آيه حجاج تكتب: في يوم الطفل العالمي "عطونا الطفولة"
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
وسط ما يظفر كل طفل بالنعيم في أحضان أحببته وأهله حول العالم، في اليوم الذي يحل علينا فيه يوم الطفل العالمي 20 نوفمبر من كل عام، يتألم طفل آخر من بين أطفال العالم وهو الطفل الفلسطيني، الذي ينادي فقط بحلم الطفولة.
"عطونا الطفولة" ليست مجرد أغنية ترددت في الكثير وظهرت في برنامج على ألسنته أطفال أبرياء، ما كان لأحد يفهم معنى ذلك، مع كان العرب على وعي لما تندده الطفلة أو الطفل بجملة "عطونا الطفولة".
مرت على الأمة العربية والإسلامية بضعةِ أيام ليست بقليلة، أظهرت للعالم أجمع ما معنى "عطونا الطفولة"، ما معنى أن يُحرم طفل أن يعيش حريته ويظل مكبوت مرعوبًا غير آمن في منزله وداره.
تلك الأطفال التي تكتب وصاياها في صغر سنها، تلك الأطفال التي لا ترغب سوى أن يروا أنفسهم أطفال حقيقيين مثل باقية أطفال العالم أجمع، راغبين في اللهو واللعب بأمتعهم الخاصة بهم ولعبهم.
أحمد ياسر يكتب: بعد 40 يومًا.. الوضع الإنساني في غزة د.حماد عبدالله يكتب: مقاومة الفساد في الإدارة المصرية !!فإذا كنت ترغب في معرفة من هو الطفل الذي بلا حياة أطفال، تعلم جيدًا أنه الطفل الفلسطيني الصلب المقاوم منذ ولادته حتى وفاته، تلك الطفل الذي تحمله أمه مرتين مرة في بطنها ومرة وهو شهيد.
إلى أن ستظل تلك الطفولة مكبدة عند أطفال الشعب الفلسطيني؟!، هل نسيتم حقوق الطفل؟، فلماذا يعيش هذا الطفل بتلك الطىيقة البشعة ويموت عليها؟!، يقدم الكثير من تلك التساؤلات التي لم نلقِ لها إجابة حتى الآن.
آية حجاج تكتب: هل كسر محمد صلاح آمال العرب؟ د. رشا سمير تكتب: فلسطين الأمل.. وستبقىعطونا الطفولة، تعود تلك المرة بعد مرور الزمان على هذه الأغنية، ولكن ليس على لسان أحد، لكنها على أحوال الأطفال الفلسطينيين، تحمل رسالة عامة للأمة العربية والعالم العربي والرأي العام العالمي، عطونا الطفولة!!.
وفي النهاية، إلى متى سيظل الطفل الفلسطيني بذلك الوضع؟!، لكن ندعو الله آملين في أن يسكنهم الله فسيح جناته، وينزل السكنية على أهل غزة، ويرعى أطفالها ويضعها في عنايته.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: يوم الطفل العالمي يوم الطفل الفلسطيني اطفال غزة أطفال فلسطين قتل أطفال فلسطين اطفال فلسطينيين طفل فلسطيني طفل فلسطين طفل غزة قصص أطفال غزة فلسطين غزة اسرائيل جيش الاحتلال الصهيوني
إقرأ أيضاً:
أطفال من غزة يروون قصص نجاتهم من بين فكي الموت
غزة- بعين واحدة نازفة وقدمين مكسورتين، كان غسان دردونة يزحف متجاهلا إصابته، باحثا عن ابنته الصغيرة إنعام التي قذفتها الغارة بعيدا عن المنزل أكثر من 20 مترا.
وبينما كان منهمكا بالزحف، محاولا الإنصات لأنين طفلته الرضيعة ليستدل على مكانها، لم يدله عليها أيّ صوت، فاستمر الرجل بالزحف عدة دقائق، وخلال ذلك اصطدم بقدمي طفلته التي دُفن رأسها ونصف جسدها العلوي في رمال الحديقة المجاورة لمنزلهم.
بدأ غسان بالحفر حتى تمكن من إخراج إنعام، يقول للجزيرة نت "أعمل ممرضا، وقد ساعدني تخصصي في التعامل مع حالة الاختناق التي أفقدت طفلتي الوعي مدة من الزمن"، وفي النهاية تمكن غسان من إنعاش طفلته وإخراج الرمل من فمها وأنفها.
ثم راح يكمل انتشال والديه المصابين من تحت أنقاض منزلهم المستهدف، بعدما نقل الإسعاف طفلته لتتلقى العلاج في المستشفى الإندونيسي في جباليا شمال قطاع غزة، حيث كانت تعاني حروقا وكسورا في مختلف أنحاء جسدها.
موت يطارد فتىأما الطفل محمد المقيد (15 عاما) فقد حال بينه وبين الموت متر واحد، بينما طال أمه وإخوته وجدته واختطفهم جميعا دفعة واحدة، في حين قذفه الصاروخ بعيدا عنهم.
