الشارقة: «الخليج»

جسّدت مؤسسة كلمات شعار منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف» هذا العام، من الاحتفال بيوم الطفل العالمي «لكل طفل، كل حقوقه» على أرض الواقع من خلال منجزات أسهم في الوصول إليها أصحاب أيادي بيضاء، ومؤسسات وأفراد، وتمثلت في إسعاد أكثر من 162 ألف طفل وتوفير مصادر المعرفة لهم، من خلال أكثر من 45 ألف كتاب وزعتها على 30 دولة، و133 موقعاً، ما بين 30 ألف كتاب ميسّر لمبادرة «أرى»، وقرابة ال16 ألف كتاب باللغة العربية في 146 مكتبة من خلال مبادرة «تَبَنّ مكتبة»، و أسهمت المؤسسة في تحقق حلم القراءة والتعلم للأطفال المكفوفين واللاجئين.

وتستمر مبادرة «تَبَنّ مكتبة» في مساعيها نحو إدخال الفرحة والمعرفة إلى قلوب الأطفال اللاجئين والنازحين والمحرومين، وتزويدهم بمكتبات تحتوي كل واحدة منها على 100 كتاب باللغة العربية، حيث كان للتعاون المثمر مع الفنان الإماراتي محمد المنصوري، أول سفير لمؤسسة كلمات في مشوارها الخيري، دور كبير في هذه الرحلة الإنسانية بإطلاق خط منتجات تذهب عائداته بالكامل لدعم المبادرة، وتمكين الأطفال واليافعين المحرومين من خلال الكتب وغرس حب القراءة وشغف المعرفة في نفوسهم.

مبادرة «أرى»

وصلت أصداء ونتائج مبادرة «أرى» الإيجابية إلى أنحاء العالم، وكان آخر تكريم دولي لهذه المبادرة حصولها على جائزة فئة الإشادة الخاصة من «اتحاد الكتب الميسّرة» التابع للمنظمة العالمية للملكية الفكرية، الذي يعد ترجمة للجهود المستمرة التي تبذلها المؤسسة لإحداث فارق في حياة الأطفال المكفوفين وذوي الإعاقات البصرية وغرس حب القراءة واللغة لديهم من خلال إعداد نُسخ ميسّرة من الكتب والمصنفات، وذلك تتويجاً لحصولها على حقوق النشر للإصدارات التي تناسب المكفوفين وذوي الإعاقات البصرية، كأول منظمة غير ربحية في دولة الإمارات العربية المتحدة تُمنح حقوق نشر استثنائية وفقاً لتوصيات «معاهدة مراكش».

مستفيدون

في مدرسة عبدالله ابن أم مكتوم للمكفوفين في الأردن، لم تستطع الطفلة رماس سعيد، 14 سنة، إخفاء فرحتها عندما وصلتها قصص بطريقة برايل من مؤسسة كلمات، فقد جاءت كلماتها تعبيراً عن رسالة المؤسسة ورؤيتها؛ إذ قالت: «هذه أول مرة في حياتي أقرأ فيها قصة بطريقة برايل، لم أكن أجد قصصاً مسلية ومفيدة مناسبة لي، مع أني أحب أن أقرأ»، هكذا أيضاً كان شعور الطفلين نور أشرف أبو شيخة ويوسف أبو داوود من «جمعية الكفيف الخيرية» في منطقة الخليل في فلسطين بعد حصولهم على مجموعة غنية من القصص بالصيغ الميسّرة.

ليست فئة المكفوفين وضعاف البصر وحدها التي تعمل المؤسسة على استهدافها بالمصادر المعرفية، ففي أحد مجتمعات اللجوء في هولندا، انطلقت الطفلة السورية اللاجئة عائشة، التي تبلغ من العمر 9 سنوات إلى المكتبة وشعرت بسعادة غامرة عند رؤيتها مكتبة مؤسسة كلمات المتنقلة وتفقدها مجموعة الكتب المتنوعة، حيث اختارت كتاباً بعنوان «أميرات من العالم» وقالت: «أنا متحمسة جداً لقراءة هذا الكتاب، وإعادته حتى أستعير المزيد».

