نشرت وسائل إعلام عبرية يوم الأحد تحليلات تمحورت جلها حول الخلافات داخل كابنيت الحرب الإسرائيلي بشأن صفقة الأسرى والهدنة.

وحسبما نقله موقع "عرب 48" لا تزال صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل وحركة حماس التي سيرافقها وقف إطلاق نار، تتأخر من دون اتفاق حولها بسبب خلافات بشأنها داخل كابينيت الحرب الإسرائيلي.

إقرأ المزيد بايدن: لا أستطيع التنبؤ بتوقيت إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين من غزة

كما يتواصل السجال في إسرائيل حول إدخال وقود السولار إلى غزة لمنع تدهور الوضع الإنساني في القطاع رغم أن الوضع كارثي للغاية حاليا.

الوقت ليس في صالح إسرائيل

وأشار المحلل العسكري في صحيفة "معاريف" طال ليف رام، في تقرير نشره يوم الأحد، "إلى أن الجيش الإسرائيلي يسعى إلى أن تتقدم قواته باتجاه أطراف أخرى في مدينة غزة في الوقت الذي فيه قيادة الجيش مطالبة بإدارة التوتر بين الرغبة باستمرار التقدم إلى جنوب مدينة غزة وبين تقدم في المفاوضات حول تحرير الرهائن".

وأضاف أن "الوقت الذي يمر ليس في صالح إسرائيل ولا يتلاءم مع الإنجازات العسكرية التي تريد إسرائيل تحقيقها على الأرض وبشكل خاص في مدينة غزة".

وبحسب ليف رام ومحللين آخرين، وضع الجيش الإسرائيلي في حسبانه أنه سيتمكن من استئناف الحرب بعد وقف إطلاق نار يستمر عدة أيام لصالح تنفيذ صفقة تبادل أسرى في حال تم الاتفاق حولها.

السنوار هو الذي يقرر في هذه المفاوضات

من جانبه، تبنى المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت" يوسي يهوشواع، موقف وزير الأمن يوآف غالانت، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي هيرتسي هليفي، الذي يدعي أنه من أجل تحسين شروط صفقة تبادل أسرى وزيادة عدد الأسرى الإسرائيلي إلى حوالي 80 بدلا من 50 الذي تطرحه حماس، ينبغي تشديد هجوم إسرائيل في القطاع وممارسة الضغط بشكل أكبر على رئيس حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، إلا أن يهوشواع اعترف بأن "السنوار هو الذي يقرر في هذه المفاوضات".

إقرأ المزيد ماكرون لنتنياهو: عدد الضحايا المدنيين كبير جدا في قطاع غزة

وأضاف يهوشواع أن "إسرائيل كان تفضل أن تتوسط مصر في صفقة التبادل، وليس قطر، لكن الوضع ليس كذلك والجمود مستمر".

ونقل عن مسؤولين إسرائيليين ضالعين في المفاوضات قولهم إن "تل أبيب ستوافق على وقف إطلاق نار لعدة أيام وأنهم تمكنوا من إقناع الجيش الإسرائيلي بالموافقة على ذلك، ولكن من خلال صفقة أكبر يتم من خلالها الإفراج عن 100 أسير إسرائيلي".

وأفاد المحلل العسكري بأنه "ليس واضحا ما هي مصلحة السنوار بالموافقة على صفقة كبيرة فهو يلعب بالبطاقات التي بحوزته بشكل ممتاز".

ولفت إلى أنه "قياسا بمعارك سابقة، يبدو واضحا أن الجنود الإسرائيليين يواجهون مقاتلين لا يتراجعون سريعا".

وأفاد بأن قيادة المنطقة الجنوبية للجيش الإسرائيلي "لم تتلق حتى الآن أمرا بالاستعداد للقتال في منطقة خان يونس".

