قصص مأساوية تعكس انهيار الوضع الصحي في غزة
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
وُلدت الطفلة نايا خلال الحرب الدائرة حاليا في قطاع غزة بعملية قيصرية في الساعة الواحدة ظهر يوم السبت الماضي الموافق 11 نوفمبر في جنوب القطاع.
احتضنت سماح قشطة (29 عاما) مولودتها الجديدة وتفحصت وجهها الصغير وعينيها السوداوين، ثم ما لبست أن أجهشت بالبكاء لأنها شعرت بالخزي لأن «الظروف أجبرتني أن أنا ولدت في وقت أنا مش قادرة أوفر لها اشي».
وعلى الرغم من أنها تعمل قابلة، تعاني سماح من النقص الحاد في احتياجاتها مثل معظم الأمهات الأخريات في غزة. وجاءت إلى المستشفى ومعها عدد قليل من الحفاضات وعلبة من حليب الأطفال وزجاجة من المياه لإعداد الحليب.
وبعد وقت قصير من ولادتها، كانت سماح ترقد على سرير بجانب النافذة مع طفلتها نايا عندما تعرض منزل مجاور للقصف في غارة جوية.
وقالت سماح «خوفت ومسكتها وضمتها عليا... كنت خايفة في أي لحظة حسيت إن يصير قصف عليا وإنو بس حسيت إنو أضم بنتي علينا من كتر الخوف». وعلمت فيما بعد من ممرضات المستشفى أن هناك أشخاصا ماتوا في الهجوم.
ويئن سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة جراء هذا الصراع. ويعيش السكان المدنيون تحت الحصار بعد أن أغلقت إسرائيل الحدود منذ السابع من أكتوبر. أما معبر رفح الحدودي مع مصر فهو مُغلق في معظم الأوقات. وقال مصدران أمنيان مصريان إنه تم السماح لما يزيد قليلا على سبعة آلاف شخص بدخول البلاد.
وكانت سماح تتابع أخبار الحرب من الممرضات من داخل المستشفى الذي وضعت فيه مولودتها. ويشعر السكان في أنحاء القطاع بالذهول من الأحداث التي تشهدها مدينة غزة، وهي المدينة الرئيسية في القطاع. وتحاصر الدبابات الإسرائيلية مستشفى الشفاء هناك. وذكر الأطباء في المستشفى أن المرضى يموتون وأن الحضانات متوقفة عن العمل.
ويقع مستشفى الهلال الإماراتي للولادة حيث وضعت سماح مولودتها في مدينة رفح على الحدود مع مصر. ويقع المستشفى على بعد نحو 30 كيلومترا جنوبي مدينة غزة و20 كيلومترا جنوبي خط الإجلاء الذي أعلنته إسرائيل. ويشعر الناس هنا أيضا بأنهم محاصرون حيث تتعرض مدن مثل رفح للقصف الجوي.
وتستند هذه الرواية عن المواليد والوفيات في خان يونس إلى تقارير أوردها صحفيو رويترز من داخل مستشفى ناصر إلى جانب الملاحظات اليومية للفريق في المدينة.
ويدير سعيد الشوربجي (50 عاما) مشرحة مستشفى ناصر. ويعتمد على متطوعين يعملون بواقع ثمانية في كل نوبة عمل. وتبعد المشرحة 30 مترا فقط عن قسم الولادة.
ويصل قبل السادسة صباحا، أي قبل ساعة من وصول أي شخص للتعرف على الجثث. وأمضى صحفيو رويترز عدة أيام يراقبون الشوربجي خلال العمل ويشهدون وصول الشهداء الذين سقط معظمهم جراء قصف خلال الليل.
ويعاني الشوربجي، وهو أب لست بنات وولدين، من الحرمان من النوم. وقال «بتنام وأنت متوتر والنوم متقطع هذا بيرهقك أكثر». فقد يستيقظ خلال ست ساعات 40 مرة مع كل مرة يدوي فيها القصف. وتابع «ما فيش نوم طبيعي. شو بدك تعمل؟ أنت ما إلك غير أنك تنام وتستني رحمة ربنا».
عاشت أسرة الشوربجي في غزة لأجيال قبل قيام دولة إسرائيل في 1948. واليوم، وحسب الأمم المتحدة، يُصنف أربعة أخماس سكان غزة على أنهم «لاجئون» فلسطينيون من أسر فرت أو أُكرهت على ترك منازلها حينئذ.
