كتائب عز الدين القسام .. قصة استشهاد شخصية ملهم المقاومة الفلسطينية
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
تحل اليوم الذكرى الـ87 لاستشهاد الشيخ عز الدين القسام، الذي استشهد في العشرين من نوفمبر عام 1935 في أحراش يعبد قرب جنين أثناء قتاله ضد الاحتلال الإنجليزي في فلسطين.
عز الدين القسامالشيخ عز الدين القسام وُلد في محافظة اللاذقية في سوريا عام 1882، ونشأ في بلدته جبلة حيث حصل على تعليمه الابتدائي والديني في المساجد والكتاتيب.
شارك الشيخ القسام في الثورة ضد الاحتلال الفرنسي في سوريا، ورفض عروض السلطة الفرنسية لتولي منصب قضائي. لاحقًا، قاد مظاهرة داعمة لمقاومة الليبيين ضد الاحتلال الإيطالي وجمع التبرعات لنجدة المجاهدين في طرابلس. كان الشيخ القسام مُطاردًا من قبل الطغاة، فهرب إلى فلسطين في عام 1921 ونشط في مدينة حيفا، حيث عمل على تعليم الناس القراءة والكتابة ومكافحة الأمية. أصبح معروفًا بورعه الديني وشخصيته المحترمة ودعمه للجهاد ضد الاحتلال البريطاني.
أسس الشيخ القسام الخلايا السرية وقام بتدريب وتجنيد المجاهدين، وعمل على توعية الناس وتحفيزهم على المقاومة وتحرير أرضهم. بعد إعلان وعد بلفور الذي وعد بتأسيس وطن قومي لليهود في فلسطين، قام بتأهيل وتدريب الشباب في القرى للتحضير للثورة الكبرى. في 15 نوفمبر 1935، أشعل الشيخ القسام شرارة الثورة الفلسطينية الكبرى، وعندما تم اكتشاف مكانه من قبل القوات البريطانية، حاصرته في منطقة يعبد في جنين.
رفض الشيخ القسام طلب الاستسلام وأعلن أنهم في وضع الجهاد في سبيل الله. خاضت معركة شرسة بين قوات الاحتلال ومقاومة فلسطين، وقدم المقاومون أمثلة رائعة من الشجاعة والنضال. استشهد الشيخ عز الدين القسام في النهاية، ولكن إرثه وتضحياته لا تزال محل تقدير واحترام كبيرين حتى اليوم. تم تسمية كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس في قطاع غزة، تكريمًا له ولروح المقاومة التي قادها.
استشهاد الشيخ عز الدين القسام كان له تأثير كبير في البلاد وحظي بتعاطف الشعب، حيث أعربوا عن تأييدهم لفكرة الاستشهاد في سبيل الله والوطن. لم يكن هدف الشيخ القسام الوصول إلى السلطة أو الجلوس على كرسي، بل كان هدفه تنفيذ مشروعه بالكامل ونشر رسالته في هذه الحياة. عندما استشهد، وجد بحوزته مصحفًا وأربعة عشر جنيهًا ومسدسًا كبيرًا. نشرت الصحف العديد من المقالات التي تناولت هذا الموضوع، بعناوين بارزة مثل "معركة هائلة بين عصبة الثائرين والشرطة" و"حادث مريع يهز فلسطين من الشمال إلى الجنوب".
استشهاد عز الدين القسام أشعل شرارة الثورة الفلسطينية الكبرى في عام 1935 وأدى إلى إضراب استمر لمدة ستة أشهر، ولم يتوقف إلا بتدخل الزعماء العرب. تم استمرار تأثيره من خلال تأسيس كتائب الشهيد عز الدين القسام، التي استمرت في تحقيق انتصارات وإحداث خسائر للاحتلال على مدار سنوات الاحتلال. وبذلك، استمرت ذكرى الشهيد القسام في العالم وأصبح اسمه مشرقًا ومعروفًا.
