لم تغِب غزة المحتلة عن قلب وعقل الدول الإسلامية، فالمشاهد الدامية والمجازر التى يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلى منذ السابع من أكتوبر الماضى كانت دافعاً لتضامن العالم مع البلد المكلوم، إذ حرص محمد ترمزى، معلم التربية الإسلامية فى مدرسة قرية الكوت بساراواك بماليزيا، على تعليم الأطفال الصغار كيف يتضامنون مع أقرانهم الفلسطينيين، حيث طلب منهم حياكة ورسم علم فلسطين ورفعه أعلى المدرسة فى خطوة حركت مشاعر الجميع.

مدرسة ماليزية ترفع علم فلسطين

عَلَم كبير لفلسطين صممه الأطفال بالمدرسة يحمله طفلان، وآخر صغير حمله طفل مصحوباً بعبارة «أنقِذوا غزة»، هكذا بدا الوضع بمدرسة قرية الكوت الماليزية، حيث حرص المعلمون والتلاميذ على دعم فلسطين، وفق حديث «ترمزى» لـ«الوطن»: «حرصنا على تنظيم يوم تضامنى مع فلسطين، معبرين عن رفضنا لما يحدث فى غزة من حصار وقتل وتدمير، طلبنا من الصغار تصميم علم فلسطين بأيديهم تضامناً مع أقرانهم فى غزة، وليكن ذكرى طيبة بالنسبة لهم».

لم يكتفِ التلاميذ بتصميم علم فلسطين ورفعه على المدرسة الماليزية، بل ساهموا فى جمع التبرعات لأجل دعم الأشقاء فى فلسطين، وفق المعلم: «نحن نجمع التبرعات لمساعدة الفلسطينيين، تحت إشراف مديرة المدرسة فريعة بنتى حنكال، وبمشاركة المعلمين، جمعنا نحو 460 ألف رينجيت ماليزى، وأرسلنا الأموال إلى وزارة التعليم، لإيصالها للشعب الفلسطينى».

علم فلسطين في مدرسة ماليزية

تأدية النشيد الفلسطينى باللغة الماليزية، إضافة إلى إلقاء القصائد دعماً للنضال الفلسطينى والدعاء والصلوات، كان نشاطاً آخر قام به التلاميذ الماليزيون فى مدرستهم: «لوّنا العلم، وألقينا القصائد بلغتنا، وقرأنا القرآن ودعونا الله وصلينا من أجل نجاة هؤلاء العُزل».

مقاطعة منتجات الشركات التى تدعم إسرائيل كانت وسيلة المدرسة والمعلمين والتلاميذ وأيضاً الشعب الماليزى، لتوصيل رسالة برفضهم للعدوان الإسرائيلى، وفق «ترمزى»: «قاطعنا المنتجات، وأخبرت التلاميذ أن فلسطين بلد إسلامى يحتاج إلى السلام والتعليم الجيد، فالأطفال يعيشون فى خوف، وقد فقد بعضهم عائلاتهم، لذلك نحن بحاجة لتكثيف الصلوات والدعاء لأجل هؤلاء».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: علم فلسطين الحرب على غزة الاحتلال الإسرائيلي علم فلسطین

إقرأ أيضاً:

تعاون مجتمعي حكومي.. كيف تصل المساعدات الماليزية إلى فلسطين؟

بوترا جايا- انخرط شهر الأمان محمد شعاري في مجال العمل الإنساني والإغاثي منذ أكثر من 15 عاما، وتنقل بين دول عدة، لكنه منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي كرّس كل جهده لمساعدة الشعب الفلسطيني، وعُين مديرا للمعاينة والتخطيط في "عملية الإحسان" الماليزية، التي أنيط بها تنسيق الجهود المشتركة بين الحكومة الماليزية والمؤسسات الأهلية العاملة في فلسطين.

ويقول شعاري للجزيرة نت إنه لم يكن بالإمكان تخطي العوائق الضخمة لإيصال المساعدات لفلسطين دون تعاون وتكامل وثيقين بين مئات المنظمات غير الحكومية والهيئات الحكومية، بما فيها مكتب رئيس الوزراء ووزارة الخارجية، حيث تواجه أعرق المنظمات الإنسانية الماليزية تضييقا شديدا على عملها في فلسطين.

شعاري يعتبر أن الدبلوماسية الحكومية ساهمت في تسهيل وصول مساعدات المنظمات الإنسانية الماليزية لقطاع غزة (الجزيرة) تكامل الجهود

تأسس صندوق مساعدة الشعب الفلسطيني عام 2002، لكن جهود العمل الإنساني الماليزي باتت تشهد تكاملا وتنظيما متناميين منذ بدء عملية طوفان الأقصى، حسب شعاري، حيث يؤكد أن إيصال المساعدات للفلسطينيين المتضررين من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة كان ثمرة جهد مشترك بين الحكومة والهيئات الإنسانية.

ويستشهد شعاري بتدشين وزير الخارجية محمد حسن، الأربعاء الماضي، دفعة جديدة من المساعدات الماليزية للشعب الفلسطيني، قُدرت قيمتها بنحو 20 مليون دولار، جمعتها المؤسسات الأهلية في إطار حملاتها الشعبية المتواصلة.

أما كمال نشار الدين بن مصطفى، رئيس "ماي كير" أكبر هيئة إغاثية أهلية في ماليزيا، فيرى حاجة ماسة لمواءمة البعدين السياسي والإنساني، بهدف إيصال المساعدات، وهو ما تسعى لتحقيقه "عملية الإحسان" التي انطلقت فور بدء حرب العدوان الإسرائيلي على غزة.

