كاتب تركي: ليس من حق الاحتلال الدفاع عن نفسه أمام أصحاب الأرض
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
قال الأكاديمي والكاتب التركي، يشار هاجي علي أوغلو، إن الاحتلال، يواصل إبادته الجماعية، بحق الفلسطينيين، وتحقيق هدف يومي بقتل 138 طفلا، دون أن تشكل أي قيم إنسانية عوائق بوجهه.
وقال في مقال بموقع أكشام التركي، "إسرائيل تدمر الإنسانية مرة أخرى كل يوم بتهور كونها موقعًا إرهابيًا للإمبريالية. فهي لا تكتفي بقتل القضية الفلسطينية بسبب الفكر الصهيوني الإنجيلي المنحرف، بل تريد أن تسير على خطى مشروعها السيادي ومخططات المحتل التوسعية الشريرة التي تستهدف شرق البحر الأبيض المتوسط ولبنان وسوريا والعراق وتركيا".
وأشار علي أوغلو في المقال الذي ترجمته "عربي 21"، إلى أنه في حين أنه من الواضح أن الإسرائيليين يتخذون مثل هذه الخطوات المتهورة لتحقيق أهدافهم الواضحة، إلا أن المصطلحات تحتاج إلى تغيير. فعلى الرغم من ردود الفعل العالمية لأصحاب الضمائر الحية ضد المذبحة الإنسانية، إلا أنه يوجد من لا يزال يتحدث بالمصطلحات الإسرائيلية ومفردات الإمبريالية، وهو ما يبرز كمجال آخر للصراع الفكري.
وأوضح الكاتب أن بداية هذه الأحداث ليست 7 أكتوبر، ولكن بدايته من استمرار القمع الذي تمارسه إسرائيل منذ 75 عامًا، ولقد تعرضت غزة للهجوم عدة مرات من قبل وقُتل آلاف الأشخاص فيها، كما أنها تعاني من حصار غير إنساني منذ 16 عامًا.
وأكد الكاتب على أن نضال الشعب الفلسطيني ضد من يسرقون بيوته وأراضيه ومستقبله عبر الإرهاب هو نضال من أجل الاستقلال، وحركة حماس هي مجاهدة في هذا النضال وأن حماس هي فلسطين، مشددًا على أن رؤية حماس، التي ليس لها أي نشاط خارج الأراضي الفلسطينية.
وأشار إلى أنه إذا كان هناك من ينسى، فإنه يجب التذكير بأن إسرائيل هي دولة احتلال، وأنها منتجة للإرهاب، وتوسعية، وتحاول تدمير وجود الشعب الفلسطيني، ولقد ارتكبت كل أنواع المجازر في سبيل هذا الجهد، ولا تزال تفعل ذلك؛ حتى أنها وصلت الإبادة الجماعية.
واعتبر الكاتب أن الذين يتحدثون عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها بعد عملية حماس هم المتحدثون باسم الاحتلال الإسرائيلي والإمبريالية الصهيونية الإنجيلية؛ فليس لدولة احتلال حق الدفاع عن نفسها.
وشدد على أن نضال من يريد استعادة ديارهم وأراضيهم ووطنهم ومستقبلهم ضد الغزاة هو نضال استقلال ودفاع عن الوطن، ولا يمكن لأحد أن يتحدث عن حق المحتل في الدفاع عن نفسه إلا إذا انسحب من الأراضي التي احتلها وسرقها. ومن ناحية أخرى؛ فإن الذين يقولون إن حماس "ارتكبت جرائم حرب" هم المتحدثون باسم إسرائيل المحتلة والإمبريالية الصهيونية الإنجيلية.
ولفت إلى أن ما يدلل على عدم حسن نية إسرائيل المحتلة أنها دأبت على الاستهداف والهجوم وارتكاب المجازر وترويع كافة المستشفيات في غزة، وخاصة مستشفى الشفاء؛ حي يحاولون إثبات أن المستشفيات أماكن مقاومة ضد ادعاءات حماس التي تقول بأنها إنها أماكن للمقاومة، ويجب أن نذكر بوضوح أن تلك المستشفيات موجودة على الأراضي الفلسطينية وأن حماس هي جيش فلسطين وهي ملزمة بحماية مستشفياتها ومرضاها. ومحاولة تحويل ذلك إلى اتهام هي دعاية سوداء وبوق لإسرائيل المحتلة والإمبريالية الصهيونية الإنجيلية.
