يهيمن الحوثيون على ميناء الحديدة المطل على البحر الأحمر (رويترز) مع تزايد الضغوط الدولية نحو وقف الحرب على قطاع غزة، عاودت جماعة الحوثي إطلاق تهديداتها باستهداف المصالح الإسرائيلية في المياه الدولية بالتزامن مع أنباء عن اختطافهم سفينة إسرائيلية "غالاكسي ليدر" دون التوصل لمعلومات كافية حول الحادثة، في حين نفت اسرائيل ملكيتها.

وقال الجيش الإسرائيلي، إن سفينة الشحن التي استولى عليها الحوثيون في جنوب البحر الأحمر لا يوجد إسرائيليون بين طاقمها. وأضاف أن السفينة كانت مبحرة من تركيا إلى الهند، ووصف الواقعة بأنها "حادثة خطيرة للغاية على المستوى العالمي".

وأن السفينة، التي لم يذكر اسمها، ليست مملوكة لإسرائيليين وليس من بين طاقمها إسرائيليون. وفق ما أوردت وكالة أنباء رويترز.

وفي بيان لها اليوم الأحد، قالت جماعة الحوثي المدعومة من إيران إنها "ستقوم باستهداف جميع أنواع السفن، سواء تلك التي تحمل علم إسرائيل، أو التي تشغلها شركات إسرائيلية، أو تعود ملكيتها لها"، وهو بحسب مراقبين، تهديد لا يختلف عن عدد مماثل سبقه، كثرت لغة وعيده وقل تأثيره واقعياً وفقاً للروايات التي تتحدث عن إطلاق صواريخ في الجو، لكن جميعها بحسب المعلن، يسقط قبل أن يصل إلى المصالح الإسرائيلية في وقت يواصل فيه إعلام الجماعة نشر حملات الاستبشار بالنصر المبين لغزة وأهلها.

أفرغوا السفن بيان الجماعة الحوثية التي تسيطر على العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات الشمالية بما فيها محافظة الحديدة المطلة على البحر الأحمر (غرب البلاد)، طالب دول العالم بسحب مواطنيها العاملين ضمن طواقم تلك السفن، وتجنب الشحن على متنها أو التعامل معها، وكذلك إبلاغ سفنها بالابتعاد من هذه السفن.

وكانت جماعة الحوثي أعلنت أكثر من مرة منذ بداية الحرب في غزة، تنفيذ هجمات بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة على مواقع إسرائيلية، لكن جيش الأخيرة لم يعلن عن تأثير فعلي لها. وسبق لزعيم الحوثيين في اليمن عبد الملك الحوثي أن قال، إن قواته ستواصل الهجوم على إسرائيل وقد تستهدف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.

أخطار التوسع وعلى رغم ما يعتري إعلان الحوثيين عن قصف إسرائيل وما يحمله من مزايدة سياسية بحسب مراقبين، فإن تلك الهجمات على رغم إحباطها فتحت النقاشات الواسعة على أخطار اتساع رقعة الحرب في المنطقة مع استمرار القصف الإسرائيلي العنيف على المدنيين في قطاع غزة.

وهو ما عبرت عنه تداولات الخبراء على مدى الأيام الماضية بمن فيهم المشاركون في قمة "حوار المنامة 2023"، والخشية من دخول أذرع إيران على خط المواجهة وتهديد الممرات المائية الدولية سواء في اليمن أو العراق أو سوريا أو جنوب لبنان، على رغم إعلان طهران وتأكيدها في أكثر من مناسبة على لسان مسؤوليها "أن لا نية ولا مصلحة لها في توسيع الحرب"، وهو ما اعتبر توريطاً إيرانياً للبلدان العربية في حين تسارع بالهرب من "استحقاقات المقاومة" ضمن المحور الذي أنشأته.

 ولهذا لم يقلل الخبراء الاستراتيجيون من التهديدات الحوثية على المياه الإقليمية، ولكنهم ربطوها بأجندة إيران وأذرعها.

