يواجه الرئيس الأمريكي جو بايدن ضغوطاً متزايدة لكبح جماح الحملة العسكرية الإسرائيلية ضد حماس في غزة.
يدور معظم هذه المعارضة في السر، وغالباً ما تكون التوقيعات مجهّلة
و أثار سقوط الآلاف من الضحايا بين المدنيين والظروف الإنسانية المتردية قلق الحلفاء كما تسبب بمستوى غير عادي من الانتقادات من داخل إدارته.
ونقل مراسل "بي بي سي" عن آرون ديفيد ميلر، الذي شغل منصب مستشار العلاقات العربية الإسرائيلية خلال عمله بوزارة الخارجية الأمريكية على مدار 25 سنة: "أذهلتني شدة هذه الأحداث. لم يسبق لي أن رأيت شيئا كهذا". اعتراضات على السياسة المتبعة
وأُرسلت العديد من المذكرات الداخلية إلى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن من خلال قناة أنشئت بعد حرب فيتنام وتسمح للموظفين بتسجيل اعتراضهم على السياسة المتبعة.
Biden facing growing internal dissent over Israel's Gaza campaign https://t.co/l1zqQwEXIq
— BBC News (World) (@BBCWorld) November 17, 2023
ويقال أيضاً إنه يجري تعميم خطاب مفتوح في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية. وتم إرسال آخر إلى البيت الأبيض من قبل المعينين السياسيين والموظفين الذين يمثلون العشرات من الوكالات الحكومية. وتم إرسال ثالث إلى أعضاء الكونغرس من قبل الموظفين في الكابيتول هيل.
ويدور معظم هذه المعارضة في السر، وغالباً ما تكون التوقيعات مجهّلة خشية أن يؤثر هذا الاحتجاج على وظائف أصحابها، وبالتالي فنطاقها بالكامل غير واضح. لكن وفقاً لتسريبات أوردتها تقارير متعددة، انضم مئات الأشخاص إلى هذه الموجة من المعارضة. وقال مسؤول في الإدارة لـ"بي بي سي" إن هذه المخاوف حقيقية تماماً وهناك مناقشات جارية بشأنها.
وكحد أدنى، تطلب الخطابات من الرئيس بايدن المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار، وممارسة ضغط أكبر على إسرائيل للسماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وفي بعض الحالات تكون اللهجة أقوى، مرددةً أصداء الخطاب الذي ينادي به الناشطون السياسيون الشباب وعلى نحو يعكس فيما يبدو ما يشبه الفجوة في الأجيال حيث نرى جيلاً جديداً أكثر انتقاداً لإسرائيل وأكثر تعاطفاً مع الفلسطينيين.
وتدين هذه الخطابات الفظائع التي ارتكبتها حماس خلال هجومها المفاجئ والذي أسفر عن مقتل نحو 1,200 شخص، معظمهم من المدنيين الإسرائيليين.
Biden and Netanyahu proved to have lied several times about:
1-beheaded babies
2-raped women
3- musical festival shooting
4-Shifa Hospital as Hamas HQ
Why should the world believe them anymore as the genocide continues?#WarCriminals #NoCeasefireNoVotehttps://t.co/lpMDmvdJJH
وقتلت إسرائيل أكثر من 12 ألف شخص في غزة منذ ذلك الهجوم، وفقاً لأحدث الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس في القطاع.
ويعد العدد الكبير من القتلى الفلسطينيين "مثار استياء" في الإدارة الأمريكية، على حد قول جينا أبركرومبي-وينستانلي، الدبلوماسية الأمريكية السابقة التي تشغل الآن منصب رئيس مجلس سياسة الشرق الأوسط.
وترى أن دعم الإدارة الأمريكية للعملية العسكرية الإسرائيلية يبدو في أعين الكثيرين "موقفاً أحادي الجانب بشكل مبالغ فيه تتخذه الحكومة الأمريكية".
وتعتقد أبركرومبي-وينستانلي أن جوقة الاستياء ساهمت في تحولات كبيرة في لهجة الولايات المتحدة ونهجها، منذ الأيام التي تلت هجوم حماس مباشرة عندما تعهد الرئيس بايدن في خطاب عاطفي بدعم لا يتزعزع لإسرائيل.
