لندن- عاد اليميني المتطرف الملقب بـ"تومي روبنسون" إلى واجهة النقاش في بريطانيا مجددا، وذلك بعد أن رصدته عدسات الكاميرات، وهو يتجول بين أنصار اليمين المتطرف الذين نزلوا إلى الشارع ضد مسيرة مؤيدة لفلسطين في العاصمة البريطانية لندن، وذلك بعد غياب لأشهر اختفى فيها روبنسون عن الأنظار.

عودة هذا اليميني الكاره للإسلام، ليس بالخبر السعيد للمسلمين في بريطانيا، فتومي روبنسون يمكن تصنيفه كأكثر شخصية عبرت علانية عن كرهها للإسلام والمسلمين في بريطانيا، وقام خلال سنوات عديدة بالهجوم عليهم، والتحريض ضدهم ليس في المملكة المتحدة فقط، بل في كل أوروبا.

ويعتبر روبنسون "رمزا" لأنصار اليمين المتطرف العنيف في بريطانيا، فهو مؤسس ما يعرف بـ"رابطة الدفاع البريطانية" وهي مجموعة يمينية متطرفة تحمل على عاتقها التحريض ضد المسلمين، ونشر الكراهية والعنصرية ضدهم.

نشطاء اليمين المتطرف ينظمون احتجاجات مضادة وسط مظاهرات مناهضة للعنصرية (غيتي) الولادة والمنشأ

 اسمه الحقيقي ستيفين كريستوفر ياكسلي، و"تومي روبنسون" اسم مستعار، يعود لأعضاء مجموعة "الهوليغانز" التي كانت تستعمل العنف في التشجيع الكروي، وقد مكنه هذا اللقب من التحايل على الشرطة في كثير من المرات قبل أن يتم الكشف عن هوية صاحب اللقب سنة 2010.

ولد روبنسون في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 1982 في مدينة لوتن القريبة من العاصمة لندن، لوالدين من أصول إيرلندية استقرا في بريطانيا، وكانت والدته تعمل في مخبز محلي، وعاش مع زوج أمه الذي كان يعمل في مصنع للسيارات، وقضى تومي روبنسون حياته وشبابه في مدينة لوتن.

الدراسة والتكوين

بعد إنهاء الدراسة الثانوية، تقدم روبنسون لدراسة هندسة الطيران، ويقول عن نفسه "لقد تقدم من أجل هذا التخصص أكثر من 600 شخص، واختاروا 4 أشخاص فقط، كنت أنا من بينهم"، وسيحصل على شهادة التخرج بعد 5 سنوات وتحديدا سنة 2003، لكنه سيفقد وظيفته بعدما تورط في شجار، وهو في حالة سكر مع شرطي، الأمر الذي أدى إلى دخوله السجن مدة 12 شهرا، وستشكل هذه الحادثة نقطة تحول في حياته.

نشاط ضد المسلمين

بعد خروجه من السجن، أعلن روبنسون أنه بدأ يهتم أكثر بالسياسة، وأصبح كل حديثه عما يسميه "التهديد الإسلامي" في مدينة لوتن، وكان يدعي أن الشرطة لا تقوم بأي شيء من مواجهة هذا التهديد.

وفي 2009 قررت مجموعة متطرفة كانت تطلق على نفسها مجموعة "المهاجرين"، اعتراض طريق عدد من الجنود البريطانيين العائدين لمدينتهم، ليقرر روبنسون القيام بمظاهرة مضادة، ضد مجموعة "المهاجرين"، ومن هنا سيؤسس "رابطة الدفاع البريطانية".

 أفكار ومواقف

بعد تأسيسه لرابطة الدفاع البريطانية "إي دي إل" (EDL)، بدأت أنشطة هذه المجموعة، وهي في الغالب مظاهرات عنصرية، وظهر توجهها الكاره للإسلام سنة 2010 عندما بدأ أنصار الرابطة في ترديد شعارات تسب الذات الإلهية، وتسب النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- إضافة إلى تقديمهم التحية النازية بينهم.

يصف روبنسون الإسلام بأنه "مرض وتهديد لنمط عيشنا"، وكتب في 2016 مقالا يقول فيه "أنا لا أنتمي إلى اليمين المتطرف، أنا فقط ضد الإسلام أنا مؤمن أنه دين متخلف وفاشي"، كما أنه اعتبر أزمة اللاجئين التي تفجرت في 2014 "هي فقط غزو إسلامي لأوروبا ولا علاقة للأمر باللجوء".

ولم يكن روبنسون يتورع في سب النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وصرح أكثر من مرة أن المسلمين في بريطانيا ستتم مواجهتهم "بكامل قوة رابطة الدفاع البريطانية". وفي خطاب له أمام أنصاره من الرابطة قال روبنسون إن "كل مسلم في المملكة المتحدة عليه أن يدفع ثمن تفجيرات لندن التي حصلت في 2005 معتبرا أن جميع المسلمين يتحملون مسؤولية هذه التفجيرات"، قبل أن يصف مدينة برمنغهام المعروفة بوجود أعداد كبيرة من المسلمين فيها بأنها "بؤرة الإرهاب في بريطانيا".

