لجريدة عمان:
2024-11-07@13:01:41 GMT

هل تكون واعيا أثناء نومك ؟

تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT

هل تكون واعيا أثناء نومك ؟

أجاب عن هذا السؤال مجموعة أشخاص من خلفيات وتخصصات مختلفة، إليكم أبرز المشاركات

الإجابة الأولى: كانت من Bernard Norman وهو طبيب تخدير يقيم في المملكة المتحدة. يقول برنارد: هذه قضية معقدة نوعا ما لأنها تثير سؤالا آخر أكثر منطقية: ما هو الوعي أساسا؟. إذا قمت بإسقاط هذا الأمر على ما هو حولي لوجدت أن حتى دجاجاتي التي أقوم بتربيتها في منزلي تمتلك وعيا، لأن كل واحدة منها تعلم ترتيبها ودورها بين بقية الدجاج.

ولكن بعيدا عن دجاجاتي وبحكم عملي كطبيب تخدير فأنا مقتنع أن المرء يكون واعيا أثناء نومه، لأننا فور استيقاظنا نستطيع أن نتذكر بعض ما حدث في الليلة السابقة حتى وإن كنا نائمين، فمثلا نستطيع أن نتذكر أن جاء أحد واستلقى بجانبنا ونحن نائمون أو إن تساقط المطر بغزارة تلك الليلة، بينما الأشخاص الذين يكونون خاضعين للتخدير الكامل في المستشفى فهم يفقدون الإحساس بالوقت تماما، بل أن الكثير منهم لا يصدقون أنهم قد خضعوا لعملية جراحية حتى وإن كانت تلك العملية استغرقت ساعات طويلة!.

لهذا أستطيع القول، بأننا نكون واعين أثناء نومنا ولكننا نفقد ذلك الوعي إذا ما خضعنا للتخدير. وهذا الحال ينطبق كذلك على تناول الكحول أو الحبوب المنومة قبل الذهاب للسرير، فهذه المواد تقوم بتثبيط عملية معالجة المشاهد وما يجري حولنا أثناء نومنا، مما يجعل تذكرها عند الصحو في اليوم التالي أمرا صعبا وغير ممكن في كثير من الأحيان.

الإجابة الثانية: من ديفيد بورتين من الولايات المتحدة الأمريكية. يقول ديفيد: إجابتي ببساطة: نعم ، نحن نكون واعيين أثناء نومنا. فعلى الرغم من عدم وجود تعريف محدد للوعي معتمد ومتعارف عليه، إلا أن الغالبية تعتقد أن الوعي لا يمكن تحديده بإجابات قطعية: بـ نعم هو موجود أو لا هو غير موجود. وإن كان الوعي كما هو معلوم مرتبط بالتفاعل مع المدخلات الحسية، ففي هذه الحالة لابد أن نحدد على الأقل ٣ حالات قابلة للقياس: اليقظة والنوم والموت. ببساطة إن لم تكن هذه الحالات حقيقية لما استجابت أجسادنا لصوت منبه الساعة كلما رن!

من وجهة نظري، ربما سيكون من المفيد أن نحاول تحديد مقياس نظري لمستوى الوعي، تماما كالذي أوجدناه لقياس مستوى الذكاء الفردي، فأغلب المقاييس الحالية تعتمد على أدوات قياس حسية ومادية، وحتى الآن نتائجها لم تكن مرضية. أن الوضع الحالي يتطلب منا أكثر من أي وقت مضى محاولة فهم الوعي، فالذكاء الاصطناعي اليوم أثار أسئلة الوعي من جديد، فهل يمكن أن يمتلك الذكاء الاصطناعي وعيا أيضا! لهذا فالتعريف المطلوب والمثالي للوعي هو ذلك الذي يتضمن بالإضافة إلى المقياس للنظري مقياسا ماديا وبيولوجيا أو حتى دماغيا. كما أنه من المفيد إشراك صنوف الفلسفة التي تتعلق بفهم الوعي، كالفلسفة ( الروحية الشاملة) والتي تفترض أن أي جسم مادي يملك وعيا بدرجات متفاوته ولا يوجد أي جسم مادي مهما كان نوعه خال من الوعي.

