نقترح ان تسلم ادارة السودان لراعي او لذكاء اصطناعي (2)
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
sanous@yahoo.com
18 نوفمبر 2023م
فى الجزء الاول اقترحنا ان تسلم ادارة السودان الى راعي او لذكاء اصطناعي. ففى البلد المسمي بالسودان ، يقيم الإنسان وفق عوامل تخالف العوامل التى وجه بها َوذكرها رب العالمين . فاساس التقييم عند المولي وهما التقوي والصلاح.. وهما صفتان متلازمتان لدي المسلم وغير المسلم . أما في السودان فتاتي القبيلة على راس عوامل تقييم الشخص .
اما فى الدنيا ، فالقوى الاولي فى العالم ، وهى الولايات المتحدة الامريكية ، اسست بنائها الاقتصادي على الرعي وتحديدا رعي البقر. فقبل ان تشن رحلتها العلمية و التصنيعية و الحربية ، اشبعت امريكا شعبها و بالاخص من البروتين الحيواني والذى انتج بمهنة الرعي. ذاك النشاط ، بصورته الاولية انذاك ، ما زال فى المخيلة الشعبية الامريكية ونري ذلك فى افلام الوسترن ، او افلام الكاوبوي . و لزيادة مساحة النشاط الرعوي ، شنت امريكا حربا على المكسيك فى عام 1846م. وبنهاية الحرب فى عام 1848م نزعت امريكا 55% من مساحة المكسيك وقتها واضافته لسيادها ومساحتها، وهى الولايات الحالية المعروفة بكاليفورنيا وتكساس ونيومكسيكو ويوتا ونيفادا ومعظم اريزونا وكولارادو واكلاهوما وكانساس ووايومنج. فالرعي والرعاه لا قيمة لهم ، الا عند الامم الجاهلة.
اما قصة الذكاء الاصطناعي فهى قصة اكثر تعقيدا. فالعبارة هى ترجمة للعبارة الانجليزية (Artificial intelligence). انا لا ادري ، ولكن الشخص الذى ترجمة العبارة من الانجليزية الى العربية وقال انها تعادل عبارة الذكاء الاصطناعي ، على الأغلب ان ذاك المترجم لا يعي ما ترجم. فكلمة intelligence الواردة بالعبارة ، لا جدال فيها هنا و انها تعادل كلمة (ذكاء ) فى اللغة العربية. خلافي مع سعادة المترجم هو فى كلمة artificial . فهذه الكلمة وردت بقواميس الترجمة من الإنجليزية الي العربية، على انها تعني زائف ، صناعي ، اصطناعي ، كاذب ، متظاهر به ، متكلف ، مختلف ، مستعار ، مصطنع ، مفتعل ، مستعار، صنائعي ، صنعي ، عيرة ، صوري. نعم هكذا. التعريف المترجم من اللغة الانجليزية الى اللغة العربية ، لعبارة الذكاء ( الاصطناعي) ، حسب الموسوعات هو ( محاكاة الذكاء البشري عن طريق الالة و بالاخص نظم الكمبيوتر). فانا لا ادري ، كيف حشرت كلمة اصطناعي هنا. لذلك قلت ان المترجم لا يعي ما ترجم. فالذكاء الاصطناعي لغة ، يعنى تحديدا ذكاءا ليس طبيعيا أو موجود تلقائيا أو غريزيا . فهل بهذا المعني ، انى لو دربت كلبا وصار ، بدل ان ينبح ، هو هو هو ، اصبح يقول ( بل ، بل ، بل ، بل) ، مثل كركساوي ، فهل هذا ذكاء اصطناعي؟ نعم هذا ذكاء اصطناعي ، لان الكلب الفعلي لا يعرف عبارة (بل ، بل ، بل ) هذه الا بعد تدريبه عليها و الكلام ولو بعبارة يحتاج الى ذكاء. او افرض انى دربت قردا ، واصبح يهذر تماما مثل مبارك الفاضل او الانصرافي او احمد كسلا او يتبسم ببلاهة مثل فكي جبريل ، فهل هذا ذكاءا اصطناعيا؟ نعم ، ذكاءا اصطناعي لان الهذر و الابتسام بهذه الطرق لا يمكن للكلب القيام بها معتمدا على ذكاءه الطبيعي ويحتاج إلى تحسين ذكاءه من قبل بشر ليقوم بذلك... وبذلك يكون ذكاءه اصطناعيا...اما اذا ترجمت عبارة (Artificial Intelligence) الى ( ذكاء الى) ، فاول ما يخطر ببال اى انسان هو ان هذا الذكاء او العمل ليس طبيعيا او أوتى من غير مجهود ولكن تولد او استولد عن او من الة الكمبيوتر. ولذلك فالترجمة الصحيحة للعبارة هي الذكاء الآلي... فالترجمة الخطا هى سببا فى ان يسمع كثير من الذين ينعقون فى الاسافير بعبارة ( ذكاء اصطناعي) ، و لا يعرفون بالضبط ما هو ذاك الذكاء الاصطناعي وما هي استعمالاته غير تقليد صوت حميدتي... . فمعرفتهم بالذكاء الصناعي كمعرفك انت القارئ ب ( النانو تكتولجي).
فلا يسخرن منا متبطل ، عندما نقول ان تؤول ادارة السودان الى راعي او لذكاء اصطناعي. فالاول لا يعرف قيمته الذين درسوا ولكن لم يتعلموا ، اما الثاني فلا يعرفه حتى الذين درسوا وتعلموا.
