بعد عزل الحلبوسي هل تتحرك المحكمة الاتحادية ضد إقليم كردستان
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
آخر تحديث: 20 نونبر 2023 - 9:35 صبقلم:فرمان حسن إزاحة محمد الحلبوسي عن رئاسة مجلس النواب العراقي أثارت تساؤلات كثيرة على مستوى الشارع العراقي حول مصير التحالف وإدارة الحكومة الحالية. وهذا ينذر مع فتح أبواب دورة جديدة باندلاع توترات سياسية وخلط الأوراق. لكن قرار عزل الحلبوسي بالنسبة إلى إقليم كردستان العراق له دلائل أخرى.
هناك من يرى أنه قرار غير مسبوق، وربما هو إخطار لأربيل بأن مرحلة جديدة ستبدأ يتم خلالها تحجيم نفوذها السياسي وخلعها عن السلطة انتقاماً ممن خرب البيت الشيعي بعد سقوط نظام صدام حسين وقسمه إلى قسمين، إطاري وتياري. الحلبوسي كان ضمن تحالف ثلاثي بعد الانتخابات البرلمانية إلى جانب بارزاني والصدر، هدف إلى تشكيل الحكومة بعيدا عن كل القوى السياسية الموالية لإيران، وهو أمر إلى جانب أنه صعب جدا، حمل تحديا كبيرا، ولا يزال المتحالفون فيه يدفعون الثمن إلى اليوم.لا يستبعد أن يكون قرار عزل الحلبوسي انتقاما لانقسام البيت الشيعي، وهو الذي كاد يجعل نفسه المرجع السياسي للطائفة السنية، فالقوى الشيعية لا تقبل أن يكون هناك من يترأس التيار السني منفردا. ومع تزامن انتخابات مجلس المحافظات كان هذا التوقيت المناسب لإبعاده، خاصة أن مقاطعة التيار الصدري للانتخابات أثارت نوعا من القلق من أن يحصل الحلبوسي على جزء من أصوات الصدريين خاصة بعد فوزه في الانتخابات النيابية الأخيرة. القوى الشيعية مصرة على تحجيم وإنهاء هيمنة الحزب الواحد أو الزعيم الواحد لدى مكونات أخرى تريد البقاء في السلطة دون وجود منافس لها بعد إبعاده، لن يكون لحلفاء الحلبوسي أي موقف ضد هذا القرار. هناك الكثير من التحفظات حسب البيان الرسمي الصادر عن الحزب الديمقراطي والتحالف والتقدم، ويرى الحزب الديمقراطي ضرورة أن ينأى بنفسه عن أي خطوة تصعيدية، ويتملص من أي مناورات سياسية مع القوى الشيعية تجنبا لقرارات فيدرالية ضد إقليم كردستان. هناك الكثير من الملفات المثيرة للجدل تستطيع المحكمة الاتحادية أن تصدر أحكاما فيها ضد إقليم كردستان، خاصة ضد الحزب الديمقراطي باعتباره كان حليفا لحزب التقدم وللصدريين. وأكثر ما يخشاه الحزب في المستقبل القريب أن تبت المحكمة الاتحادية ضد إقليم كردستان في السيطرة على الحقول النفطية في المناطق المختلطة مع الحكومة الاتحادية، مثل حقل خورملة الذي يقول المسؤولون في الحكومة الاتحادية إنه تابع للحكومة الاتحادية وليس تابعا لسلطة إقليم كردستان. ولا يزال الحقل إلى اليوم تحت سيطرة حكومة الإقليم، وهو جزء كبير من المقدرات النفطية في الإقليم التي تسيطر عليها شركات تابعة للحزب الديمقراطي. حسب تصريح للنائب السابق في برلمان كردستان علي حمة صالح من الممكن أن تتحرك الحكومة الاتحادية من أجل استعادة سيطرتها على حقل النفط خورملة الذي ينتج حوالي 175 ألف برميل نفط يوميا. وهناك أيضا حقول غاز كورمور، ومخاوف من أن تبت المحكمة الاتحادية بحصر إدارتها بالحكومة الاتحادية، وهذا يعني تكبيل إقليم كردستان حاليا ومستقبلا، لأن الغاز هو الأمل الوحيد لمستقبل الإقليم بعد النفط، وتشير إحصائيات إلى أن احتياطي الغاز في الإقليم يقدر بـ5 تريليون قدم مكعب. أي أن نسبة 3 في المئة من احتياطي العالم من الغاز الطبيعي يوجد في إقليم كردستان، وهي كمية تجعل من الإقليم منطقة مهمة على مستوى العالم.