وإلى جانب سؤال: ماهو الوعي؟ الذي نحاول الإجابة عليه هنا، هناك سؤال ولغز آخر يستحق أن نبحث عن إجابته وهو: لماذا الوعي؟ وهذا السؤال تحديدا يتقاطع مع فلسفة الحتمية القطعية والتي تقول إن كل ما نراه من أحداث هو سلسلة لمسببات محددة مسبقا!، و إذا ما نظرنا للوعي من هذا المنظور لوجدنا أننا كمن يرى فلما مكتوبا ونرى أحداثه تتوالى أمامنا أمام عجز تام منا على تغيير أي حدث فيه! أيعقل أن يكون الوعي – أيا كان تعريفه – قد تطور مسبقا دون حول منا ولا قوة لأجل تحقيق غاية ترفيهية كالأفلام لا أكثر !؟

الإجابة الثالثة: من جيليان بيل، المملكة المتحدة. ويقول: أرى أن طالما بإمكان كل من منا أن يتحرك أو يفكر فنحن بلا شك نملك وعيا ونحن نيام، وهذا الوعي نفقده في حالة التخدير الكامل أو الإصابة الدماغية و الغيبوبة التي تعقبها. وأستطيع القول كذلك بأنه طالما كنا مصنفين ككائنات حية تتنفس فنحن نملك وعيا وبالموت نفقد هذا الوعي.

غير أن كل ما كتبته هنا يعتمد عليك و على استخدامك لكلمة الوعي بالأساس.

أما الإجابة الرابعة: فأتت من مارك طومسون من المملكة المتحدة. قال: أعتقد أننا نفقد وعينا حين ننام وتحديدا حين نبدأ في الحلم. وإذا ما أخذنا في عين الاعتبار النظرية التي تقول أننا نحلم ونحن في حالة حركة العين السريعة المسماة بـ REM، فإذن نحن لا نملك وعيا حين نغرق في النوم العميق بعيدا ونفقد حركة العين السريعة. ومن المثير للاهتمام أن زوجتي تسرد لي تفاصيل أحلامها كل صباح بينما لا أستطيع في المقابل تذكر أي شيء من أحلامي.

خدمة تربيون عن مجلة «New Scientist»

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

اذا كان العريّ نضالاً … فماذا تكون قلّة الحياء؟

ليست المرّة الاولى التي تنطلق فيها حملات شعبية تحت مُسمّى "الحرية" ضدّ أي ممارسات قمعية في بعض الدول، لكنّ للجمهورية الايرانية الاسلامية حصّة الأسد دوماً من الحملات المدعومة غربياً وفق تقارير اجنبية، رغم التراجع الكبير في تطبيق القوانين الصارمة منذ حادثة وفاة الشابة مهسا أميني بعد أيام من احتجازها لدى الشرطة بتهمة عدم الالتزام بقواعد الحجاب. غير أن مقطعاً مصوّراً لفتاة متعرّية في احدى جامعات طهران كان من شأنه أن يُعيد قضية "قمع النساء" في إيران الى الواجهة من خلال حملات تتستّر بغطاء "الحرية" بدافع التصويب السياسي.