انتهي
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی ذکاء اصطناعی
إقرأ أيضاً:
%92 من الطلاب يستخدمونه.. الذكاء الاصطناعي يهدد جوهر التعليم الجامعي
أثار تقرير حديث يحذر الجامعات البريطانية من ضرورة "اختبار إجهاد" التقييمات في ظل استخدام 92% من الطلاب للذكاء الاصطناعي، جدلاً واسعاً حول مستقبل التعليم الجامعي ودور الذكاء الاصطناعي فيه.
يشير البروفيسور أندرو موران من جامعة لندن متروبوليتان إلى أن الجامعات، التي كانت تعتبر لقرون مخازن للمعرفة والحقيقة، بدأت تفقد هذا الدور عندما تراجعت قيمة الخبراء وضعف التفكير النقدي واستقطب الخطاب العام بشكل متزايد.
ندرة المعرفة وتحديات المصادر التقليديةفي هذا العالم، يتم رفض المصادر التقليدية للمعرفة بشكل متزايد، الكتب والمقالات الصحفية ووسائل الإعلام القديمة تواجه تحديات من خلال التطورات في عرض المعلومات واسترجاعها، وعلى رأسها التطبيقات ووسائل التواصل الاجتماعي، وأدى ذلك إلى "ندرة المعرفة"، على حد تعبير موران.
قوائم القراءة المنسقة، التي يقضي الأكاديميون وقتًا في البحث عنها وتسليط الضوء على المفكرين والكتابات الرئيسية، غالبًا ما يتم تجاهلها من قبل الطلاب لصالح بحث جوجل.
وإذا لم يعجب الطالب ما يقرأ، يمكنه ببساطة التمرير إلى اليسار، ويمكن للخوارزميات بعد ذلك إرسال الطلاب في اتجاهات غير متوقعة، غالبًا ما تحولهم عن الصرامة الأكاديمية إلى موارد غير أكاديمية.
يؤكد موران أهمية توفير مواد التعلم للطلاب على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، لكنه يتساءل: "هل تصبح المعرفة سلعة استهلاكية أخرى؟" فهي متاحة بلمسة زر عبر الإنترنت، ويتم توصيلها بشكل فعال إلى بابك، وهناك العديد من المنافذ للاختيار من بينها.
قد تكون هناك كمية، ولكن ليس بالضرورة جودة: الذكاء الاصطناعي هو السلعة الاستهلاكية المطلقة.
يثير هذا الأمر تساؤلات جوهرية حول ليس فقط ما نعنيه بالمعرفة، ولكن أيضًا ما سيكون دور التعليم والأكاديميين في المستقبل.
ويقول موران: "أستطيع أن أقدر فوائد الذكاء الاصطناعي في العلوم أو الاقتصاد أو الرياضيات، حيث الحقائق غالبًا ما تكون غير قابلة للشك، ولكن ماذا عن العلوم الإنسانية والاجتماعية، حيث الكثير قابل للطعن؟"
ويحذر من أننا نفقد أرضية بسرعة أمام تغييرات مجتمعية عميقة يمكن أن يكون لها عواقب لا يمكن تصورها على الجامعات إذا لم نستجب بسرعة.
التفكير النقدي في مواجهة الذكاء الاصطناعيمن جهته، يعبر محاضر جامعي في العلوم الإنسانية عن عدم استغرابه من الزيادة الهائلة في استخدام الذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى أنه يتم الترويج له بقوة من قبل شركات التكنولوجيا باعتباره سلعة موفرة للوقت، والخطاب السياسي الأوسع يعزز هذا الرأي دون التشكيك في قيود الذكاء الاصطناعي وأخلاقياته.
بينما قد يكون الذكاء الاصطناعي مفيدًا في العديد من السياقات الأكاديمية - في كتابة التقارير الأساسية وإجراء البحوث الأولية على سبيل المثال - فإن استخدامه من قبل الطلاب لكتابة المقالات يشير إلى التقليل من قيمة موضوعات العلوم الإنسانية وسوء فهم ما يتيحه الكتابة الأصلية في تخصصات مثل التاريخ والأدب والفلسفة: التفكير النقدي.
ويستشهد المحاضر بقول الروائي العظيم إي إم فورستر: "كيف يمكنني أن أعرف ما أفكر فيه حتى أرى ما أقول؟" كان يقصد أن الكتابة هي شكل متطور من أشكال التفكير، وأن تعلم الكتابة بشكل جيد، والشعور بالمرء وهو يشق طريقه عبر تطوير فكرة أو حجة، هو جوهر الكتابة.
عندما نطلب من الذكاء الاصطناعي كتابة مقال، فإننا لا نقوم ببساطة بالاستعانة بمصادر خارجية للعمل، بل نستعين بمصادر خارجية لتفكيرنا وتطويره، مما سيجعلنا بمرور الوقت أكثر ارتباكًا وأقل ذكاءً.
في عصر تكنولوجي نيوليبرالي نهتم فيه غالبًا بالمنتج بدلاً من العملية التي تم من خلالها صنعه، ليس من المستغرب أن يتم تجاهل القيمة الحقيقية للكتابة.
فيما يأخذ الطلاب ببساطة إشاراتهم من عالم يفقد الاتصال بالقيمة التي لا يمكن تعويضها للإبداع البشري والتفكير النقدي.