في اليوم العالمي للطفولة.. اطفالنا ليسوا بخير
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
يحتفل العالم في الـ20 من تشرين الثاني في كل عام باليوم العالمي للطفولة، الذي أقرته الأمم المتحدة عام 1954، بهدف تحسين رفاه الأطفال. وفي الـ2023، اطفالنا ليسوا بخير.
مع تفاقم الازمة الاقتصادية في لبنان، يبدو المشهد دراميا من ناحية المستجدات الاجتماعية والاقتصادية والصحية الصعبة التي فُرضت على غالبية العائلات اللبنانية، وجعلتها في حال من الحصار والتحدي اليوم لتأمين المستلزمات الاولية لاستمرارية العيش.
احلام الطفولة
وليس فقط الازمة الاقتصادية، إذ يضاف اليها توترات امنية دائمة تجعل لبنان وبعض مناطقه في حالة لا استقرار امني تنسحب على المواطنين، لتزيد الطين بلة حرب همجية اسرائيلية وقصف يومي معادٍ يطال القرى الحدودية الجنوبية، ما يجعل معظم العائلات في خطر كبير. هناك حيث تُسرق احلام الطفولة، كما سرق العدو الاسرائيلي احلام 3 وردات صغيرات في بلدة عيناتا الجنوبية، فحرمهن من طموحهن ومستقبلهن، ولا يزال متماديا في همجيتها ما جعل معظم العائلات الجنوبية تغادر واطفالها من المنازل خوفا على ارواحهم فحرموا من بيوتهم ومدارسهم.
ارقام مرعبة
وفي لغة الارقام، يبدو الوضع يسير في منحدر كارثي، بحسب التقارير الاخيرة الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف". وفي أحدث تقرير لها صدر في حزيران 2023، جاء تحت عنوان: "مستقبل قيد الانتظار.. ازمة لبنان المتفاقمة تحط آمال الاطفال"، أفادت اليونسيف بانّ 86% من الاسر اللبنانية أقرت بعدم القدرة على شراء حتى الضروريات، مقارنة بنسبة 76% في العام 2022.
وأظهر التقرير، الذي استند إلى أحدث تقييم سريع أجرته اليونيسف جول مستوى عيش الأطفال في لبنان، أن حوالي 9 من كل 10 أسر لا تملك ما يكفي من المال لشراء الضروريات، مما يجبرها على اللجوء إلى تدابير قاسية للتعامل مع الأزمة. وبين التقرير أنّ 15 بالمئة من الاسر أوقفت تعليم أطفالها، مسجلة بذلك إرتفاعاً من 10 في المئة قبل عام واحد. وخفّضت 52 في المئة من إنفاقها على التعليم، مقارنة بنسبة 38 في المئة قبل عام.
العلاج الصحي
وبحسب التقرير فقد خفضت ثلاثة أرباع الأسر الإنفاق على العلاج الصحي ، مقارنة ب 6 من كل 10 في العام الماضي. واضطرت اثنتان من كل خمس أسر إلى بيع ممتلكاتها، بعد أن كانت أسرة واحدة فقط من كل خمس تفعل ذلك في العام الماضي.
وأفادت اليونيسف ايضا انّه "اضطرت أكثر من أسرة واحدة من بين كل 10 أسر إلى إرسال الأطفال إلى العمل كوسيلة للتكيف مع الأزمات العديدة، مع ارتفاع هذا الرقم إلى ما يقرب أسرة واحدة من بين كل أربع من أسر النازحين السوريين أرسلت أطفالها الى العمل".
الصحة النفسية
وحتما تؤدي الأزمات المتتالية والمتفاقمة التي يواجهها أطفال لبنان، إلى وضعٍ بائس لا يُحتمل، ما يطيح بمعنوياتهم ويحطم امالهم كما يضر بشكل مباشر بصحتهم النفسية.
من هنا نقل تقرير اليونيسف ايضا انّ "التوترات المتصاعدة، إلى جانب الحرمان، تسببت في أضرار فادحة في صحة الأطفال النفسية. بحيث قال سبعة من كل عشرة من مقدمي الرعاية أن اطفالهم بدوا قلقين، متوترين ومضطربين. والنصف تقريبا قالوا أن اطفالهم بدوا حزينين للغاية أو يشعرون بالإكتئاب بشكل متكرر".
وهكذا تضيع احلام بعض الاطفال في خضم معارك متتالية من الصراع مع متطلبات الحياة الاولية والرفاهية التي تحلم بها كل اسرة لاطفالها. فللرفاهية ثمنها، ولهؤلاء الاطفال مواعيد مرتقبة مع الفرح والعيش بسلام.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
في اليوم العالمي لمكافحة الإسلاموفوبيا: وزير الأوقاف يؤكد نداء التعارف والتكامل الإنساني
أكد الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، في كلمته بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة الإسلاموفوبيا، أن هذه الظاهرة باتت تشكل تهديدًا واضحًا للسلم الاجتماعي والتعايش الإنساني على المستويات المحلية والقارية والدولية.
