"الإنتاج العربي المشترك" دور مطلوب لصناعة عمل فني يليق بالقضية الفلسطينية
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
فنانون ونقاد: أحد الحلول لطرح المعاناة فنيا والتوعية بها عالميا
الفن المصري أنصف القضية الفلسطينية ونحتاج لتضافر الجهود العربية
ما زالت المجازر الإنسانية التى يمر بها الشعب الفلسطينى، على يد العدو الإسرائيلى المجرم، تلقى بظلالها على كل المحاور المجتمعية لدى الشعوب العربية، ومن ضمن تلك المحاور وأهمها المحور الفنى، وماله من أكثر من دلالة هامة، مابين الرسائل التى يقوم بها الفن، إلى جانب الجزء التوثيقى وهو ركن هام من تاريخ وثقافة ووعى الشعوب، فتأثير مشهد فنى أكبر بأضعاف من خطب الساسة واجتماعات الدبلوماسيين، لذلك بعد الطرح الفنى للقضية الفلسطينية خلال السنوات الماضية، وعلى مدار التاريخ الفنى لكل الدول العربية، فهل حان الوقت لتضافر الجهود، وتشابك أيادى صناع الفن بين البلاد العربية، وتقديم القضية الفلسطينية بشكل إنتاج عربى مشترك وضخم يليق بحجم ما مرت به من أحداث، وفى التحقيق التالى نرصد آراء النقاد والكتاب والفنانين والمخرجين حول الطرح الفنى للقضية الفلسطينية بإنتاج عربى مشترك.
جمع الصف
أكدت الفنانة القديرة سميحة أيوب أن الإنتاج العربى المشترك، حلم كل مواطن عربى، وداخل قلوبنا جميعًا، ولكن لابد أولا أن يكون هناك نية حقيقية للتوحد وجمع الصف أولا، بعيدًا عن التصريحات اللامعة، وتبنى للقضية بشكل حقيقى والإيمان بها وبكل ما تمر به وتحتاجه.
وتابعت فى تصريحات خاصة لـ"البوابة" الفن المصرى تحديداً أنصف القضية الفلسطينية وقدم العديد من الأعمال الفنية عنها، سواء بشكل مباشر، أو بمشاهد برسائل مباشرة عنها فى بعض الأعمال، ولكن لاشك أن الإنتاج العربى المشترك سيضيف الكثير للعمل الفنى.
واختتمت "الشعب الفلسطينى لا يحتاج شعارات ودعم بالكلمة، فهو يقدم كل البطولات والتضحيات التى أجخلت كلماتنا، لذلك الدور الحقيقى للفن هو أكبر داعم وموثق للأحداث لخدمة القضية".
ومن جانبه أكد المخرج على بدرخان أن الموضوع أكبر من إمكانيات فردية، الأمر يتعلق بتدخل دول بشكل كامل، لخروج عمل حقيقى يمثل القضية على مدار تاريخها، لأن الفن ليس مجرد قضية وسرد، ولكن هو صناعة حقيقية وتكاليف جبارة لتلك النوعية من الأعمال الفنية بالتحديد، وهذا لا يمنع أن هناك بعض الأعمال الفردية، والمحاولات التى تمت على مدار التاريخ الفنى ولها تقدير واحترام فى حدود المتاح من قدرات فى ذلك الوقت.
وتابع فى تصريحات خاصة لـ"البوابة " بالتأكيد فكرة الإنتاج العربى المشترك فكرة رائعة، ولكن لا يتطلب التكاتف الفنى فقط، علينا أولا أن نوحد الصف العربى بين الدول، نحن العرب نتحدث نفس اللغة وتربطنا الديانة المسيحية والإسلامية على الأغلب، ورغم ذلك لم نتوحد مثل الغرب الذى يمثل أكثر من دين ولغة وعرق، هم يدركون أهمية أن الاتحاد قوة.
وفى نفس السياق علق الناقد الفنى طارق الشناوى أن الفن المصرى قدم أعمالاً عن القضية وتضامن معها كثيراً، والطرح الفنى المصرى عن القضية الفلسطينية كان طوال الوقت، لدرجة أن معظم الأعمال الفنية التى تحدثت عن ٥٢ تجد الحديث عن ٤٨ وفلسطين متواجد، ودائماً تجد مشاهد للقضية الفلسطينية تنير الكثير من الأعمال الفنية المصرية، ولن نحتاج المزيد بالطبع لأن القضية تستحق إنتاج مختلف وبشكل تاريخى وسرد يوثق ويليق بكل ما مرت به.
وتابع الشناوى فى تصريحات خاصة لـ"البوابة" أن الإنتاج العربى المشترك فنياً بالطبع أمر رائع وجيد ويخدم العمل حال تقديمه، ولكن أيضاً يحتاج إلى عودة العرب مره أخرى يد واحده، وأن الفرقة العربية حالياً لا تخدم القضية بأى شكل من أشكال الدعم.
وأكمل "فى حرب أكتوبر عندما تكاتف العرب، تحقق النصر وكانت الوحدة العربية أحد أهم الأسلحة التى قادت للنصر، وأن الوحده العربية كلمة سر للنجاح، والتاريخ علمنا ذلك ومن أرض الواقع، لذلك الاتحاد بين العرب فنياً يمثل إضافة بالتأكيد.
