سودانايل:
2025-02-08@19:36:36 GMT

هل نحن في السودان شعب واحد أم شعوب؟

تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT

maqamaat@hotmail.com

كنا أثناء عملنا الدبلوماسي تحت وقع أوضاع صعبة ومعقدة كهذه التي جاثمة علي صدر بلادنا اليوم ومنذ شهور,نعترض علي عبارة ( شعوب السودان) حيث كانت ترد بعفوية ودون قصد سيئ أحيانا علي ألسنة الغربيين حتي المتعاطفين مع السودان من صحافيين ونشطاء وما أقلهم يومئذ جراء ثرثرتنا معاشر السودانيين غير المنضبطة عن وجود أكثر من خمسمائة قبيلة وأكثر من مائة لغة ولهجة في سودان المليون ميل مربع وكأننا نتباهي بذلك .

ويعقب الاعتراض تأكيد منا بأن السودان بمساحته الواسعة يسكنه شعب واحد لا شعوب نقولها ونحن نجابه المتربصين بوحدة البلاد بتكرارها علي مسامعنا "شعوب السودان" وهم كثر وقتذاكً يرومون التدليل علي ضرورة تفتيت ذلك المارد النائم مخافة أن يصحو يوماً ما فينطلق كالسهم نحو العلياء لا يلوي علي شئ. وكان تأكيدنا يجئ بصوت أعلي يحمل معاني الرفض و التحدي مستعينين بما تعلمناه منهم من تعريفات بأن تعدد العرقيات والديانات واللغات لم يعد طعناً في تجانس الدولة القومية أو القطرية والتي قامت وفقا لإتفاقية ويستفاليا للسلامً في العام ١٦٤٨ علي قاعدة التجانس الديني حلاً لحروبات ثلاثين عاماً بين الكاثوليك والبروتستانت طحنت شعوب أوروبا طحنا .حيث كانت الامبراطورية الرومانية المقدسة في وسط وغرب أوروبا تضم مذاهب مسيحية متباينة المعتقدات استعصي التعايش بينها وحل مكانها قتال ضاري فجاء مقترح الدولة الأمة أو القطرية الذي يقوم عليه النظام الدولي اليوم. شكلت الاتفاقية نهاية لحروب الاصلاح الديني وأقرت بحرية الأديان : الكاثوليكية والبروتستانتية والكلفنية داخل الأمبراطورية الرومانية المقدسة استقلت نتيجة لذلك سويسرا وهولندا من الامبراطورية الرومانية المقدسة وتمتعت الأقليات الدينية داخل الامبراطورية نفسها بحرية الاعتقاد والممارسة . حتي قال فولتير بأنها لم تعد مقدسة ولا إمبراطورية . كانت الاتفاقية نقطة تحول في التاريخ خاصة في أوروبا وهكذا ولدت الدولة - الأمة فأكدت علي سيادة واستقلالية هذه الكيانات المستحدثة وحرمت التدخل الخرجي في شؤنها . يلاحظ أن التجانس الديني كان هو الأساس كون التباين العرقي في أوروبا الوسطي والغربية لم يكن حاداً ولا سببا في الاحتراب مثلما كان الدين . .لكن تطورت الدولة القطرية اليوم وأصبحت دولة متعددة الأعراق والديانات واللغات واللهجات وظل نسيجها السكاني مع هذا التعدد يعتبر شعباً واحداً لا شعوباً . وكاد بعض علماء السياسة ( كسنجر) أن يتحدثوا عن دولة مابعد الدولة القطرية أو ما بعد الدولة الأمة بفعل اتساع نطاق الدبلوماسية التعددية وعدد وكالات المنظمات الدولية وتجمعات تنظيم التجارة الدولية والعولمة ولم يتبلور المفهوم فيما أعلم إلي علم قائم بذاته .
ومع ذلك يبقي التعريف التقليدي للدولة القطرية صحيحاً يجعل من كل مجموعة سكانية تعيش في قطعة جغرافية معلومة الحدود تتمتع باستقلالية ولها سلطة حاكمة وحارسة لحدودها ومنظمة لحياة الناس في ربوعها دولة - أمة او قطرية كاملة السيادة ويعد مجموع السكان فيها شعب واحد لا شعوب وإن تعددت أعراقهم واختلفت معتقداتهم. .
وما من دولة اليوم تتمتع بتجانس عرقي أو ديني إلا قليلا .
والحروب الرهيبة في أوروبا أدت في مرات عديدةً خلال القرنين الماضيين إلي تغيير حدود تلك الدول حيث لم تلتزم الدول بمبدأ احترام سيادة الدول الأضعف وبالتالي تلاشي التجانس فالمنطقة التي ولد فيها امانويل كانط الفيلسوف الألماني المعروف فيما كان يعرف ب بروسيا غدت اليوم جزءا من روسيا الاتحادية. وأجزاء من بولندا تقاسمتها دول مجاورة لها وهكذا وفي الذاكرة أيضاً صراع الزاس واللورين بين فرنسا وألمانيا وبعض أسباب الصراع في اكرانيا اليوم هو بعض الدمج والتفكيك التعسفي الذي صنعته الحروب .
