خدع سحرية جديدة لم تخطر على البال… الحوثي يهرب من الحرج الداخلي بتهديد جديد لإسرائيل
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
يهيمن الحوثيون على ميناء الحديدة المطل على البحر الأحمر (رويترز) مع تزايد الضغوط الدولية نحو وقف الحرب على قطاع غزة، عاودت جماعة الحوثي إطلاق تهديداتها باستهداف المصالح الإسرائيلية في المياه الدولية بالتزامن مع أنباء عن اختطافهم سفينة إسرائيلية "غالاكسي ليدر" دون التوصل لمعلومات كافية حول الحادثة، في حين نفت اسرائيل ملكيتها.
وقال الجيش الإسرائيلي، إن سفينة الشحن التي استولى عليها الحوثيون في جنوب البحر الأحمر لا يوجد إسرائيليون بين طاقمها. وأضاف أن السفينة كانت مبحرة من تركيا إلى الهند، ووصف الواقعة بأنها "حادثة خطيرة للغاية على المستوى العالمي".
وأن السفينة، التي لم يذكر اسمها، ليست مملوكة لإسرائيليين وليس من بين طاقمها إسرائيليون. وفق ما أوردت وكالة أنباء رويترز.
وفي بيان لها اليوم الأحد، قالت جماعة الحوثي المدعومة من إيران إنها "ستقوم باستهداف جميع أنواع السفن، سواء تلك التي تحمل علم إسرائيل، أو التي تشغلها شركات إسرائيلية، أو تعود ملكيتها لها"، وهو بحسب مراقبين، تهديد لا يختلف عن عدد مماثل سبقه، كثرت لغة وعيده وقل تأثيره واقعياً وفقاً للروايات التي تتحدث عن إطلاق صواريخ في الجو، لكن جميعها بحسب المعلن، يسقط قبل أن يصل إلى المصالح الإسرائيلية في وقت يواصل فيه إعلام الجماعة نشر حملات الاستبشار بالنصر المبين لغزة وأهلها.
أفرغوا السفن بيان الجماعة الحوثية التي تسيطر على العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات الشمالية بما فيها محافظة الحديدة المطلة على البحر الأحمر (غرب البلاد)، طالب دول العالم بسحب مواطنيها العاملين ضمن طواقم تلك السفن، وتجنب الشحن على متنها أو التعامل معها، وكذلك إبلاغ سفنها بالابتعاد من هذه السفن.
وكانت جماعة الحوثي أعلنت أكثر من مرة منذ بداية الحرب في غزة، تنفيذ هجمات بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة على مواقع إسرائيلية، لكن جيش الأخيرة لم يعلن عن تأثير فعلي لها. وسبق لزعيم الحوثيين في اليمن عبد الملك الحوثي أن قال، إن قواته ستواصل الهجوم على إسرائيل وقد تستهدف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
أخطار التوسع وعلى رغم ما يعتري إعلان الحوثيين عن قصف إسرائيل وما يحمله من مزايدة سياسية بحسب مراقبين، فإن تلك الهجمات على رغم إحباطها فتحت النقاشات الواسعة على أخطار اتساع رقعة الحرب في المنطقة مع استمرار القصف الإسرائيلي العنيف على المدنيين في قطاع غزة.
وهو ما عبرت عنه تداولات الخبراء على مدى الأيام الماضية بمن فيهم المشاركون في قمة "حوار المنامة 2023"، والخشية من دخول أذرع إيران على خط المواجهة وتهديد الممرات المائية الدولية سواء في اليمن أو العراق أو سوريا أو جنوب لبنان، على رغم إعلان طهران وتأكيدها في أكثر من مناسبة على لسان مسؤوليها "أن لا نية ولا مصلحة لها في توسيع الحرب"، وهو ما اعتبر توريطاً إيرانياً للبلدان العربية في حين تسارع بالهرب من "استحقاقات المقاومة" ضمن المحور الذي أنشأته.
ولهذا لم يقلل الخبراء الاستراتيجيون من التهديدات الحوثية على المياه الإقليمية، ولكنهم ربطوها بأجندة إيران وأذرعها.
ومطلع شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، توعد المتحدث باسم الحوثيين يحيى سريع عبر حسابه في "إكس"، بأن الجماعة "ستواصل استهداف إسرائيل بالصواريخ والمسيرات حتى يتوقف الهجوم على غزة".
غطاء لفواتير النفط والكهرباء وعقب ساعات من إعلانها رفع المشتقات النفطية وتعرفة فواتير الكهرباء في المناطق الخاضعة لسيطرتها، أصدرت الجماعة بيان اليوم متبوعاً بحملة إعلامية مكثفة تشيد بهذه الخطوة.
وهو إجراء قرأه مراقبون بأنه محاولة حوثية "معتادة" لحرف الانتباه عن الغضب الشعبي المتنامي، والبحث عن بطولات لكسب التأييد الداخلي والخارجي من قبل المغرر بهم أو الذين لم يتعودوا "حليمة العادة الحوثية" استغلالاً للمشاعر المتعاطفة مع المدنيين في غزة.
