قطر كسبت الرهان بامتياز.. عام على مرور مونديال 2022
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
تمر الايام والشهور وتأتي ذكرى مرور عام على تنظيم النسخة الثانية والعشرين كأس العالم قطر 2022، حيث استدعت ذكريات واحد من أهم الأحداث في تاريخ الرياضة القطرية لاكبر حدث رياضي وكروي تشهده قطر ومنطقة الشرق الاوسط حيث يتزامن اليوم مرور عام على تنظيم اكبر حدث عالمي.
والتي شهدت جهوداً جبارة على المستويات كافة، تكللت على أرض الواقع بتقديم نسخة استثنائية وغير مسبوقة وفريدة من نوعها في تاريخ بطولات كأس العالم، سواء داخل الملاعب أو خارجها، نالت الإشادة على كافة الاصعدة والمستويات الإقليمية والعالمية.
ولم يكن التنظيم وما تحقق من خلال المشوار امرا سهلاً حتى الوصول إلى لحظة تتويج الجهد وتحقيق الحلم وإنجاح هذا الحدث العالمي بشهادة الجميع، فقد بذل المسؤولون بداية من الملف القطري جهوداً ضخمة وأثبتوا على مدار السنوات قدرة الشباب القطري على تذليل الصعاب وقهر المستحيل بقدراته، وتنظيم أكبر الأحداث الرياضية ليتوج تلك الجهود بالنجاح الكبير لتنظيم الحدث والذي استمر حوالى 30 يوميا استمع فيه العالم بكل شيء من تنظيم وروعة ما بعدها روعة ومباريات تنافسية نالت الاعجاب ليكون ختام مونديال قطر مسك ختام حدث ولا اروع.
فاليوم 20 نوفمبر موعد افتتح المونديال بمباراة منتخبنا الوطني ونظيره الاكوادوري على إستاد البيت المونديالي، وهو التاريخ الذي تحول فيه الحلم إلى حقيقة، بمشاهدة العالم اجمع دولة عربية تستضيف حدثا بقيمة كأس العالم على ارضها للمرة الأولى في المنطقة العربية والشرق الأوسط، وكان تاريخ 20 نوفمبر بمثابة تأكيد على قيمة ومكانة قطر على المستوى العالمي، لقد انبهر العالم في 20 نوفمبر 2022 بما شاهده في حفل الافتتاح، وبما راه من إمكانيات ربما تكون غير مسبوق في بطولات كأس العالم وفي تاريخ الفيفا
في مثل هذا اليوم انطلقت مباراة الافتتاح في اول كأس عالم يقام في دولة عربية هي دولة قطر التي ابهرت العالم بما شاهدوه، وابهرت الجماهير بما راوه من إمكانيات واستعدادات، واصابوا المنتخبات ونجومهم العالميين بالدهشة من الاستعداد والتنظيم والاستضافة وكرم الضيافة.
أول ظهور للعنابي بالمونديال
أقيم حفل الافتتاح الذي ابهر العالم، أيضا المباراة الافتتاحية التي جمعت العنابي مع الاكوادور بإستاد البيت بمدينة الخور وعقب الافتتاح المبهر أقيمت المباراة الافتتاحية والتي شهدت اول ظهور لمنتخبنا الوطني الأول لكرة القدم في كأس العالم امام المنتخب الاكوادوري الذي حقق الفوز بهدفين للاشيء ولم يكتب النجاح للعنابي في مونديال 2022 لأسباب كثيرة منها قلة الخبرة، ومنها انها المشاركة الأولى لمنتخبنا.
استمتاع الجماهير
رسمت الجماهير التي توافدت على الدوحة صورا من الفرحة والبسمة واحتفالات صاخبة في الساحات والشوارع، خاصة في المناطق المحيطة بالملاعب والمخصصة لفعاليات الجماهير ودرب لوسيل وغيرها من المناطق الأخرى ونال سوق واقف أحد أشهر المعالم السياحية، الحظ الأوفر سواء من التزيين أو احتفالات الجماهير المختلفة يوميا، كونه المعلم الذي يحرص الجميع على زيارته بعد كل مباراة للاحتفال، فتظهر ممراته الضيقة بشعارات المونديال، في حين انتشرت مجسمات الإبل والخيل والمها المزينة بشعارات البطولة في ساحاته وتفاعل العديد من المشجعين مع الأجواء الاحتفالية والكرنفالية التي عاشتها قطر خلال المونديال، فبعضهم شارك في الرقص على الأغاني في مناطق الفعاليات، والبعض استمتع بالعروض المختلفة والألعاب النارية، وآخرون نظموا تظاهرات جماهيرية لدعم منتخباتهم.