في افريقيا قامت الحدود السياسية كحيازات للدول الأوروبية بعد اتفاقية برلين ١٨٨٤- ١٨٨٥ وحشدت في معظم دول القارة عرقيات ولغات وديانات متعددة لا يجمع بينها مشترك .وما أن خرج صاحب الحيازة الأوروبي إلا وانفجرت الأوضاع في معظم بلدان القارة واشتعلت الحروب بين مكوناتها ومع ذلك يلقي اللوم علي النخب وحدها في الفشل الذي لايزال الصفة الأدق في وصف أحوال تلك الدول وذلك تفادياً لإلقاء اللوم علي المستعمر الذي عوضاً عن وضع خطط وأموال كتعويض لتحقيق الحد الأدني من الحياة الكريمة كالطاقة والمياه والمرافق الصحية الضرورية التي ربما كانت قد أدت إلي تسريع عملية التجانس بين مكونات تلك الدول واستقرارها، حرصت الدول الاستعمارية إلي ربط تلك المستعمرات السابقة بمؤسساتها هي في أوروبا لإستدامة السيطرة عليها وبالمجان هذه المرة.
حدث ذلك لأفارقة العالم الجديد حيث ألغيت العبودية في امريكا عام ١٨٦٣ بموجب إعلان تحرير العبيد الذي أعلنه الرئيس ابراهام لنكن وقد صف مارتن لوثر كينق الصغير تلك الحرية التي حصل عليها الأرقاء بأنها لم تتضمن منحهم قاعدة اقتصادية كأراض زراعية يعيشون عليها فقد كانت حرية الجوع والتعرض للرياح والمطر دون ساتر وحرية مجاعات بينما شجعت الحكومة الامريكية المزارعين من أوروبا للهجرة لأمريكا عبر اعلانات مكتوبة بمنحههم ملايين الهكتارات من الأراضي الزراعية الخصبة لتكون قاعدة اقتصادية يبنون عليها معاشهم بينما يلوم الإنسان الأبيض السود اليوم علي فشلهم في صنع حياة كريمة.(راجع الرابط أدناه).وفيلم far and away

https://youtube.com/shorts/GuVhm8Z3i6M?si=K32XjrN8dtAhgwX0

والشكوي في السودان وإفريقيا من التهميش وتفاوت التنمية بين أجزاْ الدولة تغفل حقيقة أن المستعمر أقام مشروعات في أماكن دون غيرها وفقاً لمصالحه في المستعمرات كتوافر ما يحتاجه من مواد خام واستتباب الأمن وسهولة نقلها .ولما خرج تفاوتت بطبيعة الحال بين أجزاء القطر الواحد مستويات التنمية وتوفر الخدمات أدت لجفوة بين تلك المكونات والأجزاء وبدت كما لو أن الحكومات القائمة هي التي فضلت أمكنة علي أخرى وعرقيات علي أخري ثم ألبس التفاوت الإقتصادي لبوس العرقية والعنصرية وتأخرت عمليات دمج المكونات المتباينة والمتعددةً في بوتقة واحدة بعد خروج الاستعمار لذلك. وفشت الإنقلابات العسكرية والعمل المسلح لنيل الحقوق بينما لا يعرف علي وجه الدقة ممن تأخذ ولم يتوفر استقرار كاف يمكن الحكام الوطنيين من استدراك التقصير ورتق القتق الذي خلفه الاستعمار. وهذا لا ينفي تقصير الحكام الوطنيين ولا يعفيهم من بعض المسؤولية. لكن تشابه العثرات في معظم المستعمرات السابقة والنواقص قي مجالات التعليم وتوافر الطاقة والخدمات الصحية وعدم تحقيق أي اكتفاء ذاتي في أي من ضرورات الحياة يؤكد أن التركة الاستعمارية هي القاسم المشترك في ذلك.وفي بوركينا فاسو عرض الرئيس الفرنسي ماكرون برئيس البلاد حينما قال في محاضرة "أنا لست مسؤولاً عن نقص الكهرباء في بلدكم أسألوا رئيسكم هذا عنها فخرج الرئيس من القاعة مغاضباً بينما صب الشباب جام غضبهم علي الرئس الفرنسي علي اعتبار أن فرنسا شريكة في اللوم علي الأقل .ثم إن الحيازات الاستعمارية التي أضحت دولا بعد خروج المستعمر مباشرة تأخر تحقيق الروح الوطنية المشتركة بين أجزائها ومن طبائع الأشياء يأخذ ذلك وقتاً طويلاً هذا رغم أن القوانين الموضوعة في جميع هذه الدول الافريقية التي استقلت تنص علي المساواة التامة بين المواطنين. يبقي التحيز الجهوي والعرقي والديني هو سيد الموقف يطل برأسه كلما قامت انتخابات حتي تلك الحرة النزيهة حيث تثور الشكوك والاتهامات بالتزوير وقد تحرك بأصابع من الداخل أو الجوار أو الخارج البعيد للنيل من استقرار تلك الدولة لاعتبارات سياسية ، ايدولوجية أو اقتصادية.
