مؤتمر دولي: الأسرة الخليجية متمسكة بالعادات رغم التحديات
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
نظم مركز دراسات الخليج، التابع لكلية الآداب والعلوم، بجامعة قطر، بالتعاون مع معهد الدوحة الدولي للأسرة، المؤتمر الدولي السنوي الثامن متعدد التخصصات تحت عنوان «الأسرة الخليجية: الاستمرارية والتغيير».
ويناقش المؤتمر، الذي يستمر على مدار يومين عوامل واتجاهات وحجم التغيير في الأسر الخليجية من منظور متعدد التخصصات، بمشاركة خبراء وأكاديميين من دول الخليج، ومختلف دول العالم.
وتركز النسخة الثامنة من المؤتمر على موضوع مؤسسة الأسرة بدول الخليج العربية، حيث يتزايد الاهتمام بها مع تزايد التحديات، التي تواجه المجتمع الخليجي مع الانفتاح العالمي عبر ثورة الاتصالات.
ورحب الأستاذ الدكتور إبراهيم محمد الكعبي نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية، خلال كلمته بكافة المشاركين في المؤتمر، من متحدثين، ومدعوين، والمساهمين في تنظيمه من معهد الدوحة الدولي للأسرة.
وقال الكعبي: «أشعر بسعادة وأنا أرى المؤتمر يركز على موضوع مهم يتناول الاستمرارية والتغير في الأسر الخليجية، خاصة أن دساتير دول المجلس تنص على أن الأسرة هي اللبنة الأساسية للمجتمع، ومع ذلك فإننا نلحظ تغييرات سريعة بأنحاء العالم، بسبب تنوع واختلاف ترتيبات وأنماط المعيشة الأسرية، إضافة إلى التغيرات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، التي لا يمكن أن تكون دول الخليج العربي بمنأى عنها».
وأوضح أن المجتمع الخليجي المعاصر يواجه تحديات وضغوطات خارجية، ويتوجب علينا أن نعرف أن الأسرة الخليجية لا تزال متمسكة بالعادات والتقاليد، وملتزمة بالقيم القبلية، ويجب في هذا السياق دراسة التغيرات، التي تحدث في بنية وعلاقات الأسرة، إضافة إلى استمرار توارث القيم التقليدية من جيل لآخر، ونظرا لارتباط الأسرة بمفهوم الاستقرار، فقد أولت معظم المجتمعات الخليجية أهمية كبيرة للأسرة، والحفاظ على دورها المركزي في المجتمع.
من جانبه، أشار الأستاذ الدكتور محجوب الزويري، مدير مركز دراسات الخليج، إلى تزايد الاهتمام بالأسرة، في ظل تزايد التحديات، التي تواجه المجتمع الخليجي، والمصاحبة للانفتاح العالمي.
وقال الدكتور خالد النعمة مدير إدارة السياسات الأسرية بمعهد الدوحة الدولي للأسرة: إن المؤتمر يعد بمثابة مبادرة مهمة، تأتي بالشراكة مع مركز دراسات الخليج، لتسليط الضوء على ما تواجهه الأسرة الخليجية من تحديات، وتغيرات عميقة لذا من المهم استكشاف عوامل واتجاهات وحجم التغيير في الأسرة الخليجية من منظور متعدد التخصصات، سيما أن المؤتمر يهدف إلى سد الفجوة من خلال التعلم من نتائج البحوث في موضوعات مختلفة، وتقديم تدخلات عملية لصنع السياسات.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر جامعة قطر الأسرة الخليجية الأسرة الخلیجیة
إقرأ أيضاً:
“مؤتمر صون أشجار القرم” يسلط الضوء على أولويات المستقبل
أكدت هيئة البيئة – أبوظبي، في ختام فعاليات النسخة الأولى من المؤتمر الدولي لصون أشجار القرم وتنميتها، ضرورة حماية وتنمية أشجار القرم حول العالم، كونها واحدة من أهم الطرق لمواجهة التحديات البيئية والاجتماعية والاقتصادية العالمية.
ودعا المؤتمر إلى ضرورة التعاون وحشد الجهود للحصول على التمويل اللازم على نطاق واسع لتحقيق أهداف الحفاظ على أشجار القرم وتنميتها، لافتا إلى الجهود الناجحة لمبادرة “تنمية القرم” Mangrove Breakthrough، ودورها المحوري في حشد الموارد من الحكومات والقطاع الخاص والمنظمات الخيرية لسد الفجوات ودفع العمل التحويلي.
وسلط المؤتمر الضوء على الدور الحاسم الذي تلعبه النظم البيئية للقرم في ضمان مرونة السواحل وحماية التنوع البيولوجي والأمن الغذائي، والتخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معه لاسيما في ظل تعرض أكثر من 50% من هذه النظم في العالم لخطر الانهيار بحلول عام 2050 بسبب الضغوط الناجمة عن الأنشطة البشرية.