 مما لا شكّ فيه أن الواقع في إيران مختلف تماماً عن الشكل الذي يسعى "الرأس المدبّر" لإظهاره، إذ إن جولة سريعة في العاصمة طهران كفيلة بأن تكشف لك حقائق عن طبيعة هذا المجتمع واختلافه وتنوّعه. ورغم التجاوزات التي كانت تحصل من قِبل دوريات "شرطة الاداب" التي كانت تمارس تضييقاً على النساء وتفرض ارتداء الحجاب في شوارع البلاد، الا أنّ تواجد عناصر الشرطة بدأ بالانحسار تدريجياً منذ اكثر من عام ونصف تقريباً، وهذا دليل على أن المجتمع الايراني بدأ يشهد تحولات فكرية حاله حال بعض المجتمعات العربية سيّما في منطقة الخليج، وليست التغييرات التي قام بها ولي العهد محمد بن سلمان في بنية المجتمع السعودي سوى مثالاً على هذه التحولات التي منحت المرأة حرية أكبر ومكّنتها داخل المجتمع السعودي على كافة المستويات.

 وبمعزل عن أن الحجاب في الدول الاسلامية هو واجب شرعي، غير أنه من غير المقبول أن يكون إلزاماً يعاقب عليه القانون مهما ارتفعت الأصوات المتزمّتة المطالبة بالتصدّي لظاهرة خلع الحجاب والحدّ من الحرية الشخصية للأفراد. وبالعودة الى المقطع المصوّر الذي انتشر لفتاة كانت قد بادرت الى التجرّد من ملابسها لأسباب لم يتمّ تأكيدها حتى اللحظة وسط تضارب في المعلومات، فإنّ ردود الفعل التي أتت عقب انتشار هذا المقطع كان لا بدّ من التوقّف عندها ومناقشتها سيّما وأن الحرية الشخصية التي هي مبدأ أساسي في المجتمع البشري باتت اليوم في خطر كبير في ظلّ تشويه الغرب لهذا المفهوم وحصره فقط في حرية التعرّي وحرية السلوك. 

من المؤسف طبعاً أن تتحوّل الحرية الى اشكالية حتى تظهر في بعض الأحيان كوسيلة لنسف المجتمعات العربية المحافظة، على اختلاف طوائفها ومكوناتها، وإذا كانت هذه الحرية تتركّز حول رفض فرض ارتداء الحجاب، فإنّ حظره ومنع المرأة من ارتدائه كما يحصل في بعض الدول الأوروبية هو أيضاً انتهاك للحرية، وتعدٍّ غير مبرر على حق المرأة بممارسة المعتقدات الدينية. وهُنا نصبح أمام معادلة واضحة تتمثّل في أن أي فرض أو منع يمسّ خيارات الفرد في المجتمع هو انتهاك بكل المقاييس لحريته الشخصية.

 ولكن، لماذا يصار الى تحويل جسد المرأة لحلبة صراع سياسي يتقارع حوله إعلامياً الاعداء والخصوم؟ أوليس هذا نوع من انواع "التسليع" للمرأة الذي نرفضه ونرفض مبدأ تحويل  جسدها إلى فكرة احتجاج ضدّ الدكتاتورية ونرفض أيضاً استخدام جسدها سلاحاً لنضال محقّ ينتقص من كرامتها في مجتمع لا يزال يحكمه الدين والعادات والتقاليد؟

 وبمعزل عن بعض التقارير التي تحدّثت عن ان الفتاة تعاني من اضطرابات نفسية دفعتها الى مثل هذا التصرّف في صرح تعليمي خاص له شروطه وقوانينه، ويحقّ لعناصر الأمن اتخاذ كل الاجراءات القانونية بحقّ كلّ من يخالف هذه القوانين، غير أن الاستثمار فيه تحت شعار "الحرية لايران" بات يطرح علامات استفهام كبرى حول هذا التحدّي الكبير الذي يخوضه بعض النشطاء والمؤثرين وحول خلفياته وتداعياته على المجتمعات المتماسكة. 