وشدد، في حديثه للجزيرة نت، على ضرورة استمرار الضغوط الدولية على الاحتلال الإسرائيلي، من أجل وضع حد للإبادة والجرائم بحق الإنسانية، باعتبارها الوسيلة الوحيدة لوقف الحرب، وفي الوقت نفسه تكثيف الجهود لتلبية الاحتياجات الإنسانية، بدءا من الغذاء والدواء.

ورغم إشادة بن مصطفى بجهود رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم على الصعيد الدولي لوقف الحرب وإيصال المساعدات، فإنه انتقد ما وصفها بالجهود الفردية لكل دولة، وقال إن هناك حاجة ماسة لتوحيد الجهود، مشيرا إلى أن منظمة التعاون الإسلامي بإمكانها القيام بدور أكثر فعالية بهذا الشأن، حسب تعبيره.

سبل الوصول

من جهته أعلن وزير الخارجية محمد حسن، الأربعاء الماضي، عن تقديم نحو نصف دفعة المساعدات الأخيرة عن طريق وكالات الأمم المتحدة، مثل وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، ومكتب تنسيق المساعدات "أوتشا".

وشدد الوزير على أهمية التنسيق والتعاون مع دول جوار فلسطين، لا سيما الأردن ومصر، لإيصال المساعدات للشعب الفلسطيني، وقال إنه لم يعد هناك سوى جسر الملك حسين، الذي يربط الضفة الغربية بالأردن، بعد تدمير قوات الاحتلال معبر رفح مع مصر.

من ناحيته استبعد رئيس حملة عملية الإحسان جسمي جوهري مشاركة ماليزيا في عمليات إسقاط المساعدات من الجو لإنقاذ من يواجهون المجاعة في قطاع غزة، وقال للجزيرة نت إن الدول التي شاركت في المساعدات الجوية تنسق عملياتها مع سلطات الاحتلال، وهو ما يخالف إجماعا تشترك فيه الحكومة والمنظمات غير الحكومية في ماليزيا، بتجنب ما يمكن أن يفسر بأنه "تطبيع للعلاقات أو اعتراف غير مباشر بكيان الاحتلال".

وكان ممثلون لمؤسسة أهلية قد عبروا، في تصريحات للجزيرة نت، عن رغبتهم بإيصال المساعدات بأي وسيلة، بما فيها عن طريق الإسقاط من الجو بالتنسيق مع دول الجوار التي تقيم علاقات مع إسرائيل، رغم تمسكهم برفض التنسيق المباشر مع الاحتلال.

في حين أشار رئيس إدارة المعاينة في عملية الإحسان شعاري إلى زيارة نائب وزير الخارجية الماليزي محمد بن الأمين لمصر، في أبريل/نيسان الماضي، بهدف بحث سبل إيصال المساعدات الماليزية، واتصال رئيس الوزراء أنور إبراهيم في تلك الأثناء بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وهو ما سمح بدخول جزء من المساعدات الماليزية عبر معبر رفح آنذاك، لكن دخولها توقف بعد عملية رفح في مايو/أيار الماضي.

شمس الدين دعا الحكومة الماليزية للاستفادة من علاقاتها الجيدة مع الأردن ومصر لتسهيل وصول المساعدات (الجزيرة)

أما فهمي شمس الدين رئيس منظمة السلام العالمية الماليزية، فدعا الحكومة إلى استثمار علاقاتها الجيدة مع دول جوار فلسطين، لضمان وصول المساعدات إلى قطاع غزة بأية وسيلة، وقال للجزيرة نت إننا نعول كثيرا على التحركات السياسية لتجنب كارثة أكبر مما هو حاصل.

وأضاف أن المؤسسات الدولية كانت تصل للمتضررين في قطاع غزة مباشرة بعد ارتكاب الاحتلال أية جريمة، وتتجنب حدوث كارثة إنسانية، لكنها في هذا العدوان تقف عاجزة، وهنا لا بد من "تحرك سياسي لكسر الجدار"، بحسب تعبير رئيس المنظمة.

مقالات مشابهة

  • فيديو.. إخراج مديرة مدرسة من مكتبها بالقوة بعد رفضها التخلي عن المنصب!
  • تعاون مجتمعي حكومي.. كيف تصل المساعدات الماليزية إلى فلسطين؟
  • بدل الثانوية العامة.. شروط القبول بمدرستي الإنتاج الحربي للتكنولوجيا التطبيقية للعام 2024-2025
  • إيران ترفع أكبر علم لفلسطين في العالم بحضور وفد من عوائل شهداء معركة “طوفان الأقصى”
  • التقديم بـ مدرسة الضبعة النووية 2024-2025.. شروط الالتحاق والأوراق المطلوبة
  • تقرير: الطلاب السودانيين في مصر.. قلق وخوف من المستقبل
  • العلم الفلسطيني يثير الخلاف في مطار هيثرو.. ما السبب؟
  • سلطان يوجه بإضافة صالة رياضية في مدرسة «الفراهيدي»
  • صدمة تلاميذ بفاس حصلوا على "بكالوريا أمريكية وهمية" من مدرسة مرخص لها باسم برلمانية من حزب الاستقلال
  • البطريرك الراعي أثنى امام وفد مدرسة مارمارون - بيت الدين على دورهم التربوي