DW عربية:
2024-12-18@10:17:35 GMT

ما تأثير حرب إسرائيل وحماس على الأردن؟

تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT

دشن نشطاء في الأردن حملات مقاطعة ضد العلامات التجارية الأمريكية مثل مطاعم ماكدونالدز

باتت الحرب بين إسرائيل وحماس تلقي بظلالها بشكل متزايد على الأردن الذي كان ثاني دولة عربية توقع معاهدة سلام مع إسرائيل بعد مصر. بدورها، قالت كيلي بيتيلو، منسقة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، لـ DW إن الأردن "منخرط بشكل كبير في الحرب الحالية لعدة أسباب أبرزها أن أكثر من نصف سكان الأردن من أصول فلسطينية إذ أن الملكة رانيا تنحدر من أصول فلسطينية.

كذلك تحظى مسألة الدولة الفلسطينية بدعم كبير بين الشعب والحكومة في الأردن".

ومنذ بدء الحرب، انتقدت الحكومة الأردنية القصف الإسرائيلي لغزة عقب هجوم حماس الإرهابي في السابع من أكتوبر / تشرين الأول الماضي.

ففي كلمته أمام "قمة القاهرة للسلام" أواخر الشهرالماضي، قال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إن "حملة القصف الشرسة على غزة مرفوضة وتعد جريمة حرب...ما يحدث في غزة من استهداف للمدنيين وحرمانهم من الاحتياجات الأساسية جريمة حرب". وعلى وقع ذلك، وصلت العلاقات الثنائية بين الأردن وإسرائيل إلى مستوى متدن غير مسبوق.

الجديد بالذكر أن إسرائيل والأردن وقعتا معاهدة سلام في عام 1994 فيما تزايد التعاون بينهما بشكل وثيق في مجالات الاقتصاد والطاقة والأمن.

الملكة رانيا تعد من أكثر الداعمين لحل الدولتين

استدعاء السفير 

وفي مقال رأي نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، كتب العاهل الأردني قائلا: "لا نصر في المذبحة التي تتكشف ولا نصر لأحد إلا إذا حصل الفلسطينيون على حقوقهم ودولتهم. وهذا وحده سيكون نصرًا حقيقيًا للسلام، للفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء. وسيكون، أكثر من أي شيء آخر، انتصارًا للإنسانية جمعاء."

وفي أواخر الشهر الماضي، أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة مشروع قرار قدمه الأردن يدعو إلى "هدنة إنسانية فورية ودائمة ومستدامة تؤدي إلى وقف الأعمال العدائية".

وكان وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي قد قرر مطلع الشهر الجاري استدعاء السفير الأردني في إسرائيل إلى الأردن، مؤكدا أن عودة السفراء "سترتبط بوقف إسرائيل حربها على غزة". وفي ردها، قالت الخارجية الإسرائيلية إنها "تأسف لقرار الحكومة الأردنية استدعاء سفيرها للتشاور".

تضامن لكن دون استقبال اللاجئين

لكن عندما يتعلق الأمر باستقبال لاجئين سواء من الضفة الغربية المحتلة أو من قطاع غزة، فإن الموقف الأردني يتماشى مع نظيره المصري حيث ترفض عمان والقاهرة استقبال لاجئين فلسطينيين إذ أكد الملك عبد الله الثاني مرارا وتكرارا "أنه لن يكون هناك لاجئون في الأردن أو مصر". واعتبر أن الأمر يمثل "خطا أحمرا"، وفقا لبيان نشره الديوان الملكي الهاشمي.

وفي تعليقها، قالت كيلي بيتيلو إنه على "المستوى الأردني المحلي، فإن الموارد تعاني إرهاقا فيما يعني قبول لاجئين فلسطينيين التواطؤ في قتل القضية الفلسطينية".

توافق مصري أردني حول رفض تهجير الفلسطينيين من غزة

ويتفق في هذا الرأي إدموند راتكا، رئيس مكتب "مؤسسة كونراد أديناور" الألمانية في الأردن ( المؤسسة قريبة من الحزب المسيحي الديمقراطي المعارض)، قائلا: "يمثل قبول موجة جديدة من ترحيل للفلسطينيين عبر نهر الأردن إلى الأردن، الكابوس الاستراتيجي للأردن على مدى عقود. فالجميع في الأردن يريد تجنب هذا السيناريو بأي ثمن".

وفي مقابلة مع DW، أضاف "يشمل ذلك الأردنيين من أصل فلسطيني لأنهم يريدون أن يحصل الفلسطينيون على حق تقرير المصير في فلسطين، أي غرب نهر الأردن".

وأشار إلى أن سكان الأردن في شرق البلاد "يشعرون بقلق متزايد منذ فترة طويلة إزاء احتمالية اختلال التوازن الديموغرافي بما يؤثر على توازن القوى السياسية في البلاد لتصبح قبائل شرق الأردن – على إثر ذلك – أقلية سكانية".