بشت ميسي
في مسك ختام مونديال 2022 واثناء مراسم تتويج الأرجنتين بلقب المونديال، أهدى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، «البشت» لقائد الأرجنتين ليونيل ميسي، والذي ارتداه عند تسلمه كأس العالم، وهي لقطة اشاد بها الجميع لاسيما أنها كانت فرصة لإظهار الثقافة القطرية والعربية والإسلامية والشرق أوسطية للعالم، وكيف احتفل الجميع بكأس العالم، وأصبح حديث العالم هذه اللقطة التاريخية، والتي ستظل عالقة في الاذهان، والتي كانت بالفعل مسك ختام لحدث تاريخي بقيمة المونديال، والذي ابتسم للنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي كان يحلم دائما بالتتويج باللقب وهو ما تحقق في قطر.
الرد على المشككين
كان مونديال 2022 هو اكبر رد على المشككين في قدرات دولة قطر والعرب، حيث شنت العديد من الدول حملات ضد قطر قبل المونديال بحجة أنها لا تستطيع تنظيم البطولة، ولكن قطر قول وفعل ودائما يكون ردها بالعمل وليس بالكلام، فكانت البطولة خير رد على المشككين، والذين منهم من قالوا اثناء وبعد المونديال إنهم كانوا على خطأ عندما شككوا في قدرات قطر التنظيمية.
أرقام قياسية
سجل مونديال قطر 2022 العديد من الأرقام الجديدة، أبرزها الحضور الجماهيري في مدرجات الملاعب الذي تجاوز 3 ملايين و400 ألف مشجع، ما يعد دليلًا على نجاح قطر في تنظيم نسخة استثنائية، وسجلت وقتها المباراة النهائية بين الأرجنتين وفرنسا حضورا تاريخيا بطاقة استيعابية كاملة بلغت (88.966) مشجعا.
وحطم حضور الجماهير في مونديال 2022 العديد من الأرقام في بطولات سابقة، حيث تخطى منذ الدور ربع النهائي (3.113.889) مشجعا في 60 مباراة، في حين كان إجمالي عدد الحضور المسجل بمونديال روسيا 2018 في 64 مباراة (3.031.768) مشجعًا.
وفاق الحضور الجماهيري في مونديال فرنسا 1998، والذي بلغ (2.785.100) مشجع، كما تخطى مونديال كوريا الجنوبية واليابان 2002، حيث بلغ عدد الجماهير في 64 مباراة (2.705.197) مشجعًا.
واحتل مونديال 2022 المركز الثالث في عدد الجماهير بتاريخ المونديال (3.404.252) مشجعًا، في حين تصدر مونديال أمريكا 1994 قائمة الأكبر حضورًا جماهيريًا في تاريخ البطولة، حيث شهد حضور (3.587.538) مشجعًا، ويأتي مونديال البرازيل 2014 في المرتبة الثانية بحضور (3.429.873) مشجعًا، ومونديال ألمانيا 2006 في المرتبة الرابعة بحضور (3.359.439) مشجعًا.
نجاح عربي
المونديال شهد العديد من النجاحات العربية، مثل تحقيق المنتخب المغربي انجازا تاريخيا بعد الوصول لنصف نهائي البطولة للمرة الأولى في تاريخ المنتخبات العربية والأفريقية، بعد مشوار رائع، لكتيبة المدرب المغربي وليد الركراكي، ولا ننسى الشكل الجمالي للجماهير المغربية والعربية في الشوارع والميادين والأسواق فرحاً واحتفالاً بالنجاح والنتائج المغربية آنذاك في المونديال، كما أن فوز السعودية التاريخي على الأرجنتين بهدفين مقابل هدف، جعل الجميع في حالة سعادة كبيرة، بجانب انتصار تونس على فرنسا ايضا.
المغرب والسعودية على خطى قطر
حقق نجاح قطر الباهر في استضافة مونديال 2022 حصول العرب بشكل عام على ثقة كبيرة من العالم الذي أشاد بجدارة القطريين بشكل خاص والعرب بشكل عام في تنظيم اكبر بطولات العالم لكرة القدم.
ولم يمر عام على هذا النجاح الباهر في مونديال قطر 2022، حتى نال العرب نجاحا اكبر بحصول المغرب على شرف استضافة مونديال 20230، والسعودية على مونديال 2034 للمرة الأولى في تاريخ كل منهما.
لقد تقدمت المغرب اكثر من 5 مرات بطلب لاستضافة المونديال في نسخ 1994 و1998 و2006 و2010 و20، ومع ذلك لم تنل هذا الشرف الا بعد نجاح المونديال القطري.
وسارت السعودية على خطى قطر والمحت الى إمكانية استضافة مونديال 2034 في الشتاء كما حدث في مونديال 2022، وأعلنت السعودية أيضا انه من الممكن أن تقوم بـ»تكييف» جميع ملاعبها، بالإضافة إلى وسائل المواصلات، من أجل استضافة المونديال «صيفا».
