موقع 24:
2025-04-11@12:44:18 GMT

الديمقراطية المشوّهة

تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT

الديمقراطية المشوّهة

الحملات الانتخابية للمرشح الجمهوري دونالد ترامب تقدم لنا نموذجاً حول تدني الخطاب السياسي


لم يسبق لأي انتخابات رئاسية أمريكية، وهي ال60 في تاريخ الولايات المتحدة، التي تُجرى في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، أن شهدت حملات أشبه بالمسرح الهزلي، ما يدل على أن الديمقراطية الأمريكية دخلت منعرجاً جديداً بات يشكل خطراً على الانتقال السلمي للسلطة، عدا أن هذه الديمقراطية تعاني في الأساس من تشوه في التمثيل الشعبي لناحية الآلية التي تحكم النتائج، إذ إن المرشح الذي يحصل على 270 صوتاً على الأقل من مجموع أصوات أعضاء الهيئة الانتخابية (أو المجمع الانتخابي) يعتبر فائزاً حتى لو حصل خصمه على عدد أكبر من أصوات الناخبين، بمعنى أن صندوق الانتخاب ليس هو الذي يحدد الفائز.







إضافة إلى أن بلداً محكوماً بحزبين (الجمهوري والديمقراطي) يتناوبان على السلطة مع تهميش الأحزاب الأخرى، ودور المال السياسي الذي يتحكم بالعملية الانتخابية ونتائجها بالنسبة للرئاسة أو الكونغرس، مع سطوة اللوبيات النافذة، كل ذلك يضع «الديمقراطية الأمريكية» أمام حقيقة تمثيلها للديمقراطية بمعناها الأصيل ومصدرها اليوناني، أي «حكم الشعب» من خلال ممثلين عنه منتخبين بإرادة شعبية حرة، وليس من خلال هيئة انتخابية محدودة العدد، لأن من يصلون إلى السلطة يصبحون رهائن للقوى التي مولت حملاتهم الانتخابية، وأجنداتها السياسية التي تكون في الغالب متعارضة مع مصلحة الشعب الأمريكي.



ولعل الحملات الانتخابية للمرشح الجمهوري دونالد ترامب تقدم لنا نموذجاً حول تدني الخطاب السياسي، وتحوله إلى مسرح هزلي، لا يمت بصلة إلى الديمقراطية الحقيقية، وذلك من خلال تهكمه المستمر على الرئيس الحالي مرشح الحزب الديمقراطي جو بايدن الذي كان قد وصفه ب«الرئيس النعسان» أو «جو الملتوي»، ثم يقوم بتقليده في مشيته، وفي زلات لسانه.

وفي حملته يوم الأحد الماضي في ولاية إيوا وصف ترامب الرئيس بايدن بأنه «غير كفء» و«فاسد»، وأعاد ذكر أخطائه بشكل ساخر، مثل الظهور وهو تائه على خشبة المسرح بعد الخطاب، والتعثر على الدرج. واصفاً بايدن بأنه «لا يستطيع النزول من على المسرح ولا يمكنه الجمع بين كلمتين.. لكنه مسؤول عن الحقيبة النووية». وقام ترامب بتقليد حركات بايدن وهو يبتعد عن الميكروفون، رافعاً يديه في حيرة وسط الجمهور، متسائلاً «أين أنا؟» بينما كان الجمهور يضحك.
لعل ترامب يستخدم هذا الأسلوب في حملته الانتخابية من باب التشفي بخصمه الذي لا يكبره إلا بثلاث سنوات، ثم في محاولة منه للظهور أمام مؤيديه بأنه الأقدر على قيادة البلاد، خصوصاً أن استطلاعات الرأي وفقاً لصحيفة نيويورك تايمز تعطي أرجحية لترامب على بايدن، إذ إنه يتقدم في خمس ولايات من أصل ستٍ رئيسية.
محللون وخبراء أمريكيون بدأوا التحذير من النتائج المحتملة للانتخابات الرئاسية، كما يحذرون من انحدار الديمقراطية وتحولها إلى الدكتاتورية، ويحذرون من تصاعد موجة العنصرية والتمييز.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة أمريكا

إقرأ أيضاً:

الملياردير الوحيد الذي لم يخسر بسبب رسوم ترامب الجمركية

في خضم التقلبات العنيفة التي شهدتها الأسواق العالمية نتيجة للرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، برز اسم واحد فقط من بين قائمة أغنى 500 ملياردير في العالم تمكّن من الحفاظ على ثروته بل وتحقيق مكاسب، ألا وهو المستثمر الشهير وارن بافيت، رئيس مجلس إدارة شركة بيركشاير هاثاوي.