وفقا لبيانات الأمم المتحدة، بلغ عدد سكان الأردن أكثر من 11 مليونا الشهر الماضي فيما تذهب تقديرات إلى أن حوالي نصف سكان الأردن ينحدرون من أصل فلسطيني إذ يعد الأردن البلد العربي الوحيد الذي منح الجنسية والمواطنة الكاملة للفلسطينيين الذين فروا إلى البلاد عقب النكبة وحرب عام 1967.

وتشير وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) إلى أن أكثر من مليوني شخص مسجلين كلاجئين فلسطينيين في الأردن.

 

تزايد الغضب الشعبي

بالتزامن مع معارضة الأردن لاستقبال لاجئين فلسطينيين، بلغ التضامن الشعبي في البلاد مع غزة مستوى جديد مع اندلاع مظاهرات واسعة النطاق، وفقا لما ذهب إليه إدموند راتكا. وفي مقابلة مع DW، أضاف "هناك مظاهرات يومية وأيام حداد ووقفات احتجاجية في عمان لدرجة أن كافة المقاهي تقريبا قامت بتعليق ملصقات تضامنية مع فلسطين وأعلام فلسطينية وأوشحة فلسطينية".

وقال إن "الأردنيين في حالة غضب من الوضع الحالي، لكنهم أيضا عاجزون بطريقة ما فيما تعد المقاطعة إحدى خياراتهم،" مضيفا أن فروع ستاربكس وماكدونالدز باتت بلا زبائن رغم أنها توظف عمال محليين. وفي ذلك، أوضح أن المقاطعة "قد لا تتسبب في تأثير اقتصادي كبير، لكنها تظهر مستوى كبير من الحشد داخل المجتمع".

يشهد الأردن مظاهرات دعما لغزة منذ السابع من أكتوبر / تشرين الأول الماضي

بيد أن مراقبين يشيرون إلى أن الأمر الأكثر خطورة إزاء حالة التعاطف الشديد يتمثل في الدعم المتزايد لحركة حماس المدرجة على قائمة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وألمانيا والعديد من الدول الأخرى.

وفي سياق ذلك، قال راتكا "لم تحظ حماس بشكل تقليدي بدعم واسع النطاق في الأردن فيما ينطبق الأمر على المستوى الرسمي والحكومي، لكننا الآن نرى أن بعض الأصوات الإسلاموية المتشددة تكتسب زخما في الشارع وعلى منصات التواصل الاجتماعي في الأردن".

في المقابل، بدأت الحكومة الأردنية على مدى الأسبوعين الماضيين في اعتقال العشرات من المتظاهرين. وفي تعليقه على ذلك، قال راتكا "نشهد في الوقت الراهن تصعيدا معينا بالتوازي مع تصاعد الصراع وتفاقم معاناة المدنيين الفلسطينيين في غزة".

وفي خضم المظاهرات، طالب بعض المحتجين بإنهاء معاهدة السلام بين الأردن وإسرائيل وهو الأمر الذي استبعدت كيلي بيتيلو، الخبيرة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، حدوثه. وقالت "لا أعتقد أن اتفاق (السلام) سينهار بهذه السهولة خاصة في ضوء علاقة الأردن الوثيقة مع الولايات المتحدة".

الجدير بالذكر أن الولايات المتحدة تعد أكبر جهة مانحة للمساعدات الثنائية إلى الأردن إذ قدمت أكثر من 1.65 مليار دولار (1.47 مليار يورو) عام 2021 بالإضافة إلى حوالي 1.7 مليار دولار (1.57 مليار يورو) من المساعدات الإنسانية لدعم اللاجئين السوريين. ويستضيف الأردن قرابة ثلاث آلاف جندي أمريكي.

عناصر من الجيش الأردني بصدد شحن طائرة عسكرية بمساعدات طبية لدعم مستشفيات غزة

غضب إزاء المشاريع الإسرائيلية-الأردنية

ورغم استبعاد تأثر اتفاق السلام بين الأردن وإسرائيل، إلا أن إدموند راتكا يعتقد أن مشاريع التعاون الأخرى مع إسرائيل سوف تتأثر سلبا في ضوء العلاقات المتوترة بين البلدين.

وقال إن "المثال الأوقع على ذلك يتمثل في اتفاق تبادل الطاقة مقابل المياه بين إسرائيل والأردن والإمارات الذي تُوصل إليه في نوفمبر / تشرين الثاني عام 2021" فيما عُرفت الصفقة باسم "الكهرباء مقابل الماء".

ونص الاتفاق الثلاثي على تطوير محطات طاقة شمسية كهروضوئية في الأردن ليتم تصدير كامل إنتاجها من الطاقة النظيفة إلى إسرائيل التي في المقابل سوف تزويد الأردن بالمياه المحلاة.

وقبل أيام، أعلن وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أن بلاده "لن توقع اتفاق لتبادل الطاقة والمياه مع إسرائيل والذي كان من المقرر توقيعه الشهر الماضي".