وبسبب الدمار الذي لحق بغزة والغضب المتنامي في العالم العربي، أصبح خطاب الإدارة بشأن حماية المدنيين أكثر إلحاحاً، حيث قال بلينكن مؤخراً: "قُتل عدد أكبر مما ينبغي من الفلسطينيين" في غزة.
ويتعامل هو وغيره من كبار المسؤولين الآن مع المساعدات الإنسانية لا باعتبارها ضرورة أخلاقية فحسب، بل باعتبارها ضرورة استراتيجية أيضاً.
وهذا شيء يسلط بلينكن عليه الضوء عند لقائه الموظفين المحبطين في جلسات استماع، على حد قول الناطق باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر. وهو يقول بوضوح إن "الولايات المتحدة الأمريكية، وليس أي بلد آخر، هي التي تمكنت من التوصل إلى اتفاق لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة" و"التوصل إلى هدنات إنسانية".
تأثير كبير على الحملة العسكرية الإسرائيلية
ويدرك وزير الخارجية القلق الذي يخيم على مبناه، وقد حرص على التعامل معه. وفي رسالة بريدية إلكترونية حصلت "بي بي سي" على نسخة منها، كتب بعد عودته من رحلته الأخيرة إلى الشرق الأوسط يقول: "نحن نستمع. ما تقولونه تسترشد به سياستنا ورسائلنا".
لكن هذا لم يغير نُهج السياسة الأساسية، ولا كان له على ما يبدو تأثير كبير على الحملة العسكرية الإسرائيلية.
وأصبحت إدارة بايدن أكثر انفتاحاً بشأن التعبير عن خلافاتها المتزايدة مع إسرائيل. ووضع بلينكن بشكل مدروس مبادئ الحكم الفلسطيني والدولة الفلسطينية لزوم "اليوم التالي" في غزة، وهو ما ترفضه الحكومة اليمينية في إسرائيل.
ويجري الرئيس اتصالات هاتفية متكررة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ويواصل كبار المسؤولين زياراتهم المستمرة للمنطقة، ضاغطين على إسرائيل للالتزام بقوانين الحرب.
لكن ليس هناك ما يشير إلى أن إدارة بايدن تفكر في استخدام نفوذها الرئيسي، واضعة شروطاً على مساعدتها العسكرية الضخمة لإسرائيل، التي زيدت أكثر وأكثر بعد هجوم حماس.
خلاصة القول إن الولايات المتحدة وإسرائيل لديهما الهدف نفسه، على حد قول ميلر، المستشار السابق بوزارة الخارجية. فكلتاهما تريد تدمير قدرة حماس كتنظيم عسكري حتى لا تتمكن أبداً من شن هجوم على غرار هجوم 7 أكتوبر مرة أخرى.
وقال إنه بوضع هذا الهدف في الاعتبار، فإن أي وقف كامل لإطلاق النار على نحو ينهي الأعمال العدائية سعياً لتحقيق السلام شيء ليس له معنى عملياتي أو سياسي.
ويقول ميلر إنه لن يجدي نفعاً سوى إرجاء الحرب "لأنك لن تتوصل إلى نهاية بالتفاوض لهذا الوضع... فالتكتيكات قد تختلف، لكن الهدف يظل كما هو".
إذاً ما الذي سيجبر الرئيس بايدن على تغيير مساره بالضبط؟ يتساءل معد التقرير ويقول: ليست معارضته الداخلية على الأرجح. فعلى الرغم من كل هذه الاضطرابات، إلا أن المعارضة في الإدارة لم تصل إلى حد الثورة بعد، ولم يقدّم سوى مسؤول واحد فقط في وزارة الخارجية استقالته علناً.
