«عمان»: حصوات الكلى ما هي إلا تراكمات من الأيونات مثل الكالسيوم وأكسالات الفوسفات والبروتينات والغشاء الحيوي البكتيري، وهو مرض يصيب نسبة كبيرة من العمانيين ويُعتقد أنه في ازدياد بسبب عوامل التغذية والضغوطات المرتبطة بالحياة الحديثة، حيث ينتج عن حركة حصوات الكلى ألم شديد للغاية يعتقد أنه من أسوأ أنواع الألم التي عرفها الإنسان، وتتراوح طرق العلاج من التدخل الجراحي وأشعة الليزر إلى الأدوية التي تحتوي على أحماض الستريك، ولكن نسبة كبيرة من البشر بشكل عام والعمانيين بشكل خاص باتوا يعتمدون على الأدوية الشعبية المستخلصة من النباتات، ولهذا أجرى فريق بحثي بقيادة الدكتورة سيندو مينون والدكتورة ليلى بنت حمد الهدابية، رئيسة قسم العلوم التطبيقية بجامعة التقنية والعلوم التطبيقية دراسة بحثية حول الفوائد العديدة لنبتة المورينجا، والمعروفة محليا بشجرة الشوع وبتمويل من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار.

وتعد هذه الدراسة الأولى من نوعها في الشرق الأوسط، حيث إن نبات المورينجا بنوعية المورينجا أوليفيرا ونبات الشوع هي بالفعل نباتات تبشر بنتائج مستقبلية واعدة لعلاج حصوات الكلى التي يعاني منها نسبة كبيرة من العمانيين، ويمكن استخدام نتائج هذه الدراسة لإنتاج أدوية جديدة قد تعزز أو تكمل العلاجات الحالية.

وحول أهم النتائج التي خلصت إليها الدراسة، قالت الدكتورة ليلى الهدابية: أظهرت دراساتنا نتائج واعدة تثبت التأثير المثبط للمستخلصات النباتية المستخدمة، إلا أنه من المتوقع إجراء دراسات مستمرة على الحيوانات لتأكيد وتصميم تركيبة يمكن استخدامها لعلاج حصوات الكلى. كما تم استكشاف جانب مهم وهو تأثير المثبطات النباتية في وجود مسببات الأمراض البولية البارزة، وهو أمر حيوي بسبب الميكروبيوم المعقد المرتبط بالكلى الذي يؤثر بشكل كبير على تكوين الحصوات. حيث يمكن أن يفتح هذا الاكتشاف آفاقًا جديدة للتدخل المتزامن في علاج التهاب المسالك البولية البكتيرية وتطور الحصوات المعدية.

وأضافت الهدابية إنه بصرف النظر عن التدخل الجراحي، فلطالما كان هناك اتجاه تاريخي نحو العلاجات النباتية التقليدية لمرض حصوات الكلى، وهذا النوع من الأدوية يحتاج إلى التدقيق العلمي واستكشاف آلية عمل هذه العلاجات مما سيمكن من انتقال المعرفة التقليدية إلى عالم المعرفة العلمية

نتائج مخبرية واعدة

وهدفت هذه الدراسة العمانية إلى تحليل تثبيط تبلور أكسالات الكالسيوم باستخدام مستخلصات النباتات المحلية التي تزرع محليا أو في المناطق المجاورة كأوراق ولحاء شجرة المورينجا أوليفيرا والمورينجا بريجرينا وبذور الحلبة وأوراق وبذور البقدونس، واستغلال مجموعات مختلفة من المستخلصات التي تؤدي إلى تركيبات طبية، ووقائية، كما تم تحضير المستخلصات العشبية من نباتات تستخدم تقليديا لعلاج حصوات الكلى التي يتم الحصول عليها محليًا، وتحليل العمليات التي تؤدي إلى تكوين بلورات أكسالات الكالسيوم، وتم أيضا دراسة تثبيط تكون الحصوات باستخدام المستخلصات العشبية بالمقارنة مع السترات المقبولة حاليا في هذه العملية، وتقدير احتمالية حدوث تلف في بلورات أكسالات الكالسيوم الموجودة عن طريق إذابة السطح باستخدام المستخلصات العشبية، ونمذجة بعض العمليات التي تنطوي عليها الحسابات النظرية على أساس نظرية الكثافة الوظيفية، كما شملت هذه الدراسة مجموعة من التقنيات بدءًا من المعايرة متعددة الجوانب وحتى المسح المجهري الإلكتروني (SEM) والمسح الضوئي والقياسات الطيفية HPLC.

كما تمت دراسة تأثير هذه المستخلصات العشبية وفعاليتها كمضاد حيوي على البكتيريا التي من المفترض أن تصاحب حصوات الكلى سواء بعد العدوى أو ما قبل العدوى، وأخيرا إجراء الاختبارات الفسيولوجية للنتائج على الفئران.