والتحيز الاجتماعي الذي يتخذ مطية لإثارة الفتن موجود حتي في مجتمعات العالم الأول بسبب اختلاف الألوان والأديان والثقافات وحتي مع انعدام كل ذلك فالأمريكي الأبيض من الشمال هو عند الأمريكي الأبيض من الجنوب ( يانكي) وهو عند الشمالي متخلف ، متعصب وهكذا. وكذا الحال في ايطاليا وألمانيا وبريطانيا. ومواطنو هذه الدول تعرضوا جميعاً للتمييز في أمريكا من قبل اخوانهم البيض وتم شنق ١٢ من الايطاليين علي جذوع الأشجار تماماً كما كان يفعل بالسود فيما عرف ب ( لنشنق)حتي هددت ايطاليا بإعلان الحرب علي امريكا بسبب ذلك مما حدا بالرئيس الأمريكي لجعل يوم كولمبس الذي اكتشف امريكا بالصدفة ( ايطالي) إجازة رسمية لجلب الاحترام للايطاليين تذكيرا بالمكتشف للقارة الأمريكية . وقد جري تغيير التسمية بعد احتجاجات الهنود الحمر الذين أذاقهم الأمريين،فسمي ( بيوم الأهلين!).
ومع ذلك توجد سمات عامة تميز كل شعب تتكلس بفعل الزمن ،تبطئ المسير في حال التكوين الحديث الذي لم يمتد غراسه في التاريخ بعد ،كالقائم في افريقيا والمستعمرات السابقة في العالم الثالث. ونمو المشتركات يختلف في السرعة فمثلا يتبلور مزاج موسيقي بوتيرة أسرع وكذلك اللباس العام واللهجة ثم المطبخ المشترك ويتأخر التزويج لإعتبارات اقتصادية في المجتمعات النامية كالحرص علي الحفاظ علي الاراضي ونحوها في اطار الاسر الصغيرة والممتدة أو للإحساس بتفوق عرقي و لبعض الوقت .ووعياً بذلك قال مارتن لوثر كينق الصغير مخاطبا قومه البيض في سعبه للمطالبة بالمساواة أمام القانون ( الحقوق المدنية ) مطمئناً :إنني أريد أن أكون أخاً لكم لا صهراً) I would like to be your brother and not a brother in law يستبطئ بحكمة بالغة ذلك المدي من الانصهار الذي لم يحن وقته.
واشتهر الناس في السودان بدماثة الخلق وطيب المعشر والأمانة في المنطقة بأسرها والقصص الدالة علي ذلك كثيرة تروي. وسألت أمريكياً مستنيرا إن قد سمع بالسودان فأجبنا علي الفور "السوداني هو رجل الشرق الأوسط المحترم " The Gentleman of the Middle East وقال آخر في حشد من الناس اتفق أن أنجز عمل أطروحته الميداني للدكتوراه ستينيات القرن العشرين في الخرطوم أنه زار جميع أقطار المسلمين وأقطارا غيرها فوجد أن السودانيين الأقرب إلي تعاليم وسلوكيات السيد المسيح عليه السلام . تلك سمة عامة صبغت صورة السوداني في الأذهان وذلك لا يعني بأي حال خلو مجتمعنا من المجرمين والمفسدين والقتلة .
هذا الاستطراد المطول وعنوان هذه المقالة ناتج عن دهشة أصابتنا وذهول حل بساحاتنا وأقلق منامنا ونحن نكابد المعاناة من جراء هذه الحرب اللعينة منذ منتصف أبريل ٢٠٢٣ و نري ما لم يكن يخطرعلي بال من فعال. تقتيل بلا رحمة للأبرياء العزل واغتصاب لحرماتهم وسرقة لكل ما يملكون من متاع بحقد دفين وتشف لا يعرف له سبب ؟ وهجمات علي المتاجر والبنوك والأسواق بغرض السرقة , سرقة كل شئ تنتهي بأسواق لبيعها علناً في غياب تام للدولة فبتنا نتساءل هل هؤلاء الذين يقومون بهذه البشاعة سودانيون؟ وفي مقابل ذلك شاهدنا في الوسائط شابا في غزة بحدث عن غزة الصامدة التي تتعرض لأبشع مجازر العصر بأنها لم تشهد عمليات نهب وسرقة للأسواق وممتلكات المواطنين رغم كونها علي حافة المجاعة .قال لي سوداني حي الضمير معلقاً : شعرت بالخزي والعار وأنا أسمع ذلك وأري بعيني هاتين ،الأسواق تنصب في الخرطوم للمسروقات من بيوت المواطنين وملابس أطفالنا وأواني الطبيخ والقهوة والشاي بل والشبابيك والأسرة ولعب الأطفال .