ووفقاً لمؤشر “بلومبيرغ للمليارديرات”، فإن 499 من أغنى رجال العالم تكبّدوا خسائر فادحة منذ بدء الحرب التجارية التي أشعلها ترامب، حيث تسبّبت الرسوم الجمركية في هزات كبيرة داخل الأسواق المالية العالمية، فيما كان بافيت، البالغ من العمر 94 عاماً، استثناءً نادراً.

وبينما سجّل إيلون ماسك خسائر بلغت 130 مليار دولار منذ بداية العام، وشهد كل من جيف بيزوس ومارك زوكربيرغ تراجعاً في ثرواتهما بـ45.2 مليار و28.1 مليار دولار على التوالي، اختار بافيت نهجاً مختلفاً، فقد قام ببيع عدد من أسهمه في شركات كبرى مثل “آبل” و”سيتي غروب” و”بنك أوف أمريكا”، بل وتخلص حتى من صناديق الاستثمار المتداولة التي طالما أثنى عليها.

وقد أدت هذه التحركات إلى تعزيز السيولة النقدية لدى “بيركشاير هاثاوي” لتصل إلى مستوى قياسي بلغ 325 مليار دولار.

 

وبحسب صحيفة “دايلي ميل”، فإن هذا التموضع الاستثماري الذكي، وسط الاضطرابات العالمية، مكّن بافيت من تحقيق مكاسب تجاوزت 12.7 مليار دولار منذ بداية العام.

وإلى جانب بيع أصوله في شركات أمريكية، اتجه بافيت للاستثمار في السوق اليابانية، معلناً عزمه على زيادة حصصه في خمس شركات تجارية يابانية كبرى.

وعلى غير عادته في البقاء بعيداً عن السجالات السياسية، صرّح بافيت في مقابلة مع شبكة CBS أن “الرسوم الجمركية هي نوع من أنواع الحرب الاقتصادية”، في إشارة إلى رؤيته السلبية لإجراءات ترامب.

 

يُذكر أنه في يوم واحد فقط، خسر أغنى 499 شخصاً في العالم ما يقارب 32.9 مليار دولار، في أكبر خسارة يومية منذ جائحة كورونا، لا سيما إيلون ماسك، حيث تراجع صافي ثروته هذا العام وحده بـ130 مليار دولار، وسط انخفاض كبير في مبيعات “تسلا” واحتجاجات على سياساته في الشركة.

ورغم هذه التداعيات الخطيرة على الأسواق، أصر ترامب على المضي في خطته، وهدد في منشور على منصة “تروث سوشال” بفرض رسوم إضافية على الصين بنسبة 50% ما لم تتراجع عن رسومها الانتقامية. كما أكد أنه لن يوقف سياسته الجمركية حتى “تحقق الولايات المتحدة صفقة عادلة”، بحسب تعبيره.

مقالات مشابهة

  • نيوزويك: ترامب يُخاطر بالفشل في اليمن كسابقه بايدن (ترجمة خاصة)
  • ترامب: أحبه ويُحبني وتُحب مصالحه تحالفي
  • كتاب أمريكي جديد يكشف كيف منع موظفي البيت الأبيض الرئيس بايدن من التواصل الخارجي
  • ترامب يوجه بترحيل 900 ألف مهاجر دخلوا أميركا بعهد بايدن
  • ترامب يقرر ترحيل مهاجرين دخلوا أميركا عبر تطبيق بايدن
  • ترامب يقرر ترحيل نحو مليون مهاجر دخلوا أميركا عبر تطبيق بايدن
  • رأي.. تيم سباستيان ورنا الصباغ يكتبان عن سياسات ترامب: ما الذي حدث للتو؟
  • الملياردير الوحيد الذي لم يخسر بسبب رسوم ترامب الجمركية
  • ماسك يصف مستشار ترامب للتجارة بأنه أحمق
  • رأي.. بشار جرار يكتب عن قمة ترامب - نتنياهو الثانية في شهرين والأجندة الرباعية!