وفي ما يتعلق بالسجال في إسرائيل حول إدخال صهريجي وقود السولار يوميا إلى القطاع، أشار يهوشواع إلى أن المسؤولين الإسرائيليين من رئيس الحكومة مرورا بوزير الأمن وحتى الناطق باسم الجيش الإسرائيلي ومن ضمنهم وزراء آخرون، "صعدوا إلى شجرة عالية ثم تراجعوا مثلما هو متوقع"، إذ صرحوا بأن إسرائيل لن تسمح بإدخال وقود إلى القطاع مما يعني عدم إدخال الوقود، توقف عمل مضخات المياه، ومنشآت تطهير الصرف الصحي، وتوقف عمل المستشفيات بالكامل.

إقرأ المزيد "حماس" تكشف سبب تصعيد إسرائيل لهجماتها على غزة وتتهم الجيش الإسرائيلي بارتكاب "مجزرة 7 أكتوبر"

كابينيت الحرب والتصادم مع إدارة بايدن

واعتبر المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل، أن "إنجازات إسرائيل في الحرب لا تزال متعلقة بثلاثة مجالات أخرى، هي تحرير المخطوفين واستهداف الأنفاق واغتيال قيادة حماس.

وذكر أنه هنا لا تزال الصورة مختلطة بالرغم من التقدم الإسرائيلي، ويصعب حاليا التحدث عن حسم عسكري للمواجهة، رغم أن قدرات حماس العسكرية في شمال القطاع تضررت بشكل كبير"، وفق ما ذكره.

وأضاف أن خلافات تسود كابينيت الحرب الإسرائيلي حول صفقة تبادل أسرى، تتمثل بأن عضويه من كتلة "المعسكر الوطني" بيني غانتس وغادي آيزنكوت يقولان إن "إسرائيل ملزمة باستغلال الفرصة من أجل إنقاذ من يمكن إنقاذهم بين الأسرى وبشكل فوري، لأنه بخلاف ذلك سيكون هناك خطر واضح على حياتهم".

وفي المقابل، يدعي غالانت وهليفي وقياديون في الجيش الإسرائيلي والشاباك أنه يحظر التوقف الآن لهدنة ويجب تشديد الضغط العسكري على حماس لأنه بهذه الطريقة فقط سيكون بالإمكان جعل السنوار يقدم تنازلات أخرى.

ويتعالى أيضا الادعاء أنه يجب الإصرار الآن على تحرير 70 امرأة وقاصرا في القائمة الأولية كشرط للصفقة.

وتابع المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" قائلا إنه "واضح لكلا الجانبين في هذا الخلاف أن حماس ستبذل كل ما بوسعها كي تكسب الوقت، حتى لو تم الاتفاق على الصفقة، ويبدو أن السنوار يعتمد على وقف إطلاق نار شامل في القتال، ويقدر أن بإمكانه كسب الوقت بإطلاق وعود وذرائع حول صفقات لاحقة".

ولفت هرئيل إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، "لم يبلور موقفا نهائيا في هذا الخلاف، فهو منشغل باعتبارات سياسية داخلية ويخشى تطويقه من جانب الوزيرين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش".

وأضاف أن "نتنياهو يماطل كعادته والضغوط من اليمين واضحة، لكن بالنسبة له توجد ضغوط مضادة من اليسار أيضا ورفض متواصل للتوصل إلى صفقة من شأنه أن يكون القشة التي تقسم ظهر الائتلاف المتهلهل الذي حققه مع غانتس وآيزنكوت، مشيرا إلى أن إقدامهما على الانسحاب من الحكومة قد يسرع جدا مسار تصادمه مع إدارة بايدن.

وأفاد بأنه "من الجائز أنه على هذه الخلفية سيوافق نتنياهو على تليين موقفه في النهاية، ويتوصل إلى صفقة".