قلت كنا نباهي الغربيين بأن قطوعات الكهرباء التي نتعايش معها بشكل يومي منذ بداية ثمانيات القرن الفارط لم تشهد فيها مدننا سرقات ونهب للأسواق والمتاجر بينما يحدث ذلك في كبريات مدنهم إذا حدث فيها إظلام بفعل قطوعات تنتج نادراً عن كوارث طبيعية فوق طاقة الانسان؟ قالها مرة المزروعي يباهي بها بأن المرأة المسلمة في معظم العواصم الإسلامية تخرج منتصف الليل وحدها لشراء الأغراض من المتجر وهي آمنة بينما لا يحدث ذلك في كبريات مدن الغرب المضاءة بالثريات.
بذلك الألم طفق السوداني يتساءل كالمتشكك هل هؤلاء سودانيون ؟ ويتساءل مرة أخري يمني النفس ألا يكونوا ، ولئن لم يكونوا وكانت السرقات الحالية والفطائع المقيتة والمميتة التي ذكرنا يفعلها من جاء بهم تمرد الجنجويد من أوباش الصحراء الكبري الذين أعادوا بفظاعة صنائعهم سير أوباش جنكيزخان وهولاكو وبرابرة أوروبا الذين دمروا حضارة اليونان والطليان وكل الغزاة الذين وثق التاريخ جرائمهم إن كانت ليست من صنيع السودانيين كما يزعم البعض فما بال (المتحضرين) في المدن يتسابقون لهذه الأسواق الحرام يشترون المسروقات الماخوذة من بيوت الجيران والأصحاب وأبناء وبنات الحي في المدن ,هذا إن لم يكون هم من دل السارقين عليها كما تروي بعض القصص ؟بل وما بال القري المعروفة داخل حدود السودان وحواضر
قبائل عرفت بالخير كانت حواضن الإمام المهدي وموطن فرسانه الأشاوس في جهاده المقدس من أجل تحرير ذات الوطن الذي تستخدم فيه عناصر من تلك الأنحاء ومن الشتات لإذلاله واستعماره وسرقة ثرواته بقتل شيوخه وشبابه واستباحة حرماته ، ما بالها تستقبل السارقين والنهابين مغتصبي الحرائر والقتلة بالزغاريد والأهازيج والأشعار وغناء الحكامات ؟ أليست هذه ديار عبدالرحمن دبكة وجمعة سهل وإخرين من تلك الجهات من الوطن الذين ساهموا مع ابن الأبيض حاضرة كردفان , الزعيم الحق اسماعيل الأزهري, ترجيح خيار (السودان للسودانيين) فولدت دولة ١٩٥٦ كما قوض أسلافهم الميامين بحد السيف دولة ١٨٢١ بمناصرة المهدي؟ هذه دعوات لا تصدر من أفواه سودانية أصيلة.
وإن ساقوا التهميش مطية لذلك فما بال قبائل في ولاية الخرطوم وفي جوارها القريب وسجادات تصوف تشارك في هذا الجرم الشنيع؟ وما بال أحزاب سياسية كبيرة وصغيرة تبدو راضية بما يحدث هذا إن لم تكن ضالعة فيه بنحو ما؟
ماذا دهانا؟ هل نحن ( يا نحنا..يا نحنا..) أين شيوخ الإسلام وحفظة القرآن هناك وهنا وأين مشايخ تلك القبائل ؟ وللانصاف قد أدان بعضهم تلك الجرائم بكل قوة وشجاعة وفيهم أفاضل خبرناهم في دروب الحياة لا نشك في صدقهم وفي حبهم للوطن ونبذهم للقبلية والجهوية ، ولكن أين البقية؟ أين المثقفون هناك وقد تصدي بعضهم لها بالفعل بالشجب والاستنكار والادانة لكن ألا يستدعي الأمر أكثر من ذلك ؟وقفة أقوي مجتمعة من أولئك جميعا في حملات منظمة معلنة ومذاعة ومتلفزة حتي لا تلحق القلة المارقة بالجميع العار والشنار الذي يبقي ما بقي الدهر؟
وأعجب منه وأنكي أن تجد من لا يري في ذلك بأساً ممن يعتبرون أنفسهم في زمرة المثقفين العصريين التقدميين يزينون حربا متخلفة موغلة في التخلف والأحقاد العرقية البدوية والعمالة المشتراة بالدرهم والدينار. يتوارون للتمويه خلف عبارات زلقة و مبهمة ،كالقضاء علي سودان ٥٦ او حتي ١٨٢١ يزعمون أنها ستفضي لتحقيق الحرية والسلام والعدالة مع أن الناس قد استأنسوا من قديم بالحكمة البالغة التي تقول إن فاقد الشي لا يعطيه! وأن المرء لا يجن من الشوك العنب ! . كيف يستوعب العقل ألا يري أولئك بأساً في انتهاك الأعراض وسرقة البيوت بل الاستيلاء عليها بعد طرد أصحابها وتشريدهم وهي بيوت ذويهم والأعراض اعراض الأقرباء والجيران، وزملاء الدراسة ورفقاء العمل والصحاب في الأسفار الذين لم يرتكبوا جرما في حق أحد!
أين هذا من الصورة الرائعة للسوداني التي كانت منذ عقود قليلة مضت تضئ في زهو سماواتنا وسماوات الدنا ؟!
