عربي21:
2024-09-19@09:54:15 GMT

مـتـى تـنـتـهـي الـحـرب ..؟

تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT

من لم يجرب الحرب لا يمكنه وصفها، ومن لم يجرب الحروب في غزة لا يعرف شيئاً عنها. لكن من جرب الحرب الأخيرة وكتبت له الحياة بقية سيتحدث عن زيارة الموت وتفاصيله، والهذيان سيكون التعبير الحقيقي عما حدث ويحدث، فالصدمة والرعب أكبر من أن ترويهما خيالات الكتاب.

«لقد هرمنا»، هكذا أرسل أحد الأصدقاء الذي أعرف فائض حيويته وحبه للحياة، وكثيرون يتساءلون عن نهاية هذا الجنون الذي انفتح في وجوههم.

فكل الحروب كانت مجرد عينات صغيرة أمام هول ما يحدث من حريق لم تشهده منطقة أخرى في العالم على امتداد التاريخ المدجج بالحروب.

في هذه الحرب التي وقفت غزة شاهدة على الحياد الجارح للإخوة والأصدقاء حتى الذين فتنوها بالنصر، لكنها تنزف بصخب السؤال الذي يعني النجاة من الموت بالنسبة لأناس يعدون حياتهم بالدقائق، فكل واحدة منها تحمل قدراً يجرف أعزاء وأحبة لا علاقة لهم بكل ما يجري، كل ما يعرفونه أنه كان هناك نصف أو ربع حياة كانت مليئة بالحزن والهَمّ فرضت عليهم في غزة فارتضوها ... ولكنهم كما يقول المثل لم ترتضِ بهم.
الحقيقة صعبة هذه المرة لأنه لا يبدو أن هناك نهاية قريبة لهذه الحرب.
فإسرائيل فقدت توازنها إثر ضربة السابع من أكتوبر وتضرب بكل ما تملكه من قوة غير آبهة بالمجتمع الدولي ولا بالمدنيين ولا بالتظاهرات التي تجوب كبرى العواصم، ولا بالمحاكم التي يمكن أن تحاكم قادتها على كل جرائم الحرب البائنة بينونة كبرى ولا تحتاج لتحقيقات، فالتجويع المتعمد ونزوح السكان أكثر وضوحاً في عالم فقد قيمته لكثرة ما أصيب بالعمى.

في إسرائيل بعد الضربة تولّد إجماع على إنهاء حكم حركة حماس في قطاع غزة بصرف النظر عن مجريات الأحداث وإمكانية ذلك، وهذا يعني حرباً طويلة تلاحق فيها إسرائيل كل غزة وتصل لكل مكان، وهذا الأمر مدعوماً من الولايات المتحدة بل هي صاحبة القرار ومعها أوروبا، فلم يكن من المصادفة أن يتم تشبيه «حماس» بداعش أو بالنازية من قبل نتنياهو في اليوم الأول للحرب ولا أضيف كثيراً إذا ما أضفت أن جزءا كبيراً من العرب ينتظر نهاية حماس.

قامت إسرائيل بقصف جوي مروّع قبل أن تبدأ عمليتها البرية، لكن الأهداف التي وضعتها لا تتحقق بالقصف الجوي. والجرح العميق الذي تسبب بتلك الهزة العنيفة للمشروع لا تعالجه الطائرات مهما ألقت على غزة مما تحمل من صواريخ ومن ذخيرة، ولا بد لها من النزول على الأرض.

ولأن الأهداف التي وضعتها كبيرة كان على الفلسطينيين أن يتهيؤوا لحرب طويلة فإسقاط حماس وإنهاؤها يعني أن تدخل اسرائيل كل بيت والبحث عن محتجزيها يعني التنقيب تحت كل حجر، وتلك مهمات لا تكفي أسابيع لإنهائها. تلك هي الحقيقة .

ذهبت إسرائيل في هجومها أبعد مما يجب لتحرج أصدقاءها الذين يقفون على رأس منظومة ثقافية تتعارض مع ما ترتكبه ضد المدنيين والأطفال، وزادت من الضغط حداً لم يحتمله الناس الذين يتساءلون عن نهاية هذا الكابوس الذي لا يشبه سابقيه دون أن يدركوا هذه المرة أن إسرائيل لديها غطاء دولياً لملاحقة حركة حماس وللاستمرار.

قد يصاب العالم بحرج نتاج القتل العنيف والكثيف ونسب الأطفال والنساء وحجب المساعدات التي يريد الإسرائيلي من خلالها دفع السكان للرحيل والهجرة ودفعهم نحو سيناء ذاتياً، ولكن الناس التي لم تندفع فإن دمها يضع العالم في حالة حرج شديد ما يعني أن علينا الفصل بين القصف الإسرائيلي العشوائي الذي يطال المدنيين ولا يرى العالم أي مبرر له وحجب المساعدات وتجويع شعب وبين الحرب البرية.

الحرب البرية التي تهدف لإزاحة حماس تحظى بإجماع دولي يبدأ من واشنطن وينتهي في تل أبيب وما بينهما من عواصم عربية وأوروبية تختلف حول الشكل المكمل للحرب بالعقاب والإعدام الجماعي من الجو. ما يعني أن ضغط العالم ربما سيتزايد على إسرائيل لتجنب المدنيين وإدخال المساعدات فلا تستطيع الصمود كثيراً أمامه وستقدم تنازلات في هذه الجوانب وقد بدأ إدخال الوقود أول من أمس لكن الدبابات الإسرائيلية لن تجد صوتاً في العالم يطالب بوقف عمليتها لأنها بنظرهم تقوم نيابة عنهم بتنفيذ مهمة هي مطلب لهم جميعاً، ما يعني أن الحرب البرية لن تهدأ قريباً فإسرائيل تحدثت عن أشهر طويلة لتلك العملية.

