د.حماد عبدالله يكتب: خاصية مصرية "متفردة" !!
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
أكثر شيئًا تخصصنا فى ممارسته وإستخدامه وكذلك عدم رفضه أو الإمتناع عن تناوله هى تلك الخاصية المصرية الأصل والمنشأ، خلط الأوراق فى كل شىءنتحدث عن التعليم مع مسئول يحادثك عن سوء أخلاق وعدم إنتظام أعضاء هيئات التدريس، نتحدث عن المرور والكثافات المرورية الغير مسبوقه نتيجة عيوب فى تصميم هندسة المرور، وفى إستخدامات غير رشيدة للشارع المصرى، وإستعمار للأرصفة من الباعة الجائلين، نجد المسئول يتحدث معك عن توجيهات السيد مدير المرور والسيد مدير الأمن وأن هناك من يحاول الإسائه للمسئولين عن المرور رغم جهدهم الشديد والرائع، لكن النتيجة صفر !!
نتحدث عن مؤشر النمو الإقتصادى وعن الإستثمارات المباشرة وغير المباشرة والتى أوصلتنا قبل ثورات الشعب المصرى فى يناير 2011، يونيو 2013، إلى حوالى 7% وهو رقم لم نصل إليه من قبل فيتحدث الأخر عن أن هذا النمو لم يؤثر على رجل الشارع أو على الأسرة المصرية بأيه إيجابيات ولم يوفر للمدخرات ولم يقلل من الأسعار ولم ينهى معاناه مواطن يعانى من البطالة !!
وهكذا نحن نخلط الأوراق خلطًا مثلما نخلط الكشرى المكون من الأرز والمكرونة والعدس ( أبو جبة ) وكذلك " البصل المقلى " وعليهم الشطة وغيرها من التوابل، وبالقطع طعمها رائع وأكله مصرية محترمة تلجأ إليها فى الشارع عند ( جحا)، سابقًا، أو نلجأ إليها حينما تفتقر الأسرة القدرة على توفير وجبة من اللحوم التى يخطط لها فى خريطة الطريق للأسرة المصرية عدة أيام من الشهر التى تجتمع فيها ( قبيلة ) الأسرة على وجبة اللحم، ونعود للخلط فى الأوراق بعد خلطة ( الكشرى ) نجد فى أكثر تجمعات النخب فى مصر، وبعض ممن ملئوا السمع والبصر حينما كانوا وزراء أو رؤساء هيئات أو محافظون سابقون، نجد مثل هؤلاء فى مجالسهم، وهم يخلطوا أوراق المناقشات، وكأنهم ( ولدوا ) أمس، وكأنهم لم يتولوا سلطة من قبل، ولعل الإعتماد على الذاكرة الضعيفة للمشتركين فى الحديث يجعل صاحب الذاكرة الأكثر اتقادًا يضحك بل يسخر مما يسمعه، ولعل قليل من الجرأة، يمكن أن نُخْرسْ هولاء، ونجعلهم يعيدون إلى ذاكرتنا بعض مما قاموا به أوتدبروه فى وقت كانوا فيه محل النقد، بل للأسف الشديد وكأن على رأسهم الطير، فهم ُسكْتُُ بُكْمُُ لا يفقهون !!
هذه الخاصية المصرية الأصيلة والفريدة، وهى خلط الأوراق عند تناولنا بالحديث ما نختلف عليه، تجعلنى حقيقة فى موقف قريب جدًا من السلبية الشديدة وهى ليست من طباعى أو خواصى.
ولكن فى كثير من الأحيان ألتزم "الصمت" فبلاغة الصمت وسط متحدثون يخلطون الأوراق أعتقد أكثر (بلاغة) من أن نتخذ موقفًا إيجابيًا فى الرد على ما نسمعه، ولكن من سيسمع كما وردت سابقًا منهم (صم، بكم لا يفقهون" !!)
[email protected]
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
محمد حامد جمعة يكتب: شكرا مصر
مصر تستحق الشكر والتقدير .رسميا وشعبيا . لانها كانت على المستويين واضحة ومساندة وليس مطلوبا منها أنها تقدم كشف حساب بتفاصيل التفاصيل لما فعلت للرأي العام . وأظن أن من بعض الوفاء أن يحفظ الناس لها هذا وإن كانت هناك جوانب نقص في بعض التفاهمات يمكن جبرها في الموقف الكلي أو معالجتها بالتصويب في مظانها . كتبت قبل ثلاثة أعوام أنه قياسا على شواهد خارجية ليس للسودان خيار سوى التنسيق والتقارب الشديد مع مصر لإدراكي أن أخطاء جسيمة وقصر نظر سيسلم السودان إلى هذا الوضع المرهق .
وليس مصر وحدها رغم مقتضيات تمييزها .بل أظن أن على السودان رغم مواقف بعض الدول والحكومات أن يحرص على توظيف ولو نسبة الواحد بالمئة من فرص تحسين العلاقات والتحييد إن لم يكن التحالف حتى مع العواصم التي مواقفها ضده .خاصة أن مواقف تلك الحكومات يبدو أقرب الى تقديرات مصادمة للروح العامة لشعوبها أو وقائع الظرف الإقليمي الذي بحسابات واقعية يجعل الخطر الذي على السودان ولو بعد حين ضدها .
تشكيل الرأي العام في القضايا المرتبطة بالأمن القومي يحتاج إلى وعي وبعد نظر . وتتبع العقل وليس العاطفة
محمد حامد جمعة
إنضم لقناة النيلين على واتساب