DW عربية:
2025-02-20@02:34:01 GMT

ما تأثير حرب إسرائيل وحماس على الأردن؟

تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT

دشن نشطاء في الأردن حملات مقاطعة ضد العلامات التجارية الأمريكية مثل مطاعم ماكدونالدز

باتت الحرب بين إسرائيل وحماس تلقي بظلالها بشكل متزايد على الأردن الذي كان ثاني دولة عربية توقع معاهدة سلام مع إسرائيل بعد مصر. بدورها، قالت كيلي بيتيلو، منسقة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، لـ DW إن الأردن "منخرط بشكل كبير في الحرب الحالية لعدة أسباب أبرزها أن أكثر من نصف سكان الأردن من أصول فلسطينية إذ أن الملكة رانيا تنحدر من أصول فلسطينية.

كذلك تحظى مسألة الدولة الفلسطينية بدعم كبير بين الشعب والحكومة في الأردن".

ومنذ بدء الحرب، انتقدت الحكومة الأردنية القصف الإسرائيلي لغزة عقب هجوم حماس الإرهابي في السابع من أكتوبر / تشرين الأول الماضي.

ففي كلمته أمام "قمة القاهرة للسلام" أواخر الشهرالماضي، قال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إن "حملة القصف الشرسة على غزة مرفوضة وتعد جريمة حرب...ما يحدث في غزة من استهداف للمدنيين وحرمانهم من الاحتياجات الأساسية جريمة حرب". وعلى وقع ذلك، وصلت العلاقات الثنائية بين الأردن وإسرائيل إلى مستوى متدن غير مسبوق.

الجديد بالذكر أن إسرائيل والأردن وقعتا معاهدة سلام في عام 1994 فيما تزايد التعاون بينهما بشكل وثيق في مجالات الاقتصاد والطاقة والأمن.

الملكة رانيا تعد من أكثر الداعمين لحل الدولتين

استدعاء السفير 

وفي مقال رأي نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، كتب العاهل الأردني قائلا: "لا نصر في المذبحة التي تتكشف ولا نصر لأحد إلا إذا حصل الفلسطينيون على حقوقهم ودولتهم. وهذا وحده سيكون نصرًا حقيقيًا للسلام، للفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء. وسيكون، أكثر من أي شيء آخر، انتصارًا للإنسانية جمعاء."

وفي أواخر الشهر الماضي، أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة مشروع قرار قدمه الأردن يدعو إلى "هدنة إنسانية فورية ودائمة ومستدامة تؤدي إلى وقف الأعمال العدائية".

وكان وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي قد قرر مطلع الشهر الجاري استدعاء السفير الأردني في إسرائيل إلى الأردن، مؤكدا أن عودة السفراء "سترتبط بوقف إسرائيل حربها على غزة". وفي ردها، قالت الخارجية الإسرائيلية إنها "تأسف لقرار الحكومة الأردنية استدعاء سفيرها للتشاور".

تضامن لكن دون استقبال اللاجئين

لكن عندما يتعلق الأمر باستقبال لاجئين سواء من الضفة الغربية المحتلة أو من قطاع غزة، فإن الموقف الأردني يتماشى مع نظيره المصري حيث ترفض عمان والقاهرة استقبال لاجئين فلسطينيين إذ أكد الملك عبد الله الثاني مرارا وتكرارا "أنه لن يكون هناك لاجئون في الأردن أو مصر". واعتبر أن الأمر يمثل "خطا أحمرا"، وفقا لبيان نشره الديوان الملكي الهاشمي.

وفي تعليقها، قالت كيلي بيتيلو إنه على "المستوى الأردني المحلي، فإن الموارد تعاني إرهاقا فيما يعني قبول لاجئين فلسطينيين التواطؤ في قتل القضية الفلسطينية".

توافق مصري أردني حول رفض تهجير الفلسطينيين من غزة

ويتفق في هذا الرأي إدموند راتكا، رئيس مكتب "مؤسسة كونراد أديناور" الألمانية في الأردن ( المؤسسة قريبة من الحزب المسيحي الديمقراطي المعارض)، قائلا: "يمثل قبول موجة جديدة من ترحيل للفلسطينيين عبر نهر الأردن إلى الأردن، الكابوس الاستراتيجي للأردن على مدى عقود. فالجميع في الأردن يريد تجنب هذا السيناريو بأي ثمن".

وفي مقابلة مع DW، أضاف "يشمل ذلك الأردنيين من أصل فلسطيني لأنهم يريدون أن يحصل الفلسطينيون على حق تقرير المصير في فلسطين، أي غرب نهر الأردن".

وأشار إلى أن سكان الأردن في شرق البلاد "يشعرون بقلق متزايد منذ فترة طويلة إزاء احتمالية اختلال التوازن الديموغرافي بما يؤثر على توازن القوى السياسية في البلاد لتصبح قبائل شرق الأردن – على إثر ذلك – أقلية سكانية".

وفقا لبيانات الأمم المتحدة، بلغ عدد سكان الأردن أكثر من 11 مليونا الشهر الماضي فيما تذهب تقديرات إلى أن حوالي نصف سكان الأردن ينحدرون من أصل فلسطيني إذ يعد الأردن البلد العربي الوحيد الذي منح الجنسية والمواطنة الكاملة للفلسطينيين الذين فروا إلى البلاد عقب النكبة وحرب عام 1967.

وتشير وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) إلى أن أكثر من مليوني شخص مسجلين كلاجئين فلسطينيين في الأردن.

 

تزايد الغضب الشعبي

بالتزامن مع معارضة الأردن لاستقبال لاجئين فلسطينيين، بلغ التضامن الشعبي في البلاد مع غزة مستوى جديد مع اندلاع مظاهرات واسعة النطاق، وفقا لما ذهب إليه إدموند راتكا. وفي مقابلة مع DW، أضاف "هناك مظاهرات يومية وأيام حداد ووقفات احتجاجية في عمان لدرجة أن كافة المقاهي تقريبا قامت بتعليق ملصقات تضامنية مع فلسطين وأعلام فلسطينية وأوشحة فلسطينية".

وقال إن "الأردنيين في حالة غضب من الوضع الحالي، لكنهم أيضا عاجزون بطريقة ما فيما تعد المقاطعة إحدى خياراتهم،" مضيفا أن فروع ستاربكس وماكدونالدز باتت بلا زبائن رغم أنها توظف عمال محليين. وفي ذلك، أوضح أن المقاطعة "قد لا تتسبب في تأثير اقتصادي كبير، لكنها تظهر مستوى كبير من الحشد داخل المجتمع".

يشهد الأردن مظاهرات دعما لغزة منذ السابع من أكتوبر / تشرين الأول الماضي

بيد أن مراقبين يشيرون إلى أن الأمر الأكثر خطورة إزاء حالة التعاطف الشديد يتمثل في الدعم المتزايد لحركة حماس المدرجة على قائمة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وألمانيا والعديد من الدول الأخرى.

وفي سياق ذلك، قال راتكا "لم تحظ حماس بشكل تقليدي بدعم واسع النطاق في الأردن فيما ينطبق الأمر على المستوى الرسمي والحكومي، لكننا الآن نرى أن بعض الأصوات الإسلاموية المتشددة تكتسب زخما في الشارع وعلى منصات التواصل الاجتماعي في الأردن".

في المقابل، بدأت الحكومة الأردنية على مدى الأسبوعين الماضيين في اعتقال العشرات من المتظاهرين. وفي تعليقه على ذلك، قال راتكا "نشهد في الوقت الراهن تصعيدا معينا بالتوازي مع تصاعد الصراع وتفاقم معاناة المدنيين الفلسطينيين في غزة".

وفي خضم المظاهرات، طالب بعض المحتجين بإنهاء معاهدة السلام بين الأردن وإسرائيل وهو الأمر الذي استبعدت كيلي بيتيلو، الخبيرة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، حدوثه. وقالت "لا أعتقد أن اتفاق (السلام) سينهار بهذه السهولة خاصة في ضوء علاقة الأردن الوثيقة مع الولايات المتحدة".

الجدير بالذكر أن الولايات المتحدة تعد أكبر جهة مانحة للمساعدات الثنائية إلى الأردن إذ قدمت أكثر من 1.65 مليار دولار (1.47 مليار يورو) عام 2021 بالإضافة إلى حوالي 1.7 مليار دولار (1.57 مليار يورو) من المساعدات الإنسانية لدعم اللاجئين السوريين. ويستضيف الأردن قرابة ثلاث آلاف جندي أمريكي.

