ادراكنا وعقلنا الواعي ..حقيقة أنفسنا
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
بقلم: أ.د رحيم حلو علي ..
ان معظم الناس تعودوا منذ الصغر على أن يتصرفوا أو يتكلموا أو يعتقدوا بطريقة معينة وتكبر معهم حتى يصبحوا سجناء ما يسمى بالعقل الباطن الذي يحد من حصولهم على أشياء كثيرة في هذه الحياة، وصحيح أن العقل الباطن هو الذي يقود أحاديثنا، وآراءنا، وافتراضاتنا، وقناعاتنا؟ لكن العقل الواعي هو الذي يصوغ حياتنا ومشاعرنا ونفسيتنا تبعاً لتلك الرؤى والافتراضات والقناعات يعني أن العقل الباطن هو العالم الداخلي للانسان ولا يميز بين الخطأ والصواب، وإنما يعتبر كل ما لديه حقاً وصواباً ولا شيء غير ذلك.
فالادراك هو العملية التي بواسطتها يتمكن الانسان من إدراك ما هية الأشياء أو إدراك مكوناتها أو الحكم على الأشياء،ويحدث من خلال المؤثر الخارجي (الواقع) فتلتقط الحواس بعض هذا المؤثر وتقوم الحواس بإرسال معلومات تصل الى الفلاتر(المرشحات) فتنتقي أقوى سبع معلومات منها وتدخلها الوعي (هذه الفلاتر هي جزء خارجي للعقل الواعي) ويقوم العقل الواعي بارسال الاستجابة للاعضاء المسؤولة على المرشحات نفسها ثم تظهر بوصفها ردود أفعال وتفاعلاً مع المؤثر الخارجي والمعلومات الأخرى التي لم تدخل للعقل الواعي وتنقل للعقل الباطن مباشرة وتبقى حتى ينقب عنها العقل الواعي..وهناك فرق بين المرشحات وبين عملية التمثيل الداخلي .فالمرشحات مكونة من اللغة والحواس والمعتقدات والقيم والمعايير والمبادئ والخبرات.فالانسان ببساطة لا يعي ملايين المعلومات التي تتنافى مع معتقدات الشخص وخبراته وقد يعي منها ما كان قوياً جداً.. اما التمثيل الداخلي فهو عملية حكم العقل الواعي على المعلومات التي وعاها وادركها ..
ولكون الانسان من البشر،فهو يتصل بعالمه عن طريق الحواس الخمس وتشكل هذه الحواس النظام التمثيلي الذي يتولى مهام التحويل الى رموز والتنظيم والاختزان وربط الانسان بمصاف الادراك ..وعلى الرغم من اشتراك الحواس الخمس كلها في عملية الادراك في حياة الانسان فان الغالبية العظمى لمدركاته ولذكرياته تأتي عن طريق ثلاث حواس رئيسية هي (البصر،السمع،الاحساس) وتدعى أحياناً هذه الأنماط الثلاثة بالانكليزية(VAK)وعندما ينظر شخص الى شخص أخر يجلس أمامه فأن صورته تحمل الى الدماغ عن طريق العين بواسطة الضوء الذي ينعكس عن جسم الشخص وفي هذه الحالة تقول أن الرؤية هي رؤية خارجية لان مصدرها خارجي، ولكن حين يغادر الشخص مكانه فبالامكان (تصوره) في الذهن من خلال إعادة التصور وبالامكان رؤية وجهه وعينه ولون ملابسه وكانه موجود ،وفي هذه الحالة تكون الرؤية داخلية لان مصدرها داخلي من المعلومات التي خزنها في الذاكرة حيث تنتهي الرؤية الخارجية بغياب المرئي عن العين، فطبيعة الانسان يكون فطرياً(لا شعورياً) متكامل في إدراكه،لكن ظروف الحياة وطريقة التربية والتنشئة الاجتماعية ومناهجنا الدراسية شجعت على أن يطغي نمط معين من الادراك دون الكل،في حين يحدث التكامل في بعض الحالات للانماط الثلاثة وفق تحديد هدف معين ووضع جميع الخطوات والحلول لتحقيقه،لذا يجب ان لا ينحصر إدراكنا للأمور من خلال وجهة نظرنا نحن بل نتعدى هذه الحدود لتشمل مدى أوسع يجعلنا نرى الأمور بمنظور خارجي موضوعي غير متحيز لطرف بذلك سنصل الى قرار صحيح لأننا أخذنا الموقف من كافة زواياه.
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
العقل المدبر لعملية قتل وخطف جنود أميركيين.. من هو علي دقدوق؟
أسفر هجوم جوي إسرائيلي حصل مؤخرا في سوريا عن مقتل علي موسى دقدوق القيادي البارز في جماعة حزب الله اللبنانية والعقل المدبر لواحدة من أكثر الهجمات جرأة وتعقيدا ضد القوات الأميركية خلال حرب العراق، وفقا لمسؤول دفاعي أميركي رفيع تحدث لشبكة "إن بي سي" الإخبارية.
وقال المسؤول الأميركي إن تفاصيل الهجوم الجوي الإسرائيلي لا تزال غير متوفرة، وليس من الواضح متى وقع الهجوم، وأين في سوريا، أو ما إذا كان قد استهدف دقدوق بشكل محدد.
