عربي21:
2025-02-23@23:43:22 GMT

مـتـى تـنـتـهـي الـحـرب ..؟

تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT

من لم يجرب الحرب لا يمكنه وصفها، ومن لم يجرب الحروب في غزة لا يعرف شيئاً عنها. لكن من جرب الحرب الأخيرة وكتبت له الحياة بقية سيتحدث عن زيارة الموت وتفاصيله، والهذيان سيكون التعبير الحقيقي عما حدث ويحدث، فالصدمة والرعب أكبر من أن ترويهما خيالات الكتاب.

«لقد هرمنا»، هكذا أرسل أحد الأصدقاء الذي أعرف فائض حيويته وحبه للحياة، وكثيرون يتساءلون عن نهاية هذا الجنون الذي انفتح في وجوههم.

فكل الحروب كانت مجرد عينات صغيرة أمام هول ما يحدث من حريق لم تشهده منطقة أخرى في العالم على امتداد التاريخ المدجج بالحروب.

في هذه الحرب التي وقفت غزة شاهدة على الحياد الجارح للإخوة والأصدقاء حتى الذين فتنوها بالنصر، لكنها تنزف بصخب السؤال الذي يعني النجاة من الموت بالنسبة لأناس يعدون حياتهم بالدقائق، فكل واحدة منها تحمل قدراً يجرف أعزاء وأحبة لا علاقة لهم بكل ما يجري، كل ما يعرفونه أنه كان هناك نصف أو ربع حياة كانت مليئة بالحزن والهَمّ فرضت عليهم في غزة فارتضوها ... ولكنهم كما يقول المثل لم ترتضِ بهم.
الحقيقة صعبة هذه المرة لأنه لا يبدو أن هناك نهاية قريبة لهذه الحرب.
فإسرائيل فقدت توازنها إثر ضربة السابع من أكتوبر وتضرب بكل ما تملكه من قوة غير آبهة بالمجتمع الدولي ولا بالمدنيين ولا بالتظاهرات التي تجوب كبرى العواصم، ولا بالمحاكم التي يمكن أن تحاكم قادتها على كل جرائم الحرب البائنة بينونة كبرى ولا تحتاج لتحقيقات، فالتجويع المتعمد ونزوح السكان أكثر وضوحاً في عالم فقد قيمته لكثرة ما أصيب بالعمى.

في إسرائيل بعد الضربة تولّد إجماع على إنهاء حكم حركة حماس في قطاع غزة بصرف النظر عن مجريات الأحداث وإمكانية ذلك، وهذا يعني حرباً طويلة تلاحق فيها إسرائيل كل غزة وتصل لكل مكان، وهذا الأمر مدعوماً من الولايات المتحدة بل هي صاحبة القرار ومعها أوروبا، فلم يكن من المصادفة أن يتم تشبيه «حماس» بداعش أو بالنازية من قبل نتنياهو في اليوم الأول للحرب ولا أضيف كثيراً إذا ما أضفت أن جزءا كبيراً من العرب ينتظر نهاية حماس.

قامت إسرائيل بقصف جوي مروّع قبل أن تبدأ عمليتها البرية، لكن الأهداف التي وضعتها لا تتحقق بالقصف الجوي. والجرح العميق الذي تسبب بتلك الهزة العنيفة للمشروع لا تعالجه الطائرات مهما ألقت على غزة مما تحمل من صواريخ ومن ذخيرة، ولا بد لها من النزول على الأرض.

ولأن الأهداف التي وضعتها كبيرة كان على الفلسطينيين أن يتهيؤوا لحرب طويلة فإسقاط حماس وإنهاؤها يعني أن تدخل اسرائيل كل بيت والبحث عن محتجزيها يعني التنقيب تحت كل حجر، وتلك مهمات لا تكفي أسابيع لإنهائها. تلك هي الحقيقة .

ذهبت إسرائيل في هجومها أبعد مما يجب لتحرج أصدقاءها الذين يقفون على رأس منظومة ثقافية تتعارض مع ما ترتكبه ضد المدنيين والأطفال، وزادت من الضغط حداً لم يحتمله الناس الذين يتساءلون عن نهاية هذا الكابوس الذي لا يشبه سابقيه دون أن يدركوا هذه المرة أن إسرائيل لديها غطاء دولياً لملاحقة حركة حماس وللاستمرار.

