لجريدة عمان:
2025-04-22@12:32:17 GMT

هل تكون واعيا أثناء نومك ؟

تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT

هل تكون واعيا أثناء نومك ؟

أجاب عن هذا السؤال مجموعة أشخاص من خلفيات وتخصصات مختلفة، إليكم أبرز المشاركات

الإجابة الأولى: كانت من Bernard Norman وهو طبيب تخدير يقيم في المملكة المتحدة. يقول برنارد: هذه قضية معقدة نوعا ما لأنها تثير سؤالا آخر أكثر منطقية: ما هو الوعي أساسا؟. إذا قمت بإسقاط هذا الأمر على ما هو حولي لوجدت أن حتى دجاجاتي التي أقوم بتربيتها في منزلي تمتلك وعيا، لأن كل واحدة منها تعلم ترتيبها ودورها بين بقية الدجاج.

ولكن بعيدا عن دجاجاتي وبحكم عملي كطبيب تخدير فأنا مقتنع أن المرء يكون واعيا أثناء نومه، لأننا فور استيقاظنا نستطيع أن نتذكر بعض ما حدث في الليلة السابقة حتى وإن كنا نائمين، فمثلا نستطيع أن نتذكر أن جاء أحد واستلقى بجانبنا ونحن نائمون أو إن تساقط المطر بغزارة تلك الليلة، بينما الأشخاص الذين يكونون خاضعين للتخدير الكامل في المستشفى فهم يفقدون الإحساس بالوقت تماما، بل أن الكثير منهم لا يصدقون أنهم قد خضعوا لعملية جراحية حتى وإن كانت تلك العملية استغرقت ساعات طويلة!.

لهذا أستطيع القول، بأننا نكون واعين أثناء نومنا ولكننا نفقد ذلك الوعي إذا ما خضعنا للتخدير. وهذا الحال ينطبق كذلك على تناول الكحول أو الحبوب المنومة قبل الذهاب للسرير، فهذه المواد تقوم بتثبيط عملية معالجة المشاهد وما يجري حولنا أثناء نومنا، مما يجعل تذكرها عند الصحو في اليوم التالي أمرا صعبا وغير ممكن في كثير من الأحيان.

الإجابة الثانية: من ديفيد بورتين من الولايات المتحدة الأمريكية. يقول ديفيد: إجابتي ببساطة: نعم ، نحن نكون واعيين أثناء نومنا. فعلى الرغم من عدم وجود تعريف محدد للوعي معتمد ومتعارف عليه، إلا أن الغالبية تعتقد أن الوعي لا يمكن تحديده بإجابات قطعية: بـ نعم هو موجود أو لا هو غير موجود. وإن كان الوعي كما هو معلوم مرتبط بالتفاعل مع المدخلات الحسية، ففي هذه الحالة لابد أن نحدد على الأقل ٣ حالات قابلة للقياس: اليقظة والنوم والموت. ببساطة إن لم تكن هذه الحالات حقيقية لما استجابت أجسادنا لصوت منبه الساعة كلما رن!

من وجهة نظري، ربما سيكون من المفيد أن نحاول تحديد مقياس نظري لمستوى الوعي، تماما كالذي أوجدناه لقياس مستوى الذكاء الفردي، فأغلب المقاييس الحالية تعتمد على أدوات قياس حسية ومادية، وحتى الآن نتائجها لم تكن مرضية. أن الوضع الحالي يتطلب منا أكثر من أي وقت مضى محاولة فهم الوعي، فالذكاء الاصطناعي اليوم أثار أسئلة الوعي من جديد، فهل يمكن أن يمتلك الذكاء الاصطناعي وعيا أيضا! لهذا فالتعريف المطلوب والمثالي للوعي هو ذلك الذي يتضمن بالإضافة إلى المقياس للنظري مقياسا ماديا وبيولوجيا أو حتى دماغيا. كما أنه من المفيد إشراك صنوف الفلسفة التي تتعلق بفهم الوعي، كالفلسفة ( الروحية الشاملة) والتي تفترض أن أي جسم مادي يملك وعيا بدرجات متفاوته ولا يوجد أي جسم مادي مهما كان نوعه خال من الوعي.