كما سلط الضوء على نهج شامل للحفاظ على أشجار القرم وتنميتها، مع تأكيد الحاجة إلى الربط بين هذه الأشجار والنظم البيئية المجاورة مثل الأعشاب البحرية والشعاب المرجانية ومنابع الأنهار، حيث يوفر هذا النهج فوائد بيئية واجتماعية واقتصادية، مما يوفر إستراتيجية متوازنة لتحقيق هذا الهدف.
وركزت النقاشات على ضرورة مشاركة المجتمع المحلي كقوة داعمة لنجاح جهود الحفاظ على أشجار القرم، حيث لا تدعم أشجار القرم المعاد تأهيلها سبل العيش فحسب، بل تقلل أيضًا من الضغوط على النظم البيئية من خلال المشاركة المجتمعية وبناء القدرات، مما يضمن قدرتها على الاستفادة بشكل مستدام.
وتم استعراض نماذج ناجحة لمشاريع مجتمعية لإعادة تأهيل أشجار القرم في دول مثل إندونيسيا وغينيا بيساو وكينيا والمكسيك والولايات المتحدة الأمريكية، إذ أظهرت هذه المشاريع أساليب قابلة للتطوير وأفضل الممارسات التي يمكن تطبيقها على مستوى العالم، ومع تزايد الوعي بأهمية أشجار القرم سلط المؤتمر الضوء على الحاجة إلى الاستفادة من هذا الزخم من خلال تبادل المعرفة العلمية، وتعزيز أفضل الممارسات وتنفيذها على نطاق واسع ودعمها وتمويلها.
وقال أحمد الهاشمي، المدير التنفيذي لقطاع التنوع البيولوجي البري والبحري في هيئة البيئة – أبوظبي، في كلمته خلال الختام، إن المؤتمر الدولي الأول من نوعه لصون أشجار القرم وتنميتها، أظهر قوة التعاون والابتكار في معالجة التحديات الحرجة التي تواجهها أنظمة أشجار القرم على مستوى العالم، ووفر منصة لسد الفجوة بين البحث العلمي المتطور وجهود إعادة تأهيل أشجار القرم العملية على أرض الواقع، إضافة إلى دوره في إبراز الحاجة إلى تطوير الأساليب التقليدية في إعادة التأهيل، وتعزيز الإستراتيجيات القائمة على العلم، والمشاركة المجتمعية، والفهم الشامل لترابط النظم البيئية .
وأضاف أن المؤتمر سلط الضوء على مبادرة القرم – أبوظبي، التي تعد من أهم جهود الهيئة الرامية إلى ترسيخ مكانة أبوظبي العالمية الرائدة في مجال حماية أشجار القرم والمحافظة عليها، إذ تمثل هذه المبادرة، التي أطلقها سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، مثالاً واضحاً على اهتمام القيادة الرشيدة وتشجيعها على البحث العلمي المستمر والعمل لمعالجة تغير المناخ وتعزيز التنوع البيولوجي .
وأوضح أن المؤتمر الذي جمع ممثلين من الحكومات والمنظمات غير الحكومية والأوساط الأكاديمية والقطاع الخاص، أكد الالتزام بتوسيع نطاق مشاريع إعادة التأهيل المؤثرة، والاستثمار في حلول موثوقة، وبناء أنظمة بيئية مرنة تعود بالنفع على الطبيعة والمجتمعات والمناخ .
وأكد أن هذا العمل المشترك المدعوم بالمعرفة، بداية رحلة تحويلية نحو إحداث تأثير إيجابي ودائم على جهود صون أشجار القرم وتنميتها محليًا وعالميًا .
وجمعت النسخة الأولى من المؤتمر أكثر من 500 خبير وصانع سياسات ومتخصص في مجال الحفاظ على البيئة، لمعالجة أحد أكثر التحديات البيئية أهمية في العالم، لتكون نتائج هذا الحدث التاريخي بمثابة نقطة الانطلاق نحو تعزيز الجهود العالمية لحماية وتنمية أشجار القرم، وضمان صحة هذه النظم البيئية الحيوية للأجيال القادمة.
وأشرف على تنظيم المؤتمر بجانب هيئة البيئة – أبوظبي، مجموعة من الجهاتِ العالميةِ المعنيةِ بحمايةِ البيئة تضمُّ أكثر من عشرة شركاء عالميين من المنظمات البيئية والجهات العلمية مثل، مكتب الأمم المتحدة لاستعادة النظم الإيكولوجية، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو”، والتحالف العالمي لأشجار القرم، وجامعة سانت أندروز، والمجموعة المتخصِّصة لأشجار القرم التابعة للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، وجمعية علم الحيوان في لندن، والمنظمة الدولية للأراضي الرطبة، وجمعية الإمارات للطبيعة.وام