قد يصاب العالم بحرج نتاج القتل العنيف والكثيف ونسب الأطفال والنساء وحجب المساعدات التي يريد الإسرائيلي من خلالها دفع السكان للرحيل والهجرة ودفعهم نحو سيناء ذاتياً، ولكن الناس التي لم تندفع فإن دمها يضع العالم في حالة حرج شديد ما يعني أن علينا الفصل بين القصف الإسرائيلي العشوائي الذي يطال المدنيين ولا يرى العالم أي مبرر له وحجب المساعدات وتجويع شعب وبين الحرب البرية.

الحرب البرية التي تهدف لإزاحة حماس تحظى بإجماع دولي يبدأ من واشنطن وينتهي في تل أبيب وما بينهما من عواصم عربية وأوروبية تختلف حول الشكل المكمل للحرب بالعقاب والإعدام الجماعي من الجو. ما يعني أن ضغط العالم ربما سيتزايد على إسرائيل لتجنب المدنيين وإدخال المساعدات فلا تستطيع الصمود كثيراً أمامه وستقدم تنازلات في هذه الجوانب وقد بدأ إدخال الوقود أول من أمس لكن الدبابات الإسرائيلية لن تجد صوتاً في العالم يطالب بوقف عمليتها لأنها بنظرهم تقوم نيابة عنهم بتنفيذ مهمة هي مطلب لهم جميعاً، ما يعني أن الحرب البرية لن تهدأ قريباً فإسرائيل تحدثت عن أشهر طويلة لتلك العملية.

أثناء كتابة هذا المقال كانت آخر صور المذبحة تأتي من مدرسة الفاخورة في مخيم جباليا، الجثث موزعة بين صفوف الدراسة وفي الردهات والدم يسيل بلا حساب والأطفال الذين يمزقون القلب يموتون في حضن أمهاتهم.

كيف للعقل البشري أن يستوعب ما يجري، قال صديق في العقد الثامن من عمره سافر إلى مصر إنه يتمنى الموت لهول ما رأى من مشاهد تحولت إلى كوابيس ترافقه لن يستطيع العيش معها.
قال لي ما لا يمكن أن يمر في الذاكرة دون أن تبكي ... كيف رأى الأبناء يدفعون لسائق تاكسي كي يتخلص من جثمان أبيهم الشهيد دون أن يذهبوا معه لأن لا ضمان لهم بالحياة إن تحركوا ...وكيف رأى الأرض مفروشة بالجثث في طريقه الطويل والكثير الكثير من كوابيس لن تشفى منها روح غزة إن بقي لها حياة، ويبدو أنه بات حلماً لا يصدق.
(الأيام الفلسطينية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة الفلسطينيين فلسطين غزة طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة یعنی أن

إقرأ أيضاً:

صحف العالم.. إسرائيل تهدد بعودة القتال والدمار بعد تأجيلها إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين.. وإدارة ترامب تزرع شوكة جديدة في المؤسسات الفيدرالية

حماس ترد..  تأجيل إسرائيل الإفراج "انتهاك صارخ" للهدنة
انطلاق حملة تطعيم جديدة ضد شلل الأطفال في غزةماسك يد الرئيس الأمريكي في تقويض المنشآت الفيدرالية   رسالة بريد إلكتروني تحدث موجة من الصدمة في واشنطن


 

تناولت الصحف والشبكات الإعلامية الدولية موضوعات عدة جاء على رأسها موضوع غزة وتأجيل نتنياهو إطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين، علاوة على موضوعات أخرى.


قالت إسرائيل إنها ستؤجل إطلاق سراح أكثر من 600 فلسطيني، بعد أن سلمت حماس ستة رهائن إسرائيليين. 
وفي الوقت نفسه، أخلت ألمانيا مبنى مرتبطًا بهجوم فاشل على السفارة الإسرائيلية، وفق ما ذكرت شبكة دويتش فيله الألمانية.

قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه سيؤجل إطلاق سراح الدفعة التالية من السجناء الفلسطينيين الذين كان من المقرر الإفراج عنهم يوم السبت.

وبموجب الجولة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، من المفترض أن تفرج حماس عن مجموعات من الرهائن من غزة مقابل إطلاق سراح السجناء والمعتقلين الفلسطينيين لدى إسرائيل.

قال مكتب نتنياهو إن إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين تأجل "حتى يتم ضمان إطلاق سراح الرهائن المقبلين، ومن دون المراسم المهينة".