كل هذه الملفات الصعبة يجب حسمها عن طريق قانون النفط والغاز، لكن مجلس النواب عاجز عن إصدار هذا القانون. وبحسب المادة 111 من الدستور العراقي يعتبر النفط والغاز ملكا للشعب العراقي في كل الأقاليم والمحافظات. أخطر موضوع من المفترض التعامل معه هو موضوع القوات المسلحة، بما فيها البيشمركة وقوات الأمن الداخلي والمؤسسات الأمنية والاستخبارات في إقليم كردستان. وتخشى سلطات الإقليم من أي تحرك قضائي بهذا الاتجاه، خاصة أن الإقليم لا يوفر رواتب كل المنتسبين أمنيا ومدنيا وعسكريا، ويحتاج في ذلك إلى مساعدة من الحكومة الاتحادية.ويعتقد الكثيرون من داخل الحكومة العراقية، حتى على صعيد الكيانات السياسية، أن إقليم كردستان ليس له حق تشكيل قوات مسلحة أو مؤسسات أمنية خاصة به. وفي حال تدخل المحكمة الفيدرالية في هذه المواضيع لن يكون إقليم كردستان طرفا مستفيدا، بل على الأغلب سيكون الطرف الخاسر. لا يمكن إنكار هيمنة السلطات الشيعية على القضاء، خاصة على قرارات المحكمة الفيدرالية. وموضوع التأثيرات السياسية على هيئة المحكمة حقيقة لا يمكن إنكارها لا يمكن إنكار هيمنة السلطات الشيعية على القضاء، خاصة على قرارات المحكمة الفيدرالية. وموضوع التأثيرات السياسية على هيئة المحكمة حقيقة لا يمكن إنكارها.المحلل السياسي والقيادي في حزب الاتحاد الإسلامي أبوبكر علي في إحدى مقالاته عن عزل الحلبوسي ينصح الحزب الديمقراطي بتهيئة نفسه لقرار حل الحزب من قبل المحكمة الفيدرالية. بل ومن الممكن أن تصدر المحكمة قرارا بإنهاء حكومة تصريف الأعمال بإقليم كردستان. الموضوع الآن تحت نظر المحكمة الاتحادية هو موضوع قانون انتخابات برلمان كردستان، وفي حال أصدرت المحكمة قرارا لصالح حزب الاتحاد الوطني، ستكون ضربة قوية للحزب الديمقراطي الذي يصر بشدة على إبقاء القانون دون تغيير أو تعديل، وبقاء المقاعد (الكوتا) للمكونات على شكلها الحالي، وعلى نقيض ذلك قدم الاتحاد الوطني دعوى لحل نظام الكوتا وتقسيم الدوائر الانتخابية إلى أربع دوائر.في البيان الرسمي للحزب الديمقراطي فقرة جاء فيها أن الأوضاع في العراق والمنطقة وصلت إلى درجة من عدم الاستقرار والفوضى ومن المتوقع حدوث ارتجاج كبير فيها. لذلك يؤكد الحزب على ضرورة تنفيذ مواده وفقراته ومبادئ اتفاقية ائتلاف إدارة الدولة ومنهاج عمل الحكومة الاتحادية، خاصة الفقرات المتعلقة بالمجلس الاتحادي والمحكمة الاتحادية. وتوضح الفقرة مرة أخرى مخاوف الحزب الديمقراطي المتعلقة بتكوين المحكمة الاتحادية وقراراتها المستقبلية.من الواضح أن القوى الشيعية مصرة على تحجيم وإنهاء هيمنة الحزب الواحد أو الزعيم الواحد لدى مكونات أخرى تريد البقاء في السلطة دون وجود منافس لها، أو وجود اتجاهات سياسية بعيدا عنها أو عن سياسة طهران، وتشكيل السلطة القضائية يساعدها على تنفيذ هذه الخطوة.اتخاذ قرارات قضائية أو سياسية ضد أربيل بعد سقوط الحلبوسي ليس احتمالا بعيدا، خاصة أن ما تحتاجه الحكومة الفيدرالية الآن هو حكومة إقليم. وفي نفس الوقت تحتاج حكومة أربيل الرجوع إلى بغداد في كل شيء، وعلى خلفية التطورات السياسية الجديدة يجب على حكومة إقليم كردستان أن تتعامل بشكل جدي وعقلاني عن طريق قنواتها من أجل تحقيق علاقات وطيدة مع المؤسسات الاتحادية.سيكون على حكومة أربيل أن تتعامل مع بغداد وتكثف جهودها لإجراء الانتخابات المتأخرة لبرلمان كردستان، وإبعاد أي مخاطر تهدد شرعية الحكومة الحالية. خلاف ذلك السلطة لا تدوم، بل هي رهن التغيرات السياسية.
