الحملات الانتخابية للمرشح الجمهوري دونالد ترامب تقدم لنا نموذجاً حول تدني الخطاب السياسي
لم يسبق لأي انتخابات رئاسية أمريكية، وهي ال60 في تاريخ الولايات المتحدة، التي تُجرى في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، أن شهدت حملات أشبه بالمسرح الهزلي، ما يدل على أن الديمقراطية الأمريكية دخلت منعرجاً جديداً بات يشكل خطراً على الانتقال السلمي للسلطة، عدا أن هذه الديمقراطية تعاني في الأساس من تشوه في التمثيل الشعبي لناحية الآلية التي تحكم النتائج، إذ إن المرشح الذي يحصل على 270 صوتاً على الأقل من مجموع أصوات أعضاء الهيئة الانتخابية (أو المجمع الانتخابي) يعتبر فائزاً حتى لو حصل خصمه على عدد أكبر من أصوات الناخبين، بمعنى أن صندوق الانتخاب ليس هو الذي يحدد الفائز.
إضافة إلى أن بلداً محكوماً بحزبين (الجمهوري والديمقراطي) يتناوبان على السلطة مع تهميش الأحزاب الأخرى، ودور المال السياسي الذي يتحكم بالعملية الانتخابية ونتائجها بالنسبة للرئاسة أو الكونغرس، مع سطوة اللوبيات النافذة، كل ذلك يضع «الديمقراطية الأمريكية» أمام حقيقة تمثيلها للديمقراطية بمعناها الأصيل ومصدرها اليوناني، أي «حكم الشعب» من خلال ممثلين عنه منتخبين بإرادة شعبية حرة، وليس من خلال هيئة انتخابية محدودة العدد، لأن من يصلون إلى السلطة يصبحون رهائن للقوى التي مولت حملاتهم الانتخابية، وأجنداتها السياسية التي تكون في الغالب متعارضة مع مصلحة الشعب الأمريكي.
ولعل الحملات الانتخابية للمرشح الجمهوري دونالد ترامب تقدم لنا نموذجاً حول تدني الخطاب السياسي، وتحوله إلى مسرح هزلي، لا يمت بصلة إلى الديمقراطية الحقيقية، وذلك من خلال تهكمه المستمر على الرئيس الحالي مرشح الحزب الديمقراطي جو بايدن الذي كان قد وصفه ب«الرئيس النعسان» أو «جو الملتوي»، ثم يقوم بتقليده في مشيته، وفي زلات لسانه.
وفي حملته يوم الأحد الماضي في ولاية إيوا وصف ترامب الرئيس بايدن بأنه «غير كفء» و«فاسد»، وأعاد ذكر أخطائه بشكل ساخر، مثل الظهور وهو تائه على خشبة المسرح بعد الخطاب، والتعثر على الدرج. واصفاً بايدن بأنه «لا يستطيع النزول من على المسرح ولا يمكنه الجمع بين كلمتين.. لكنه مسؤول عن الحقيبة النووية». وقام ترامب بتقليد حركات بايدن وهو يبتعد عن الميكروفون، رافعاً يديه في حيرة وسط الجمهور، متسائلاً «أين أنا؟» بينما كان الجمهور يضحك.
لعل ترامب يستخدم هذا الأسلوب في حملته الانتخابية من باب التشفي بخصمه الذي لا يكبره إلا بثلاث سنوات، ثم في محاولة منه للظهور أمام مؤيديه بأنه الأقدر على قيادة البلاد، خصوصاً أن استطلاعات الرأي وفقاً لصحيفة نيويورك تايمز تعطي أرجحية لترامب على بايدن، إذ إنه يتقدم في خمس ولايات من أصل ستٍ رئيسية.
