مقاومة المضادات الحيوية.. كيف تهدد صحتنا؟
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
يحتفل العالم في الفترة بين 18-24 نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام بالأسبوع العالمي للتوعية بمقاومة مضادات الميكروبات.
وتقول منظمة الصحة العالمية إن مقاومة مضادات الميكروبات تظهر عندما تطرأ تغييرات على البكتيريا والفيروسات والفطريات والطفيليات بمرور الزمن، فتصبح غير مستجيبة للأدوية بعد ذلك، مما يصعب علاج الالتهابات، ويزيد خطورة انتشار الأمراض والاعتلالات الوخيمة والوفيات.
وتؤدي مقاومة المضادات إلى جعل المضادات الحيوية والأدوية الأخرى المضادة للميكروبات غير ناجعة، وتتزايد باطراد صعوبة علاج الالتهابات، أو يستحيل علاجها.
حملة عالميةوتضيف المنظمة الأممية أن الأسبوع العالمي للتوعية بمقاومة مضادات الميكروبات هو حملة عالمية يحتفل بها سنويا لزيادة الوعي بمشكلة مقاومة مضادات الميكروبات، وتحسين فهمها، والتشجيع على اتباع أفضل الممارسات في مكافحتها بين صفوف الجمهور وأصحاب المصلحة في نهج الصحة الواحدة وراسمي السياسات الذين يؤدون جميعا دورا حاسما في الحد من استمرار هذه المشكلة في الظهور والانتشار.
وقال الدكتور أحمد المنظري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية للشرق المتوسط، إن النظم الصحية في إقليم شرق المتوسط قد شهدت تحولا على مدار الأعوام الـ50 الماضية، أدى إلى تحسين الحصائل الصحية. وقد أسهمت القدرة على الوقاية من العدوى وعلاجها بنجاح وبتكلفة معقولة، إلى جانب عوامل أخرى، إسهاما كبيرا في هذا التقدم. وانخفضت وفيات الأطفال إلى أكثر من النصف -إذ كان معدل وفيات الأطفال الأقل من 5 سنوات 99 وفاة لكل 1000 عام 1990- ووصل ذلك المعدل إلى 45 وفاة لكل 1000 عام 2021. كما أن النظم الصحية القوية تحد بفعالية من انتشار الأمراض السارية، وتعمل على القضاء عليها. فيمكن الآن إجراء العمليات الجراحية وعلاج السرطان بأمان وباستخدام مضادات حيوية فعالة لإدارة خطر العدوى.
صدمةوتابع المنظري "ولكن الصدمة التي تنهال علينا اليوم كالصاعقة أن كل هذه المكاسب معرضة للخطر، إذا أصبحت الأدوية غير فعالة في مكافحة الميكروبات المسببة للعدوى. فمقاومة مضادات الميكروبات ليست تهديدا مستقبليا، بل بدأت بالفعل تتسبب في أضرار جسيمة للصحة. وعندما لا نتمكن من إدارة خطر العدوى، يموت مزيد من الناس، ويتعرض مزيد منهم للعدوى المزمنة والمعاناة، وترتفع تكاليف الرعاية الصحية".
وقال المنظري إن البيانات التي جمعت من خلال نظام المنظمة للترصد العالمي لمقاومة مضادات الميكروبات واستخدامها تشير إلى أن مستويات المقاومة في شتى أنحاء إقليم شرق المتوسط أعلى منها في أي إقليم آخر من أقاليم المنظمة أو أعلى من المتوسط العالمي. ولدينا تفسير لهذه النتيجة المؤسفة، فاستخدامنا للمضادات الحيوية يعتبر الأعلى، ويزداد بسرعة أكبر، في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وأضاف المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط "ولكن يسرني أن هناك التزاما سياسيا متزايدا بالتصدي لهذا التهديد. وفي 2022، وقعت الدول الأعضاء على بيان مسقط في المؤتمر الوزاري العالمي الثالث الرفيع المستوى بشأن مقاومة مضادات الميكروبات الذي عقد في عمان، وينطوي هذا البيان على الالتزام بالحد من استخدام المضادات الحيوية في إنتاج الغذاء وضمان استخدامها على النحو الملائم في مجال صحة الإنسان".
وأكد المنظري أن خطر مقاومة مضادات الميكروبات لا يقتصر على البشر فحسب. فلا بد من العمل الجماعي لمكافحة ظهور مقاومة مضادات الميكروبات وانتشارها بين الحيوانات، وفي قطاع الإنتاج الغذائي.
كيف نستخدم المضادات الحيوية بشكل صحيح؟من جهته، حذر الطبيب التركي شيخ موس أوزمان من مخاطر الاستخدام الخاطئ للمضادات الحيوية، وأكد أنها لا تفيد في علاج الإنفلونزا ونزلات البرد.
جاء ذلك في بيان صادر عن مستشفى جامعة ميديبول بإسطنبول، أمس السبت، تضمن تصريحات البروفسور أوزمان، الذي يعمل بقسم الأمراض الداخلية وأمراض الكلى في المستشفى، بمناسبة اليوم العالمي للتوعية بالمضادات الحيوية.
وذكر أوزمان أن "المضادات الحيوية لها تأثير قاتل على الميكروبات ويجب تفضيلها إذا كانت الكائنات الحية الدقيقة المسببة للعدوى تستجيب للمضاد الحيوي، أو من المتوقع أن تكون كذلك".
وأشار إلى أن الآباء يلجؤون على الفور إلى المضادات الحيوية في حالات الإصابة بمشاكل مثل ارتفاع درجة الحرارة والسعال والتهاب الحلق لدى الأطفال.