أكبر تغطية إعلامية
حظي مونديال قطر 2022، بأكبر تغطية إعلامية في تاريخ بطولات كأس العالم، حيث يتواجد آلاف الإعلاميين والصحفيين لمتابعة ونقل فعاليات وأجواء البطولة. من طرف مؤسسات إعلامية وصحفية دولية توافد أفرادها ومبعوثوها إلى الدوحة لمتابعة المونديال.
ووصل عدد الإعلاميين الذين قاموا بتغطية المونديال الى 12300 إعلامي من داخل قطر وخارجها، حيث تم تقديم كل الدعم الفني واللوجستي للصحفيين من مختلف دول العالم لتسهيل أداء مهمتهم داخل الملاعب وخارجها
وتم إقامة ملعب رقمي من أجل الإعلاميين، بجانب مركز مشيرب لغير الحاصلين على تصاريح الإعلام.
ويضم مركز المؤتمرات 12 ألف صحفي من العاملين في مختلف المحطات الإذاعية والتلفزيونية والمؤسسات الصحفية.
نسبة مشاهدة تلفزيونية قياسية
تفاعل المشاهدون من مختلف أنحاء العالم مع مونديال 2022 الذي شهد نسبة مشاهدة تلفزيونية قياسية في العديد من البلدان والمناطق.
وأوضحت الأرقام الأولية أن حوالي 5 مليارات تابعوا كأس العالم قطر ٢٠٢٢ عبر شاشات التلفاز ومختلف المنصات والأجهزة الرقمية، علماً أن المباراة النهائية حققت ما يقرب من 1,5 مليار مشاهدة (أي بزيادة تبلغ 1,12 مليار مقارنة بعام 2018)، بينما حققت المباراة الافتتاحية أكثر من 550 مليون مشاهدة.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر كأس العالم قطر قطر 2022 مونديال قطر الرياضة القطرية بطولات كأس العالم
إقرأ أيضاً:
دعوات لتأسيس تحالف إعلامي دولي لإنجاح مونديال 2030 وإبراز وجه المغرب الحضاري
دعا المشاركون في الدورة الثانية ل”ملتقى العيون للإعلام بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا” إلى تأسيس تحالف إعلامي إفريقي وشرق أوسطي من أجل إنجاح مونديال 2030 وإبراز وجه المغرب الحضاري.
ودعوا في إعلان “الساقية الحمراء” الذي توج أشغال هذا الملتقى الذي تواصل على مدى ثلاثة أيام (من 21 دجنبر إلى 23 منه) ، إلى استثمار حدث استضافة المغرب لكأس العالم 2030 للتعريف بتاريخ المملكة وحضارتها وتراثها وتنوعها الثقافي وأعلامها وقيم شعبها المتشبث بالتضامن والتسامح والتعايش وكرم الضيافة، وتمسكه بمكونات وروافد هويته الغنية والمتنوعة في إطار الوحدة الوطنية.
وأكدوا على ضرورة مساهمة الإعلام الوطني في تعزيز وتقوية الشعور والاعتزاز بالانتماء الوطني، مسجلين أن وسائل الإعلام بشمال إفريقيا والشرق الأوسط مدعوة إلى تسليط الضوء على المنجزات التي تحققها المملكة في مختلف المجالات والقطاعات التنموية وكذا البنيات التحتية الرياضية لاستضافة مونديال 2030.
وأبرزوا أن تنظيم المغرب إلى جانب إسبانيا والبرتغال لتظاهرة كأس العالم ليس حدثا رياضيا فحسب، بل يعتبر جسرا للتفاعل الإنساني والحضاري والتاريخي بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط.
وحسب إعلان “الساقية الحمراء” فإن هذا الملتقى المنظم بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل وبتعاون مع ولاية العيون الساقية الحمراء وبشراكة مع شركة “فوسبوكراع” ، شكل فرصة لاطلاع الإعلاميين من شمال إفريقيا والشرق الأوسط على مختلف المشاريع التي أطلقها المغرب، استعدادا لتنظيم كأس أمم إفريقيا لكرة القدم 2025، ومونديال 2030، وهو ما سيساهم في رفع المكاسب الاقتصادية والاجتماعية والسياحية عبر الترويج لصورة المغرب في الخارج.
وعرف برنامج هذا الملتقى تنظيم ندوات فكرية وجلسات نقاش تمحورت على الخصوص حول مواضيع من قبيل : ” أي شراكة بين الإعلام الرياضي المغربي، الإسباني والبرتغالي لإنجاح مونديال 2030؟”، و” مساهمة الإعلام العربي في إنجاح مونديال 2030 بالمغرب” ، و “دور الإعلام الجهوي في تسويق المجالات الترابية والتنوع الثقافي للمغرب من أجل إنجاح مونديال 2030” ، و “مساهمة الإبداع الفني والثقافي في إنجاح مونديال 2030 بالمغرب”.