القتل على الطريقة الأمريكية: "اطلقوا النار ثم اسألوا كما يحلو لكم"!
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
ارتكبت مفرزة من مشاة البحرية الأمريكية في 19 نوفمبر 2005 مجزرة في مدينة حديثة العراقية، اتهم على إثرها 8 وقيل إن 4 منهم تتهددهم عقوبة السجن مدى الحياة.
لم تنجح محاولات التستر على الجريمة، وكشفت دائرة التحقيقات الجنائية في البحرية الأمريكية في تقرير مفصل من آلاف الصفحات أن قوة من مشاة البحرية الأمريكية أطلقت النار في 19 نوفمبر 2005 وقتلت 24 من "السكان المحليين" بمن فيهم النساء والأطفال في مدينة الحديثة الواقعة في محافظة الأنبار غرب العاصمة بغداد.
عملية القتل جاءت ردا على انفجار لغم أرضي في طريق الدورية العسكرية الأمريكية التي كان يقودها الرقيب فرانك ووتريش، ما أدى إلى مقتل أحد افرادها وإصابة اثنين آخرين.
شهود عيان رووا ما جرى بعد انفجار اللغم الأرضي في الدورية العسكرية الأمريكية. قام أفراد مشاة البحرية الأمريكية بإنزال ركاب سيارة أجرة في موقع الانفجار، وقام قائد الوحدة الرقيب فرانك ووتريش بإطلاق النار عليهم واحدا تلو الآخر.
بحسب صفحات التحقيق، أفيد بأن مشاة البحرية الأمريكية بعد مقتل ركاب وسائق سيارة الأجرة، اعتقدوا أن مسلحين كانوا يطلقون عليهم النار من منزلين متجاورين، وعلى الفور أمرهم قائدهم ووتريش "بإطلاق النار أولا والتفكير في وقت لاحق"!
تحقيق البحرية الأمريكية يذكر أن مشاة البحرية الأمريكية في غضون عشر دقائق وباستخدام الأسلحة الآلية والقنابل اليدوية قتلوا في منزلين 14 شخصا بمن في ذلك العديد من الأطفال الصغار.
صفاء يونس سالم وهي طفلة عراقية كانت تبلغ من العمر 13 عاما تمكنت من النجاة والبقاء على قيد الحياة لأنها تظاهرت بالموت لتتجنبه!
هذه الطفلة أبلغت الصحفيين في ذلك الوقت أن شقيقها البالغ من العمر خمس سنوات أصيب برصاصة في رأسه وإلى جانبه قتل خمسة آخرون من اسرتها بمن في ذلك والدتها!
ثلاثة من المتهمين الأربعة الرئيسيين في ذلك الوقت ادعوا من خلال محاميهم أنهم تصرفوا بالطريقة المناسبة للوضع وقاموا "بإطلاق النار على ساحة المعركة، وأن موت المدنيين، على الرغم من أنه حدث محزن، كان لا مفر منه أثناء العمليات العسكرية ، خاصة في المناطق الخطرة".
اللافت أن تقريرا صدر في 20 نوفمبر 2005 كان أفاد بأن 15 مدنيا عراقيا قتلوا نتيجة انفجار قنبلة محلية الصنع، فيما قتل مشاة البحرية الأمريكية في تبادل لإطلاق النار جرى إثر ذلك، لكن تبين لاحقا أن التقرير كاذب وأن جميع المدنيين قتلوا بالرصاص!
علاوة على الشهادات الدامغة، توفرت أدلة قوية تؤكد أن مشاة البحرية الأمريكية قتلوا الأبرياء العزل في تلك الحادثة بدم بارد، منها 30 صورة التقطت في موقع الجريمة من قبل فريق عمل تابع للاستخبارات العسكرية الأمريكية.
هذه الصور لم تنشر على الرغم من وجود تأكيد رسمي بوجودها، بما في ذلك إقرار قائد سلاح مشاة البحرية الأمريكية وقتها الجنرال مايكل هاجي بقوله: "لقد رأيت هذه الصور، لكنها جزء من التحقيق ولن أتحدث عنها".
التحقيق الرسمي عد كلا من مشاة البحرية الأمريكية، فرانك ووتريش وسانيك ديلا كروز وجوستين شاريت وستيفن تاتوم، مذنبين بالقتل، كما اتهم أربعة ضباط آخرين من سلاح مشاة البحرية بالتغطية الفعلية على مرؤوسيهم.
العقيد ستيوارت نافار، المتحدث باسم سلاح مشاة البحرية الأمريكية في ذلك الوقت صرّح بأن التهم الموجهة تتعلق بـ "القتل "و"الإهمال الجنائي" و"تزوير تقرير رسمي"، و"عرقلة سير العدالة".
العدالة الأمريكية في العراق:
جرى توجيه اتهامات في تلك المذبحة ضد ثمانية عسكريين من مشاة البحرية الأمريكية، إلا أن سبعة منهم لم يتعرضوا لأي عقوبة، فقد تمت تبرئتهم بشكل مباشر من التهم، أو تبرئتهم نتيجة صفقات مع العدالة.