المصدر: وسائل إعلام عبرية + "عرب 48"

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: الأسرى الفلسطينيون الجيش الإسرائيلي الحرب على غزة القضية الفلسطينية بنيامين نتنياهو بيني غانتس تل أبيب حركة حماس طوفان الأقصى قطاع غزة كتائب القسام وفيات يائير لابيد الحرب الإسرائیلی الجیش الإسرائیلی صفقة تبادل أسرى وقف إطلاق نار إلى أن

إقرأ أيضاً:

حماس تسلم إسرائيل 3 أسرى و5 عمال تايلانديين

سلمت حركة حماس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، اليوم الخميس، المجندة الإسرائيلية آغام بيرغر في مخيم جباليا بشمال غزة، وفق إعلام فلسطيني، وأظهرت لقطات تلفزيونية بثتها قناة "الأقصى" الفلسطينية عملية التسليم اليوم.

وجاءت عملية التسليم بعد وصول الصليب الأحمر إلى مخيم جباليا لاستلام المحتجزة الإسرائيلية.

وقال الناطق باسم سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي أبو حمزة، إن سرايا القدس أنهت إجراءات تسليم اثنين من الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لديها وهما أربيل يهود وجادي موزيس، حيث تم اطلاق سراح الأسيرين اليوم ضمن الدفعة الثالثة من المرحلة الأولى في صفقة التبادل.

وأطلقت حركة حماس اليوم سراح ثلاثة إسرائيليين بالإضافة إلى 5 أسرى تايلانديين، كما ستفرج إسرائيل عن 110 أسرى فلسطينيين آخرين، في ثالث عملية تبادل من نوعها منذ سريان وقف إطلاق النار في قطاع غزة في وقت سابق من هذا الشهر.

وقالت مصادر وشهود إن مسلحين من حركة حماس والجهاد الإسلامي ولجان المقاومة الشعبية وصلوا إلى موقع في خان يونس بقطاع غزة قبل تسليم رهائن إسرائيليين اليوم الخميس.

ووصل عشرات المسلحين إلى الشارع الذي شهد مقتل قائد حماس يحيى السنوار خلال الحرب مع إسرائيل.

وتسببت الحرب في مقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين وحولت القطاع الساحلي الصغير إلى أكوام من الحطام.

ومنذ أن دخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 19 يناير (كانون الثاني) جرى إطلاق سراح ثلاث مدنيات وأربع مجندات مقابل إطلاق إسرائيل سراح 290 سجيناً فلسطينياً.

#عاجل| حماس تسلّم الجندية الإسرائيلية آغام بيرغر للصليب الأحمر في جباليا pic.twitter.com/jPiONjwkQu

— 24.ae | عاجل (@20fourLive) January 30, 2025

واحتجزت حركة حماس أكثر من 250 رهينة خلال هجوم شنته في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 على إسرائيل. وتم إطلاق نحو نصفهم في الشهر التالي لبداية الحرب في هدنة قصيرة سابقة وتم إنقاذ البعض أو استلام جثثهم خلال القتال. وتقول إسرائيل إن هناك 90 لا يزالون محتجزين في القطاع من بينهم نحو 30 لقوا حتفهم. 

مقالات مشابهة

  • «إعلام عبري»: 4% من الإسرائيليين يرون أن الحرب على غزة حققت أهدافها كاملة
  • خلافات وصراع داخل “تقدم” حول فك الإرتباط بين مؤيدي ورافضي تشكيل الحكومة
  • إعلام عبري: 5 تايلانديين سيطلق سراحهم مع المحتجزين الإسرائيليين
  • الافراج عن 3 أسرى صهاينة ضمن صفقة طوفان الأحرار
  • ضابط كبير يكشف التحدي الحقيقي الذي يواجه الجيش الإسرائيلي
  • حماس تسلم إسرائيل 3 أسرى و5 عمال تايلانديين
  • الانتصار في تحرير الرهائن مقابل أسرى الحرب
  • الجيش الأمريكي ينقل صواريخ “باتريوت” من “إسرائيل” إلى أوكرانيا
  • رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: حماس ستظلّ تشكّل تحديا لنا
  • ‏إعلام فلسطيني: الجيش الإسرائيلي يمنع حركة الفلسطينيين بعدة شوارع في طولكرم