وكان روبنسون من أشد الداعين لمنع "وصول المهاجرين المسلمين إلى بريطانيا" مدعيا في أحد خطابته أن المسلمين يصلون إلى أوروبا من أجل "التحرش بالنساء واغتصابهن، ولا يمكنهم الاندماج لا من الناحية الثقافية، ولا الأيديولوجية"، وفي سنة 2016 غرد روبنسون على منصة "إكس" (تويتر سابقا) حينها "أود شخصيا أن أعيد كل مسلم وصل للاتحاد الأوروبي خلال 12 شهرا الماضية إلى بلده، ومنذ يوم غد لو أستطيع، فهؤلاء لاجئون مزيفون".

وربط روبنسون علاقات مع رموز اليمين المتطرف في أوروبا والولايات المتحدة، وكذلك كندا، وأعلن أنه أسس فرعا لحركة "بيغيدا" الألمانية المعادية للإسلام والمسلمين، كان يكتب مقالات في عدد من المراكز اليمينية المتطرفة.

وفي 2017 كشفت زوجة المتطرف الذي هاجم مسجد "فينسبري بارك"، وحاول دهس المصلين أن زوجها تعرض لغسيل الدماغ من طرف "المقاطع والأفكار التي ينشرها تومي روبنسون على الإنترنت"، وحينها قرر مهاجمة المسلمين.


سجل حافل بالجرائم

لتومي روبنسون سجل حافل بالجرائم والإدانات القضائية مرتبطة بالعنصرية والاعتداء والنصب والاحتيال، ففي 2013 تم سجنه مدة 10 أشهر بعد أن اعترف بأنه استعمل جواز سفر شخص آخر من أجل الدخول بصورة غير قانونية إلى الولايات المتحدة، وفي 2014 تم الحكم عليه بالسجن مدة 18 بتهمة النصب للحصول على القروض.

وفي 2018 سجن مدة 13 شهرا بتهمة ازدراء المحكمة، بعد أن قام ببث مباشر من أمام المحكمة للتعليق على أطوار قضية لم تنته بعد وخلال البث وجه كثيرا من الشتائم والانتقادات للمحكمة، ليقوم أنصاره بتنظيم احتجاج في وسط العاصمة لندن شارك فيه 15 ألف شخص، من اليمين المتطرف والنازيين الجدد، وانتهى الاحتجاج بمواجهات عنيفة مع رجال الشرطة.

وفي السنة نفسها ستقرر منصات التواصل الاجتماعي (تويتر، فيسبوك وإنستغرام) حذف حسابات روبنسون من منصاتها، وذلك بسبب خطابه الذي يحرض على العنف الكراهية، وفي 2019 ستقوم منصة "سناب شات" من حذف حسابه أيضا، كما قامت منصة "يوتيوب" بتقييد الوصول إلى مقاطعه المصورة.

سجل جرائم وأحكام قضائية لـ"تومي روبنسون" متعلقة بالعنصرية والاعتداء والنصب والاحتيال (الفرنسية) الاعتداء على طفل سوري

تعتبر قصة الطفل السوري جمال حجازي من أشهر القصص التي تورط فيها تومي روبنسون ضد المسلمين، حيث انتشر في أكتوبر/تشرين الأول 2018 مقطع فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيها عدد من أطفال المدرسة، وهم يضربون الطفل السوري جمال حجازي (15 سنة)، وبعد انتشار الفيديو، خرج روبنسون بتصريحات يقول فيها إن هذا الولد لم يكن بريئا، متهما إياه "بالهجوم على فتاة بريطانية في مدرسته".

ويقول محامي الطفل جمال حجازي إن هذا المقطع من تومي روبنسون حوّل جمال إلى "معتد" وبسببه تلقى عددا من التهديدات التي اضطرت معها العائلة لتغيير مكان سكنه، وبعد أشهر من المحاكمة ضد تومي روبنسون، بسبب تحريضه ضد الطفل السوري، قضت المحكمة بتعويض لصالح جمال حجازي بأكثر من 100 ألف جنيه إسترليني.

لكن روبنسون أكد عدم قدرته على دفع المبلغ لأنه "مفلس"، الأمر الذي قد يؤدي به للعودة إلى السجن خلال الأشهر الأخيرة بعد تحرك النائب العام ضده لتنفيذ الحكم القضائي.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

محكمة رومانية تؤيد حظر ترشح اليميني المتطرف كالين جورجيسكو للرئاسة

مارس 11, 2025آخر تحديث: مارس 11, 2025

المستقلة/- خسر الشعبوي اليميني المتطرف الروماني كالين جورجيسكو استئنافه ضد حكم يمنعه من المشاركة في الانتخابات الرئاسية في مايو/أيار.