المصدر: شبكة اخبار العراق
كلمات دلالية: المحکمة الفیدرالیة المحکمة الاتحادیة الحکومة الاتحادیة الحزب الدیمقراطی ضد إقلیم کردستان القوى الشیعیة لا یمکن
إقرأ أيضاً:
وكيل الشؤون العربية بالنواب: مصر تتحرك وفق رؤية استراتيجية لإعادة إعمار غزة
أكد النائب أيمن محسب، وكيل لجنة الشئون العربية بمجلس النواب أن الموقف المصري تجاه القضية الفلسطينية ثابت وراسخ، مشددًا على أن مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي تتحرك وفق رؤية استراتيجية شاملة تهدف إلى إعادة إعمار قطاع غزة دون الحاجة إلى تهجير سكانه، باعتبار ذلك أحد المبادئ الأساسية للحفاظ على استقرار المنطقة، ورفض أي محاولات لفرض حلول غير عادلة على الشعب الفلسطيني.
وأوضح "محسب"، في تصريح اليوم أن الرئيس السيسي يسعى إلى خلق رأي عام عالمي داعم للحقوق الفلسطينية، من خلال التحركات الدبلوماسية المكثفة التي تقوم بها القيادة المصرية، حيث لم تكتفِ مصر بدورها الإنساني في إدخال المساعدات إلى قطاع غزة والعمل على تخفيف معاناة الفلسطينيين، بل امتد دورها ليشمل إدارة المشهد السياسي والدبلوماسي على المستويين الإقليمي والدولي لضمان الحفاظ على الحقوق الفلسطينية ومواجهة أي محاولات لطمسها.
وأشار عضو مجلس النواب، من إلى أن التوترات الدولية الراهنة ألقت بظلالها على القضية الفلسطينية، حيث تشهد الساحة العالمية إعادة تشكيل التحالفات التقليدية، مع وجود تحديات كبيرة تواجه العلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا، وهو ما يجعل من الضروري وجود قوة إقليمية مؤثرة مثل مصر قادرة على التعامل مع هذه المتغيرات وحماية مصالح الشعب الفلسطيني وسط هذه التحولات.
وأوضح أن مصر تعمل على تفكيك المخططات الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية، مشددا على أن الرئيس السيسي استطاع خلال السنوات الأخيرة ترسيخ دور مصر كقوة إقليمية مؤثرة، حيث أصبحت القاهرة الطرف الأكثر قدرة على تحقيق التوازن في المنطقة، منوها بأن التحركات المصرية تحظى بتقدير دولي، خاصة من الدول التي تدرك أهمية الدور المصري في الحفاظ على استقرار الشرق الأوسط ومنع اندلاع أزمات جديدة قد تهدد الأمن والسلم الدوليين.
وأكد "محسب"، أن القضية الفلسطينية ستظل في صدارة أولويات الدولة المصرية، مشيرًا إلى أن أي محاولات لفرض حلول لا تحقق العدالة للفلسطينيين لن تلقى قبولًا دوليًا في ظل الجهود المصرية المبذولة لبلورة موقف عالمي رافض لأي تهجير أو تصفية للقضية الفلسطينية، مضيفًا أن مصر لن تتوقف عن دعم الشعب الفلسطيني حتى تتحقق مطالبه المشروعة بإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.