عرضت حماس إطلاق سراح رهائن إسرائيليين في غزة أمام المتفرجين الفلسطينيين عدة مرات قبل تسليمهم إلى الصليب الأحمر، الذي أعاد الإسرائيليين إلى إسرائيل. 

وقد أدانت إسرائيل والأمم المتحدة هذا الحفل.
ردت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على تأخير إسرائيل في إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين مقابل تسليم ستة رهائن إسرائيليين في وقت سابق.

وقال المتحدث باسم حماس عبد اللطيف القانوع في بيان إن "عدم التزام الاحتلال بالإفراج عن الدفعة السابعة من أسرى صفقة التبادل في الموعد المتفق عليه يشكل انتهاكا صارخا للاتفاق"، متهما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ"التسويف والمماطلة".

وقالت حماس إنها أبلغت الوسطاء في مصر وقطر بتأجيل المفاوضات. 
وحذرت الحركة من أن إسرائيل لن تجد وسطاء لحل الصراع إذا انتهكت الاتفاق ورفضت إطلاق سراح الأسرى.

من جانبها، قالت شبكة بي بي سي البريطانية ،  ان إسرائيل قالت إنها ستؤجل إلى أجل غير مسمى إطلاق سراح أكثر من 600 أسير فلسطيني، في انتكاسة أخرى كبيرة محتملة لعملية وقف إطلاق النار.

وقال بنيامين نتنياهو إن عملية الإفراج سوف تتأجل الآن حتى يتم ضمان تسليم الرهائن القادمين من قبل حماس - وبدون ما وصفه رئيس الوزراء الإسرائيلي بالاحتفالات المهينة التي تنظمها حماس كل أسبوع.

ومن المقرر أن تتم عملية تسليم واحدة أخرى فقط للرهائن في المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، والتي ستشمل أربعة أشخاص لقوا حتفهم في الأسر.

ولم يتم حتى الآن اتخاذ أي ترتيبات لإطلاق سراح بقية الرهائن الأحياء، والذي كان من المقرر أن يتم في المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار.

وسوف يبذل الوسطاء جهودا إضافية لإعادة الاتفاق إلى مساره الصحيح وتجنب انهيار محتمل لوقف إطلاق النار.

واتهم نتنياهو حماس بارتكاب "انتهاكات متكررة"، بما في ذلك "الاستخدام الساخر للرهائن لأغراض دعائية".

في المقابل، أدان القيادي في حركة حماس عزت الرشق بشدة، في بيان له صباح الأحد، قرار تأجيل الإفراج عن الأسرى.

وقال إن ادعاء إسرائيل بأن مراسم التسليم كانت مهينة هو "ادعاء كاذب وحجة واهية" تهدف إلى التهرب من التزاماتها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.

وجاء تصريح نتنياهو بعد إطلاق سراح أربعة رهائن اختطفوا في 7 أكتوبر - وهم تال شوهام وعومر شيم طوف وإيليا كوهين وعومر وينكيرت - يوم السبت.

وكان الرهينتان الآخران المفرج عنهما، أفيرا منجستو وهشام السيد، محتجزين في غزة لسنوات - منغستو منذ عام 2014 والسيد منذ عام 2015.

ويعتبر الرهائن الإسرائيليون الستة آخر الرهائن الأحياء الذين سيتم إعادتهم كجزء من المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الذي من المقرر أن ينتهي السبت المقبل.


قالت إذاعة فويس أوف أمريكا، انطلقت السبت في قطاع غزة حملة ثالثة للتطعيم ضد شلل الأطفال بهدف تقديم الجرعة الأولى لنحو 600 ألف طفل في أنحاء الأراضي الفلسطينية.

وتلقى عشرات الأطفال دون سن العاشرة الجرعة في مسجد بجباليا، شمال قطاع غزة، حيث أدى هجوم عسكري إسرائيلي عنيف العام الماضي إلى تحويل العديد من المباني إلى أنقاض.

وتشمل حملة التطعيم العديد من وكالات الأمم المتحدة، بما في ذلك وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) التي تقاطعها إسرائيل، وتأتي في وقت تلتزم فيه إسرائيل وحماس بوقف إطلاق النار الذي أوقف القتال إلى حد كبير.

وقالت منظمة الصحة العالمية إن الحملة تهدف إلى تطعيم أكثر من 591 ألف طفل بحلول 26 فبراير.

