ما زال الطفل الفلسطيني يتعرض للاضطهاد المستمر من قبل الاحتلال الإسرائيلي، في حين تواصل منظمات حقوق الإنسان الوقوف في وجه هذه الانتهاكات بهدف حماية حقوقه. 

منذ تأسيس منظمة حقوق الطفل "اليونيسيف" في 11 ديسمبر 1946، يواصل الاحتلال الإسرائيلي سياسته القمعية، بمعتقلاته وقمعه واعتقاله وحتى قتله للأطفال الفلسطينيين الذين يطالبون بحقوقهم الأساسية.

يعيش الأطفال الفلسطينيون في عزلة عن المجتمع الدولي، مع تكبدهم لجميع أشكال الحرمان من حقوقهم الأساسية والتي يتمتع بها جميع أطفال العالم. فهم يواجهون آفة الحصار والجوع والألم، وتلك هي صور حياة أطفال فلسطين الذين فقدوا معنى الطفولة.

اقرأ ايضًا..مدير مجمع الشفاء الطبى بغزة: وفاة 3 أطفال "خدج" فى المستشفى

 بالنسبة لهم، لا تعني الطفولة اللهو واللعب ومتعة الحياة، بل تتسم بالقهر والحصار والانتفاضة التي أنهكت الشعب الفلسطيني.

تشهد حياة أطفال فلسطين على استمرار معاناتهم في مختلف الجوانب، سواء كانت سياسية أو صحية أو اجتماعية أو اقتصادية. ومن بين تلك المشاكل، يبرز انتشار الفقر كأحد أبرز التحديات التي تؤثر بشكل كبير على حياتهم.

اليوم العالمي للطفل..أطفال فلسطين ليس كباقي أطفال العالم

اقرأ ايضًا..توجيهات رئاسية جديدة لـ وزير الصحة بشأن أطفال غزة


 يضطر كثيرون منهم إلى العمل بسبب الحاجة الاقتصادية، حيث يسعون للعثور على أي أموال قليلة تساعدهم في دعم أسرهم التي تواجه ضغوطًا اقتصادية متزايدة.

 ونتيجة لسوء الوضع الاقتصادي وتفاقم الفقر، يُضطر بعض هؤلاء الأطفال إلى التسرب من مدارسهم، مما يزيد من تحدياتهم اليومية.

أطفال قطاع غزة يعيشون واقعًا يظهر بشكل صارخ حجم المعاناة التي يتكبدونها يوميًا

حياتهم تمثل تحديات صعبة تتسبب في تبديد أحلامهم وتأجيل آمالهم. هؤلاء الأطفال يجدون أنفسهم محاصرين في سجن ضخم، حيث يتجدرون في ظلمات النقص الحاد للأساسيات التي ينبغي أن يحظوا بها كأطفال. تُستباح منهم حقوق أساسية، مثل حقهم في اللعب والحق في التعليم والحق في الحصول على تغذية صحية والحق في الكهرباء للدراسة في المساء وحقهم في الشعور بالأمان في منازلهم، وأخيرًا حقهم في الرعاية الصحية.

ومع ذلك، يعيش هؤلاء الأطفال واقعًا مختلفًا تمامًا. يعانون بشدة من تأثير أزمة القطاع الصحي، حيث يشهدون نقصًا حادًا في التطعيمات والأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية. هذا الوضع أدى إلى وفاة بعضهم، وتفاقم حالة المرض للبعض الآخر، ووصول بعضهم إلى مرحلة لا رجوع فيها.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: اليوم العالمي للطفل أطفال فلسطين كباقي أطفال العالم الشعب الفلسطيني الطفولة أطفال قطاع غزة الطفل الفلسطيني الأطفال فلسطين الفلسطينيين اسرائيلي انتهاكات قطاع الاحتلال الاسرائيلي اسرائيل حقوق الإنسان منظمات حقوق الإنسان قطاع غزة حقوق الطفل اليوم العالمي الاحتلال الاسرائيل لاحتلال الإسرائيلي أطفال فلسطین

إقرأ أيضاً:

أطفال في خضم حرب السودان.. الموت جوعا وتحت القصف

"فقدت طفلي، لم أتمكن من علاجه، ولا أدري ما أصابه، كان يعاني من إسهال لأيام، قيل لي إنه مرض الجوع، توفي قبل أيام وعمره لم يتجاوز 24 شهرا، وضعنا صعب للغاية، الجنجويد حاصروا المكان ولا نملك شيئا لنأكله، جيراني أيضا فقدوا أطفالهم لنفس السبب، وبهذه الحالة، البقية أيضا سيموتون".