وذكر الكاتب أن صحفيًّا غربيًّا سأل الطبيب همام الذي كان يعمل في مستشفى الشفاء بغزة قبل استشهاده؛ "لماذا لا تغادر مع عائلتك؟"، فأجابه الطبيب الشهيد قائلًا: "هل درستُ الطب لمدة 14 عاما لأنقذ حياتي؟ لديَّ مرضى لا أستطيع التخلي عنهم. إنهم ليسوا حيوانات، إنهم ناسي؛ لد تعلمتُ كيف لا ألطخ الزي الرسمي الطبي الذي أرتديه".
وحتى الآن، قُتل أكثر من 150 عاملاً في مجال الرعاية الصحية في غزة. وعلى الرغم من ذلك، فإن الأطباء والمتخصصين في الرعاية الصحية الأبطال لا يتركون جانب مرضاهم ويحاولون شفاء مرضاهم رغم كل الصعوبات وهم وجوه الأرض البيضاء.
وتساءل عن أنه رغم كل هذه الأحداث واضحة، فألا تهم هذه الحقائق الغرف الطبية في تركيا؟ ولماذا لا يصدرون أي ضجيج؟ وما سبب صمتهم أمام مقتل 138 طفلاً يومياً؟، كما تنطبق نفس الأسئلة على الفنانين الأتراك، مشيرًا إلى أن الفنان الحقيقي هو الذي لا تنقطع الصلة بين قلبه وعقله، فهو الذي لا يمكن أن يصبح قلبه قاسيًا، ولا يمكن أن يستسلم عقله.
ولفت إلى أنه عند صعود مدرجات فرق كرة القدم وجماهيرها في الدول الغربية وأمريكا اللاتينية؛ ونرى صرخات "فلسطين حرة"، فإن صمت الفرق التركية والمشجعين يبعث على الحزن أيضًا.
واختتم مقاله بتوجيه التحية لأهل الأرض الشجعان وذوي الضمائر الحية ذوي الأصوات العالية التي تنتشر أمواجها منذ أيام، مؤكدًا على أن الإنسانية لن تستسلم للهمجية، وأنه سوف تتحقق هجمة عالمية ضد الإمبريالية الصهيونية الإنجيلية، وسوف يثبت أن العالم أكبر من كيان واحد وسيتم كتابة تاريخ جديد للبشرية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الاحتلال غزة غزة الاحتلال قتل صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الدفاع عن على أن إلى أن
إقرأ أيضاً:
كاتب إسرائيلي: إسرائيل والسعودية مرتاحتان لترامب.. تقدم بطيء نحو التطبيع
ذكر مقال للكاتب داني زاكن نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، أن "إسرائيل والسعودية تريان في ترامب رئيسا اكثر راحة بكثير من ناحيتهما، ولهذا فهما تنتظران تسلمه مهام منصبه وتصممان ببطء الخطوط الرئيسة الممكنة لاتفاق التطبيع لكن في موعد ما ستضطران للحديث أيضا عن تنازلات وعن الفلسطينيين".
وقال داكن في مقاله، "نبدأ بفكرة تستند الى معلومة: لن يكون اتفاق تطبيع مع السعودية قبل دخول دونالد ترامب الى البيت الأبيض، رغم انه توجد تمهيدا لهذا استعدادات ومحادثات ومداولات مكثفة بين رجال ترامب وكل ذوي الشأن، بما في ذلك إسرائيل، النصف الأول من الجملة اقتبسها عن دبلوماسي سعودي كبير (شخصية أنا على اتصال معها منذ اتفاقات إبراهيم)، وهو الذي توجه الي بعد أن نشر في إسرائيل امس عن تقدم نحو التطبيع".
وتابع، أن "الإمكانية التي نشرت بإسرائيل اليوم في آب على لسان مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى جدا، الذي شرح بان هزيمة الديمقراطيين في الانتخابات كفيلة بالذات بان تسرع التطبيع في الفترة الانتقالية اذ يسهل عندها على الرئيس بايدن تلقي الاذن بذلك من الكونغرس الذي سيكون مطالبا بان يقر مثل هذا الاتفاق، بسبب ذاك القسم من اتفاق الدفاع الأمني بين السعودية والولايات المتحدة، والجمهوريون غير متحمسين لاقرار مثل هذا الاتفاق".
غير أنه حسب مصادر مطلعة شطبت القضية عن جدول الأعمال وذلك بسبب قرار مشترك لبايدن وترامب.