رماس ونور ويوسف وعائشة هم من آلاف الأطفال الذين تحتفي «مؤسسة كلمات» بهم في يوم الطفل العالمي في 20 نوفمبر الجاري، بقصة الابتسامة التي رسمتها على وجوههم بفضل مبادرتي «أرى» و«تَبَنّ مكتبة»، فقد وضعت منذ انطلاقها عام 2016 من إمارة الشارقة هدفاً واضحاً يتجسد في تمكين الأطفال من المكفوفين وضعاف البصر، والأطفال المهاجرين والنازحين من الانخراط في المجتمع، ومساعدتهم على الاندماج مع مختلف فئاته، وترسيخ ارتباطهم بجذورهم الثقافية، وفتح آفاق أوسع أمامهم تتيح لهم فرص التعلم والتحصيل العلمي.

الباروت: ضرورة عدم تأثر الأطفال بالنزاعات

الصورة

أعرب أيمن عثمان الباروت، الأمين العام للبرلمان العربي للطفل، عن أهمية تخصيص هذا اليوم للتركيز على حقوق ورعاية الأطفال في جميع أنحاء العالم، وأهمية عدم تأثر الأطفال بالنزاعات بمختلف أنواعها.

وأكد أهمية إبراز مسؤولية المجتمع الدولي والحكومات في ضمان حياة كريمة ومستقبل واعد للأطفال، وضرورة التحرك الجاد لتحقيق التنمية المستدامة وتوفير الحماية الكاملة للطفل.

وشدد على ضرورة تفعيل دور المجتمع الدولي في توفير بيئة ملائمة وآمنة للأطفال، وأهمية تخصيص موارد كافية لتلبية احتياجاتهم الأساسية وتوفير الفرص التعليمية العالية الجودة. ودعا إلى أهمية تحقيق أهداف التنمية المستدامة المرتبطة بشؤون الطفل وضمان حياة صحية وآمنة لهم، والعمل المشترك لبناء مجتمع يحقق التقدم والعدالة للأطفال في جميع أنحاء العالم.

وأكد الباروت الدور الريادي للبرلمان، تحت مظلة جامعة الدول العربية، في تعزيز حقوق الأطفال وتعزيز مشاركتهم في صنع القرار وتأهيل أطفال الوطن العربي، للمساهمة في بناء أوطانهم بطرح آرائهم الجادة وتمثيل الطفولة.

واختتم تصريحه بنداء إلى العالم بأسره للتكاتف من أجل تحقيق مستقبل أفضل للأطفال.

خولة الحواي: الطفل يحظى بجميع حقوقه

الصورة

قالت خولة الحواي، مديرة أطفال الشارقة: إن يوم الطفل العالمي مناسبة مهمة لنا جميعاً، لأن الأطفال مستقبل أوطانهم، وعليهم يعول بناء المجتمعات؛ لذا فإن دولة الإمارات تولي اهتماماً كبيراً بالطفولة، فحفظت لهم حقوقهم، ووفرت لهم البيئة الآمنة وضمنت لهم التعليم والصحة واحترام الرأي، ووضعت على رأس أولوياتها تقديم كل أنواع الدعم لهم.

وأضافت «بذلت دولتنا الغالية، وإمارة الشارقة على وجه الخصوص، جهوداً استثنائية في الاهتمام بالطفل ورعايته في كل المجالات، بفضل رؤى صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ومتابعة قرينته سموّ الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة «مؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين»، واستطاعت تقديم نماذج ريادية في الاهتمام بالطفل، والحفاظ على حقوقه، عبر كثير من المؤسسات.

وقالت: نحتفي بهذه المناسبة من كل عام بجميع الأطفال، ونوصي أولياء أمورهم بالالتفات إلى أهمية دورهم، وأثره في تنشئة أطفالهم تنشئة سليمة، مبنية على غرس القيم الإسلامية النبيلة، وقيم المواطنة الإيجابية، لكونهم اللبنة الأساسية لأي مجتمع والثروة الحقيقية للوطن.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الأمم المتحدة الأطفال مؤسسة کلمات من خلال

إقرأ أيضاً:

معلومات الوزراء يستعرض تقرير اليونيسف حول تعزيز النظم العالمية للاستثمارات الموجهة للأطفال

استعرض مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، تقرير منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسف بعنوان آفاق الأطفال في عام 2025: بناء أنظمة مرنة لمستقبل الأطفال من أجل مناقشة تعزيز النظم العالمية للاستثمارات الموجهة للأطفال.