وقال راتكا "لم يعد من الممكن تسويق مثل هذا المشروع الذي لا يزال في مرحلة التخطيط، إلى الشعب الأردني في الوقت الراهن."

جنيفر هولايس / م. ع

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: الأردن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الملكة رانيا العبدلله اللاجئون الفلسطينيون دويتشه فيله الأردن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الملكة رانيا العبدلله اللاجئون الفلسطينيون دويتشه فيله سکان الأردن فی الأردن أکثر من إلى أن

إقرأ أيضاً:

الأردن: خطة إسرائيل لتوسيع الاستيطان في الجولان المحتل خرق فاضح للقانون الدولي

ذكرت وزارة الخارجية الأردنية، أن خطة إسرائيل لتوسيع الاستيطان في الجولان المحتل ترسيخ للاحتلال وخرق فاضح للقانون الدولي، وفقا لما ذكرته فضائية “القاهرة الإخبارية” في نبأ عاجل.

 

روسيا تدين ضم إسرائيل لأراض بمرتفعات الجولان السورية: غير مقبول على الإطلاق تركيا تدين بشدة قرار إسرائيل توسيع مستوطناتها غير القانونية في الجولان

 

وقالت الخارجية الأردنية إن  الإجراءات الإسرائيلية الأحادية في الجولان تستهدف خلق وقائع جديدة على الأرض تتطلب موقفا دوليا واضحا يدينها

 

وفي إطار آخر، أدانت قطر بشدة، مصادقة حكومة الاحتلال الإسرائيلي على خطة لتوسيع المستوطنات الإسرائيلية في هضبة الجولان المحتلة، واعتبرتها حلقة جديدة في سلسلة الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية، وانتهاكا سافرا للقانون الدولي.

وشددت وزارة الخارجية القطرية على ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته القانونية والأخلاقية لإلزام الاحتلال الإسرائيلي بوقف الاعتداءات على الأراضي السورية، والامتثال لقرارات الشرعية الدولية، فضلا عن التضامن لمواجهة مخططاته الانتهازية. 

 

وجددت موقف دولة قطر الثابت الداعم لسيادة سوريا واستقلالها ووحدة وسلامة أراضيها، كما تعبّر عن مساندتها لكافة الجهود الإقليمية والدولية الهادفة لإحلال الأمن الاستقرار في سوريا وتحقيق تطلّعات شعبها الشقيق.

 

قصف صاروخي إسرائيلي يستهدف موقعا عسكريا للجيش السوري في طرطوس

أفاد مراسل قناة “القاهرة الإخبارية” بتعرض مدينة طرطوس، الواقعة على الساحل السوري، لقصف صاروخي إسرائيلي ، اليوم، استهدف موقعاً عسكرياً تابعاً للجيش السوري في منطقة الخريبات، بالقرب من المدينة.

 

وأشارت التقارير الأولية إلى أن الهجوم تسبب في دوي انفجارات عنيفة سمعت في أرجاء المنطقة، حيث يُعتقد أن الموقع المستهدف يحتوي على معدات عسكرية أو مخازن للأسلحة تابعة للجيش السوري، ولم تصدر حتى الآن أي معلومات رسمية من السلطات السورية حول حجم الأضرار أو وجود خسائر بشرية نتيجة القصف.

 

القصف الإسرائيلي يأتي في وقت تشهد فيه سوريا تصعيداً ملحوظاً في الهجمات التي تستهدف مواقع عسكرية، إذ تبرر إسرائيل هذه العمليات بأنها تستهدف مواقع تستخدمها إيران أو جماعات مسلحة مرتبطة بها لنقل الأسلحة أو تعزيز نفوذها في المنطقة.

 

وكانت مدينة طرطوس قد شهدت هدوءا نسبيا مقارنة بمناطق أخرى داخل سوريا خلال السنوات الماضية، إلا أن تصاعد التوترات الإقليمية بعد سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد أدى إلى زيادة وتيرة العمليات العسكرية في مواقع قريبة من الساحل السوري.

مقالات مشابهة

  • خبير عسكري يكشف ملامح الصفقة المنتظرة بين إسرائيل وحماس وأعداد أسرى التبادل
  • الصفقة ستعلن قريبا.. تطورات في مفاوضات تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس| شاهد
  • البيت الأبيض: إسرائيل وحماس تقتربان من اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة
  • العاهل الأردني يؤكد دعم المملكة لصمود الشعب الفلسطيني وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية
  • الأردن يندد بخطة إسرائيل توسيع استيطان الجولان المحتل
  • الأردن: خطة إسرائيل لتوسيع الاستيطان في الجولان المحتل خرق فاضح للقانون الدولي
  • إسرائيل وحماس تقتربان من التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى
  • تحذير من تأثير تأخر الأمطار على الزراعة في الأردن
  • رئيس النواب الأردني: نقدر موقف الصين من الحرب على غزة ودعمها لحل الدولتين
  • رئيس "النواب" الأردني: نقدر موقف الصين من الحرب على غزة ودعمها لحل الدولتين