وإلى جانب سؤال: ماهو الوعي؟ الذي نحاول الإجابة عليه هنا، هناك سؤال ولغز آخر يستحق أن نبحث عن إجابته وهو: لماذا الوعي؟ وهذا السؤال تحديدا يتقاطع مع فلسفة الحتمية القطعية والتي تقول إن كل ما نراه من أحداث هو سلسلة لمسببات محددة مسبقا!، و إذا ما نظرنا للوعي من هذا المنظور لوجدنا أننا كمن يرى فلما مكتوبا ونرى أحداثه تتوالى أمامنا أمام عجز تام منا على تغيير أي حدث فيه! أيعقل أن يكون الوعي – أيا كان تعريفه – قد تطور مسبقا دون حول منا ولا قوة لأجل تحقيق غاية ترفيهية كالأفلام لا أكثر !؟

الإجابة الثالثة: من جيليان بيل، المملكة المتحدة. ويقول: أرى أن طالما بإمكان كل من منا أن يتحرك أو يفكر فنحن بلا شك نملك وعيا ونحن نيام، وهذا الوعي نفقده في حالة التخدير الكامل أو الإصابة الدماغية و الغيبوبة التي تعقبها. وأستطيع القول كذلك بأنه طالما كنا مصنفين ككائنات حية تتنفس فنحن نملك وعيا وبالموت نفقد هذا الوعي.

غير أن كل ما كتبته هنا يعتمد عليك و على استخدامك لكلمة الوعي بالأساس.

أما الإجابة الرابعة: فأتت من مارك طومسون من المملكة المتحدة. قال: أعتقد أننا نفقد وعينا حين ننام وتحديدا حين نبدأ في الحلم. وإذا ما أخذنا في عين الاعتبار النظرية التي تقول أننا نحلم ونحن في حالة حركة العين السريعة المسماة بـ REM، فإذن نحن لا نملك وعيا حين نغرق في النوم العميق بعيدا ونفقد حركة العين السريعة. ومن المثير للاهتمام أن زوجتي تسرد لي تفاصيل أحلامها كل صباح بينما لا أستطيع في المقابل تذكر أي شيء من أحلامي.

خدمة تربيون عن مجلة «New Scientist»

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

عندما تكون الجغرافيا قدرك


د. سليمان المحذوري

abualazher@gmail.com

استضافت سلطنة عُمان المحادثات الأمريكية الإيرانية يوم السبت الماضي بشأن برنامج إيراني النووي وملفات أخرى عالقة بين الطرفين تلافيًا للتصعيد في المنطقة التي نعيش فيها، والتي لا تحتمل مزيدًا من التوترات الإقليمية.

ورغم أنّ عُمان احتضنت سابقًا تلكم المحادثات في عام 2015 والتي توجت بالاتفاق النووي؛ إلا أنّه بعد مضي ثلاثة أعوام أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية انسحابها من هذا الاتفاق؛ مما أجّج التوترات مجددًا بين الجانبين، وعودة فرض العقوبات الاقتصادية الأمريكية المرتبطة بالبرنامج النووي. ومنذ ذلك التوقيت وحتى اللحظة أصبحت منطقة الشرق الأوسط على صفيح ساخن، وازدادت احتمالية انفجار الأوضاع فيها بسبب زيادة وتيرة السباق النووي خاصة بعد الظروف السياسية والعسكرية المُلتهبة في المنطقة.

بيد أنّ السؤال الجوهري والذي يفرض نفسه وبقوة لماذا تستضيف عُمان هذه المحادثات مجددًا؟ حقيقة لا مراء فيها أنّ عُمان تعي تموضعها الجغرافي جيدًا، وفي ذات الوقت تتكئ على إرثها التاريخي، وعمقها الحضاري وبالتالي تمثل هذه الأبعاد منطلقات أساسية في الدبلوماسية العُمانية. ولا ريب أنّ هذا الموقع كان سببًا رئيسًا لتنافس القوى الإمبريالية على مدار التاريخ لتجد لنفسها موطئ قدم للسيطرة على المنطقة ونهب ثرواتها. ومن جانب آخر ساعد الموقع على التأثير الواضح على الشخصية العُمانية فخلال آخر ثلاثة قرون زار عُمان العديد من الرحالة والدبلوماسيين والسياسيين الأجانب الذين وصفوا العُمانيين بالتسامح والمودة وكرم الضيافة.