ويشير ميلر إلى أن الأمر سيتطلب على الأرجح حدثاً خارجيّاً، كإطلاق سراح جميع الرهائن الذين تحتجزهم حماس دون قيد أو شرط، أو عملية إسرائيلية واحدة تسفر عن خسائر بشرية ضخمة في صفوف الفلسطينيين، على الرغم من رفع سقف التوقعات عالياً جدّاً.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل العسکریة الإسرائیلیة فی غزة
إقرأ أيضاً:
بوليتيكو: مساعدو هاريس يتهمون بايدن بتقويض فرص فوزها في الانتخابات
كشف تقرير حصري نشرته صحيفة "بوليتيكو" عن تصريحات مثيرة لمساعدين مقربين من نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، حيث أشاروا إلى أن الرئيس جو بايدن كان السبب الرئيسي وراء هزيمة هاريس والانتكاسات التي تعرض لها الحزب الديمقراطيين في الانتخابات، في حديثهم عن الحملة الانتخابية، أكدوا أنهم بذلوا جهدًا كبيرًا في تنظيم أفضل حملة انتخابية يمكن تنفيذها، إلا أن وجود بايدن كمرشح وحيد كان العامل الذي حال دون تحقيق الفوز.
وفقًا للمساعدين، كان من الأفضل أن يتخذ بايدن قرارًا بالانسحاب من السباق الانتخابي في وقت مبكر، ما كان سيسمح لحملة هاريس بإجراء انتخابات تمهيدية قوية. هذا الانسحاب المبكر، بحسب تصريحاتهم، كان سيمنح هاريس الفرصة لتقديم نفسها كبديل قوي للناخبين، مما يعزز فرصها في الفوز.
على الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلتها هاريس لفصل نفسها عن صورة بايدن في الانتخابات، إلا أن مساعديها أشاروا إلى أن الزخم الذي حاولت بناءه لم يتحقق، ورغم محاولاتها للظهور كمرشحة مستقلة، لم تنجح في دفن "شبح بايدن" بشكل كافٍ، وهو ما أعاق قدرتها على إقناع الناخبين بأنها تمثل التغيير الفعلي والصفحة الجديدة التي كان الكثيرون يبحثون عنها.
وأضاف المساعدون أن "شبح بايدن" كان يمثل عائقًا كبيرًا على مستوى الحملة الانتخابية، فقد فشلت هاريس في إقناع الناخبين بأنها تملك القدرة على إحداث تحول حقيقي في البلاد، وكان الناخبون يربطونها ارتباطًا وثيقًا بالرئيس الحالي، ما جعل من الصعب على هاريس أن تبرز كقيادة مستقلة قادرة على تقديم رؤية جديدة.
في نهاية حديثهم، شدد مساعدو هاريس على الحاجة إلى تحليل عميق للفشل الذي تعرضت له الحملة في وقف تمدد الدعم للرئيس السابق دونالد ترمب، في رأيهم، كان على الحملة الديمقراطية أن تتخذ خطوات أكثر فعالية لمواجهة التحديات التي شكلها ترم
حماس تعلن موقفها من الإدارة الأمريكية الجديدة
قالت حركة حماس اليوم الأربعاء ان موقفها من الإدارة الامريكية الجديدة يرتبط بـ"موقف هذه الأخيرة من القضية الفلسطينية، والحرب الإجرامية التي يشنّها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزّة".
جاء ذلك تعليقا على فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الامريكية اليوم الأربعاء.
وذكرت حماس في بيان لها، إنّ "موقفنا من الإدارة الأميركية الجديدة يعتمد على موقفها وسلوكها العملي تجاه شعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة".
وطالبت الحركة ترامب المنتخب بـ"الاستماع للأصوات التي تعالت من المجتمع الأميركي نفسه، رفضاً للعدوان على غزّة". كما طالبت بـ"وقف الانحياز الأعمى للاحتلال"، و"العمل الجاد على وقف حرب الإبادة في غزة والضفة الغربية ولبنان".
وأكّدت حماس قائلةً: "لن نقبل بأي مسار ينتقص من حرية الشعب الفلسطيني وتقريره لمصيره، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس"، مشددةً على أنّ "على الإدارة الأميركية الجديدة أن تعي أنّ شعبنا ماضٍ في مواجهة الاحتلال، ولن يقبل بأي مسار ينتقص من حقوقه المشروعة".
كما أشارت الحركة إلى أنّ جميع الإدارات الأميركية المتعاقبة منذ احتلال فلسطين كانت لها "مواقف سلبية من القضية الفلسطينية"، لافتةً إلى أنّ "الإدارة الأميركية السابقة إنحازت للاحتلال والعدوان، ومنحت مجرمي الحرب غطاءً سياسياً وعسكرياً".