ما حكم التبرع وإخراج زكاة المال لدعم الشعب الفلسطيني؟.. "الإفتاء" تجيب
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
أجابت دار الإفتاء المصرية عن سؤال ورد بشأن “حكم التبرع وإخراج زكاة المال لدعم الشعب الفلسطيني؟”.
وقالت الدار في منشور عبر منصاتها عبر موقاع التواصل الاحتماعي: “الجهاد في سبيل الله تعالى شعيرةٌ ماضيةٌ إلى يوم القيامة، وهو حق كَفَلته القوانين الأرضية أيضًا؛ دفعًا للصائل وردعًا للمعتدي، وحفاظًا على العِرض والنفس والمال”.
وأضافت الدار: “والجهاد -في اللغة- هو: استفراغ ما في الوُسع والطاقة مِن قول أو فعل، ووالشرع الشريف لم يجعله قاصرًا على الجهاد بالنفس فقط، فهناك جهاد الكلمة وجهاد المال".
والنصوص الشرعية العامة في الجهاد تنطلق على كل ما يكون في طَوق المكلف وقدرته، وليس مقصورًا على الجهاد بالسِّنان فقط، وبعضها يُصَرِّح بذلك فعلا؛ فيقول الله تعالى عن القرآن الكريم: ﴿وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا﴾ [الفرقان: 52]، وعن الجهاد بالمال يقول سبحانه: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [الصف: 10-11].
وعليه وفي واقعة السؤال: فإنَّ كلَّ مَن وجد نفسَه عاجزًا بنفسه عن دفع المعتدي الصائل على الأرض والعِرض مِن المسلمين فإنه مُطالَب شرعًا ببذل ما يستطيع بماله عينًا أو نَقدًا لصَدِّ العدوان وتسلية المُعتَدَى عليهم مِن المستضعفين مِن الرجال والنساء والولدان.
وزكاة المال لها مصارف ثمانية مذكورة في قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ [التوبة: 60].
وزكاة المال يُشرَع دَفعُها لأبناء الشعب الفلسطيني في غَزَّة من سَهم: "في سبيل الله"؛ لأنَّ دَفع العدو في حقهم مُتَعَيِّنٌ عليهم من باب جهاد الدَّفع. وكلُّ ما يُعِينُهم على البقاء ومقاتلة العدو وصَدِّ العُدوان هو مِن جُملة آلات الجهاد، سواء أكان مالًا أم طعامًا أم دواءً، وليست آلة الجهاد مُنحَصرة في السِّلاح فقط، بل هي شاملة لما ذُكِر أيضًا.
وقد قَرَّر الفقهاء أنه يُشرع دفعُ الزكاة للمجاهد في سبيل الله وإن كان غنيًّا؛ قال العلامة الخِرَقي الحنبلي عند كلامه على مصارف الزكاة: [وسَهم في سبيل الله، وهم الغُزاة، يُعطَون ما يشترون به الدواب والسلاح وما يتقوَّون به على العدو، وإن كانوا أغنياء] اهـ، قال شارحه الإمام ابن قدامة: [وبهذا قال مالك والشافعي وإسحاق وأبو ثَور وأبو عبيد وابن المنذر] اهـ. "المغني" (6/ 333، ط. دار إحياء التراث العربي).
ومُستَنَد ذلك قولُ النبي صلى الله عليه وآله وسلم -فيما رواه الإمام مالك في "المُوَطَّأ"-: «لا تَحِلُّ الصدَقةُ لغَنِيٍّ إلا لخَمسة» اهـ، وعَدَّ منهم: الغازي في سبيل الله.
وأما فقراؤهم ومساكينهم -وما أكثرهم- فإنهم يأخذون من هذا المَصرَف ومِن مَصرَف الفقراء والمساكين؛ لأنهم قد جمعوا وصفَ الفقر والمسكنة مع وصف الجهاد.