وبحكم موقع عُمان الجغرافي تمثل الجمهورية الإسلامية الإيرانية جارة شمالية لعُمان، وشرقية لدول الخليج العربية، وتعبر السفن من مختلف دول العالم قبالة المياه العُمانية وهي في طريقها إلى داخل الخليج العربي ذهابًا وإيابًا أو تلك المتجهة إلى الهند ودول جنوب شرق آسيا والصين. كما إنّ عُمان تُشرف على مضيق هرمز الذي يُعد واحدًا من أهم الممرات البحرية العالمية وبخاصة تصدير النفط الذي يشكل حوالي 40% من النفط العالمي. ونتيجة لذلك ومنذ القدم شهدت هذه المنطقة صراعات دولية متواصلة وما زالت، وإزاء ذلك كان لسلطنة عُمان مواقف إيجابية مستمرة في عدم الانخراط في أي نزاعات أو حروب هذا من جهة، ومن جهة أخرى السعي دائمًا لإطفاء الحرائق التي تشتعل بين فترة وأخرى، وإخماد أية توترات قد تنشأ في هذا الإقليم.

ويؤكد موقع "الحرة" الإخباري الأمريكي أن "عُمان تتمتع بمكانة فريدة باعتبارها وسيطًا موثوقًا ومحايدًا في أزمات الشرق الأوسط، وهذا الموقف الوسطي ينبع من أنها لا مواقف ضد إيران وفي الوقت ذاته لا تتفق كلية مع المواقف الأمريكية". بينما تقول هيئة الإذاعة البريطانية BBC عبر موقعها الإخباري إنّ لعُمان علاقات دبلوماسية جيدة، وتعتمد الحياد والمصداقية في تعاملاتها الدولية، إلى جانب الاستقرار السياسي الداخلي.

ومن هنا ورغم ما يُثار أحيانًا في بعض الوسائل الإعلامية من همز ولمز، واتهام الدبلوماسية العُمانية بميلها نحو الكفّة الإيرانية؛ إلا أنّه لا يصح إلا الصحيح في النهاية، والسياسة العُمانية واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، ومواقفها ثابتة لا تتزع قيد أنملة رغم العواصف السياسية، وبمرور الوقت تتبين صحة الرؤية العُمانية تجاه مختلف القضايا الإقليمية. وتأسيسًا على ذلك لا غرر أن تتجه الأنظار نحو كعبة السلام العاصمة العُمانية مسقط لاستضافة المفاوضات الأمريكية الإيرانية؛ إذ تبدو الثقة حاضرة في عُمان وحياديتها ونزاهتها من كلا الطرفين.

ومن المُؤمل أن تُفضي هذه المباحثات إلى نتائج إيجابية، وإيجاد حلول دائمة للملفات الشائكة حتى تنعم دول المنطقة بالأمن والاستقرار وهذا بطبيعة الحال سينعكس إيجابًا على الأمن والسلم العالمي.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • هجوم على بن غفير أثناء استجمامه في ولاية فلوريدا الأمريكية (شاهد)
  • سر الشعور بوجود شخص يراقبك في غرفة نومك
  • 22 مليار دولار قيمة الصادرات العربية التي تهددها رسوم ترامب وهذه هي الدول المتضررة
  • طبيب بريطاني: شعب المملكة محظوظين بالرعاية الصحية التي لديهم .. فيديو
  • هل تستطيع الزوجة إثبات نسب طفل الزواج العرفي بالمحكمة؟.. اعرف الإجابة
  • غوتيريش يعلّق بقلق على الغارات الأمريكية التي استهدفت ميناءً نفطياً غربي اليمن
  • قلق أممي من الضربات الأمريكية التي دمرت ميناء رأس عيسى النفطي باليمن
  • عندما تكون الجغرافيا قدرك
  • مدير مركز نيويورك: ترامب يركز على العلاقات التي تحقق مكاسب مباشرة
  • قصة الإمبراطورية التي تأكل نفسها