أين تعاليم الدين الحنيف وأعراف السودانيين السمحة ومُثُل القبائل البدوية الحرة الأبية:
ما بياكل الضعيف وما بسولب المسكين
إلا شيمة اللسد اب قبضتن زين!
حتي الهمباتة السراق الذين كانوا يرون في ذلك فروسية ورجولة كصعاليك العرب في الجاهلية كانوا يردون الابل المسروقة إذا علموا أنها لأيتام حتي لو قُتلوا عند ارجاعها يسمونها ( مال الدمعة) يرون العار في أخذها.
أبن شمائل العرب في الجاهلية وقبل الاسلام لمن يصعرون الخد اليوم للآخرين تفاخرا بالانتساب للعرب؟ اشتهر العرب بالشجاعة ومتعلقاتها من الفروسية والشهامة والصدق وتجنب الكذب ( ابو سفيان بن حرب عند كبير الروم) ومنازلة النظير في حومة الوغي والتأفف من اصطياد الضعفاء ( عتبة يوم بدر نريد أكفاءنا من بني عمنا). ووفاء السموأل وأناة معن بن زائدة وحكمة في ابن ساعدة وكرم حاتم طئ ؟
قال عنترة :
يخبرك من شهد الوقائع أنني أغشي الوغي وأعف عند المغنم

وتعفف عنترة عن مجرد النظر لحليلة الجار.
وأكرر تساؤلي هل نحن شعب واحد أم عدة شعوب اتفق أن ضمتها جغرافية واحدة؟
وأجيب نفسي بأننا شعب واحد قمن به أن يرعي قيم الخير التي عرفها الناس عنه والتي حببت الناس فيهم لكنه فقد البوصلة ولم يفقد لحسن الحظ عقله ولا الرغبة في التماس الجادة من جديد ليجعل من هذه النقمة نعمة للمراجعة واستدراك ما فات وإحياء الشمائل التي ميزته عن جواره القريب والبعيد. ومن المبشرات نلحظ حباً للوطن وحرصاً علي وحدة أراضيه بل والموت في سبيله تنطلق من عقائر شبان وشابات بكل ألوان السودانيين وسحناتهم ولهجاتهم كأننا نستشرف قفزة هائلة تجب نواقصنا جميعاً وتدلف بنا لمرحلة جديدة من العز الباذخ!  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: تلک الدول فی أوروبا شعب واحد فی معظم

إقرأ أيضاً:

ما الذي فعلته البطالة بثقافتنا العراقيَّة؟

آخر تحديث: 6 فبراير 2025 - 11:58 صصفاء ذياب تشير أغلب التقارير إلى انتشار البطالة بين الشباب، لاسيّما وأنَّ هناك أعداداً كبيرة منهم يعيشون على رواتب الرعاية الاجتماعية، التي تؤشّر إلى المشاكل الاقتصادية التي أحدثها توقّف أغلب المصانع والمعامل الحكومية، فضلاً عن ندرة الاستثمارات التي كانت ستستخدم هذه الأيدي الشابة، لاسيّما في ظل تزايد عدد الخرّيجين الذين لا يحصلون على التعيين الحكومي، بسبب الأعداد الهائلة من الخريجين كلّ عام في الجامعات الحكومية؛ بفرعيها الصباحي والمسائي، والجامعات الأهلية التي انتشرت بشكل كبير في المدن العراقية كلّها، فضلاً عن حاملي الشهادات العليا إن كانوا خريجي الجامعات العراقية، أو الإيرانية أو اللبنانية ودول أخرى غيرهما. العلاقة بين البطالة والفقر وثقافة الشباب معقدة وتتأثر بعدّة عوامل. إليك بعض النقاط الرئيسة مثل إنَّ البطالة تؤدي إلى فقدان الدخل، ممّا يزيد من خطر الفقر الذي يحدُّ من فرص التعليم والتدريب، وبحسب علم النفس، فإنَّ البطالة تؤدّي إلى زيادة الوقت الحر، الذي يدعو إلى انخراط في السلوكيات السلبية، وذلك يعود لأسباب كثيرة، منها: تدهور الثقة بالنفس والقيمة الذاتية، تقليل فرص الزواج والاستقرار الاجتماعي، تقليل المشاركة السياسية والاجتماعية. ومن ثمَّ، على الرغم من الوقت الذي يملكه الشباب حينها، فهذا الوقت يشكّل عبئاً جديداً يبعدهم عن القراءة والبيئات الثقافية، وبحسب الباحث نعيم حسين كزار البديري فقد أدّت الأزمات (الحروب والحصار والاحتلال) في العراق إلى نتائج خطيرة ألقت بظلالها على المجتمع العراقي، ولعلَّ أخطر تلك الآثار بث التضخّم في كلِّ مناحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسلوكية، وبسبب استمرار الأزمات مدّة طويلة كانت آثارها بنيوية على المجتمع العراقي، بمعنى أنَّها تمأسست وترسّخت