محللون وخبراء أمريكيون بدأوا التحذير من النتائج المحتملة للانتخابات الرئاسية، كما يحذرون من انحدار الديمقراطية وتحولها إلى الدكتاتورية، ويحذرون من تصاعد موجة العنصرية والتمييز.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة أمريكا
إقرأ أيضاً:
قبل تسلم ترامب الرئاسة.. بايدن يوقف تنفيذ الإعدام بحق عشرات السجناء الفيدراليين
خفف الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الاثنين الأحكام الصادرة بحق 37 سجينًا فيدراليًا محكومًا عليهم بالإعدام من أصل 40، وحول عقوباتهم إلى السجن مدى الحياة. ويأتي ذلك قبل أسابيع من تسليمه السلطة إلى الرئيس المنتخب دونالد ترامب المؤيد لعقوبة الإعدام. فما سبب خطوة بايدن؟ ولماذا تم استثناء البعض؟
اعلانيواجه الرئيس الذي أوشكت ولايته على الانتهاء، ضغوطًا متزايدة من الديمقراطيين في الكونغرس، والنشطاء المناهضين لعقوبة الإعدام والزعماء الدينيين، بمن فيهم البابا فرانسيس. هذه الضغوط تأتي على خلفية القلق المتزايد من موقف إدارة ترامب المقبلة تجاه تنفيذ أحكام الإعدام.
بين عامي 2017 و2021، أعاد الرئيس السابق دونالد ترامب استئناف عمليات الإعدام الفيدرالية بعد توقف دام نحو عقدين. ومع وصول جو بايدن إلى الرئاسة، أوقفت إدارته تنفيذ هذه العقوبات في عام 2021، التزامًا بما وعد به خلال حملته الانتخابية في 2020.
وعن هذه الخطوة، صرح بايدن قائلا: "لا تخطئوا، أنا أدين هؤلاء القتلة وأشعر بحزن عميق على ضحايا أفعالهم الشنيعة.. لكن، استنادا إلى ضميري وخبرتي، أصبحت مقتنعا أكثر من أي وقت مضى بضرورة وقف استخدام عقوبة الإعدام على المستوى الفيدرالي".
مجمع السجن الفيدرالي في تير هوت بولاية إنديانا 26 آب أغسطس 2020Michael Conroy/APوأضاف بايدن: "بضمير مرتاح، لا يمكنني أن أتراجع وأترك الإدارة الجديدة تستأنف عمليات الإعدام التي أوقفتها"، موجها انتقادا سياسيا لترامب.
ترامب والإعدامترامب، الذي سيعود إلى منصبه في 20 يناير/كانون الثاني 2025، لطالما أبدى اهتمامه بتوسيع نطاق عمليات الإعدام. ففي خطاب إطلاق حملته الانتخابية لعام 2024، دعا إلى فرض عقوبة الإعدام على من "يقبض عليهم وهم يبيعون المخدرات، كعقاب على جرائمهم الشنيعة".
كما تعهد لاحقا بإعدام مهربي المخدرات والبشر، مستعيدا إرثه خلال فترته الرئاسية الأولى، التي شهدت تنفيذ 13 عملية إعدام فيدرالية، وهو عدد غير مسبوق منذ عقود.
أعضاء منظمة بدائل عقوبة الإعدام في أريزونا يتظاهرون ضد إعدام المواطن الأمريكي الأصلي الوحيد المحكوم عليه بالإعدام على المستوى الفيدرالي خارج محكمة في فينيكس 25 آب أغسطس 2020Terry Tang/APقرار بايدن بعدم تنفيذ عمليات الإعدام الفيدرالية لا يشمل قضايا الإرهاب أو القتل الجماعي بدافع الكراهية، مما يبقي ثلاثة سجناء في مواجهة حكم الإعدام.
هؤلاء السجناء هم: ديلان روف، منفذ جريمة القتل العنصري عام 2015 التي راح ضحيتها تسعة أشخاص من السود في كنيسة بولاية كارولينا الجنوبية؛ جوهار تسارناييف، المسؤول عن تفجير ماراثون بوسطن عام 2013؛ وروبرت باورز، مرتكب هجوم كنيس بيتسبرغ عام 2018، الذي أودى بحياة 11 مصليا، ويعد الأكثر دموية في تاريخ الولايات المتحدة من حيث الهجمات المعادية للسامية.