وتدير منظمة خيرية المشرحة وتمولها تبرعات محلية أخرى. وتقدم المشرحة خدماتها بالمجان. ويحدد الشوربجي وطاقمه هوية القتلى ويكفنونهم ويرسلونهم إلى المسجد لتُصلى عليهم صلاة الجنازة ثم إلى قبورهم. ويُسمح لأفراد الأسرة الأقربين بدخول المشرحة لتلاوة القرآن وترديد الأدعية وتقبيل جثث أحبائهم. ويقف الأقارب الآخرون خلف حواجز. ويهتف بعضهم في غضب «الله أكبر» أو «شهيد».
ويتجمع الناس أحيانا لأداء صلاة الجنازة قبل أن يحملوا القتلى إلى مثواهم الأخير بدلا من إجراء الشعائر مثل المعتاد في أحد المساجد.
وغالبا ما يهب المتطوعون لأداء هذه المهمة حينما لا يكون ثمة أفراد من الأسرة باقين على قيد الحياة أو حينما تفوق أعداد القتلى والجرحى سعة المساجد. ووسط كل هذه الفوضى، تمتزج أصوات باعة يعرضون الشاي والقهوة والسجائر بأسعار مرتفعة مع الضوضاء المتصاعدة. وغالبا ما تنشب مشادات على الموارد المحدودة مثل الماء والغذاء.
ويتولى الشوربجي كثير من المهام بنفسه. وقال إن حجم العمل كثير إلى حد يدفع زميله أحيانا إلى مساعدته في شرب الماء في ظل انشغال كلتا يديه الملطختين بالدماء بالتعامل مع الجثث. وفي أثناء حديثه، جُلبت جثة رجل في الخمسينيات من عمره مغطاة بالتراب ووجهه ملطخ بالدم.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطاع غزة الوضع الصحي في غزة استهداف مشافي غزة
إقرأ أيضاً:
ترتيبات لإنشاء مستشفى الطواريء والاصابات بمنطقة التضامن
قال مدير إدارة المستشفيات بوزارة الصحة الاتحادية دكتور حيدر محمد عبدالنبي، إن مستشفى الطواريء والإصابات المزمع إنشاؤه بمنطقة التضامن بمحلية الدبة سيكون إضافة حقيقية للنظام الصحي بالولاية الشمالية.وأكد فى تصريح(لسونا) عقب اجتماع اللجنة الفنية الخاصة بمشروع إنشاء المستشفى أن زيارته للولاية جاءت بغرض الترتيب والتجهيز للبدء في إنشاء المستشفى الذي تموله وزارة الصحة الاتحادية بالتنسيق مع وزارة الصحة بالولاية.وأشار أن مستشفى الطواريء والإصابات بمنطقة التضامن سيخدم قطاعات واسعة إلى جانب ربطها لعدد ٣ طرق للمرور السريع، فضلًا عن الكثافة السكانية بمنطقة التضامن مبينًا أن اجتماع اللجنة الفنية وقف على آخر الترتيبات ومناقشة مراحل إنشاء المشروع التي تشمل الإنشاء وتوفير الأجهزة والمعدات الطبية وتشغيلها وتعيين الكوادر الطبية والصحية المنوط بها تشغيل المستشفى بدعم مباشر من وزارة الصحة الاتحادية بالتنسيق مع وزارة الصحة بالولاية.ودعا قيادات المجتمع المحلي بمحلية الدبة ومنطقة التضامن للمساهمة في إنشاء المشروع، مشيدًا بدعمهم المتواصل للقطاع الصحي مشيرًا إلى أن اللجنة الفنية ستبدأ العمل في إنشاء المستشفى كمرحلة أولى يوم غد الثلاثاء بالتزامن مع زيارة رسمية تجريها اللجنة لمنطقة التضامن، مؤكدًا أن العمل سيكتمل بهذا المشروع الحيوي ليفتتح خلال الربع الأول من العام الحالي.هذا وكان مدير إدارة المستشفيات بوزارة الصحة الاتحادية، د. حيدر محمد عبدالنبي، قد ترأس اجتماع اللجنة الفنية الخاصة بإنشاء وتشغيل مستشفى التضامن للطواريء والإصابات بمنطقة التضامن، وذلك بحضور مدير الإدارة العامة للطب العلاجي بوزارة الصحة بالولاية دكتور أحمد فتح الرحمن، ومدير الشؤون المالية والإدارية، الاستاذ رفعت عبدالوهاب، ومدير شؤون الخدمة، الاستاذ معاوية يوسف، ومدير إدارة المنظمات، دكتورة. نجوى جمال إبراهيم، وعدد من قيادات العمل الصحي.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب