الطريق إلى المدنية والديمقراطية: تجديد دماء الثورة !!
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
الجواهر واللآلئ لا تذوب في الوحل..ولا زلنا نؤمن بأن معدن المواطن السوداني معدن أصيل لا تزيده النار إلا تجلياً وصقلاً ولمعاناً..! ذلك المعدن النفيس الذي يشع بالفطنة والحصافة والعقل الراجح و(الضمير الصاحي) الذي لا تغيب عنه الأصول وقيم الخير والحق وتحاشي المنقصة والعيب..!
ليس من اللائق أن نزرع اليأس ونجعل موازين الشخصية السودانية رهناً بأخلاق وسمات الفلول وهذه البثور التي (طفحت) على صفحة الحياة السودانية حصاداً خبيثاً لتأثيرات السنوات الطوال التي تسيّدت فيها الإنقاذ مشهد الساحة السودانية عبر (الثلاثين العضوض) وأفرخت نماذجها البشرية من كل صنف ولون.
وهي أيضا سنوات هرجلة الفلول الذين حملوا معهم (خبوبهم وعبوبهم) ووَفد إليهم آخرون من جماعة (سوق الملوص) والسياسيين المدسوسين من (باعة الهمبرغر) الذين سجلوا أسماءهم في الأحزاب والحركات و(عالم البزنس) وجلبوا على السودان سيماء الجهل وفقر المروءة والدناءة والوضاعة والخفة والطيش..وعرض النفس للبيع في (اقرب أوكازيون) على الناصية..!
ومهما كان حال ومآل هذه الحرب اللعينة التي أشعلها الانقلاب والفلول ومليشياتهم..ومهما يكن ما تنتهى إليه المفاوضات التي هرعوا إليها (حفاة عراة)...فينتظرنا الكثير من المهام لإعادة بناء الوطن على أساس جديد..وعلى مبادئ ثورة ديسمبر العظمى..ومن لديه شك في مضاء هذه الثورة الباسلة واستحالة دفنها تحت رماد الحرب و(سجم الانقلاب) فيمكن أن تشتعل الشوارع من جديد وتقدم الثورة نفسها مرة أخرى وتخرج الملايين صباح مساء حتى يعرف من لا يريد أن يعرف أن هذه الثورة لن تموت..وأنها وصية شهداء أبرار..تغلغلت في سويداء الوطن ودخلت إلى كل بيت وأصبحت (نقشاً على كل معصم) ودماءً حارة في كل وريد وشريان..! وويل للقتلة واللصوص والمرتزقة الذين أصبحوا (معروفين بالاسم) في كل صقع وحارة وحي وطريق ومنعطف...!
ينتظرنا الكثير من التحديات لتحقيق شعار الجيش للثكنات ولواجبه الوطني..والجنجويد وكل المليشيات للحل والتسريح..! هذا هو شعار الثورة الذي صُعق منه أعداؤها..وما أن أطلقته الثورة في أيامها الأولى حتى قامت قيامة الفلول الذي صنعوا المليشيات وكتائب السوء ليضربوا بها الشعب..وجعلوا من جيش الوطن عصا لحزبهم الآثم المقبور..!
تنتظرنا تحديات جسيمة على المستوى الاقتصادي والعمراني والاجتماعي والحضاري حتى يعود السودان إلى منصة تأسيس جديد تغلق الباب على أنوف القتلة واللصوص ومستبيحي الموارد وأزلام الجهل و(طرح السيل) وطحالب البرك والمستنقعات والمتسلقين العاطلين منتهبي الموارد ومنتهكي المحارم...!
لقد صنع الفلول نماذجهم المشوّهة وطالت بهم الأيام حتى بانت سوءاتهم بما ليس وراءه من عري وانكشاف..واتضح المدى الذي يمكن أن ينحدروا إليه في درك السقوط..وهذا مما يعين على بناء الحياة الجديدة بعد أن اكتسب أهل السودان مناعة كافية شافية من هذه الميكروبات الوبيلة و(الفيروسات المتحوّرة) التي يمثلها الفلول بكل أطيافهم من أدعياء سياسة و(حرامية سوق)..ومهربين ومرتشين..وإعلاميين وسماسرة..وصحفيين و(اسطراطيجيين)...وتجار يبيعون الدين والدولارات..وملتحين كذبة ووعاظ فشنك..وأئمة ضلال..وشمشرجية و(موترجية) ومخبرين..وقناصين ومأجورين..وانكشارية و(زلنطحية)..وحركات ومليشيات و(مغتصبين بالأجر) إلى آخر تلك المهن التي ادخلوها في مصفوفة الوظائف الدنيئة التي لم تعرفها أسوأ الأنظمة (في نماذجها الأعلى للتفاهة والإجرام) واستباحة الدماء وتنغيص حياة الشعوب..من النازية والستالينية والفاشية والصهيونية والماسونية والحشاشين والسفاحين وفرسان الهيكل وكوكلوكس كلان وقبضايات المافيا وجماعة الخمير الحُمر وعصابات الأراجون وشتيرن والهاجناه...!
لقد استبانت المسالك..الثورة باقية..(الرصيف للمشاة والطريق للسيارات) والسجون للقتلة واللصوص ..وبإذن الله ستزول الأوصاب والأوشاب من وجه هذا الوطن الجميل وسوف ينهض السودان بأهله من تحت الركام..ويحيق المكر السيئ بمدبريه.. ولا عدوان إلا على الظالمين....الله لا كسّبكم..!
murtadamore@yahoo.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
بيرم: أهل الجنوب يصنعون المعادلة التي تحمي الوطن
أكد وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال مصطفى بيرم انّ "أهلنا في الجنوب يصنعون المعادلة التي تحمي الوطن" ، وسأل: "الشعب ناطرين بيان؟ أبداً ، نحن المشروعية في الدستور اللبناني والشعب مصدر السلطات وها هو يَصنع السلطة ويصنع الإقتدار".
وتابع: "شعبٌ تخرُج فيه المرأة أمام دبابة الميركافا وفي فلسفتها رسالة تقول فيها لترامب وبايدن ونتنياهو ولكل مجرمي العالم أنّ قوّتكم التي ظننتموها قوّة مطلقة وقدرة لا حدود لها ها هي تعجز أمامي".
كلام بيرم جاء خلال الحفل التكريمي الذي أقامه "حزب الله" في حسينية بلدة النميرية للشهيد حسن عبد الرسول زعرور وبمشاركة شخصيات وفاعليات، عوائل الشهداء والأهالي.
ولفت إلى أنّ "وصية السيد الشهيد عندما جلسنا معه بأنّ لبنان لا يُحكَم من فئة ولا من حزبٍ أو تنظيم، بل لبنان لجميع أبنائه، والقوة أمام العدوّ فقط ولا تُصرَف في الداخل إمتيازات لكن لا بدّ أن يكون وطناً مقتدراً أمّا صفصفة قوّة لبنان في ضعفه فسقطت".
وختم: "أصبحنا حجّة أخلاقية عندما أغثنا الأطفال الذين يُحرقون في الخيم وعندما أغثنا المستشفيات التي يدخل إليها جيش عصابة القتل وينزعون أقنعة الأوكسيجين أمام كلّ العالم الصامت".