وذكر أوزمان أن الاستخدام غير الضروري للمضادات الحيوية يخلق "عبئا ساما" لا داعي له على الكلى والكبد والأعضاء الأخرى، مؤكدا أن استخدام المضادات الحيوية يجب أن يتم بجرعات كافية ولأقصر فترة ممكنة.
وأوضح أن استخدام المضادات الحيوية بجرعات غير فعالة أو لفترات أطول من اللازم يجعل من السهل على البكتيريا اكتساب المقاومة.
المضادات الحيوية لا تعالج الإنفلونزا ونزلات البردوقال أوزمان إن "أحد أكبر الأخطاء في استخدام المضادات الحيوية هو تناولها لعلاج الإنفلونزا ونزلات البرد".
وأضاف "المضادات الحيوية لا تسهم في علاج الإنفلونزا ونزلات البرد، بل قد تضر المريض من حيث آثارها الجانبية".
وأوضح أن العامل المسبب لنزلات البرد والإنفلونزا هو الفيروسات، و"المضادات الحيوية لا تؤثر على هذه الفيروسات".
وشدد الطبيب التركي على أهمية وضرورة عدم بيع المضادات الحيوية دون وصفة طبية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: مقاومة مضادات المیکروبات استخدام المضادات الحیویة الإنفلونزا ونزلات البرد للمضادات الحیویة مقاومة المضادات
إقرأ أيضاً:
وزارة الصحة في غزة: الاحتلال يواصل استهداف المنشآت الصحية وتدمير المرافق الحيوية
أكدت وزارة الصحة في قطاع غزة ، اليوم ، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكبت انتهاكات جسيمة بحق المنشآت الصحية، حيث أضرمت النيران في مباني مستشفى كمال عدوان ودمرت جميع المولدات الكهربائية الخاصة به، ما أدى إلى توقف الخدمات الصحية في المستشفى بالكامل.
وأوضحت الوزارة في بيان لها، اليوم، أنها تواجه أزمة غير مسبوقة في تقديم الخدمات الصحية، لا سيما في شمال القطاع، ودعت المؤسسات الدولية إلى التدخل العاجل لإيجاد بدائل تضمن استمرار الخدمات الصحية للمواطنين الذين يعانون أوضاعاً إنسانية صعبة.
وناشدت الوزارة المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف الاستهداف المتكرر للمرضى والمنشآت الطبية، مشيرةً إلى أن مستشفى العودة تعرض خلال الثمانين يوماً الماضية لاستهداف مباشر من قبل قوات الاحتلال، مما يفاقم الوضع الصحي في المنطقة.
وأعربت الوزارة عن قلقها البالغ حيال مصير المرضى والكوادر الطبية الذين كانوا داخل مستشفى كمال عدوان عند استهدافه، مؤكدةً أنها لا تملك أي معلومات عن وضعهم الحالي في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي على المنطقة.
وشددت وزارة الصحة على أن المؤسسات الدولية على دراية تامة بما يجري في شمال غزة، خاصة في المستشفيات التي أصبحت غير قادرة على استيعاب المزيد من المرضى بسبب النقص الحاد في القدرة السريرية والخدمات الأساسية.
واختتمت الوزارة بيانها بالتأكيد على أن الوضع الصحي في غزة يمر بمرحلة خطيرة، في ظل استمرار الانتهاكات الإسرائيلية التي تهدد حياة المرضى وتعرقل عمل الطواقم الطبية، داعيةً إلى تحرك دولي عاجل لإنقاذ القطاع الصحي من الانهيار.
الاحتلال نقل مرضى كمال عدوان تحت تهديد السلاح والمدير يتلقى تهديدات
قالت وزارة الصحة الفلسطينية، إن مستشفى كمال عدوان يعاني من حصار خانق، حيث تم إحراق أقسام العمليات والجراحة والمختبر والصيانة ووحدات الإسعاف والمخازن بالكامل، وقد بدأ الحريق ينتشر الآن إلى جميع المباني.
وأضافت وزارة الصحة الفلسطينية، أن جيش الاحتلال يعمل على نقل المرضى والمصابين بشكل إجباري، وتحت تهديد السلاح وفوهات البنادق إلى المستشفى الإندونيسي، الذي يفتقر إلى المستلزمات الطبية والمياه والأدوية، وحتى الكهرباء والمولدات.
وأشارت وزارة الصحة الفلسطينية، إلى أن هناك مرضى مهددون بالموت في أي لحظة نتيجة الظروف القاسية، وتتواجد العديد من آليات جيش الاحتلال محاصرة المستشفى، مما يجعل الوضع بالغ الخطورة.
الدكتور حسام أبو صفية تلقى تهديدًا:
وأوضحت وزارة الصحة الفلسطينية، أن الدكتور حسام أبو صفية تلقى تهديدًا واضحًا ومباشرًا قائلين: "هذه المرة سنعتقلك."
يذكر أن ثلاثة مستشفيات عامة كانت تغطي الخدمات الطبية في شمال قطاع غزة، وهي مستشفى بيت حانون، المستشفى الإندونيسي، ومستشفى كمال عدوان، حيث تم تدمير مستشفى بيت حانون بشكل كامل، وأصبح المستشفى الإندونيسي خارج الخدمة تمامًا بعد تدمير كل البنى التحتية.
أما المستشفى الوحيد الذي كان يعمل بشكل جزئي نتيجة لعدم توفر الإمكانات والمستلزمات الطبية فهو مستشفى كمال عدوان.
وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية، أن ما يحدث اليوم هو توجيه الاحتلال الضربة القاضية للمنظومة الصحية المتبقية في شمال غزة، وهذا يتناسب تمامًا مع خطة الجنرالات لإنهاء تواجد السكان في شمال القطاع.