“شروط السنوار” تحدد مصير صفقة الرهائن بين إسرائيل وحماس
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
كشفت تقارير صحافية تفاصيل جديدة عن صفقة الرهائن المرتقبة بين إسرائيل وحركة حماس، التي تحتجز ما يقرب من 240 رهينة، في أعقاب هجومها غير المسبوق على الدولة العبرية في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وقال موقع “أكسيوس” الإخباري إن هناك تقدماً ملحوظاً في اتفاق الرهائن، بعد تضييق فجوة الخلافات بين إسرائيل وحماس، إلا أن مصادر أخرى قالت إن الشروط تشهد تغييرات متواصلة، وتحدث عادة كل ساعة.
وكشف الموقع، في تقرير نشره مساء الأحد، على موقعه الإليكتروني، تفاصيل جديدة عن الاتفاق، حيث قال إنه سيتم على مرحلتين، وفقاً لمصادر مطلعة على المباحثات التي تتم برعاية قطرية.
وأشار إلى أن زعيم حماس يحيى السنوار لم يتواصل مع ممثلي حماس المشاركين في المفاوضات حول صفقة الرهائن خلال الأيام القليلة الماضية، في أعقاب حصار الجيش الإسرائيلي لمستشفى الشفاء في غزة، واقتحام المجمع الطبي الأكبر في القطاع، إلا أنه عاد مرة أخرى للتواصل مع ممثلي حماس في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة.
وتابع أكسيوس: “في حالة التوصل إلى اتفاق، فإنه سيتم تنفيذه على مرحلتين: الأولى تقضي بإطلاق سراح 50 رهينة من النساء والأطفال مقابل وقف القتال لمدة 5 أيام، وفي المرحلة الثانية، سوف تتسلم حماس رهائن آخرين من النساء والأطفال المحتجزين لدى فصائل فلسطينية أخرى، كي يتم إطلاق سراحهم أيضاً”.
وأشار إلى أن يحيى سنوار وافق من حيث المبدأ على زيادة عدد الرهائن المقرر الإفراج عنهم، ولكنه اشترط أن تتوقف إسرائيل عن عمليات التجسس والمراقبة في غزة لمدة 6 ساعات يومياً، حتى يستطيع عناصر حماس التحرّك دون رصدهم من الجانب الإسرائيلي.
واشترط السنوار أيضاً إطلاق سراح ما يقرب من 150 طفلاً وسيدة تحتجزهم إسرائيل في سجونها، بذريعة المشاركة في هجمات ضد إسرائيليين.
ومن ضمن الشروط التي تضعها حماس هو ضرورة عبور 400 شاحنة إلى قطاع غزة من معبر رفح البري، بصورة يومية، للوفاء بالاحتياجات العاجلة لسكان القطاع من الغذاء والدواء والوقود، ولكن الجانب الإسرائيلي يؤكد أن معبر رفح لا يستطيع تحمل عبور هذا الكم من الشاحنات يومياً لأسباب أمنية، بحسب تل أبيب.
المصدر: جريدة الحقيقة
إقرأ أيضاً:
ما وراء خبرٍ “إسرائيلي”؟
قبل أيام، أعلنت مصادر في الجيش “الإسرائيلي” أن العمليات العسكرية على منطقة جباليا قد استنفدت نفسها، وعلى الرغم من “قدرة الجيش على التقدم نحو أهداف أخرى”، إلا أن أي توغل عسكري جديد في مناطق أخرى “قد يعرّض حياة الأسرى الإسرائيليين للخطر.
فهل الجيش الإسرائيلي ينتظر الأوامر من المستوى السياسي لينسحب من شمال قطاع غزة؟ هذا ما يقوله منطوق التصريح، وهو يؤكد على ربط الجيش “الإسرائيلي” بين حياة الأسرى “الإسرائيليين” في غزة، وبين الاعتداء على مناطق أخرى في قطاع غزة، وهذه تصريحات “إسرائيلية” أمنية لها ما بعدها من خديعة، لا سيما أن مصادر في الجيش “الإسرائيلي” عادت الأربعاء الماضي للتمويه على مخططاتها، لتقول: أمام الجيش “الإسرائيلي” عدة أسابيع لاستكمال مهماته في شمال قطاع غزة.
تجربتنا مع الإعلام “الإسرائيلي” تؤكد أن لا خبر يصدر من فراغ، وأن وراء كل خبر قصة وحكاية، وهدف أمني أو عسكري يسعى العدو لتحقيقه، وهذا الذي استوقفني من تعارض الخبرين الصادرين عن مصدر عسكري “إسرائيلي” في غضون يومين.
إن قراءتي للخبر الذي يقول: إن الجيش “الإسرائيلي” بحاجة إلى عدة أسابيع لاستكمال مهماته في شمال قطاع غزة، يضعنا أمام احتمالين:
الاحتمال الأول: أن الجيش الإسرائيلي سينسحب قريباً جداً من شمال قطاع غزة، وقد استنفد مهماته فعلا ً كما يقول، أو فشل في استنفاد مهماته كما الميدان، ولكن، ولأسباب أمنية، أعلن مصدر عسكري “إسرائيلي” عكس ذلك، مستدركاً الخطر الأمني من الإعلان عن استكمال المهمات، والاستعداد للانسحاب.
الاحتمال الثاني: أراد العدو “الإسرائيلي” أن يلفت نظر رجال المقاومة إلى أنه باقٍ في شمال قطاع غزة لعدة أسابيع، في عملية تمويه أمنى على خطط الجيش، وهو يستعد لاقتحام مناطق أخرى في قطاع غزة، ويخطط للمفاجأة.
وفي تقديري أن المنطقة المرشحة للاقتحام هي محافظة خان يونس. لا سيما بعد استهداف العدو منطقة المواصي بأكثر من غارة على خيام النازحين، في رسالة طمأنة لمن عادوا إلى بيوتهم المدمرة في خان يونس، وفي رسالة تشتيت لمن ظن أن منطقة المواصي قد صارت مستهدفة، وأن المدينة والمخيم قد صارت أكثر أمناً، بعد أن عجّت بمئات آلاف النازحين إليها سواء كانوا من سكانها، أو من شمال قطاع غزة ومن رفح.
أنا قارئ للخبر، ولست خبيراً عسكرياً، ولا خبيراً استراتيجياً، فقط أنا أقرأ الخبر، وأقرأ ما وراء الخبر “الإسرائيلي”، وأضع احتمالات، وأقدر موقف، وذلك يرجع إلى تجربتي الطويلة مع الإعلام “الإسرائيلي”، وبالتحديد طوال سنوات انتفاضة الأقصى، التي أعطتنا فكرة جيدة عن التصريحات “الإسرائيلية” المتشددة، وما ينجم عنها من مفاجآت مغايرة لما جاء في الإعلام.
كاتب ومحلل سياسي فلسطيني .