4.5 مليارات دولار قيمة التهرّب الضريبي سنويّاً واللبنانيون في حلقة مفرغة
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
كتبت باسمة عطوي في"الديار": ليس هناك خلاف على أن النظام الضريبي في لبنان، غير عادل وغير فعّال ويحتاج الى تطوير. والدليل هو حجم التهرب الضريبي (على انواعه) الذي سجل في العام 2018 (قبل عام واحد من الانهيار) وهو 4,5 مليارات دولار، بحسب تقرير صادر عن بنك عوده، وهو مبلغ كان يمكن أن يوفّر تغطية طبّية شاملة للبنانيين المقيمين.
وفي هذا الاطار يوضح العضو في الجمعية اللبنانية لحقوق المكلفين المحامي كريم ضاهر لـ»نداء الوطن» أن تسديد الضرائب أمر مهم لأنه يتعلق بالمواطنية الضريبية التي عملت عليها الجمعية اللبنانية لحقوق المكلفين (Aldic). معنى الضرائب في لبنان يفهم بطريقة خطأ، فمنذ زمن العثمانيين وما قبلهم، كانت الضريبة تسمى جزية وكانت تعتبر جزاء لقاء السماح للمواطن (من دين مختلف عن دين الرسمي للسلطنة) بالعيش على أرضها. وفكرة الضريبة كانت وكأنها عقاب، بينما معناها في العديد من الدول هو المساهمة والمشاركة».
يشدد ضاهر على أن «فكرة الضريبة تدخل ضمن عقد اجتماعي متكامل تلعب فيه الدولة دوراً في التنمية والتطوير، وهذا ما طبقته الدول بعد الحرب العالمية الثانية، حيث كان دورها قبلاً جباية الضرائب لتمويل النفقات. بعد الحرب تعلمت هذه الدول أن ترك الامور على غاربها سيؤدي الى كساد كالذي وقع في 1929، والانهيار المالي الذي ولّد في ما بعد التطرف النازي، وما حصل بعد الحرب العالمية الاولى من تكديس للثروات من دون معرفة كيفية استخدامها بطريقة صحيحة». ولفت الى أنه «بعد الحرب العالمية الثانية ونشوء الامم المتحدة والعديد من المنظمات الدولية، بدأت فكرة تدخل الدولة عبر الضريبة لاعادة توزيع الثروة وتحقيق اهداف اجتماعية واقتصادية وتنمية مستدامة وهذه المفاهيم تتطور حالياً بشكل أكبر».
يؤكد ضاهر أن «هناك نفوراً من فكرة دفع الضرائب المرفوضة من قبل الشعب حين يلمس أن دفعه لها لا يعود اليه بأي منفعة. وهنا لا بد من التمييز بين الضرائب المباشرة وغير المباشرة. هناك أشخاص لا يتحملون ضرائب مباشرة ولكنهم يتحملون ضرائب غير مباشرة وتنازلية ونسبتها عالية. ولذلك يجب ان يكون هناك توازن بين الضرائب المباشرة وغير المباشرة لتحقيق العدالة الاجتماعية»، مؤكداً بأن «هذه مشكلة كبيرة، لأن الاستمرار في رفض فكرة دفع الضرائب والتهرب منها سيدفع الى مزيد من تقصير الدولة في تحصيل الضرائب المباشرة، ولكنها في الوقت نفسه تفرض ضرائب غير مباشرة تدخل الى الخزينة من دون معرفة المواطنين».
ينبه ضاهر أن «هناك مواطنين يتهربون ضريبياً ويحتَمون بأشخاص نافذين وتابعين لهم، لكن كرامة هؤلاء ستبقى مرهونة وفقاً لأهواء من يحتمون بهم. وهناك من يستسهل القيام بعصيان مدني وضريبي وهذا موضوع خطر ويجر الى عقوبات مالية»، شارحاً أنه «وفقاً لقانون الموازنة 144 المادة 57 والمتعلقة بقانون الاجراءات الضريبية رقم 44 / تاريخ 11 /11 2008، تم ربط جرم التهرب الضريبي بالمرسوم الاشتراعي رقم 156 /83 ويحدد عقوبات مالية حبس (بحسب الحالات) تتراوح بين 6 أشهر الى 3 سنوات. وانطلاقاً من هنا يمكن أن تحصل ملاحقة جزائية ضد المتهرب من الضريبة، بالاضافة الى العقوبة المالية (غرامة تحصيل وغرامة تحقق)، وايضاً في حال تم تحويل الاموال الى الخارج أو استعملت لاخفاء الاموال الناتجة عن التهرب الضريبي، عندها يتم الاتهام بتبييض الاموال وفقاً للقانون 44 /2015 مكافحة تبييض الاموال وتمويل الارهاب».
