شبكة انباء العراق:
2025-03-10@09:15:51 GMT

ادراكنا وعقلنا الواعي ..حقيقة أنفسنا

تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT

بقلم: أ.د رحيم حلو علي ..

ان معظم الناس تعودوا منذ الصغر على أن يتصرفوا أو يتكلموا أو يعتقدوا بطريقة معينة وتكبر معهم حتى يصبحوا سجناء ما يسمى بالعقل الباطن الذي يحد من حصولهم على أشياء كثيرة في هذه الحياة، وصحيح أن العقل الباطن هو الذي يقود أحاديثنا، وآراءنا، وافتراضاتنا، وقناعاتنا؟ لكن العقل الواعي هو الذي يصوغ حياتنا ومشاعرنا ونفسيتنا تبعاً لتلك الرؤى والافتراضات والقناعات يعني أن العقل الباطن هو العالم الداخلي للانسان ولا يميز بين الخطأ والصواب، وإنما يعتبر كل ما لديه حقاً وصواباً ولا شيء غير ذلك.


فالادراك هو العملية التي بواسطتها يتمكن الانسان من إدراك ما هية الأشياء أو إدراك مكوناتها أو الحكم على الأشياء،ويحدث من خلال المؤثر الخارجي (الواقع) فتلتقط الحواس بعض هذا المؤثر وتقوم الحواس بإرسال معلومات تصل الى الفلاتر(المرشحات) فتنتقي أقوى سبع معلومات منها وتدخلها الوعي (هذه الفلاتر هي جزء خارجي للعقل الواعي) ويقوم العقل الواعي بارسال الاستجابة للاعضاء المسؤولة على المرشحات نفسها ثم تظهر بوصفها ردود أفعال وتفاعلاً مع المؤثر الخارجي والمعلومات الأخرى التي لم تدخل للعقل الواعي وتنقل للعقل الباطن مباشرة وتبقى حتى ينقب عنها العقل الواعي..وهناك فرق بين المرشحات وبين عملية التمثيل الداخلي .فالمرشحات مكونة من اللغة والحواس والمعتقدات والقيم والمعايير والمبادئ والخبرات.فالانسان ببساطة لا يعي ملايين المعلومات التي تتنافى مع معتقدات الشخص وخبراته وقد يعي منها ما كان قوياً جداً.. اما التمثيل الداخلي فهو عملية حكم العقل الواعي على المعلومات التي وعاها وادركها ..
ولكون الانسان من البشر،فهو يتصل بعالمه عن طريق الحواس الخمس وتشكل هذه الحواس النظام التمثيلي الذي يتولى مهام التحويل الى رموز والتنظيم والاختزان وربط الانسان بمصاف الادراك ..وعلى الرغم من اشتراك الحواس الخمس كلها في عملية الادراك في حياة الانسان فان الغالبية العظمى لمدركاته ولذكرياته تأتي عن طريق ثلاث حواس رئيسية هي (البصر،السمع،الاحساس) وتدعى أحياناً هذه الأنماط الثلاثة بالانكليزية(VAK)وعندما ينظر شخص الى شخص أخر يجلس أمامه فأن صورته تحمل الى الدماغ عن طريق العين بواسطة الضوء الذي ينعكس عن جسم الشخص وفي هذه الحالة تقول أن الرؤية هي رؤية خارجية لان مصدرها خارجي، ولكن حين يغادر الشخص مكانه فبالامكان (تصوره) في الذهن من خلال إعادة التصور وبالامكان رؤية وجهه وعينه ولون ملابسه وكانه موجود ،وفي هذه الحالة تكون الرؤية داخلية لان مصدرها داخلي من المعلومات التي خزنها في الذاكرة حيث تنتهي الرؤية الخارجية بغياب المرئي عن العين، فطبيعة الانسان يكون فطرياً(لا شعورياً) متكامل في إدراكه،لكن ظروف الحياة وطريقة التربية والتنشئة الاجتماعية ومناهجنا الدراسية شجعت على أن يطغي نمط معين من الادراك دون الكل،في حين يحدث التكامل في بعض الحالات للانماط الثلاثة وفق تحديد هدف معين ووضع جميع الخطوات والحلول لتحقيقه،لذا يجب ان لا ينحصر إدراكنا للأمور من خلال وجهة نظرنا نحن بل نتعدى هذه الحدود لتشمل مدى أوسع يجعلنا نرى الأمور بمنظور خارجي موضوعي غير متحيز لطرف بذلك سنصل الى قرار صحيح لأننا أخذنا الموقف من كافة زواياه.

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

المفتي: لا تعارض بين العقل والنقل في القضايا الغيبية.. فيديو

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية، أن العلاقة بين العقل والنقل في القضايا الغيبية لا تقوم على التنافر أو التعارض، بل على التكامل والتعاضد، موضحًا أن هناك جوانب غيبية يمكن للعقل أن يبحث فيها ويؤكدها من خلال التأمل والتدبر. 

وأوضح خلال حلقة برنامج "حديث المفتي"، المذاع على قناة "الناس" اليوم الأحد، أن وجود الله تعالى من القضايا التي تتعانق فيها الأدلة العقلية والنقلية، حيث أكد القرآن الكريم على دعوة الإنسان إلى التأمل في خلق السماوات والأرض، كما جاء في قوله تعالى: "أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خُلقت وإلى السماء كيف رُفعت وإلى الجبال كيف نُصبت وإلى الأرض كيف سُطحت". 

وأشار إلى أن العقل لا يُقصى عن الغيبيات، بل له دور في إدراك حكمة الله في خلقه، والتأمل في صفاته مثل العلم والحكمة والقدرة، من خلال النظر في نظام الكون المحكم، مستشهدًا بقوله تعالى: "لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكلٌ في فلك يسبحون". 

كما تطرق إلى أهمية الوحي كمصدر رئيسي للمعرفة الغيبية، مؤكدًا أن العقل يمكنه إدراك إمكانية الوحي وصدق الأنبياء من خلال المعجزات، التي تأتي على خلاف المألوف لكنها تبقى ضمن جنس ما برع فيه القوم، مما يؤكد صدق رسالاتهم.
 

مقالات مشابهة

  • الرد على الوليد آدم مادبو- بين أزمة الخطاب وامتحان العقل
  • حكايات المؤسسين (4): حكاية جيش التأسيس – الحلم الذي اقترب من أن يصبح حقيقة
  • حيث الإنسان في اليوم العالمي للمرأة يوثق تجربة فريدة في تمكين عائشة من مشروعها المستدام ليكون عونا لها ولكل صديقاتها ..
  • المفتي: لا تعارض بين العقل والنقل في القضايا الغيبية.. فيديو
  • حكم تقديم الطعام والشراب لفاقد العقل في نهار رمضان
  • بينهم 3 أشقاء.. مصرع وإصابة 4 إثر انقلاب تروسيكل في ترعة بمطروح
  • حيث الانسان من حضرموت يوثق حضورا إنسانيا جديدا عبر تقديم مشروع مستدام لمرجان .. ويعيد له الأمل والحياة
  • شيخ العقل: المرأة عنصر أساسي في بناء الإنسان
  • ضياع الهويّة الذاتيّة
  • أمانة حفر الباطن تُنفذ 12264 جولة رقابية خلال فبراير الماضي