ومطلع شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، توعد المتحدث باسم الحوثيين يحيى سريع عبر حسابه في "إكس"، بأن الجماعة "ستواصل استهداف إسرائيل بالصواريخ والمسيرات حتى يتوقف الهجوم على غزة".

غطاء لفواتير النفط والكهرباء وعقب ساعات من إعلانها رفع المشتقات النفطية وتعرفة فواتير الكهرباء في المناطق الخاضعة لسيطرتها، أصدرت الجماعة بيان اليوم متبوعاً بحملة إعلامية مكثفة تشيد بهذه الخطوة.

وهو إجراء قرأه مراقبون بأنه محاولة حوثية "معتادة" لحرف الانتباه عن الغضب الشعبي المتنامي، والبحث عن بطولات لكسب التأييد الداخلي والخارجي من قبل المغرر بهم أو الذين لم يتعودوا "حليمة العادة الحوثية" استغلالاً للمشاعر المتعاطفة مع المدنيين في غزة.

وجاء قرار الحوثيين برفع أسعار النفط والكهرباء في وقت تتزايد فيه المطالبات بتخفيض أسعاره، ليتفاجأ الناس بزيادة سعرية بررته المليشيات بارتفاع أسعار الوقود.

ومنذ إعلان المليشيات الحوثية تهديدات بإطلاق صواريخ على إسرائيل، قامت بإعلان جرع سعرية على المشتقات النفطية، بالتزامن مع رفع أسعار الشحن إلى اليمن بنحو 300 في المئة، بالتزامن مع إلزامها للتجار دفع إتاوات مالية تحت مسمى "دعم القوة الصاروخية"، و"تحرير فلسطين وإزالة إسرائيل".

واستغلت مليشيات الحوثي الحرب في غزة، لتنفيذ أجنداتها الطائفية، وحشد مقاتلين جدد إلى جبهات القتال بحجة نصرة غزة، ومحاربة الكيان الصهيوني، فيما تقوم بالاستعداد لتنفيذ حربها على اليمنيين في مأرب وتعز.

ويقابل الشارع اليمني التهديدات الحوثية بالسخرية، من منطلق معرفة مسبقة بأبعادها وما يقف خلفها خصوصاً وهي عادة خبروها منذ وقت بعيد، فراحوا خلال الأيام الماضية يطالبونها بتوفير ما عليها من التزامات بسيطة تجاه الناس، وإنهاء معاناتهم وفك الحصار عن تعز وبقية طرقات المحافظات، ووقف الانتهاكات الإنسانية قبل الحديث عن المأساة الفلسطينية والمزايدة بها