في عمق الممارسة اليومية الاجتماعية، بحيث حازت آلياتها على الاعتراف الاجتماعي وتغلغلت في الحس الجمعي للناس. إذ إنَّ الاحتلال حرّك في المجتمع العراقي ما أسماه العالم (نيل سملزر) عوامل التهيئة البنائية أو المفضية إلى التوتّر البنيوي التي كسرت روتينية الفعل الاجتماعي وتواتره وانتظامه وحوّلته إلى سلوك جمعي أتسم بالعنف وأسفر عن كلف اجتماعية عالية. فصورة المشهد العراقي اليوم تمثّلت بأزمة هي نتاج لأسباب قد أخذت مأخذاً من بنية ونسيج وأواصر هذا المجتمع، إذ تمثلت أزمة العراق بتبعثر واغتراب قيمي واستلاب ثقافي جاء كنتيجة واضحة لما مرَّ به هذا المجتمع من أزمات خانقة والتي قد جعلت منه إن لم نكن نبالغ بقايا مجتمع يحاول الوثوب والنهوض من جديد. مضيفاً أنَّه إزاء هذا الواقع الاجتماعي المأزوم لتضيف مشكلة البطالة بآثارها ونتائجها مزيداً من التوتّر الاجتماعي بين الشرائح الاجتماعية ومصدراً آخر يرفد مصادر الأزمات بين المجتمع والسلطة الحاكمة وحاضنة رخوة لتفريخ صفحات من العنف والتطرّف والإرهاب. وقد استفحلت هذه المشكلة منذ ثمانينات القرن الماضي إثر تزايد اعتماد العراق على قطّاع النفط، والتوسّع غير المخطّط لقطّاع الخدمات غير المنتجة كالزراعة والصناعة، وإهمال الاستثمار الإنتاجي في النشاطات المدنية وتزايد سيطرة النخبة الحاكمة على مؤسّسات الدولة وتسريح ما يقرب من مليون مجنّد عقب انتهاء الحرب العراقية الإيرانية، ليدخلوا سوق العمل من دون مهارات تؤهّلهم للحصول على عمل ذي دخل مجزٍ، وتفاقمت هذه المشكلة في ظلِّ الحصار الاقتصادي (1990-2003) وتدهور مجمل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وتراجع مستويات المعيشة وتزايد معدّلات البطالة والفقر بفعل الحصار. وإذا كانت البطالة مستشريه بين الشباب على الرغم من وجود الكثير من المعامل والمصانع حينها، فكيف هو الحال بعد العام 2003 ودخول العراق في حروب عدّة أوقفت الاستثمارات والصناعات الوطنية.فإذا كانت للبطالة والفقر تأثير على البنية الاجتماعية وتكوين الفوارق الطبقية… كيف يمكن وصف تأثيرهما على البنية الثقافية لجيل الشباب؟ بهرجة الانشغالات الصاخبة يشير الشاعر حسام السراي إلى أنَّه بالرغم من تطوّرات الحياة واندماج قطاعات غير قليلة من الشباب في ممارسات حضاريّة، من بينها مثلاً رغبتهم في التعبير العفوي عن أنفسهم؛ بجرأة، ومن دون تكلّف، وبلا عمق أيضاً في الخطاب والمتبنّيات، لم تعد الرغبة في التثقف والاستزادة المعرفيّة، بمعنى قراءة الكتب وتداول الأفكار لدى هؤلاء، مُغرية وخاضعة للاندفاع نفسه بنحوه المعهود الذي عرفناه قبل عقود؛ هناك صور ابنة لحظتها هو ما يشغل جموع من الشباب اليوم.يبدو أنّنا نعيش زمن وأد وإزاحة الأفكار، الأفكار والأيديولوجيات الكبيرة، وهذا له ظلاله على الواقع، في العراق وتونس ومصر، وفي بلدان لها تقاليد ثقافيّة صارمة وتنتمي للعالم الآخر. لننظر إلى حفل تايلور سويفت الأخير في تورنتو بكندا، وهي مغنّية صف أوّل ونجمة بوب عالميّة، ولننتبه لما يفعله إغواء الصورة والجمهرة التي لا تحتفل بالمغنية الرشيقة فقط؛ بل بوجودها في مشهدية هذه اللحظة الجماعيّة، ضمن سلسلة حفلات حول العالم بلغت ايرادات تذاكرها ملياري دولار خلال عامين تقريباً. هل يمكن لأحداث ثقافيّة رصينة أن تنافس وتجلب هذا التأثير والعوائد الماليّة من سلسلة حفلات توقيع كتب وعروض مسرحيّة وفعاليات نخبوية بالغت في ابتعادها عن عموم الناس؟