ويختم: «لا أنصح المواطنين بالدخول في عمليات التحدي للضرائب، لأن السلطة النافذة التي تملك كل وسائل التحكم يمكنها أن تؤذي كثيراً، وأنا اؤيد الخيار الآخر وهو الالتزام والمحاسبة كما نحاول اليوم، ومواجهة الفاسدين بالوسائل السلمية شرط أن نقوم بواجباتنا كلها كي لا نتعرض للابتزاز».
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: بعد الحرب
إقرأ أيضاً:
توقعات بنمو سوق البودكاست العالمي إلى 105 مليارات دولار
الاقتصاد نيوز - متابعة
أكد عدد من الخبراء وصناع المحتوى خلال مشاركتهم في فعاليات قمة المليار متابع 2025 أن هناك توقعات تشير إلى أن سوق البودكاست العالمي سيشهد نموًا كبيرًا خلال السنوات المقبلة، ليصل إلى 105 مليارات دولار بحلول عام 2028، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 32 بالمئة.
وأشاروا إلى أن هذا النمو يعكس الطلب المتزايد على المحتوى الصوتي كوسيلة مفضلة للتواصل مع الجماهير، وازدياد اعتماد الشركات على البودكاست كأداة للتسويق وبناء العلامات التجارية، مما يعزز مكانته كقطاع واعد في صناعة المحتوى الرقمي.
جاء ذلك خلال جلستين ضمن فعاليات قمة المليار متابع 2025، أكبر قمة عالمية في اقتصاد صناعة المحتوى، والتي ينظمها المكتب الإعلامي لحكومة دولة الإمارات، حيث تشهد القمة في نسختها الثالثة زخماً كبيراً بمشاركة أكثر من 15 ألف صانع محتوى ومؤثر وأكثر من 420 متحدثاً و125 رئيساً تنفيذياً وخبيراً عالمياً.
وتحدث في جلسة "هل البودكاست فقاعة أم بداية صناعة بمليارات الدولارات؟" كل من غوتام راج أناند المؤسس والرئيس التنفيذي لـ Hubhopper، وستيفانو فلاحة المؤسس والرئيس التنفيذي لـ Podeo، وإيفان زليجكوفيتش المؤسس المشارك لـ Poddste.
وقال غوتام راج أناند إن هناك توقعات تشير إلى نمو سوق البودكاست العالمي، مشيراً إلى أن هناك أكثر من 250 مليون مستمع شهرياً لحلقات البودكاست في قارة آسيا، الأمر الذي يبرهن على قيمة سوق البودكاست ومدى الإقبال عليه.
وأضاف أن شعبية البودكاست ارتفعت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة في مختلف دول العالم، وهناك نمو كبير في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على البودكاست والمحتوى الصوتي، مع توقعات تشير إلى أن السوق سينمو بأكثر من 20 بالمئة سنويًا خلال السنوات القليلة المقبلة، وذلك وفقاً للمؤشرات العالمية.
من جانبه أشار ستيفانو فلاحة إلى أن الخطوة الأولى لكل من يرغب في الالتحاق بعالم البودكاست هي مشاهدة حلقات بودكاست متنوعة، حيث إن كل 10 بودكاست سيشاهدها المستخدم على الأقل سيتقدم بنسبة 1 بالمئة في إدارة المحتوى وأسلوب طرح الأسئلة وصياغة عناوين مختلفة وغيرها من التفاصيل.
ولفت إلى أن البودكاست يمكن أن يساهم في إحداث أثر اجتماعي واقتصادي وتعزيز الحوار المجتمعي.
وأضاف: "نبذل قصارى جهدنا لتوسيع نطاق مهمتنا ونظامنا التقني بسرعة عبر الأسواق العالمية الناشئة، مما يفتح كل الحدود أمام رواية القصص ويمنح الأصوات المتنوعة القدرة على أن تكون مسموعة من مليارات الأشخاص في جميع أنحاء العالم".
من ناحيته أوضح إيفان زليجكوفيتش أن صناعة البودكاست تشهد تطوراً ملحوظاً، مدفوعاً بزيادة الطلب على المحتوى الصوتي المتنوع، حيث نرى تحوّل الصوت إلى قوة دافعة في استهلاك وسائل الإعلام، وأصبحت هناك منصات لا غنى عنها للمبدعين للوصول إلى الجماهير.
وأوضح أن أحد أبرز أسباب نجاح البودكاست أنه متنوع ومختلف ويخاطب مختلف الفئات العمرية والشرائح في المجتمعات، حيث هناك بودكاست للتعليم وآخر للترفيه وغيره للتثقيف العام والخاص حول مواضيع متعددة كالاقتصاد وغيرها.