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

اكتشاف حطام المدمرة “يو إس إس إدسال” التي غرقت بالحرب العالمية الثانية

آخر تحديث: 14 نونبر 2024 - 11:05 ص بغداد/ شبكة أخبار العراق- بعد أكثر من 80 عامًا من إغراقها من قبل القوات اليابانية خلال الحرب العالمية الثانية، أعلنت البحرية الأميركية يوم الاثنين الماضي العثور على حطام المدمرة “يو إس إس إدسال” في قاع المحيط الهندي.واكتشفت سفينة تابعة للبحرية الملكية الأسترالية حطام المدمرة “يو إس إس إدسال”، التي عرفت باسم “الفأر الراقص”، جنوب جزيرة الكريسماس، في المنطقة التي غرقت فيها المدمرة في الأول من مارس عام 1942 وعلى متنها أكثر من 200 عنصر، منهم 185 بحارًا و31 طيارًا من سلاح الجو الأميركي، في ذلك الوقت.تم الإعلان عن اكتشافها في الحادي عشر من نوفمبر، وهو اليوم الذي يتم الاحتفال به باعتباره يوم المحاربين القدامى في الولايات المتحدة ويوم الذكرى في أستراليا.وقالت السفيرة الأميركية لدى أستراليا، كارولين كينيدي، في بيان مصور إلى جانب نائب الأدميرال مارك هاموند، قائد البحرية الملكية الأسترالية، أن “الكابتن جوشوا نيكس وطاقمه قاتلوا ببسالة، وتجنبوا 1400 قذيفة من السفن الحربية والطرادات اليابانية، قبل أن يتعرضوا لهجوم من 26 قاذفة، حيث تلقوا ضربة واحدة قاتلة.. ولم يكن هناك ناجون”. “الفأر الراقص” تميزت المدمرة “إدسال” بقدرتها على تجنب العديد من قذائف السفن الحربية اليابانية، ففي الأول من مارس عام 1942، كانت المدمرة تبحر بمفردها جنوب جاوة، بعد أن قضت الأشهر القليلة الماضية في مرافقة القوافل بين أستراليا وإندونيسيا.وعلى الرغم من أن قوة من السفن الحربية والطرادات اليابانية الأسرع والأكثر تسليحًا قد تجاوزتها، إلا أن المدمرة إدسال قضت ما يقرب من ساعتين في القيام بمناورات مراوغة، وإقامة ستائر دخان، وتجنب أكثر من 1000 قذيفة معادية.وفي النهاية، تم إطلاق أكثر من عشرين طائرة يابانية لقصف المدمرة، مما أدى في النهاية إلى إغراقها في الماء.وفقًا لأميرال البحري المتقاعد صامويل جيه كوكس، رئيس قيادة التاريخ والتراث البحري، فقد وصف المراقبون اليابانيون المدمرة بأنها كانت تتصرف مثل “الفأر الراقص”، في إشارة إلى حيوان أليف ياباني شهير في ذلك الوقت معروف بحركته غير المنتظمة. العثور على حطام المدمرة عثرت البحرية الأسترالية على الحطام لأول مرة في عام 2023، وعمل الباحثون منذ ذلك الحين على تأكيد أنه كان في الواقع السفينة إدسال.وكان اكتشاف المدمرة، التي يبلغ طولها 314 قدما، مفاجأة للبحرية الأسترالية، التي استخدمت “أنظمة روبوتية وذاتية متقدمة تُستخدم عادة في مسح الأعماق” لتحديد موقع إدسال في قاع البحر.وأشار نائب الأدميرال مارك هاموند، قائد البحرية الملكية الأسترالية، إلى أن المدمرة إدسال حازت مكانتها في تاريخ البحرية الأميركية والأسترالية على حد سواء.وقال: “خدمت يو إس إس إدسال بشجاعة خلال الحرب العالمية الثانية، وخاصة في الحملة المبكرة في المحيط الهادئ. لقد عملت جنبا إلى جنب مع السفن الحربية الأسترالية لحماية سواحلنا، ولعبت دورا في إغراق الغواصة اليابانية I-124 قبالة داروين”.

مقالات مشابهة

  • الجيش الأميركي يكشف عن طراز المقاتلات التي شاركت في الضربات الأخيرة على مواقع الحوثيين
  • فخ!.. اعتراف أمريكا بهجوم الحوثي على المدمرتين يمهد لعملية عسكرية كبيرة ضد الجماعة
  • الحوثي يستعرض حصيلة أحدث عمليات لجماعته
  • اكتشاف حطام المدمرة “يو إس إس إدسال” التي غرقت بالحرب العالمية الثانية
  • القيادة الأمريكية: ضربات جوية تستهدف مخازن أسلحة الحوثيين وتصدي لهجماتهم في باب المندب
  • ماذا يعني قصف الحوثيين مدمرتين أمريكيتين في البحر الأحمر؟.. كرة الثلج تتدحرج وقرار ”حاسم” مرتقب لاجتثاث الجماعة!
  • مليشيا الحوثي توسع مصادر تمويلها وتحصل على ملايين الدولارات من السفن في البحر الأحمر
  • تصاعد الغارات على الحوثيين في 3 محافظات والمبعوث الأممي يطالب بالإفراج عن الموظفين
  • صحيفة أمريكية تتحدث المهمة الأولى لترامب التي ستغضب الحوثيين
  • الحوثي يغدر بـ مؤتمر صنعاء ويرفض إطلاق قياداتهم