هذا بالنسبة لمزاج وميول الشباب في مقطع راهن من الألفية الحالية التي يتقدّم فيها ما هو سريع التلقي على ما يحتاج لتأنٍ وصفاء ذهني. محليّاً، لدينا اليوم فوارق طبقيّة بدأت تتفاقم بين شبان لا يحصلون على ما يلبي احتياجاتهم وكثير منهم ضيّعه وضعه المعاشي وأبعده عن التحصيل الدراسي والمستوى التعليمي الجيّد، وبين أقران آخرين يتنعّمون بالترف. هل يمكن لشاب يَحار بقوته اليومي أن يفكّر بالذهاب إلى عرض مسرحي أو اقتناء كتاب؛ بل لندقّق في سلوك هذا النوع من الشباب كيف يتخشّن في الشارع ويكون أحياناً مفتقراً للتهذيب؛ والأسباب ثقافيّة توعوية بحتة، قبالة من يعيشون الرخاء ولا يعانون اقتصادياً، لكنّهم لا يأبهون لشيء اسمه كتاب جديد وعرض للأوكسترا السيمفونية؛ في حين لا مانع لديهم من قضاء ساعات طوال في مقهى مع أراكيل وتزجية عابرة للوقت.نعم البنية الثقافيّة للجيل الشاب تأثّرت بفعل بهرجة الانشغالات الصاخبة والتفكير بمتطلبّات الحياة التي لا تتيح في نهاية اليوم قراءة صفحات من كتاب؛ إنّما البحث عن متعة سريعة لا تتطلّب أيَّ جهد ذهني. وجهاً لوجهه ويبين الشاعر حمدان طاهر المالكي أنَّه من الواضح أنَّ الفقر هو المسبّب الأكبر لكل الأمراض الاجتماعية التي تنخر المجتمع وتمدُّ آثاره الكبيرة على مفاصل الحياة كلّها، وحين نتحدث عن أسباب الفقر لا شكَّ أنَّنا نتحدث عن البطالة التي دائماً تأتي بسبب قلّة فرص العمل وندرتها أمام متطلّبات الواقع الحياتي، أصبح الشباب العراقي مع تزايد السكّان المتسارع وجهاً لوجه مع وحش البطالة، ليست هناك تنمية ولا مشاريع اقتصاديه تستوعب هذه الموجة الكبيرة من العاطلين عن العمل. ويضيف المالكي: أستطيع القول إنَّ هذا الأمر ليس مستحدثاً، لقد بدأ منذ نهايات التسعينيات كمرحلة أولى ثمَّ بدأ بشكل واضح للعيان بعد العام 2003، لقد اتضح أنَّ الحكومات المتعاقبة كلّها على حكم العراق لم تستطع أن تشيّد بنية اقتصادية من معامل ومصانع تستوعب الأيدي العاملة ونتج عن هذا فرضية واقعية أنَّ فرصة العمل الوحيدة المتاحة هي مؤسّسات الدولة، وبدأنا نرى بطالة من نوع آخر هي البطالة المقنّعة التي لا تؤدّي عملاً مهمّتها الوحيدة تسلّم الراتب، لقد قادت عوامل الفقر والبطالة إلى انهيار كبير في مستوى جودة التعليم ومؤسّساته التربوية وانعكس هذا الأمر بشكل كبير على المستوى الثقافي وذلك للارتباط الوثيق بين التعليم والثقافة، نرى اليوم الكثير من خرّيجي الجامعات لا يعرفون شيئاً عن ثقافة وتراث وحضارة بلدهم، وهو مؤشّر خطير على تلك الانتكاسة الكبرى. الفقر يمحو الفنون ويرى الروائي أحمد دهر أنَّ البطالة والفقر يؤثّران بشكل عميق على البنية الثقافية لجيل الشباب، إذ يؤدّيان إلى تغيّرات جوهرية في القيم والممارسات الثقافية. عندما يعاني الشباب من انعدام الفرص الاقتصادية، فإنَّهم يواجهون تحديات في تحقيق تطلّعاتهم الشخصية والمهنيّة، ممَّا يؤثّر بشكل مباشر على رؤيتهم للحياة ومستوى انخراطهم في المجتمع. الفقر والبطالة غالباً ما يؤدّيان إلى انتشار الإحباط واليأس بين الشباب، ممَّا يجعلهم أكثر عرضة لاتباع ثقافات الهامش التي قد تتسم بالعنف أو السلوكيات السلبية. فضلاً عن ذلك، يضعف الفقر القدرة على الوصول إلى التعليم والثقافة، ممَّا يحدّ من تنمية المهارات الفكرية والإبداعية. وبالتالي، تصبح الفجوة الثقافية بين الفئات الاجتماعية المختلفة أكثر وضوحاً، ممَّا يزيد من الفوارق الطبقية. من جهة أخرى، يساهم الفقر في تراجع الاهتمام بالأنشطة الثقافية، مثل القراءة والفنون، بسبب الأولويات الاقتصادية الملحّة. كما أنَّه يعزّز انتشار ثقافات استهلاكية سطحية تركز على المظاهر بدلاً من القيم والمضمون.