بتلك الكلمات وبصوت مجهد للغاية روت خديجة عبد الله للجزيرة نت مأساتها في معسكر زمزم للنازحين بولاية شمال دارفور غربي السودان، إذ يسجل المخيم أعلى أرقام الجوع وجرى تصنيفه من المناطق التي تواجه خطر المجاعة في السودان، ومع ذلك يواجه قاطنوه يوميا سيل القذائف التي تطلقها قوات الدعم السريع، فمن نجا من الموت جوعا قضى بالقصف وتحت المنازل المهدمة.

ويتأثر الأطفال والأمهات في السودان على نحو بالغ بتداعيات الحرب المدمرة، وأصبحت حياة جيل من الأطفال وتعليمهم ومستقبلهم على المحك.

وعلاوة عن التأثير المباشر للعنف على الأطفال غذت الحرب المستمرة مزيجا مميتا من النزوح وتفشي الأمراض والجوع.

وتتوقع منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (يونيسيف) أن يعاني نحو 4 ملايين طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد هذا العام، بمن في ذلك 730 ألف طفل من المتوقع أن يعانوا من سوء التغذية الحاد الشديد الذي يهدد حياتهم.

أطفال نازحون في مخيم زمزم شمال دارفور بالسودان في أغسطس/آب الماضي (رويترز) قتال مستمر

ويعيش نصف الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد في مناطق يصعب الوصول إليها بسبب القتال المستمر، مما يجعل أوضاعهم أكثر خطورة.

إعلان

وتؤكد الناشطة في مخيم زمزم علوية محمد للجزيرة نت وفاة ما بين 3 و4 أطفال يوميا جراء سوء التغذية في المعسكر رغم توفير برنامج الغذاء العالمي بسكويت التغذية العلاجية، لكنه لم يكن كافيا لتغطية جميع المصابين، كما تشير إلى وفاة 10 أطفال خلال عمليات القصف المستمرة على المخيم من الدعم السريع هذا الأسبوع.

وتتحدث الناشطة كذلك عن ظهور تشوهات خلقية وسط الأطفال حديثي الولادة، لكنها لم تتمكن من إعطاء تفسير حيال أسبابه المحتملة، دون أن تستبعد تأثر الأمهات بالقنابل الحارقة التي تُلقى حولهم.

وتشير إلى ولادة أطفال وهم يعانون من "شفة الأرنب"، ويواجه بعضهم لاحقا عدم القدرة على المشي والحديث، كما ظهرت على بعضهم علامات الإصابة بمتلازمة داون.

وتضيف علوية "عشرات الأمهات فقدن أطفالهن بأمراض سوء التغذية، فالعديد من الأسر لا تملك قوت يومها وتنعدم أي مصادر للدخل، علاوة على الحصار المضروب عليها، وكذلك ارتفاع الأسعار وانعدام السيولة النقدية جميعها عوامل تصعّب الحياة على الأسر، وبالتالي يتأثر الصغار".

ويقدر المتحدث باسم منسقية معسكرات اللاجئين والنازحين في دارفور آدم رجال عدد الأطفال الذين توفوا بسوء التغذية بنحو ألفي طفل.

ولفت رجال في حديثه للجزيرة نت إلى صعوبة الوصول إلى أرقام حاسمة في ظل تواصل القتال والقصف المستمر للمعسكرات، ويشير إلى أن الأوضاع الصعبة داخل المعسكرات واستمرار القتال والاضطرار للنزوح أفرزت آثارا نفسية لا تخطئها العين وسط الأطفال، فيبدو على عدد كبير منهم الانطوائية والشرود والخوف من الأصوات العالية.

وتقول "يونيسيف" إن السودان أصبح أكبر أزمة نزوح للأطفال في العالم، إذ أُجبر أكثر من 4 ملايين طفل على ترك منازلهم منذ أبريل/نيسان 2023، بما في ذلك نحو مليون طفل عبروا إلى البلدان المجاورة.

وفي جنوب الخرطوم حيث تسيطر قوات الدعم السريع على أغلب المناطق، يقول المتحدث باسم غرفة طوارئ جنوب الحزام محمد كندشة للجزيرة نت إن أعدادا كبيرة من الأطفال قضوا تحت القصف، مشيرا إلى تفشٍ واسع للأمراض وسط الأطفال، خاصة سوء التغذية.