عناصر من الجيش الأردني بصدد شحن طائرة عسكرية بمساعدات طبية لدعم مستشفيات غزة

غضب إزاء المشاريع الإسرائيلية-الأردنية

ورغم استبعاد تأثر اتفاق السلام بين الأردن وإسرائيل، إلا أن إدموند راتكا يعتقد أن مشاريع التعاون الأخرى مع إسرائيل سوف تتأثر سلبا في ضوء العلاقات المتوترة بين البلدين.

وقال إن "المثال الأوقع على ذلك يتمثل في اتفاق تبادل الطاقة مقابل المياه بين إسرائيل والأردن والإمارات الذي تُوصل إليه في نوفمبر / تشرين الثاني عام 2021" فيما عُرفت الصفقة باسم "الكهرباء مقابل الماء".

ونص الاتفاق الثلاثي على تطوير محطات طاقة شمسية كهروضوئية في الأردن ليتم تصدير كامل إنتاجها من الطاقة النظيفة إلى إسرائيل التي في المقابل سوف تزويد الأردن بالمياه المحلاة.

وقبل أيام، أعلن وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أن بلاده "لن توقع اتفاق لتبادل الطاقة والمياه مع إسرائيل والذي كان من المقرر توقيعه الشهر الماضي".

وقال راتكا "لم يعد من الممكن تسويق مثل هذا المشروع الذي لا يزال في مرحلة التخطيط، إلى الشعب الأردني في الوقت الراهن."

جنيفر هولايس / م. ع

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: الأردن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الملكة رانيا العبدلله اللاجئون الفلسطينيون دويتشه فيله الأردن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الملكة رانيا العبدلله اللاجئون الفلسطينيون دويتشه فيله سکان الأردن فی الأردن أکثر من إلى أن

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تطلق قنابل صوتية على غزة واللجنة المصرية توزع المساعدات على سكان الشمال وتفاصيل الحالة الصحية لملك الأردن (فيديو)| عاجل

وزعت اللجنة المصرية، المساعدات على المواطنين العائدين إلى منازلهم شمال قطاع غزة، ووعلى الجانب الأخر اطلقت هاجمت الاحتلال الإسرائيلي قرية فلسطينية، واطلقت الآليات الإسرائيلية قنابل ضوئية في مناطق متفرقة جنوب قطاع غزة، كما نستعرض تفاصيل الحالة الصحية لملك الأردن.

قوات الاحتلال الإسرائيلي تطلق قنابل ضوئية على سكان غزة

نقلت مراسلة قناة «القاهرة الإخبارية» أنّ قوات الاحتلال تقتحم قرية عارورة في قضاء رام الله وتطلق قنابل تجاه المنازل.

وأضافت أنّ الآليات الإسرائيلية تُطلق قنابل ضوئية في مناطق متفرقة جنوب قطاع غزة حسبما أفادت قناة «القاهرة الإخبارية» في نبأ عاجل لها.

وكان سهيل خليلية، المحلل السياسي والخبير في شؤون الاستيطان، قد قال إن مخططات الاحتلال الاستيطانية التي يتم طرحها تتماشى مع رؤية سموتريتش الذي يقول إن من يمتلك الأرض يمتلك السيادة عليها، وبالتالي الفكرة عند الحكومة المتطرفة أنه يجب زيادة البناء الاستيطاني في الضفة الغربية وتوسيع مناطق نفوذ المستوطنات في مناطق مختلفة.

وأضاف خليلية، خلال مداخلة مع الإعلامية مارينا المصري، ببرنامج «مطروح للنقاش»، المذاع على فضائية «القاهرة الإخبارية»، أن أخطر ما في الموضوع أن توسع المستوطنات وزيادة عدد المستوطنين خلال توسيع عمليات البناء، سيأخذ مساحات كبيرة من الضفة الغربية، لافتًا إلى المستوطنات تلتهم نحو 10% من مساحة الضفة.

 اللجنة المصرية توزع المساعدات على سكان شمال غزة

وزعت اللجنة المصرية، المساعدات على المواطنين العائدين إلى منازلهم شمال قطاع غزة، وذلك في إطار دور الدولة المصرية في دعم أهالي غزة، والذي لم يتوقف منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع حتى اتفاق وقف إطلاق النار.

