ضمن دراسة عمانية: فوائد طبية مبشرة لنبتة المورينجا «الشوع» لمرضى حصوات الكلى
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
«عمان»: حصوات الكلى ما هي إلا تراكمات من الأيونات مثل الكالسيوم وأكسالات الفوسفات والبروتينات والغشاء الحيوي البكتيري، وهو مرض يصيب نسبة كبيرة من العمانيين ويُعتقد أنه في ازدياد بسبب عوامل التغذية والضغوطات المرتبطة بالحياة الحديثة، حيث ينتج عن حركة حصوات الكلى ألم شديد للغاية يعتقد أنه من أسوأ أنواع الألم التي عرفها الإنسان، وتتراوح طرق العلاج من التدخل الجراحي وأشعة الليزر إلى الأدوية التي تحتوي على أحماض الستريك، ولكن نسبة كبيرة من البشر بشكل عام والعمانيين بشكل خاص باتوا يعتمدون على الأدوية الشعبية المستخلصة من النباتات، ولهذا أجرى فريق بحثي بقيادة الدكتورة سيندو مينون والدكتورة ليلى بنت حمد الهدابية، رئيسة قسم العلوم التطبيقية بجامعة التقنية والعلوم التطبيقية دراسة بحثية حول الفوائد العديدة لنبتة المورينجا، والمعروفة محليا بشجرة الشوع وبتمويل من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار.
وتعد هذه الدراسة الأولى من نوعها في الشرق الأوسط، حيث إن نبات المورينجا بنوعية المورينجا أوليفيرا ونبات الشوع هي بالفعل نباتات تبشر بنتائج مستقبلية واعدة لعلاج حصوات الكلى التي يعاني منها نسبة كبيرة من العمانيين، ويمكن استخدام نتائج هذه الدراسة لإنتاج أدوية جديدة قد تعزز أو تكمل العلاجات الحالية.
وحول أهم النتائج التي خلصت إليها الدراسة، قالت الدكتورة ليلى الهدابية: أظهرت دراساتنا نتائج واعدة تثبت التأثير المثبط للمستخلصات النباتية المستخدمة، إلا أنه من المتوقع إجراء دراسات مستمرة على الحيوانات لتأكيد وتصميم تركيبة يمكن استخدامها لعلاج حصوات الكلى. كما تم استكشاف جانب مهم وهو تأثير المثبطات النباتية في وجود مسببات الأمراض البولية البارزة، وهو أمر حيوي بسبب الميكروبيوم المعقد المرتبط بالكلى الذي يؤثر بشكل كبير على تكوين الحصوات. حيث يمكن أن يفتح هذا الاكتشاف آفاقًا جديدة للتدخل المتزامن في علاج التهاب المسالك البولية البكتيرية وتطور الحصوات المعدية.
وأضافت الهدابية إنه بصرف النظر عن التدخل الجراحي، فلطالما كان هناك اتجاه تاريخي نحو العلاجات النباتية التقليدية لمرض حصوات الكلى، وهذا النوع من الأدوية يحتاج إلى التدقيق العلمي واستكشاف آلية عمل هذه العلاجات مما سيمكن من انتقال المعرفة التقليدية إلى عالم المعرفة العلمية
نتائج مخبرية واعدة
وهدفت هذه الدراسة العمانية إلى تحليل تثبيط تبلور أكسالات الكالسيوم باستخدام مستخلصات النباتات المحلية التي تزرع محليا أو في المناطق المجاورة كأوراق ولحاء شجرة المورينجا أوليفيرا والمورينجا بريجرينا وبذور الحلبة وأوراق وبذور البقدونس، واستغلال مجموعات مختلفة من المستخلصات التي تؤدي إلى تركيبات طبية، ووقائية، كما تم تحضير المستخلصات العشبية من نباتات تستخدم تقليديا لعلاج حصوات الكلى التي يتم الحصول عليها محليًا، وتحليل العمليات التي تؤدي إلى تكوين بلورات أكسالات الكالسيوم، وتم أيضا دراسة تثبيط تكون الحصوات باستخدام المستخلصات العشبية بالمقارنة مع السترات المقبولة حاليا في هذه العملية، وتقدير احتمالية حدوث تلف في بلورات أكسالات الكالسيوم الموجودة عن طريق إذابة السطح باستخدام المستخلصات العشبية، ونمذجة بعض العمليات التي تنطوي عليها الحسابات النظرية على أساس نظرية الكثافة الوظيفية، كما شملت هذه الدراسة مجموعة من التقنيات بدءًا من المعايرة متعددة الجوانب وحتى المسح المجهري الإلكتروني (SEM) والمسح الضوئي والقياسات الطيفية HPLC.
كما تمت دراسة تأثير هذه المستخلصات العشبية وفعاليتها كمضاد حيوي على البكتيريا التي من المفترض أن تصاحب حصوات الكلى سواء بعد العدوى أو ما قبل العدوى، وأخيرا إجراء الاختبارات الفسيولوجية للنتائج على الفئران.