إعلان

400 ألف حالة سوء التغذية

وأفاد بيان للغرفة صدر هذا الأسبوع بأن حالات سوء التغذية وسط الأطفال سجلت ارتفاعا لافتا، إذ تم نقل الحالات إلى مستشفى بشائر.

وطبقا للبيان، فإن عدد حالات سوء التغذية خلال الشهرين الماضيين بلغ 400 ألف حالة.

ويستقبل المستشفى الوحيد العامل في المنطقة يوميا بين 160 و200 حالة، وبلغ عدد الوفيات من الأطفال 12 وفاة خلال الشهر السابق، وفقا لبيان غرفة الطوارئ.

وتكتظ العديد من مراكز الإيواء في شمال السودان بمئات الأطفال الذين نزحوا مع ذويهم فرارا من القتال بالخرطوم وولاية الجزيرة، إذ يتعذر في هذه المراكز المكتظة الحصول على الغذاء الكافي، في حين تتفشى الأمراض وتنعدم الأدوية الضرورية.

وتقول اختصاصية التغذية فاتن الكاظم للجزيرة نت إن الحرب أفرزت واقعا مأساويا طال ملايين الأسر التي اضطرت إلى النزوح واللجوء، وبالتالي انقطاع سبل العيش وارتفاع أسعار الغذاء بشكل كبير.

وتضيف "نقص الغذاء أدى إلى زيادة معدلات سوء التغذية الحاد بين الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات".

كما أن توقف برامج التغذية -وفقا لفاتن- أدى إلى وفاة العديد من الأطفال وكبار السن بسبب الجوع والأمراض المرتبطة بالتغذية، كما تشير إلى مواجهة المنظمات الإغاثية صعوبات كبيرة في إيصال المساعدات للمحتاجين بسبب انعدام الأمن.

صدمات نفسية

وتؤكد الكاظم تعرّض السودانيين لصدمات نفسية قاسية جراء الحرب ومواجهتهم الانتهاكات التي صاحبت القتال، لكنها تشير إلى أن الأثر الأكبر كان على الأطفال، خاصة الذين فقدوا أسرهم أو شهدوا بأعينهم أحداثا عنيفة أو تعرضوا للعنف الجسدي أو اللفظي.

وتعتقد أن الإسراع في وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون قيود يمكن أن يسهما في معالجة الأوضاع المأساوية للأسر مع تعزيز الدعم الدولي لتوفير الغذاء والأدوية والرعاية الصحية.

إعلان

وبحسب الاختصاصية الاجتماعية ثريا إبراهيم، فإن الآثار النفسية لدى الأطفال تبدأ في الظهور أثناء التحرك من مكان غير آمن نحو مراكز النزوح، إذ تتعاظم حينها مشاعر الخوف والقلق والتشتت والجوع، خاصة وسط الأطفال الذين يعانون من أمراض مزمنة، حيث تتضاعف لديهم المشكلات النفسية والاضطرابات السلوكية عند الوصول إلى نقطة آمنة، وتظهر تلك المشكلات في نوبات غضب وعصبية والتبول اللاإرادي.

وتلفت ثريا إلى أن وجود الأطفال في دور الإيواء يحرمهم من الخصوصية ويتنامى لديهم الإحساس بعدم الراحة، وبالتالي تزيد الاضطرابات السلوكية والنفسية، في حين يخلق عدم الارتياح نوعا من عدم الاستقرار.

مقالات مشابهة

  • جامعة بدر تحتفل باليوم العالمي للطفل ولذوي الإعاقة
  • ضربة قوية تهز الهلال.. 6 نجوم على أعتاب الرحيل
  • أوقاف أسوان تنفذ البرنامج التثقيفي للطفل وجلسات العلم والذكر بالمساجد
  • أستاذ استثمار: توطين الصناعة إحدى الاستراتيجيات الأساسية التي انتهجتها الدولة لتغير واقع الاقتصاد
  • جابر المري لـ"الوفد" : حقوق الإنسان في الغرب "حبر علي ورق" و عمان تقريرها ممتاز
  • اليوم العالمي للعبة الأمتع في العالم.. من مبتكر الكلمات المتقاطعة؟
  • أطفال فلسطين.. فصول قاسية من الوحشية الصهيونية الرهيبة
  • أطفال في خضم حرب السودان.. الموت جوعا وتحت القصف
  • عاجل - رئيس دولة فلسطين: العالم مطالب بأن يتعامل بمعيار واحد للعدالة اليوم
  • رئيس دولة فلسطين: العالم مطالب بأن يتعامل بمعيار واحد للعدالة اليوم