وكتب رئيس الأونروا فيليب لازاريني : "سيشارك أكثر من 1700 عضو من فريق الأونروا في هذه الحملة. وتأتي هذه الحملة بعد اكتشاف شلل الأطفال مؤخرًا في مياه الصرف الصحي، مما يعرض حياة الأطفال للخطر".

وتم تنفيذ الحملتين السابقتين في أواخر عام 2024 بعد أن ظهر المرض شديد العدوى مرة أخرى في غزة لأول مرة منذ أكثر من 20 عامًا.

بعد أكثر من 16 شهراً من الحرب بين إسرائيل وحماس، أصبح الوضع الإنساني في غزة مأساوياً.

وحتى قبل بدء الأعمال العدائية، كانت المنطقة تعاني من الحصار الذي فرضته إسرائيل لأكثر من 15 عاما.

وقد تم تدمير جزء كبير من البنية التحتية للمياه، مما أدى إلى ركود مياه الصرف الصحي في أحواض مفتوحة بالقرب من الأحياء المكتظة بالسكان - وهي الظروف التي ساهمت في إعادة ظهور الفيروسات منذ الخريف الماضي.

في أحدث خطوة اتخذها الرئيس دونالد ترامب وإيلون ماسك ضد القوى العاملة الفيدرالية، بدأ الموظفون في تلقي رسائل بريد إلكتروني بعد ظهر يوم السبت تطلب منهم شرح مهام العمل التي قاموا بها الأسبوع الماضي، حيث أعلن ماسك أن "الفشل في الرد سيُعتبر استقالة"، وفق ما ذكرت شبكة سي إن إن الأمريكية.

لكن العديد من وكالات الأمن القومي، بما في ذلك مكتب التحقيقات الفيدرالي، والعديد من الإدارات الفيدرالية الأخرى، نصحت الموظفين بعدم الرد على البريد الإلكتروني على الفور، مما يشير إلى أن الهيئات التنفيذية لم تكن على علم بهذا الطلب ولم تكن مستعدة له.

جاءت الرسالة الإلكترونية من عنوان البريد الإلكتروني الجديد للموارد البشرية التابع لمكتب إدارة الموظفين، لكنها لم تحمل توقيعًا. وكان عنوان الموضوع كالتالي: "ماذا فعلت الأسبوع الماضي؟".

حصلت شبكة سي إن إن الأمريكية على نسخ من رسائل البريد الإلكتروني المرسلة إلى موظفين فيدراليين في وكالات متعددة. وقد تم إرسال العديد منها مع أهمية كبيرة أو علامات تعجب حمراء.

وجاءت هذه الرسالة الإلكترونية في أعقاب منشور على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل ماسك يهدد فيه بفقدانهم للوظائف.


وقد أحدثت رسالة البريد الإلكتروني موجة من الصدمة بين القوى العاملة الفيدرالية التي تعاني بالفعل من مجموعة من الأوامر الصادرة عن إدارة ترامب، بما في ذلك إنهاء خدمة الآلاف من الموظفين ووضعهم في وضع الاختبار مؤخرًا ، وعرض استقالة مؤجل اعتبره الكثيرون مشكوكًا فيه.

مقالات مشابهة

  • صحف العالم.. إسرائيل تهدد بعودة القتال والدمار بعد تأجيلها إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين.. وإدارة ترامب تزرع شوكة جديدة في المؤسسات الفيدرالية
  • المليشيا الإرهابية تركب التونسية!
  • معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي: حماس أذلت “إسرائيل” عسكريا وأفشلت قطار التطبيع 
  • حماس تلاعب إسرائيل بسلاح الحرب النفسية وكروت الأسرى
  • من صديق إلى عدو| ترامب ينقلب على زيلينسكي ويشعل الجدل.. هل تنتهي الحرب؟
  • باحث: إسرائيل تستغل التفجيرات لتعزيز خططها وتحقيق أهدافها بالضفة
  • انفجارات تهزّ تل أبيب.. إسرائيل تعلن: إحدى الجثث التي تم تسليمها «مجهولة الهوية» وتتوعد!
  • يا الكيزان بعد الحرب تنتهي وترجعوا للحكم أبداً ما ليكم دخل ببناطلين البنات أو بتدخينهن للشيشة
  • خبير استراتيجي: حماس لديها 7 كتائب مقاومة تجعلها قادرة على إحداث الخسائر في الحرب مع إسرائيل
  • الجيش الإسرائيلي: إحدى الجثث التي تسلمتها إسرائيل من حماس ليست للرهينة شيري بيباس