أثناء كتابة هذا المقال كانت آخر صور المذبحة تأتي من مدرسة الفاخورة في مخيم جباليا، الجثث موزعة بين صفوف الدراسة وفي الردهات والدم يسيل بلا حساب والأطفال الذين يمزقون القلب يموتون في حضن أمهاتهم.

كيف للعقل البشري أن يستوعب ما يجري، قال صديق في العقد الثامن من عمره سافر إلى مصر إنه يتمنى الموت لهول ما رأى من مشاهد تحولت إلى كوابيس ترافقه لن يستطيع العيش معها.
قال لي ما لا يمكن أن يمر في الذاكرة دون أن تبكي ... كيف رأى الأبناء يدفعون لسائق تاكسي كي يتخلص من جثمان أبيهم الشهيد دون أن يذهبوا معه لأن لا ضمان لهم بالحياة إن تحركوا ...وكيف رأى الأرض مفروشة بالجثث في طريقه الطويل والكثير الكثير من كوابيس لن تشفى منها روح غزة إن بقي لها حياة، ويبدو أنه بات حلماً لا يصدق.
(الأيام الفلسطينية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة الفلسطينيين فلسطين غزة طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة یعنی أن

إقرأ أيضاً:

السنوار يؤكد جاهزية حماس لـ"معركة استنزاف طويلة" مع إسرائيل في غزة

أكد رئيس المكتب السياسي لحماس يحيى السنوار جاهزية الحركة لخوض « معركة استنزاف طويلة » مع إسرائيل في قطاع غزة، بإسناد من حلفائها الإقليميين المدعومين من إيران، وذلك بعد دخول الحرب شهرها الثاني عشر.

وتولى السنوار رئاسة حماس في غشت خلفا لاسماعيل هنية الذي اغتيل في طهران بعملية نسبت لإسرائيل. وأتى موقف زعيم الحركة الذي لم يظهر علنا منذ اندلاع الحرب، في رسالة إلى زعيم المتمردين في اليمن عبد الملك الحوثي، أشاد فيها بإطلاقهم صاروخا بالستيا سقط في وسط إسرائيل الأحد.

وغداة تحذيره المتمردين في اليمن بدفع « ثمن باهظ » لتلك العملية، توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الإثنين بإجراء « تغيير جذري » عند الحدود مع لبنان حيث يتواصل تبادل القصف اليومي مع حزب الله، الحليف لطهران على غرار الحوثيين اليمنيين.

وفي ظل هذه المواقف، تتواصل الحرب الأطول في تاريخ الصراع من دون أفق لحل يوقف القصف والمعارك في قطاع غزة المحاصر والمدمر، وحيث قتل، الإثنين، أكثر  من 20 شخصا جراء قصف إسرائيلي، بحسب ما أفاد مسعفون ومصادر طبية فلسطينية.

وقال السنوار في رسالته التي وزعها الحوثيون وحماس « أبارك لكم نجاحكم بوصول صواريخكم إلى عمق كيان العدو، متجاوزة كل طبقات ومنظومات الدفاع والاعتراض ».

وأضاف أن العملية « النوعية… ترسل للعدو رسالة عنوانها أن خطط الاحتواء والتحييد قد فشلت، وأن تأثير جبهات الإسناد بدأ يأخذ منحى أكثر فعالية وأعظم تأثيرا على طريق حسم المعركة ».

وشدد السنوار الذي كان رئيسا للمكتب السياسي لحماس في غزة عند اندلاع الحرب، على أن « المقاومة بخير ». وتابع « أعددنا أنفسنا لخوض معركة استنزاف طويلة تكسر إرادة العدو السياسية، كما كسر طوفان الأقصى إرادته العسكرية »، في إشارة إلى هجوم السابع من أكتوبر غير المسبوق الذي شنته الحركة على إسرائيل وتسبب باندلاع الحرب.

مقالات مشابهة

  • صفقة «الممر الآمن».. إسرائيل تطرح مقترحاً جديداً في غزة
  • إسرائيل بين غطرسة القوة ونتائج الطوفان.. قراءة في كتاب
  • في خريف عمره بايدن يريد حلا لمشكلة السودان المستعصية التي أعيت الطبيب المداويا
  • وزير الخارجية المصري: حماس تؤكد لنا التزامها الكامل باقتراح وقف إطلاق النار الذي توصلنا إليه في 27 مايو والتعديلات التي أجريت عليه في 2 يوليو
  • وسائل الإعلام الألمانية تطالب إسرائيل بالسماح لها بالدخول إلى غزة
  • السنوار يؤكد جاهزية حماس لـ"معركة استنزاف طويلة" مع إسرائيل في غزة
  • صحف إسرائيلية: تحديات رئيسية تواجه إسرائيل بعد الهجوم الصاروخي الحوثي
  • هكذا نجا السنوار من ملاحقة إسرائيل .. تعرف على النظام البدائي الذي هزم واشنطن وتل أبيب
  • باحث إسرائيلي يكشف عن الرعب الذي تنتظره إسرائيل بسبب صمود حماس .. خياران كلاهما مر أمام نتنياهو
  • السفير الأمريكي في إسرائيل: لا نعرف ما الذي ترغب حماس في قبوله