أي لا يمكن أن تطلب من شاب يخرج في ساعة الفجر ويعود آخر النهار يلقط رزقه وتأتي وتسأله عن ماهية الوجود أو هل الحقيقة نسبية أو مطلقة، فهو في هذه الحال سيرد عليك بالسباب هو يريد أن ينتشي بشيء مضحك ويا حبّذا يكون تافهاً جدّاً فيكفيه تعب الجسد ولا يريد أن يجهد عقله أيضاً. لمواجهة هذه التحديات، يجب على المجتمع والمسؤولين عن الملف الثقافي توفير برامج لدعم الشباب، مثل تعزيز التعليم المجاني، وخلق فرص عمل، وتشجيع الأنشطة الثقافية التي ترفع من وعيهم وتمنحهم أدوات للتعبير عن أنفسهم وتطوير قدراتهم. بذلك، يمكن الحد من التأثير السلبي للفقر والبطالة على البنية الثقافية. ثقافات فرعية وبحسب غسان البرهان، فالفقر يحدُّ من الوصول إلى تعليم جيّد، ممَّا يؤدّي إلى ضعف المهارات الثقافية والمعرفية، وبذلك يصبح الاهتمام بالفنون، القراءة، أو المشاركة الثقافية أقل أولوية.مضيفاً أنَّه مع انعدام فرص العمل وغياب استراتيجيات واضحة لدعم الشباب، تتحوّل أولوياتهم من الطموحات الثقافية والإبداعية إلى التركيز على القيم المرتبطة بالبقاء، مثل البحث عن موارد أساسية تضمن الحد الأدنى من المعيشة، وهذا التحوّل يضعف قدرتهم على الانخراط الفعّال في المشهد الثقافي. أمَّا بالنسبة للشباب في الوسط الثقافي العراقي، فإنَّ انحسار الفرص حدّد وجهتهم وجعلها- إلى حدٍّ كبير- محصورة بالعمل الصحافي والإعلامي، وكلاهما يخضعان لرأس مال سياسي له أجندته وأهدافه وخطابه، الأمر الذي يحوّل هذه المنصات إلى أدوات تكرّس التبعية، بدل تحفيز الشباب ودعم أفكارهم المبتكرة، فضلاً عن إخضاعهم لخطابها.هذا التحوّل في الأولويات يُضعف ارتباط الشباب بمفهوم الهوية الوطنية أو الثقافية ويجعلهم عرضة للاغتراب الاجتماعي والثقافي. كما أنَّ الثقافة المحلّية في ظلِّ غياب فرص العمل، تصبح أقل جاذبية، ويفقد الشباب القدرة على رؤية أنفسهم كمساهمين فعّالين في إنتاجها أو تطويرها، وهذا الاغتراب قد يفسّر انجذاب الشباب إلى ثقافات فرعية قد تتخذ جانباً متطرّفاً من أقصى اليمين أو اليسار. اختلال المعايير ويختتم الدكتور خالد عبد المصلاوي موضوعنا، قائلاً: يَطفو تأثير البطالة والفقر على البيئة الاجتماعية وتكوين الفوارق الطبقية على مشهد البنية الثقافية لجيل الشباب بشكل واضح حينما يفقد الشباب أحلامهم وطموحاتهم بالمستقبل المشرق الذي يصبون إليه، ويَذهَب باتجاه عَكسي في تَحطيم ثقافتهم للانحدار إلى هاوية الجهل والتخلّف الثقافي، وبصورة عفوية تقودهم مرغمين للبحث عن فرصة عمل بشتّى الوسائل والطرق من دون الاكتراث أو التقيّد بأيّة مبادئ أو قيم ثقافية ومجتمعية يحملها وينادي بها مجتمعه.وَيتَجَسّد ذلك في غياب القيم النبيلة، ليصبح هدف الشباب هو الحصول على المادة والمال فقط بأيّة وسيلة حتى إذا كانت غير مشروعة وغير قانونية، لتختفي وتَضعف الأهداف والقيم والمبادئ النبيلة التي كان يحملها فكر الشباب، وليحلَّ محلّها التخلّف والانحدار الثقافي والطمع والجَشَع وانعدام الإنسانية، ما يؤدي إلى تسلّط من هم غير مؤهلين- لكنهم يملكون المنصب أو المال- على طبقة وشريحة الشباب المثقفين وأصحاب الشهادات العليا من الطبقة الفقيرة وتجبرهم للعمل في مسلك لا يَتَناسب ومؤهّلاتهم العلمية والثقافية من أجل الحصول على لقمة العيش، ويؤدي ذلك إلى اختلاف المعايير المجتمعية والثقافية.

مقالات مشابهة

  • إلى شعوب أمتنا.. ترامب يقول: هل من مبارز؟!
  • محمد بن زايد يبحث ورئيس جنوب السودان توسيع علاقات التعاون
  • محمد بن زايد يبحث مع رئيس جنوب السودان علاقات التعاون
  • رئيس الدولة يستقبل رئيس جنوب السودان
  • أبرز القضايا التي ناقشها الشرع مع ميقاتي.. ما قصة النازحين والودائع؟
  • هل يجب عليك شرب الماء الذي بقي طوال الليل؟
  • «خبير»: مصر أرسلت 80% من المساعدات التي تصل لقطاع غزة «فيديو»
  • ما الذي فعلته البطالة بثقافتنا العراقيَّة؟
  • ضياء الدين بلال يكتب: القوة الخفية التي هزمت حميدتي (2-2)
  • البيت الأبيض: ترامب مستعد لإعادة بناء غزة للفلسطينيين مع جميع شعوب المنطقة