ومن جانبه أكدت الناقدة الفنية ماجدة خيرالله أن القضية الفلسطينية تم طرحها فى أعمال فنية مصرية وعربية، ولكن نحن نخاطب بها أنفسنا فقط، أو مجرد نخاطب بعضنا البعض كعرب.
وتابعت فى تصريحات خاصة لـ"البوابة " فى الغرب مازالوا يقدمون أعمالاً فنية عن الحرب العالمية، وعن الهولوكوست، وبإنتاج ضخم لأن الفن يصل الرسائل أقوى من أى مصدر آخر، وتلتف حوله الشعوب.
واختتمت خيرالله "لابد من التركيز على تقديم القضية بشكل كبير وضخم، يسمح بتوثيق القضية بشكل حقيقى، القضية ليست أمس أو اليوم أو الأيام القادمة، ولن تنتهى فجأة أو فى القريب العاجل، القضية مستمرة لأنها قضية صراع، والفن له دور كبير فيها، والفكرة ليست مجرد عمل فنى وننتهى من مشاهدته ونعود إلى المنزل، الفن أقوى وسيلة لإيصال الرسائل".
وعلى صعيد آخر أكدت الناقدة الفنية حنان شومان أن هناك أزمة كبيرة فى الكتابة بشكل عام، وفقر كبير فى السرد والطرح داخل الأعمال الفنية وبما أن هذا الملف والحديث عن القضية الفلسطينية، وتقديمه كنوع من أنواع الكتابة التوثيقية يحتاج إلى تحضيرات ومراجعات بشكل كبير، وهو أمر ليس بالسهل، ولكن فى نفس الوقت يستحق.
وأضافت فى تصريحات خاصة لـ"البوابة" أن العرب فى حاجة ملحة للاتحاد، وربما الفن ينجح فيما فشلت فيه السياسة، والعمل الفنى أقوى تأثيراً من البينات السياسية، وعلينا أن ندرك قيمة الوحدة العربية ومدى قوتها وتأثيرها فى كل الملفات المشتركة.
وتابعت شومان "أخطر ما تمر به القضية الفلسطينية أن هناك أجيالا حديثة لم تدرك ما معنى القضية، ومن يبلغ من العمر ١٥ عاما لم ينشأ ثقافياً وفنياً على القضية الفلسطينية، وربما المجازر الأخيرة التى تحدث حالياً، أعادت إنتاج القضية مره أخرى، وعلى الفن أن يقوم بدوره التنويرى والتوثيقى ويكمل المشهد بطرح فنى يليق بالقضية الفلسطينية التى تعتبر قضية العرب جميعاً".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الفن المصري الشعب الفلسطيني سميحة ايوب القضیة الفلسطینیة الأعمال الفنیة
إقرأ أيضاً:
علي فوزي يكتب: القضية الفلسطينية بين المطرقة والسندان
القضية الفلسطينية تواجه ضغوطًا شديدة ومتشابكة في ظل التحديات المستمرة، وهي بين "المطرقة" الاعتداءات المستمرة وسياسات الاحتلال الإسرائيلي، و"السندان" الانقسامات الداخلية والعوامل الإقليمية والدولية المعقدة.
فالاحتلال الإسرائيلي يستمر في سياساته التوسعية عبر الاستيطان في الضفة الغربية، والإجراءات القمعية في القدس وقطاع غزة، التي تزيد من معاناة الشعب الفلسطيني، وسط دعم دولي متباين ومستمر لإسرائيل، خاصة من بعض القوى الكبرى.
من جهة أخرى، تعاني الساحة الفلسطينية من انقسامات داخلية بين الفصائل الرئيسية، مثل فتح وحماس، مما يُضعف الجبهة الداخلية ويحدّ من قدرة الفلسطينيين على الوصول إلى موقف موحد لتحقيق أهدافهم الوطنية. هذه الانقسامات تمنح إسرائيل فرصة لفرض سياسات جديدة دون معارضة موحدة.
وعلى الصعيد الدولي، تبدو الخيارات محدودة أمام الفلسطينيين، حيث تظل القضية الفلسطينية في ظل التوازنات الإقليمية الحالية، رهينة للصراعات والتحالفات السياسية التي غالبًا ما تتغاضى عن حقوق الشعب الفلسطيني.
ورغم أن العديد من الدول العربية تجدد دعمها للقضية الفلسطينية، فإن موجة التطبيع الأخيرة مع إسرائيل، دون تحقيق تقدم فعلي في ملف الدولة الفلسطينية، أضافت تعقيدًا جديدًا للمشهد.
بذلك، يقف الفلسطينيون بين مطرقة الاحتلال وضغوطه المتزايدة، وسندان التحديات الداخلية والعوامل الإقليمية والدولية، مما يجعل تحقيق الأهداف الفلسطينية تحديًا كبيرًا، يتطلب رؤية موحدة ودعمًا إقليميًا ودوليًا أكثر تماسكًا وفعالية.