أصدرت المحكمة الدستورية الحكم النهائي بعد ظهر الثلاثاء بعد مداولات استمرت ساعتين.

هتف حشد كبير تجمع خارج المحكمة في بوخارست “خونة” و”لن نذهب إلى أي مكان”.

وكان المكتب الانتخابي المركزي قد رفض في وقت سابق ترشيح جورجيسكو لإعادة الانتخابات الرئاسية في مايو/أيار.

كان جورجيسكو قد فاز بالجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية العام الماضي، ولكن تم إلغاؤها بعد أن كشفت الاستخبارات أن روسيا كانت متورطة في إنشاء ما يقرب من 800 حساب تيك توك لدعمه.

قال مكتب الانتخابات يوم الأحد إن ترشيح جورجيسكو “لم يستوف شروط الشرعية”، لأنه “انتهك الالتزام ذاته بالدفاع عن الديمقراطية”.

استأنف جورجيسكو هذا الحكم في اليوم التالي.

كان العديد من المحتجين خارج المحكمة يحملون أعلامًا رومانية حول أكتافهم. رفع البعض أيقونات مسيحية أرثوذكسية وحمل أحدهم صليب خشبي كبير.

وهتفوا “كالين جورجيسكو رئيس” و”الحرية”، وأدانوا القضاة باعتبارهم خونة.

استغرق الأمر بعض الوقت قبل أن تصل أخبار الحكم الذي يؤيد الحظر إلى الحشود. وعندما وصلت، كانت هناك صيحات استهجان عالية موجهة إلى القضاة في الداخل.

ولكن سرعان ما أصبح الحشد صاخباً وغاضباً، وقال إنه جاء إلى الشوارع للدفاع عن الديمقراطية.

في السادس والعشرين من فبراير/شباط، تم احتجاز جورجيسكو للاستجواب في طريقه للتسجيل كمرشح لانتخابات مايو/أيار، مما دفع عشرات الآلاف من الرومانيين إلى النزول إلى شوارع بوخارست احتجاجاً.

ويعتقد العديد من الرومانيين أنه يتم منعه من قبل النخبة السياسية الفاسدة والبعيدة عن الشعب.

كتب جورج سيميون، حليف جورجيسكو وزعيم تحالف المعارضة اليميني المتطرف من أجل توحيد الرومانيين (AUR)، على فيسبوك: “عار! لن تهزمونا. لقد استيقظ شعب رومانيا. وسوف يفوز”.

تم إلغاء الانتخابات الرئاسية بعد فوز جورجيسكو بالجولة الأولى في نوفمبر 2024، عندما تم نشر معلومات استخباراتية تشير إلى أن حملة ترويجية عملاقة لجورجيسكو على تيكتوك كانت مدعومة من روسيا.

بالنسبة للقادة الأوروبيين والعديد في رومانيا، بدا الأمر وكأن روسيا تحاول إضعاف أوروبا وتقويض قيمها الليبرالية.

لا يزال هذا هو رأي العديد من الرومانيين الذين يخشون رجلاً معجبًا بفلاديمير بوتين ويكره الناتو.

قال السكرتير الصحفي للكرملين دميتري بيسكوف إن الاقتراحات بأن روسيا لها صلات بجورجيسكو “لا أساس لها من الصحة على الإطلاق”.

وفي الوقت نفسه، كان الحشد في شوارع بوخارست مساء الثلاثاء يهتفون بالديمقراطية والحرية. كانوا يطالبون بالحق في التصويت لجورجيسكو وقد حُرموا من ذلك.

بحلول المساء، كان رجال الشرطة الذين يصطفون على الحواجز يقظين ولكن مسترخين.

لم يكن أي من المحتجين يعرف تمامًا ماذا يفعلون أو ما ينتظرونه، ربما نوعًا من التعليمات من كالين جورجيسكو نفسه، عندما يظهر على شاشة التلفزيون.

مقالات مشابهة

  • عصام صاصا يتصدر التريند ببرومو عودته.. وحفل جماهيري مرتقب ثاني أيام العيد
  • تحالف نتنياهو مع اليمين المتطرف: تهديد لليهود
  • الزمالك يكشف تفاصيل إصابة ناصر منسي وموعد عودته
  • محكمة رومانية تؤيد حظر ترشح اليميني المتطرف كالين جورجيسكو للرئاسة
  • ابن سلمان يجري مباحثات مع زيلنسكي قبل عودته إلى أوكرانيا (شاهد)
  • هذا ما ينقص المسلمين الجدد في إسبانيا
  • بعد شهر من إطلاق سراحه.. عصام صاصا يشوق الجمهور لعودته
  • اصطدام سفينة شحن مع ناقلة نفط في بحر الشمال ببريطانيا
  • محمد أبو هاشم: الإمام أبو حنيفة وضع أساس الاجتهاد الفقهي الذي يسر على المسلمين
  • ما أسباب ارتفاع التأييد لليمين المتطرف في شمال شرق ألمانيا؟