وتم خلال الدراسة رصد تأثير البكتيريا على التبلور، ومساهمة حامض الستريك ومستخلص لحاء نبات الشوع في السيطرة عليه عن طريق الفحص المجهري، وتم اختيار بكتيريا قولونية لهذه الدراسة بناءً على وجودها في مزارع حصوات الكلى، وميلها إلى مقاومة المضادات الحيوية وقدرتها على توليد الأغشية الحيوية التي يتم دمجها في حصوات الكلى. وقد نجحت الدراسة في إيجاد دليل على التأثير المثبط للسيترات، خاصة في المراحل المبكرة عند 24 ساعة و48 ساعة. من ناحية أخرى، أدى مستخلص لحاء نبات الشوع إلى شكل مختلف تماما ومسطح. ويؤدي كلا النوعين من البكتيريا إلى زيادة التجميع بالإضافة إلى تكوين أغشية حيوية (البيوفيلم) وهو عبارة عن غشاء تفرزه البكتيريا اللاطئة التي لها دور كبير في تكوين حصوات الكلى وفي وجود البكتيريا يختفي التثبيط الذي يوفره حامض الستريك. ويحتفظ لحاء نبات الشوع بتشكل البلورات، في وجود البكتيريا وغيابها. ويتم تقليل تجميع البلورات كثيرا ولا يتأثر بالبكتيريا. علاوة على ذلك، لم يتم ملاحظة الأغشية الحيوية أيضا في وجود مستخلص لحاء نبات الشوع بينما تظهر العينات التي تحتوي على حامض الستريك تكوين الأغشية الحيوية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: هذه الدراسة حصوات الکلى فی وجود
إقرأ أيضاً:
عرضة للاكتئاب.. دراسة تكشف تأثير العزوبية على الرجال
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كشفت العديد من الدراسات أن الأشخاص الذين يعيشون بمفردهم في مراحل متقدمة من العمر، سواء كانوا رجالاً أو نساءً، يكونون أكثر عرضة لمشاكل صحية نفسية وجسدية، بما في ذلك الاكتئاب المزمن والأمراض القلبية، ويرتبط هذا الوضع بزيادة العادات غير الصحية مثل التدخين وتناول الكحول، مما يزيد من خطر تطور الأمراض المزمنة، كما تُظهر الأبحاث أن غياب الروابط الاجتماعية العميقة والمستقرة يمكن أن يفاقم الشعور بالانعزال ويؤثر سلبًا على جودة الحياة، لذا قد تحمل العزوبية حتى سن متأخر مخاطر صحية ونفسية كبيرة، تتجاوز مجرد الشعور بالوحدة أو العزلة.
وتمكّن فريق من الباحثين الدوليين من الولايات المتحدة والصين في دراسة علمية حديثة من الكشف عن علاقة مباشرة بين الحالة الاجتماعية والاصابة بالاكتئاب المزمن، واستمرت الدراسة لعقدين من الزمن، وأُجريت على أكثر من 100 ألف شخص من سبع دول ذات ثقافات وأديان مختلفة، أن العزاب من الرجال والنساء هم الأكثر عرضة للاكتئاب مقارنة بالمتزوجين، مع تأثيرات مختلفة على الأشخاص بناءً على خلفياتهم الاجتماعية والتعليمية.
وأظهرت النتائج أن الأشخاص غير المتزوجين من الرجال والنساء عرضة للإصابة بالاكتئاب بنسبة 80 % أكثر من المتزوجين، وهو ما يعد اكتشافًا مثيرًا للقلق بشأن تأثيرات الوضع الاجتماعي على الصحة النفسية.
وشملت الدراسة التي نشرتها مجلة "Nature Human Behaviour" أكثر من 100 ألف شخص من الولايات المتحدة والمكسيك وإيرلندا وكوريا الجنوبية والصين وإندونيسيا، وقام الباحثون بتحليل حالات الاكتئاب وتغيراتها بين المشاركين طوال عشرين عامًا، وتبين أن العزاب، وخاصة الرجال الحاصلين على تعليم جامعي في الدول الغربية، كانوا أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب، وهو ما يثير تساؤلات حول دور العوامل الاجتماعية والثقافية في تشكيل الصحة النفسية.
وأظهرت النتائج أن وجود الأسرة والعلاقات الزوجية له تأثير إيجابي على الصحة النفسية، فقد كان للطلاق أو وفاة الشريك تأثير أكبر على تطور الاكتئاب، حيث أظهرت الدراسة أن فقدان النصف الآخر يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب بنسبة 99%، أما بالنسبة للطلاق، فقد تبين أنه يزيد هذا الخطر بنسبة 64%، كما لوحظ أن العزلة الاجتماعية، خاصة بين الرجال في البلدان الغربية، كانت مرتبطة بعادات سلبية مثل الإفراط في تناول الكحول والتدخين، مما يساهم في تفاقم حالة الاكتئاب.
وكانت الدراسة بمثابة دعوة للانتباه إلى أهمية الأسرة والعلاقات الاجتماعية في الوقاية من الاكتئاب، حيث شدد الباحثون على ضرورة أن تأخذ السياسات الصحية هذا العامل بعين الاعتبار عند تصميم استراتيجيات لمكافحة الاكتئاب، ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يعاني أكثر من 300 مليون شخص حول العالم من الاكتئاب، وهو ما يعكس ضرورة إيجاد حلول فعالة لهذه الأزمة النفسية المتزايدة.