وتم خلال الدراسة رصد تأثير البكتيريا على التبلور، ومساهمة حامض الستريك ومستخلص لحاء نبات الشوع في السيطرة عليه عن طريق الفحص المجهري، وتم اختيار بكتيريا قولونية لهذه الدراسة بناءً على وجودها في مزارع حصوات الكلى، وميلها إلى مقاومة المضادات الحيوية وقدرتها على توليد الأغشية الحيوية التي يتم دمجها في حصوات الكلى. وقد نجحت الدراسة في إيجاد دليل على التأثير المثبط للسيترات، خاصة في المراحل المبكرة عند 24 ساعة و48 ساعة. من ناحية أخرى، أدى مستخلص لحاء نبات الشوع إلى شكل مختلف تماما ومسطح. ويؤدي كلا النوعين من البكتيريا إلى زيادة التجميع بالإضافة إلى تكوين أغشية حيوية (البيوفيلم) وهو عبارة عن غشاء تفرزه البكتيريا اللاطئة التي لها دور كبير في تكوين حصوات الكلى وفي وجود البكتيريا يختفي التثبيط الذي يوفره حامض الستريك. ويحتفظ لحاء نبات الشوع بتشكل البلورات، في وجود البكتيريا وغيابها. ويتم تقليل تجميع البلورات كثيرا ولا يتأثر بالبكتيريا. علاوة على ذلك، لم يتم ملاحظة الأغشية الحيوية أيضا في وجود مستخلص لحاء نبات الشوع بينما تظهر العينات التي تحتوي على حامض الستريك تكوين الأغشية الحيوية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: هذه الدراسة حصوات الکلى فی وجود

إقرأ أيضاً:

دراسة حديثة تكشف ارتباط حبوب منع الحمل بسرطان الكبد

صراحة نيوز – نشرت مجلة The Lancet Oncology نتائج دراسة علمية حديثة تنفي بعض المعتقدات التي تربط بين حبوب منع الحمل وسرطان الكبد.

وقالت المجلة في منشورها: “كان يُعتقد سابقًا أن موانع الحمل الهرمونية قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان الكبد بسبب احتوائها على هرمون الإستروجين، المشتبه في تحفيز نمو الأورام، إلا أن الدراسة الجديدة أظهرت أن هذه المخاوف ليست صحيحة”.

وقد حلل الباحثون بيانات أكثر من 1.5 مليون امرأة استخدمن الأدوية المركبة لمنع الحمل، ودرسوا تأثيرها على نمو الأورام، وبالأخص أورام الكبد، فلم يجدوا أي علاقة بين استخدام هذه الأدوية وتطور سرطان الكبد.

ورغم أن بعض الدراسات السابقة ألمحت لاحتمالية وجود خطر من تناول موانع الحمل، إلا أن هذه الدراسة التحليلية الشاملة بيّنت أن الاستخدام طويل الأمد يرتبط بزيادة طفيفة جدًا في الخطر، تقدر بحوالي 6% لكل خمس سنوات من الاستخدام. ويعتقد الباحثون أن هذه الزيادة البسيطة تعود غالبًا إلى عوامل أخرى مرتبطة باستخدام الأدوية، مثل الإصابة بعدوى فيروس التهاب الكبد B أو C، وليس للأدوية نفسها دور مباشر.

وأكد مؤلفو الدراسة أن التأثير المنسوب لحبوب منع الحمل على سرطان الكبد تم “المبالغة فيه بشكل كبير”.

وأوضحت الدراسة أن سرطان الكبد يعد من أسرع أنواع السرطان انتشارًا عالميًا، مع ارتفاع ملحوظ في معدلات الإصابة بين البالغين الشباب خلال العقود الأخيرة، إلا أن الأسباب الرئيسية ترتبط بالسمنة، والتدخين، والإفراط في تناول الكحول، وليس بالأدوية الهرمونية.

مقالات مشابهة

  • دراسة إسرائيلية تحذر من الحضور الخليجي في مصر والأردن
  • إلهام الفضالة تكشف عن موقفها من دراسة بناتها بالخارج.. فيديو
  • احذر .. 3 عوامل تسهم في تكوين حصوات الكلى
  • دراسة: بكتيريا شائعة تسبب سرطان المعدة
  • دراسة: شرب السكريات أسوأ من تناولها في الطعام
  • دراسة تكشف فوائد حليب الإبل لمرضى الربو التحسسي
  • "الدراسة معًا".. ChatGPT يتحوّل إلى زميل دراسة
  • خطر صامت يلاحق عمال البناء: مرض الكلى المزمن في الواجهة
  • دراسة حديثة تكشف ارتباط حبوب منع الحمل بسرطان الكبد
  • اكتشاف فوائد غير متوقعة لحليب الإبل في مكافحة مرض يصيب الملايين حول العالم