وعبّر المرضى والمصابون عن امتنانهم الكبير لهذه المبادرة، حيث قال أحدهم: «أحلَى شعب في الوطن العربي والعالم هو الشعب المصري»، فيما أضاف آخر: «أشكر اللجنة المصرية والشعب المصري كله على هذا الدعم الكريم».

كما وجه أحد الشباب رسالة تقدير قائلاً: «أحلى تحية للجنة المصرية والشعب المصري الشقيق على ما يقدمونه لنا»، بينما عبّر أحد الأطفال المرضى عن مشاعره البريئة قائلاً: «شكرًا لمصر أم الدنيا، ربنا يخليها لنا، هي اللي وقفت معنا».

اللجنة المصرية توزع المساعدات على المواطنين العائدين إلى بيوتهم شمال قطاع #غزة pic.twitter.com/2m0B2MZN8u

— بوابة الوطن (@ElwatanNews) February 18, 2025  تفاصيل الحالة الصحية لملك الأردن

أعلن الديوان الملكي الأردني، تفاصيل الحالة الصحية لملك الأردن عبدالله الثاني بن الحسين، الذي خضع لعملية جراحية اليوم.

الحالة الصحية لملك الأردنوذكرت وكالة الأنباء الأردنية «بترا» نقلًا عن الديوان الملكي الأردني أن العاهل الأردني عبدالله الثاني بن الحسين خضع اليوم لعملية بسيطة لمعالجة فتق جراحي في مدينة الحسين الطبية.

وعن تطورات الحالة الصحية لملك الأردن، أعلن الديوان الملكي نجاح العملية الجراحية التي خضع لها ملك الأردن اليوم، مشيرا إلى أنه غادر المستشفى، ويعود إلى برنامج عمله اليومي غدا الأربعاء.

وكان آخر نشاط رسمي للملك عبدالله أمس؛ إذ التقى بمجموعة من رفاق السلاح المتقاعدين في الديوان الملكي الهاشمي، تحدث خلاله بوضوح عن موقف الأردن الثابت تجاه القضية الفلسطينية، الرافض للتهجير والتوطين والوطن البديل.

ملك الأردن يؤكد على الموقف الرافض للتهجيروأكد مدير عام المؤسسة الاقتصادية والاجتماعية للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى اللواء المتقاعد عدنان الرقاد، أن العاهل الأردني خلال اللقاء الذي أقيم بمناسبة يوم الوفاء للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى، أكد على الثوابت الوطنية ووجّه رسائل واضحة لمن يحاولون النيل من أمن الأردن واستقراره، وأكد على لاءاته الثلاث: وهي «لا للتهجير، لا للتوطين، لا للوطن البديل» باعتبارها استراتيجية راسخة انتهجها الأردن منذ عقود لحماية مصالحه الوطنية والدفاع عن الحق الفلسطيني.

ومن المنتظر غدًا أن يعود الملك عبدالله بن الحسين ملك الأردن لمواصلة أنشطته اليومية ولقاءاته وأعماله وذلك بعد يوم واحد من خضوعه للعملية الجراحية.

مقالات مشابهة

  • اقرأ غدا في عدد البوابة: الهدنة مستمرة.. إسرائيل وحماس تتفقان على تبادل رهائن وتسليم جثث
  • الديوان الملكي الأردني يكشف الحالة الصحية للملك عبد الله الثاني بعد خضوعه لعملية جراحية
  • إسرائيل تقرر البدء في مفاوضات المرحلة الثانية من الصفقة وحماس ترد على شروطها
  • إسرائيل تطلق قنابل صوتية على غزة واللجنة المصرية توزع المساعدات على سكان الشمال وتفاصيل الحالة الصحية لملك الأردن (فيديو)| عاجل
  • الديوان الملكي يعلن دخول العاهل الأردني المستشفي | تفاصيل
  • "جثث وأحياء".. تفاصيل عملية التبادل السابعة بين إسرائيل وحماس
  • حديث عن عملية التبادل السابعة بين إسرائيل وحماس.. جثث وأحياء
  • عاجل: حدث ليلا.. إطلاق نار في تل أبيب وإيران تتوعد إسرائيل برد صادم وتطور جديد بصفقة الأسرى وانقلاب طائرة بكندا
  • العاهل الأردني: لا للتهجير والتوطين والوطن البديل
  • العاهل الأردني يستنكر وجود جهات تشكك في موقف عمّان تجاه القضية الفلسطينية خاصة فيما يتعلق برفض التهجير