وأوضح الكاتب، أن "للإدارة الجديدة نوايا لإعادة تفعيل الخطة لترتيب الشرق الأوسط من جديد، بسبب الحرب التي بدأت في 7 أكتوبر، وبعد تغيير صورة موازين القوى بفضل الإنجازات الإسرائيلية في لبنان وحيال ايران والتي حققت ثورة حقيقية، فإن هذه الخطة الجديدة باتت قابلة للتحقق اكثر من أي وقت مضى".
إضافة إلى ذلك، حتى لو كان للإدارة الراحلة احتمال للدفع قدما باتفاق ثلاثي مع السعودية وإسرائيل، فإن الدولتين الشريكتين معنيتان بانتظار ترامب، الأكثر راحة بكثير من ناحيتهما.
وتابع، "ليس صدفة أن التقى مبعوث ترامب إلى المنطقة ستيف ويتكوف في الأيام الأخيرة في الرياض مع العراب محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي والرجل الذي يمكن معه عقد الصفقات".
واستدرك، "صحيح حتى الآن، على حد قول الدبلوماسي السعودي الأمر الذي أكده أيضا مصدران إسرائيلي وأمريكي – فإن المحادثات غير الرسمية تعول على الخطوط العريضة للاتفاق في مستويين. الأول، المثلث الإسرائيلي – الأمريكي – السعودي، الذي يعنى بالجانب الأمني، بما في ذلك حلف دفاع وتناول في مسألة إقامة منشأة نووية مدنية سعودية".
أما الثاني، "إقليمي، يشرك معظم دول المنطقة من الخليج حتى لبنان (بناء على طلب فرنسا) ويكون شاملا، مثل خطة القرن بل واكبر بكثير "خطة كبرى".
تنمية إقليمية واسعة
ويتابع داكن، أن المشاكل في المستوى الأول هي مدى الحلف الأمني، والحاجة لاقرار مجلس الشيوخ لمثل هذا الحلف.
وأضاف، أن الورقة الإسرائيلية القومية هي المعرفة بانه اذا ما شمل هذا الحلف إسرائيل، بما في ذلك التطبيع، فان فرصه للمرور في مجلس الشيوخ عالية.
أما المستوى الثاني سيتضمن في داخله فضلا عن الخطط الاقتصادية الشاملة، تنمية إقليمية واسعا أيضا بتمويل دول الخليج في الدولتين الضعيفتين الأردن ولبنان ولدى الفلسطينيين وفق الكاتب.
ويرى داكن، أن هنا يكمن الخلاف الأساس، ظاهرا على الأقل. فقد عاد السعوديون وقالوا ان حل المشكلة الفلسطينية وإقامة دولة لهم هو جزء لا يتجزأ من التطبيع. بالمقابل فانهم لا يثقون ولا بقدر قليل بالسلطة التي هي في نظرهم فاسدة وغير ناجعة.
وتابع، ولهذا فقد طالبوا بإصلاحات وتغييرات بعيدة المدى فيها. في لقاء كان في الرياض في كانون الثاني هذه السنة بمشاركة مستشار الامن القومي السعودي ومسؤولين كبار آخرين كرؤساء المخابرات الفلسطيني، المصري والأردني، أوضح للفلسطينيين بان فقط تغييرات بعيدة المدى في قيادة السلطة وفي سلوكها ستؤدي الى دعمهم لمشاركتها في خطة اليوم التالي.
ويقول الدبلوماسي السعودي ان تغيير رئيس الوزراء الفلسطيني كان جزء من استجابة أبو مازن للمطالب، وانه بعد انتخاب ترامب واضح أنه يوجد تقدم إضافي – والدليل، الحملة في جنين ضد الجهاد الإسلامي وحماس.
وفي إسرائيل، او على الأقل في الائتلاف الحالي سيجدون صعوبة في قبول التقدم الى دولة فلسطينية حتى لو كان مجرد ضريبة كلامية.
وختم كاتب المقال قائلا، "كما أن لدور السلطة في إدارة مدنية للقطاع سيصعب على نتنياهو الحصول على الموافقة. المعنى هو أنه عندما تتقدم الاتصالات، نحو النهاية سيتعين على نتنياهو أن يصطدم بشركائه الائتلافيين على هذه البنود، سيعرض المقابل الكبير، لكنف ي النهاية سيتعين عليه أن يقرر. اتفاق تاريخي وإعادة تنظيم الشرق الأوسط كله، حتى بثمن تغيير الائتلاف أو استمرار السيطرة الإسرائيلية على القطاع وتجميد الوضع في الضفة. هذه المعضلة".