وأشار إلى أنها ليست مجرد مخاوف فردية، بل اتجاه متنامٍ يرسخ الانقسام وينال من أسس الاحترام المتبادل بين الشعوب. وأضاف أن تخصيص يوم عالمي لمكافحة الإسلاموفوبيا يمثل خطوة في الاتجاه الصحيح لمواجهة هذه الظاهرة المتصاعدة؛ مستحسنًا تفاعل المؤسسات الدولية مع هذا اليوم باعتباره يومًا لمكافحة العداء للمسلمين والتمييز ضدهم.
وثمّن الوزير نشاط مجموعة الدول الإسلامية والعربية في الأمم المتحدة حتى إقرار يوم عالمي لمكافحة تلك الظاهرة؛ مؤكدًا أن حقيقتها ليست رهابًا مَرَضيًا؛ بل هي عداء مستتر وتمييز ظاهر يقترفهما أصحاب المصالح وينساق وراءهما من تنطلي عليهم خطابات الكراهية والإقصاء والتمييز.
وأوضح وزير الأوقاف أن تلك الظاهرة العدائية هي نتاج مباشر لغياب الوعي بحقيقة الإسلام وقيمه النبيلة، فضلًا عن الحملات الممنهجة التي تعمل على تشويه صورته من خلال ربطه بالإرهاب والتطرف، وهو ما يخالف الحقيقة التاريخية التي تثبت أن الإسلام كان على الدوام دين سلام وتعارف وتعاون بين الشعوب.
واستشهد بقوله تعالى: ﴿وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا﴾ [الحجرات: 13]، ومؤكدًا أن التنوع الديني والثقافي إرادة إلهية وسنة كونية يتعلمها المسلم من أول آية في القرآن الكريم بعد البسملة: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [الفاتحة: ٢]، فيترسخ في يقين المسلم -الحق- أن الله أراد كونه عوالم متعددة الجهات والتوجهات، مختلفة المشارب والأديان، متنوعة الأعراق والحضارات، فيشب بذلك على احترام إرادة الله في خلقه.
وأشار الوزير إلى أن تصاعد خطابات الكراهية ضد المسلمين يأتي نتيجة لاستغلال بعض الجهات الإعلامية ومنصات التواصل الاجتماعي لنشر صور نمطية مغلوطة عن الإسلام، مؤكدًا أن هذه الممارسات تعزز الانقسامات المجتمعية وتؤدي إلى مزيد من التوتر والصراعات، ودعا إلى ضرورة تفعيل مبادرات إعلامية وثقافية تهدف إلى تقديم الصورة الحقيقية للإسلام وتصحيح المفاهيم الخاطئة عنه، من خلال التعاون بين المؤسسات الدينية والمجتمعية على المستوى الدولي؛ مشيرًا إلى أن الإنصاف من أسمى القيم الإنسانية التي هي أوجب ما تكون بين الإنسان والمختلف عنه في أي شيء.
كما شدد الوزير على أهمية إقرار القوانين وإنفاذها لمكافحة التمييز الديني والعنصرية.
وطالب وزير الأوقاف، بضرورة وضع تشريعات دولية تحظر أي شكل من أشكال التحريض على الكراهية ضد الأديان، وتجريم الخطابات التي تثير العداء ضد المسلمين.
وأكد أن الوقت قد حان لتطوير سياسات أكثر فاعلية لتعزيز ثقافة الحوار والتسامح، بدلًا من السماح باستمرار الخطابات المتطرفة التي تضر بالاستقرار العالمي.
كما أكد وزير الأوقاف أن وحدة الصف بين أركان المؤسسة الدينية في مصر، وعلى رأسها الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء، تعد ركيزة أساسية في مواجهة تلك الظاهرة العدائية وفي التصدي لحملات التشويه التي تستهدف صورة الإسلام والمسلمين.
وأوضح أن التنسيق المستمر بين هذه المؤسسات أسهم في إطلاق مبادرات فكرية وإعلامية تعكس جوهر الإسلام القائم على الرحمة والتسامح، فضلًا عن تنظيم المؤتمرات الدولية واللقاءات الحوارية لتعزيز التفاهم بين الشعوب، كما شدد على اهتمام الوزارة بإعداد دعاة وأئمة وواعظات على مستوى عالٍ من الوعي والثقافة، ليكونوا سفراء لقيم الاعتدال، في مواجهة التطرف من جهة، وخطابات الكراهية من جهة أخرى، ما يعزز مكانة الإسلام بوصفه دينًا يدعو إلى التعارف والتعايش السلمي بين البشر.
وفي ختام كلمته، أبدى وزير الأوقاف تأييده لدعوة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، إلى إنشاء قواعد بيانات توثق جميع أشكال الاعتداءات العنصرية والتمييز ضد المسلمين، لتكون مرجعًا للمنظمات الحقوقية والمؤسسات الدولية في رصد الظاهرة ومعالجتها بآليات أكثر فاعلية.
كما أكد أن التصدي للعداء للمسلمين والتمييز ضدهم ليس مسئولية المسلمين وحدهم، بل هو واجب إنساني عالمي يتطلب تضافر الجهود لبناء عالم أكثر تسامحًا وعدالةً وانفتاحًا على الجميع لخير بني الإنسان.