ولم يرد المتحدث باسم البنتاغون على الفور على طلب الشبكة الأميركية للتعليق. أما السفارة الإسرائيلية في واشنطن فقد أحالت الأسئلة إلى الجيش، الذي لم يرد على الفور، بحسب الشبكة.
لكن مصدرا أمنيا لبنانيا والمرصد السوري لحقوق الإنسان كانا قد تحدثا لوكالة فرانس برس في الـ11 من الشهر الجاري وأكدا أن دقدوق "مسؤول ملف الجولان" في حزب الله أصيب جراء غارة إسرائيلية استهدفت منطقة السيدة زينب جنوب دمشق في الـ10 من نوفمبر.
واستهدفت الغارة مبنى "تقطنه عائلات لبنانية وعناصر من حزب الله" المدعوم من إيران، وأسفرت عن مقتل تسعة أشخاص بينهم قيادي آخر من الحزب، بحسب المرصد.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن "مسؤول ملف الجولان في حزب الله علي دقدوق أصيب جراء الغارة الإسرائيلية"، مشيرا الى أن القيادي الآخر "المهم" الذي قتل في الغارة هو "لبناني الجنسية وينشط في سوريا"، من دون أن يحدد هويته.
وأكد مصدر أمني لبناني لفرانس برس أن دقدوق "أصيب لكنه لم يقتل".
من هو دقدوق؟وفقا لمعهد دراسات الحرب فقد انضم دقدوق إلى حزب الله اللبناني في عام 1983، وبعد فترة وجيزة جرى تعيينه لقيادة وحدة العمليات الخاصة للحزب في لبنان.
سرعان ما ارتقى دقدوق في الرتب وقام بتنسيق العمليات في قطاعات كبيرة من لبنان وكان مسؤولا أيضا عن تنسيق الأمن الشخصي لزعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله، الذي قتل في غارة جوية إسرائيلية هذا العام.
في يوليو من عام 2007 أعلن الجيش الأميركي القبض على دقدوق في جنوب العراق. وأكدت الولايات المتحدة أنه عنصر في حزب الله اللبناني جاء إلى العراق لتدريب متمردين بمساعدة فيلق القدس، وحدة النخبة في الحرس الثوري الإيراني.
اتهمت الولايات المتحدة دقدوق، الملقب بحميد محمد جبور اللامي، بالضلوع في هجوم حصل في يناير 2007 في مدينة كربلاء بجنوب بغداد وقتل فيه مسلحون جنديا أميركيا وخطفوا أربعة آخرين قبل أن يقتلوهم لاحقا.
وقالت الولايات المتحدة إن "قيادة حزب الله اللبناني أرسلت دقدوق في عام 2005 إلى إيران للعمل مع فيلق القدس على تدريب متطرفين عراقيين".
قبيل انسحابها من العراق في 2011، أعلنت واشنطن تسليم دقدوق للسلطات العراقية، بعد حصولها على ضمانات من الحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي في حينها بأنه "سيلاحق على جرائمه".
وكان دقدوق آخر معتقل تسلمه الولايات المتحدة لبغداد قبل أن تنسحب من هذا البلد.
أثارت خطوة تسليم للسلطات العراقية غضبا بين عدد من أعضاء الكونغرس الأميركي في واشنطن مؤكدين أنه "يرسل مؤشرا سلبيا إلى حلفائنا وأعدائنا في المنطقة".
وأكد هؤلاء ومن ضمنهم زعيم الأقلية الجمهورية السابق ميتش ماك كونيل والمرشح السابق للانتخابات الرئاسية جون ماكين "أنها لفضيحة أن يتم تسليم دقدوق الإرهابي إلى الحكومة العراقية عوضا عن إحالته الى محكمة عسكرية أميركية لمحاسبته على جرائمه".
وأضافوا أننا "نشعر بالقلق الشديد لفكرة أن دقدوق لن يحاسب يوما على ضلوعه في مقتل مواطنين أميركيين، وأنه سيصار إلى الإفراج عنه من جانب العراقيين لأسباب سياسية وسيستأنف بعدها القتال ضد الولايات المتحدة وأصدقائنا".
وأوضح مسؤول أميركي رفيع المستوى طلب عدم كشف اسمه لفرانس برس في حينه أن "الحكومة العراقية رفضت أي حديث عن ترحيله إلى غوانتانامو".
وبالفعل قررت المحكمة الجنائية المركزية العراقية في 2012 إطلاق سراح دقدوق "لعدم توفر أي دليل لإدانته" ليعود لبيروت بعدها.
في 2019 أعلن الجيش الإسرائيلي أنه كشف وحدة أقامها حزب الله مؤخرا عبر خط وقف إطلاق النار في مرتفعات الجولان السورية يرأسها دقدوق.
وقالت إسرائيل إن الوحدة الجديدة التي وصفتها بـ"الخطة السرية" لحزب الله، تم إنشاؤها "لمحاولة إعادة انشاء وتموضع وحدة سرية لتكون قادرة على العمل ضد إسرائيل" وفق ما نشر المتحدث العسكري باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي على تويتر.