بقي واحد، الرقيب فرانك ووتريش، وهو قائد الوحدة العسكرية التي نفذت المجزرة، وكان واجه عقوبة السجن 152 عاما على خلفية تهمة قتل 19 من أصل 24 شخصا، إلا أن هذا الرقيب خلافا للأدلة والشهود، أصر على براءته وأنه لم يقتل لا نساء ولا أطفال.
بعد تحقيقات استمرت أكثر من 6 سنوات أغلقت العدالة الأمريكية ملف القضية في 24 يناير عام 2012.
قبل صدور الحكم على المتهم الوحيد المتبقي في ذلك الوقت، أعلنت قيادة سلاح مشاة البحرية الأمريكية أنها تعتبر أن أي عقوبة مرتبطة بالسجن غير مقبولة!
وهكذا، كما جرى مع المتهمين الآخرين في هذه القضية، عقد المتهم الوحيد المتبقي الرقيب فرانك ووتريش أخيرا صفقة مع التحقيق ومنحت له البراءة مقابل الاعتراف بأنه أهمل في عمله، وانه بشكل خاص أعطى امرا غير مدروس بـ"إطلاق النار ثم طرح الأسئلة"!
الرقيب الأمريكي أطلق سراحه على الفور في قاعة المحكمة، وتقرر أن يحتفظ برتبته العسكرية وبمزاياها المادية لأنه "يربي ثلاثة بنات بمفرده".
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أرشيف بغداد من مشاة البحریة الأمریکیة البحریة الأمریکیة فی فی ذلک الوقت
إقرأ أيضاً:
الفرقة السادسة مشاة : انضمام المفتش العام لحركة تحرير السودان بقيادة عبدالواحد محمد نور للقوات المسلحة
وصفت قيادة الفرقة السادسة مشاة المعركة التي خاضتها القوات المسلحة والقوات المشتركة لحركات الكفاح بمحور الصحراء السبت بمحلية المالحة ضد مليشيا آل دقلو المتمردة بأنها كانت معركة ضارية تم خلالها تدمير عدد ثلاث متحركات للمليشيا بمنطقتي دري شقي وجبل عيسى كانت في طريقها للهجوم على محلية المالحة.وقالت الفرقة السادسة مشاة عبر ايجازها الصحفي ان القوات قد إستلمت أعدادا كبيرة من المركبات القتالية بكامل عتادها الحربي من الأسلحة الثقيلة بجانب أسر عدد من عناصر المليشيا، مؤكدة أن ميدان المعركة ما يزال يعج بالهلكى والجرحى من المليشيا، فيما فرا ما تبقي منهم هاربا يجرجر ازيال الهزيمة النكراء.وكشفت الفرقة السادسة مشاة ان اللواء صلاح مصطفي عبدالرحيم عبدالشافع المفتش العام لحركة تحرير السودان بقيادة عبدالواحد محمد نور قد أعلن إنفصاله التام من حركته إستجابة ل(نداء الوطن) وأوضحت الفرقة ان اللواء عبدالشافع هو من أوائل القادة المؤسسين لحركة تحرير السودان في العام 2000م بحسب ما اَورده في بيانه رقم (1) بعد مسيرة استمرت أربعة وعشرين عاما ونيف.وقد أشار في بيانه ان انفصاله وانضمامه الى القوات المسلحة والقوات المشتركة يأتي اتساقا مع توجهات العديد من أبناء الوطن الخلص الذين أختاروا الدفاع عن الأرض والعرض بكل عزة وشجاعة، ومراعاة للظروف التي تمر بها البلاد والتي شهدت وما تزال تشهد إنتهاكات العروض والمجازر الجماعية وتهجير وتشريد المواطنين من قبل مليشيا الدعم السريع، واصفا قراره بأنه كان صعبا وجاء في الوقت الأصعب وذلك من أجل الوقوف الى جانب الشعب السوداني الذي يحتفل بعيد إستقلاله ال٦٩ المجيد.واكدت الفرقة السادسة مشاة ان إنضمام أكثر من ثلاثة من القيادات الكبيرة الى القوات المسلحة والمشتركة في هذه الظروف يعتبر خنجرا مسموما في خاصرة أعداء الوطن، مرحبة بهم كرفاق جدد في مسيرة النضال وأضافت :حللتم أهلا ونزلتم سهلا وقوتنا في وحدتنا.الى ذلك كشفت الفرقة السادسة مشاة ان الطيران الحربي قد شن امس ثلاثة غارت جويه بمدينة الفاشر إستهدفت من خلالها تجمعات لمستنفري العدو، مشيرة الى ان الغارات اوقعت خسائر فادحة في ارواح وعتاد العدو.وحول القصف المدفعي اليومي الذي تقوم به مليشيا الدعم السريع على مدينة ألفاشر قالت الفرق ان المليشيا قصفت امس المركز الصحي لمعسكر أبوشوك للنازحين مما ادى الى وقوع إصابات وإستشهاد نازحين وحدوث أضرار بالغة في الممتلكات، موضحة في ذات الايجاز الأخباري ان المليشيا قتلت امس عبر هجوم على قرية قوز بينة جنوب ألفاشر بمسيرة مجنحه عدد أثنين وعشرين مواطنا وجرحت أكثر من ثلاثين آخرين، حيث تعد القرية معسكرا للنازحين الذين فروا من قرية أبوزريقة التي هاجمتها المليشيا االاسبوع الماضي.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب