنان إلى الشرق الأوسط، أما خطوات هذا المشروع من خلال الحرب على لبنان فهي: إنهاء وجود حزب الله، احتلال لبنان ولو عن بعد وجعله شبيها بالضفة، والعمل على خارطة الشرق الأوسط".
وأكد أنه عندما تكون إسرائيل مستعدة "لوقف العدوان هناك طريق للمفاوضات حددناه بشكل واضح وهو التفاوض غير المباشر عبر الدولة اللبنانية".
كما أضاف: "قناعتنا أن أمرا واحدا هو الذي يوقف الحرب هو الميدان بقسميه: الحدود، والجبهة الداخلية وإن تصل إليها الصواريخ والمسيرات حتى تدفع ثمنا حقيقيا وتعلم أن هذه الحرب ليست قابلة لأن ينجح فيها الإسرائيلي، وبالنسبة إلى الحدود، يوجد لدينا عشرات الالاف من المجاهدين المقاومين المدربين الذين يستيطعون المواجهة والثبات، والإمكانات متوفرة سواء في المخازن وبطرق متعددة، وهي قادرة أن تمدنا لفترة طويلة".
وتعهد أمين عام حزب الله اللبناني، نعيم قاسم، بتحقيق النصر في الحرب الراهنة مع إسرائيل، لافتا إلى أن الشيء الوحيد الذي سينهي هذه الحرب هو "ساحة المعركة".
وأضاف: "بالنسبة إلى الجبهة الداخلية، ستصرخ إسرائيل من الصواريخ والطائرات ولا يوجد مكان في الكيان ممنوع من الطائرات والصواريخ، والأيام الماضية كانت نموذجا وما سيحصل سيكون أكثر وأكثر، ولن نبني وقف العدوان على حراك سياسي ولن نستجدي وسنجعل العدو هو الذي يطالب بوقف العدوان، لأن كل العوامل الأخرى لا تنفع".
وعلق على نتائج الانتخابات الأمريكية، قائلا: "نحن لا نبني على الانتخابات الأمريكية والموضوع لا قيمة له، ولا نعول على الحراك السياسي العام، ولا نعول على اكتفاء نتنياهو ببعض المكتسبات، وسنجعله يدرك أنه في الميدان خاسر".
وأردف: "ليس في قاموسنا إلا إستمرار المقاومة والصبر والتحمل والبقاء في الميدان حتى النصر، ولا يمكن أن نهزم والحق معنا والأرض لنا والله معنا، ولا يمكن أن يفوز نتنياهو الذي يعتمد على الإجرام والإبادة وصلاحيات الكنيست، أما نحن فنمشي بالسنة الإلهية متأكدين من النصر، بينما هو يمشي بسنن الشيطان ويقول أنه سينتصر لكننا متأكدون أنه سينهزم".