وبينما كان محمد غارقا في حزنه، يترنح بين صدمتي فقده لعائلته وصدمة ما تعرض له ورآه، لم تمنحه الغارات سوى 24 ساعة فقط لاستيعاب ما حدث معه، حتى باغتته غارة أخرى قضت على جده، الذي اختار المسجد محلا للإقامة بعد فقد بيته، حيث قُصف المسجد ليسقط على رؤوس من فيه، عقب خروج محمد منه بنحو 5 دقائق فقط.
إعلانلم تعط النجاة مرتين متتاليتين لمحمد شعورا بالأمان من تهديد الاستهداف، بل عززت لديه فكرة ملاحقة الموت، مما جعل خوفه من احتمال استشهاده في أي لحظة كبيرا، ويقول للجزيرة نت "أشعر أنني يمكن أن ألتحق بعائلتي وأكون شهيدا في أي وقت، أنا أنتظر دوري، وليس معنى أني نجوت مرتين من الموت أنني سأنجو في كل مرة".
ورغم مرور شهور على نجاة محمد، فإنه يعيش في صدمة لم يشف منها بعد، ويقول بصوت مرتجف "مكثت شهورا حتى استوعبت ما حدث معي، لكني ما زلت أبكي على فقدهم كأنه حدث اليوم".
أطفال رجالالصدمات التي تلقاها محمد وآلاف الأطفال مثله، صنعت منهم رجالا صغارا، حيث كبر الأطفال في غزة قبل أوانهم أعواما بالإدراك والوعي، فما كانوا يقرؤونه في الكتب المدرسية وما تعلموه في المعاهد والمساجد عن الموت ودروس العقيدة أضحى اليوم حقيقة ماثلة يعيشونها لا يقرؤونها أو يسمعون عنها فقط.
يقول محمد "أؤمن بأن الله كتب لي ذلك، واختار لي هذا القدر، وأؤمن بأن هذا خير لي حتى لو لم أكن أعلم ماهيته"، كما يرى محمد أن ما مر فيه من فقدٍ، بصّره بنعمة وجود العائلة، ويضيف أن "هناك نعما لم نكن نعرف قيمتها حقا، لأننا اعتدنا وجودها".
يتابع وهو يحبس الدمع في عينيه "لا اعتراض على حكم الله، سيعوضنا الله على صبرنا وتعبنا وجوعنا، وسنجد ذلك في نعيم الجنة برفقة أمي وإخوتي الذين اشتقت لهم".
كما قلبت الحرب مفاهيم الأطفال عن الأشياء حولهم، وأعادت تعريفهم لها ومنحتهم بلاغة لافتة، فقد أَسَرَ دعاء الطفل إيلياء أبو طير (12 عاما) قلوب الأطباء حوله، حين كان يردده بصوت شجيّ ومرتفع، رغم أنه كان تحت تأثير المخدر وغائبا عن الوعي عقب عملية جراحية أجراها في المستشفى البلجيكي في مدينة الزوايدة وسط قطاع غزة، مرتلا القرآن تارة، وداعيا الله بالرحمة للشهداء، ومستنجدا بالأمتين العربية والإسلامية تارة أخرى.
إعلانبدا إيلياء طفلا مفوها، استمد بلاغته من حفظه للقرآن الكريم، كما تقول والدته، وتحدثت الجزيرة نت للطفل وهو على سرير العلاج في المستشفى ذاته، حيث استعاد تفاصيل استهداف خيمتهم التي نصبوها بجوار منزلهم المدمر في منطقة عبسان في خان يونس جنوبي القطاع قبل أسبوعين، فيقول "كنت ألعب البنانير (كرات زجاجيّة ملونة) عند مدخل الخيمة مع إخوتي، رأيت نارا وضوءا كبيرا، ثم لفّتني النيران، ولم أستيقظ إلا في المستشفى".
بعد استيقاظه، علم إيلياء باستشهاد أخيه إلياس، وبإصابة أخيه عدي إصابة خطيرة، وهو الأمر الذي يبكيه على الدوام، "وألمه أكبر من حرق الجسد" كما يقول.
واستهجن إيلياء سؤال الجزيرة نت "هل تتمنى أن تتمكن من العيش كما باقي الأطفال في العالم أو أن تتمتع باللعب مثلهم؟"، فيردّ سريعا "ألعب؟! بالتأكيد لا، بل أتمنى أن أحارب مع المقاومين، أن أحارب من أجل فلسطين".
وتسلل الدمع إلى وجنتي إيلياء الذائبتين من الحرق، وبدت عيناه كجمرتين مشتعلتين وهو يقول بانفعال "والله، لو رأيت جنديا لأقتلنّه بيدي، والله لأقتلنّه بيدي"، تهدّئ والدته من روعه، يلتقط أنفاسه قبل أن يكمل "كل دول العالم تقف مع قاتلنا الذي فاقت جرائمه أفعال فرعون، نحن وحدنا، لقد اجتمعوا ضد فلسطين، كلهم اجتمعوا ضدنا".
ورغم أن إنعام وإيلياء ومحمد قد نجوا بأعجوبة من موتٍ محقق كان سيودي بحياتهم، فإن إسرائيل تظن أنها باستهدافاتها تزرع الرعب في قلوب أطفال غزة، لكنَّ حوارا بسيطا يظهر كيف أن الثأر قد تربى في قلوبهم.