من وجهة نظري بتّ ارى في مفهوم الحرية المُفصّل على مقاس الأنظمة الغربية، يشكّل نوعاً من انواع الاستبداد الفكري، وشكلاً سلساً من أشكال  الاستعمار، إذ إنّ حقّ الفرد في حريته واختياراته يجب أن يتّسق ويتوازن مع حرية المجموعة بحيث لا تتحوّل الحرية الايجابية الى سلبية تطال الترابط المجتمعي وتمسّ بالمبادىء الاخلاقية. اضافة الى ذلك فإنه متى أصبحت الحرية انتقائية وسقطت في وحل الازدواجية تحوّلت الى مشروع يثير الشكوك ليصبح رادعاً للافراد من دون أن ندري! 

مثال على ذلك، أولئك الذين خاضوا معركة الدفاع عن حرية " فتاة الجامعة" في خلعها للباسها وجعلوا منها بطلة تواجه أساليب التسلّط والقمع ضدّ المرأة في بلادها، لم يرفّ لهم جفن في قضية المرأة الفلسطينية والانتهاكات الوحشية لحقوقها وحريتها وحقها في الحياة. كذلك الامر ينسحب على النساء في السودان اللواتي تعرّضن لعنف جسدي وجنسي خلال الحرب الدائرة بحسب تقارير لمنظمة "هيومن رايتس ووتش"، فأين اختفت اصوات الحقوقيين والحقوقيات في هذه القضايا؟ ولماذا حرّكهُم جسد عارٍ في وجه ايران، ولم يحرّكهم واقع مُرير بل مُريع لنساء اخريات في بقعة أخرى من الأرض؟

يبدو أننا بتنا أمام عدوان آخر، عدوان على ثوابتنا الدينية والاخلاقية وقيمنا الاجتماعية من خلال محاولات بائسة لتطويع مجتمعاتنا المحافظة بكل طوائفها لتسهيل احتلالنا والقضاء علينا وتحويلنا لمجتمعات مفكّكة ومنحلّة يرفض الغرب المحافظ نفسه العيش فيها. 

مشكلتي ليست مع الحرية في الأساس، ولا مع حرية اللباس، لكنّ مشكلتي مع "الهجمة" التي حصلت دفاعاً عن ما يمثّل خرقاً فاضحاً للدين والقوانين والاعراف والتقاليد، وكأن خلع ثيابنا في الجامعات او مراكز العمل او الطرقات العامة من منطلق الحرية الشخصية بات أمراً يجب ان يصبح مقبولاً. يقول الكاتب احسان عبد القدوس: "قبل أن تطالب بحريتك اسأل نفسك، لأيّ غرض ستهبها".  

سمحت لنفسي بالرد على الحملة الهجمية التي يقودها البعض بحجّة ايران، لأنني انا المتحررة التي لم تخضع يوماً للعادات والتقاليد أردتُ أن أسألكم: اذا كان إظهار الجسد عارياً في كل مكان ومن دون اي اعتبارات نضالاً وتقدّماً وانفتاحاً، فماذا تكون قلّة الحياء؟ المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • ماذا حدث لكوندي في برشلونة؟.. الإجابة عند فليك
  • العاهل المغربي: الالتزامات القانونية لن تكون على حساب وحدة أراضينا
  • ردة فعل مضحكة لـ ملكة كابلي ومروج الرحيلي عند الإجابة على لغز السمكة.. فيديو
  • ترامب: حريص على تطوير علاقات الشراكة الاستراتيجية التي تجمع بين الولايات المتحدة ومصر
  • مركز دراسات روسي: هل يمكن لدولة إرهابية أن تكون عضوا في الأمم المتحدة؟
  • تعزيز الوعي البيئي بمدارس المضيبي
  • القاعدة تشن هجومًا مفاجئًا على عدن: هل تكون هي البداية الجديدة التي يسعى اليها التحالف؟
  • القبض على تركي في الولايات المتحدة بتهمة انتهاك العقوبات النفطية على فنزويلا
  • اذا كان العريّ نضالاً … فماذا تكون قلّة الحياء؟
  • ترامب يتهم الصين ويهدد برسوم 25% على وارداتها