كما أن خطوة بايدن لا تغطي تخفيف الحكم على ما يقرب من 2200 سجين محكوم عليهم بالإعدام في محاكم الولايات الأمريكية، حيث لا يملك بايدن أي سلطة على عمليات الإعدام تلك.
Relatedأكبر فساد في فيتنام: رفض استئناف حكم الإعدام بحق سيدة أعمال سرقت 12.5 مليار$ أي 3% من الناتج المحليإعدامات وسرقات.. هل دخلت سوريا مرحلة الفوضى وتصفية الحسابات؟إنديانا تنفذ أول حكم إعدام منذ 15 عامًا بحق مدان بقتل أربعة أشخاصوقال مارتن لوثر كينغ الثالث، الذي دعا بايدن علنا لتغيير أحكام الإعدام، في بيان أصدره البيت الأبيض: "لقد قام الرئيس بما لم يكن أي رئيس قبله مستعدا للقيام به، من خلال اتخاذ خطوات دائمة وهادفة. ليس فقط للاعتراف بالجذور العنصرية لعقوبة الإعدام، ولكن أيضا للتعامل مع مظاهر الظلم المستمرة".
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية "قرار غبي وغير مدروس".. ترامب ينتقد سماح بايدن لكييف بضرب العمق الروسي بصواريخ أمريكية أنا صهيوني والحاخامات وأصدقائي اليهود كانوا دوما إلى جانبي.. بايدن يحتفل بعيد حانوكا في البيت الأبيض روّج له باستخدام صورة لزوجة بايدن.. ترامب يطرح عطرًا جديدًا في خطوة مثيرة للجدل! الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024معاداة الساميةدونالد ترامبإعدامجو بايدنعفو رئاسياعلاناخترنا لك يعرض الآن Next عاجل. الحرب في يومها الـ444: مقتل ضابط وجنديين في شمال غزة وإسرائيل ترتكب 5 مجازر ضد المدنيين يعرض الآن Next وسط قلق من سيطرة الإسلاميين.. النساء السوريات يرفعن الصوت دفاعًا عن حقوقهن فالثورة في أصلها أنثى يعرض الآن Next ترامب يهدد بالسيطرة على قناة بنما والرئيس خوسيه مولينو يرد "كل متر مربع بالقناة هو بنمي خالص" يعرض الآن Next هل بدأ انتقام إسرائيل من أردوغان وهل أصبحت تركيا الهدف المقبل للدولة العبرية؟ يعرض الآن Next نيسان وهوندا تعلنان عن خطط للاندماج.. هل سنشهد ميلاد شركة هي الثالثة عالميا في صناعة السيارات اعلانالاكثر قراءة بحضور الوزير فيدان.. الشرع يعد بنزع سلاح كل الفصائل بما فيها قسد وإسرائيل قلقة من تحرك عسكري تركي الشرطة النيجيرية: ارتفاع عدد قتلى حادثي تدافع بمناسبتين خيريتين لعيد الميلاد إلى 32 شخصا آيتان على سقف قصر السيسي ومُلْك فرعون الذي لا يفنى.. صورة الرئيس المصري تشعل مواقع التواصل مارس الجنس مع 400 من زوجات كبار الشخصيات أمام الكاميرا.. فضيحة مسؤول كيني يعتقد أنه مصاب بمرض الإيدز حادثة بـ"نيران صديقة" تسقط طائرتين أمريكيتين فوق البحر الأحمر اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومعيد الميلادضحاياروسياجنوب السودانفيضانات - سيولإسرائيلأبو محمد الجولاني الحرب في أوكرانيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني كارثة طبيعيةأمنحفل موسيقيالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024