وعليه: فأبناء الأرض المحتلة الآن لهم أولوية في الجملة في استحقاق أموال الزكاة؛ نظرًا لشدة ظروفهم وحاجتهم المتعينة إلى الغوث -لا سِيَّما في قِطاع غَزَّة- ممَّا يعلمه القاصي والداني.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: وإخراج زكاة المال لدعم الشعب الفلسطيني الإفتاء تجيب فی سبیل الله
إقرأ أيضاً:
وقفات ومسيرات جماهيرية بصنعاء نصرة لفلسطين وإعلاناً للجهوزية
الثورة نت/..
شهدت محافظة صنعاء، اليوم، مسيرات ووقفات جماهيرية إستمرارًا في نصرة الشعب الفلسطيني، وإعلان الجهوزية لمواجهة العدو الصهيوني.
ورفع المشاركون في المسيرات والوقفات الحاشدة التي أقيمت في عموم مديريات المحافظة، العلمين اليمني والفلسطيني، ورددوا الشعارات المنددة بالتهديدات الصهيونية الأمريكية البريطانية لليمن وشعوب المنطقة، مؤكدين جهوزيتهم العالية وتحديهم لأئمة الكفر والضلال، واستعدادهم لخوض المعركة المباشرة معهم.
ونددوا بمحاولات المجرم ترمب تهجير أبناء غزة، وكذا استمرار العدو الصهيوني في خروقاته وجرائمه في لبنان وغزة والضفة الغربية.
وأكد المشاركون في الوقفات والمسيرات أن أمريكا لا تمتلك الحق في تصنيف الآخرين وليس لديها الآهلية لذلك لأنها هي أم الإرهاب وصانعة الأزمات ، مؤكدين أن الشعب اليمني قادر على إفشال كافة المؤامرات والمخططات العدوانية لدول الاستكبار العالمي، بفضل الله تعالى و تلاحم الجبهة الداخلية واصطفافها خلف القيادة الثورية.
وأوضحوا أن استمرار خروجهم في مسيرات جماهيرية حاشدة استجابة لله ولرسوله وللسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، جهاداً في سبيل الله وابتغاءً لمرضاته، حتى يتحقق الوعد الإلهي المحتوم بزوال هذا الكيان الغاصب، ويتحقق النصر لعباده المؤمنين.
وأدان بيان صادر عن الوقفات مقترحات المجرم ترامب الهادفة إلى تهجير سكان غزة الفلسطينيين أصحاب الارض، مؤكدا حقهم الكامل في أرضهم وتحرير كامل أرض فلسطين.
وأكد البيان الموقف اليمني الثابت والكامل مع الشعب الفلسطيني المسلم العزيز ، معبرا عن الإدانة واستنكار مخططات الإدارة الأمريكية لتهجير الشعب الفلسطيني والسيطرة على قطاع غزة.
وأشاد البيان بموقف مصر والأردن الرافض لتهجير أهل غزة من أرضهم ، حاثا على الثبات والاستمرار في هذا الموقف.
واستنكر البيان استمرار الإعتداءات الصهيونية على أهل الضفة الغربية واقتحام جيش العدو الصهيوني بلدة طمون في محافظة طوباس واجبار أهلها على النزوح .
وحيا البيان طوفان العودة البشري ، مؤكدا تضامن أبناء محافظة صنعاء الدائم والكامل مع ابناء الضفة الغربية ، الذين يتعرضون لحملة إبادة وتهجير من قبل الكيان الغاصب، تكرارا لما حدث لأبناء غزة.
واستنكر البيان حادثة اختطاف وتعذيب وقتل الشاعر راشد الحطام في مناطق مرتزقة العدوان بمحافظة مأرب ، بسبب إحتفاله بانتصار أبناء غزة، وعبر عن ذلك بالبراءة من أعداء الله اليهود .
وجددوا تأكيدهم الجهوزية والاستعداد لأي قرارات يتخذها قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي ، معتمدين على الله واثقين بنصره.
ودعا البيان الجميع للاستمرار في الالتحاق بدورات التعبئة العامة العسكرية وكذلك دعم القوة الصاروخية والجوية والبحرية ومقاطعة البضائع الامريكية والاسرائيلية.