يُحيي الفلسطينيون والعديد من المؤمنين بالعدالة والحرية الذكرى الـ87 لاستشهاد الشيخ عز الدين القسام بتنظيم فعاليات وندوات ومظاهرات تكريمية. يتم التركيز في هذه الفعاليات على إحياء تاريخ المقاومة الفلسطينية والتأكيد على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وتحقيق الحرية والعدالة.
تظل ذكرى الشيخ عز الدين القسام تذكرنا بأهمية الصمود والثبات في وجه الظلم والاحتلال، وتشجعنا على مواصلة النضال من أجل حقوق الشعوب والعدالة في جميع أنحاء العالم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: عز الدين القسام الاحتلال البريطاني الإحتلال الإنجليزي المقاومة الفلسطينية كتائب عز الدين القسام إسرائيل الشیخ القسام ضد الاحتلال
إقرأ أيضاً:
هل قصفت إسرائيل أهدافا عسكرية؟ وما خيارات المقاومة؟ الفلاحي يجيب
قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد الركن حاتم كريم الفلاحي إن القصف الإسرائيلي المكثف على قطاع غزة طال مدنيين مباشرة، مما يعني أن الأهداف لم تكن عسكرية فحسب، مشيرا إلى أن المشاهد القادمة من القطاع تؤكد استشهاد أعداد كبيرة من النساء والأطفال.
جاء ذلك في تحليل للمشهد العسكري عقب عودة الاحتلال إلى عدوانه على القطاع، مضيفا أن إسرائيل اعتمدت خطة نارية شاملة بمشاركة جميع أفرع قواتها المسلحة بهدف تحقيق ضغط عسكري على المقاومة.
وأوضح الفلاحي أن جيش الاحتلال استخدم أكثر من 100 طائرة في الهجمات الأخيرة، إلى جانب القصف المدفعي والبحري، وكذلك الطائرات المسيرة والمروحيات.
وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي يعمل وفق بنك أهداف مسبق يسعى من خلاله إلى تدمير البنى التحتية للمقاومة وإضعاف قدراتها العسكرية، لكن الضغوط العسكرية لم تنجح حتى الآن في فرض شروط إسرائيلية على المقاومة أو إجبارها على تقديم تنازلات.
وكانت إسرائيل قد استأنفت عدوانها على قطاع غزة فجر اليوم الثلاثاء، إذ شنت غارات عنيفة أسفرت عن استشهاد 356 فلسطينيا وإصابة العشرات، وفق وزارة الصحة في غزة.
وأكد جيش الاحتلال أن العملية ستستمر وتتوسع، في حين طالت الغارات مختلف مناطق القطاع، مما أدى إلى مجازر بحق المدنيين، أبرزها في رفح ومدينة غزة.
إعلان خيارات المقاومةوفيما يتعلق بخيارات المقاومة، شدد الفلاحي على أن الفصائل الفلسطينية لا تملك سوى خيار المواجهة في ظل استمرار الهجوم الإسرائيلي.
وتوقع الفلاحي أن تكون المقاومة قد استغلت فترة الهدوء النسبي لإعادة تموضع قواتها وإدارة مواردها، مما يجعلها مستعدة لمواجهة أي تصعيد جديد.
وأضاف أن إسرائيل تتحدث عن اجتياح بري محدود لبعض المناطق، لكن نجاح هذا الخيار غير مضمون، وقد تواجه القوات المهاجمة مقاومة شرسة من الفصائل الفلسطينية.
وأشار الفلاحي إلى أن استمرار القصف الإسرائيلي دون تحقيق أهدافه قد يدفع الاحتلال إلى تصعيد أكبر، لكنه يرى أن أي محاولة لاجتياح غزة ستكون مكلفة عسكريا.
ومطلع مارس/آذار الجاري انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والتي استمرت 42 يوما، في حين تنصلت إسرائيل من الدخول في المرحلة الثانية وإنهاء الحرب التي راح ضحيتها أكثر من 40 ألف شهيد منذ بداية العدوان في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.