وجاء قرار الحوثيين برفع أسعار النفط والكهرباء في وقت تتزايد فيه المطالبات بتخفيض أسعاره، ليتفاجأ الناس بزيادة سعرية بررته المليشيات بارتفاع أسعار الوقود.
ومنذ إعلان المليشيات الحوثية تهديدات بإطلاق صواريخ على إسرائيل، قامت بإعلان جرع سعرية على المشتقات النفطية، بالتزامن مع رفع أسعار الشحن إلى اليمن بنحو 300 في المئة، بالتزامن مع إلزامها للتجار دفع إتاوات مالية تحت مسمى "دعم القوة الصاروخية"، و"تحرير فلسطين وإزالة إسرائيل".
واستغلت مليشيات الحوثي الحرب في غزة، لتنفيذ أجنداتها الطائفية، وحشد مقاتلين جدد إلى جبهات القتال بحجة نصرة غزة، ومحاربة الكيان الصهيوني، فيما تقوم بالاستعداد لتنفيذ حربها على اليمنيين في مأرب وتعز.
ويقابل الشارع اليمني التهديدات الحوثية بالسخرية، من منطلق معرفة مسبقة بأبعادها وما يقف خلفها خصوصاً وهي عادة خبروها منذ وقت بعيد، فراحوا خلال الأيام الماضية يطالبونها بتوفير ما عليها من التزامات بسيطة تجاه الناس، وإنهاء معاناتهم وفك الحصار عن تعز وبقية طرقات المحافظات، ووقف الانتهاكات الإنسانية قبل الحديث عن المأساة الفلسطينية والمزايدة بها
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
هيئة البث العبرية: إسرائيل تستعد لشن هجوم كبير على الحوثيين
أفادت هيئة البث الإسرائيلية، مساء يوم الاثنين، بأن الجيش الإسرائيلي يستعد لشن هجوم على اليمن وهناك إجماع كامل في المؤسسة الأمنية على ضرورة تنفيذ هذه الخطوة.
وأوضحت وسائل إعلام إسرائيلية، أن هناك إجماعا داخل المنظومة الأمنية على ضرورة استهداف الحوثيين بعد زيادة هجماتهم التي تستهدف الأراضي الإسرائيلية بمختلف أنواع الصواريخ.
وقالت الهيئة في بيان: "تستعد إسرائيل لمهاجمة الحوثيين في اليمن بعد أن تم اليوم الاثنين اعتراض طائرة مسيرة وصاروخ باليستي أطلقا على البلاد".
وأضافت: "قبل أربعة أيام أُعلن أن الجيش الإسرائيلي يقدر أن الحوثيين يحاولون أخذ زمام المبادرة فيما تبقى من محور الشر الإيراني في المنطقة، وذلك بعد زيادة عدد عمليات الإطلاق في الأراضي الإسرائيلية في الأسبوع الماضي تضمنت أربع مسيرات من النوع المسمى "يافا". واعترضت القوات الجوية اثنتين من الطائرات فيما اختفت اثنتين وسقطتا على ما يبدو في مناطق مفتوحة".
وبحسب "كان 11"، "يعترف الجيش الإسرائيلي بالتورط المتزايد للحوثيين في الهجمات ضد إسرائيل وكل هذا بتحريض من إيران، وهم يحاولون إلحاق أضرار جسيمة بالأصول الإسرائيلية مثل موانئ أسدود وحيفا ومحطات الطاقة التابعة لشركة الكهرباء والموانئ، ومنصات الغاز قبالة سواحل إسرائيل".
وأشارت الهيئة إلى أن "الحوثيين قاموا بإنشاء مسارات طيران تتحدى أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، منها مسار الطائرات من جهة سيناء من الشرق إلى الغرب، ومن هناك تتجه إلى البحر الأبيض المتوسط من الجانب المصري منطقة الدلتا، ثم تتجه شمالا وتدخل عبر شمال قطاع غزة إلى إسرائيل".
وأكدت "كان 11" أن "الجيش الإسرائيلي والقوات الجوية تقول إنه من الضروري العمل ضد التهديد القادم من اليمن وهذا يتطلب تحويل الاهتمام الاستخباراتي".
ومنذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، هاجم سلاح الجو الإسرائيلي اليمن مرتين، الهجوم الأول في يوليو 2024، والذي أطلق عليه اسم "الذراع الطويلة"، قصفت فيه طائرات سلاح الجو ميناء الحديدة غربي اليمن بالإضافة إلى منشآت الوقود في محطة توليد الكهرباء التي تزود المدينة بالكهرباء. وكان الهجوم الثاني في سبتمبر الماضي، موجها ضد أهداف واسعة النطاق لنظام "أنصار الله" في البلاد