وأوضح التقرير أن العالم يواجه أزمات متصاعدة تؤثر بشكل مباشر على الأطفال، بما في ذلك التغير المناخي، والنزاعات المسلحة، وعدم الاستقرار الاقتصادي، وتعكس هذه التحديات عالمًا يشهد تصاعدًا في التوترات الجيوسياسية والتنافس بين الدول، مما يعيق تنفيذ الحلول الفعّالة لحماية حقوق الأطفال وضمان رفاهيتهم.

وأضاف أنه فيما يتعلق بالتوترات الجيوسياسية، فإن حياة الأطفال وحقوقهم تتعرض لتهديدات متزايدة بسبب النزاعات المسلحة، ففي عام 2023 عاش أكثر من 473 مليون طفل في مناطق متأثرة بالنزاعات، وهي نسبة ارتفعت بشكل كبير مقارنة بعقد التسعينيات، مما يعكس تراجعًا في قدرة الأنظمة الدولية على احترام القوانين الإنسانية وحماية الأطفال خلال النزاعات.

أما من الناحية الاقتصادية، فتواجه العديد من الدول لا سيما في الأسواق الناشئة، تحديات كبيرة تعيق استثماراتها في الأطفال، ومن المتوقع أن يتباطأ النمو الاقتصادي في هذه الدول إلى 4% بحلول عام (2026 - 2029)، وهو أقل بكثير من الهدف المحدد في أهداف التنمية المستدامة.

وفي العديد من الدول النامية، لا يتم تخصيص نسبة كبيرة من الإيرادات الحكومية لخدمة الاستثمار في التعليم والصحة والحماية الاجتماعية، ويؤثر هذا الضعف في الاستثمار في الأطفال سلبًا على حياتهم الحالية ومستقبلهم.

أما فيما يتعلق بالتغير المناخي، فإن الوضع يزداد قلقًا مع توقعات بارتفاع درجات الحرارة العالمية بمقدار 2 درجة مئوية بحلول عام 2100، ويتأثر الأطفال بشكل غير متناسب بتغير المناخ، بسبب خصائصهم الفسيولوجية والنمائية.

وأشار التقرير إلى وجود فرص للتقدم بمجالات مثل: التخطيط الوطني، وتمويل المناخ، والتنظيم التجاري والدعاوى القضائية المتعلقة بالمناخ، ويمكن أن تلعب المساهمات المحددة وطنيًا (NDCs) دورًا رئيسًا في معالجة احتياجات الأطفال، لكن التمويل المخصص للأطفال لا يزال غير كافٍ، كما أن الدعاوى القضائية المتعلقة بالمناخ أصبحت أداة قوية لتحقيق العدالة المناخية، حيث يتم الاعتراف بالأطفال كمدعين شرعيين.

ولمواجهة هذه الأزمات، أوضح التقرير أن هناك حاجة ملحة لإعادة التفكير في النظم الحالية وتعزيزها، بحيث تتجاوز مجرد تقديم الخدمات وتعمل على بناء مرونة شاملة في كل جانب من جوانب حياة الأطفال، ويجب أن تشمل هذه النظم إطار عمل للاستعداد للكوارث يحمي المدارس والمجتمعات، وأنظمة تعليمية قادرة على التكيف أثناء الطوارئ، وأنظمة رعاية صحية شاملة تستجيب للاحتياجات الفورية مع التخطيط للمخاطر المستقبلية.

وفي مجال التكنولوجيا، أشار إلى أن "البنية التحتية الرقمية العامة" (DPI) يمكن أن تغير بشكل جذري من كيفية تفاعل الحكومات مع المواطنين، لا سيما في تقديم الخدمات الأساسية مثل: التعليم، والرعاية الصحية والحماية الاجتماعية.

وتابع أن عدم المساواة في الوصول إلى التكنولوجيا لا سيما في الدول الأقل نموًا، يشكل عائقًا رئيسًا أمام ضمان استفادة كل طفل من هذه الخدمات، من ثمَّ، يجب أن تركز أنظمة "البنية التحتية الرقمية العامة" على حقوق الأطفال، وتضمن تبادل البيانات بشكل آمن بين القطاعات المختلفة، مع مراعاة احتياجات الفئات الأكثر ضعفًا مثل: الفتيات والأطفال ذوي الإعاقة.

وأكد التقرير أهمية ضمان حصول الأطفال على الخدمات الأساسية، وبناء مستقبل أكثر استدامة وعدالة لهم، مشيرًا إلى أن تحقيق ذلك يتطلب إصلاحات جذرية في الأنظمة المالية الدولية، وتعزيز التعاون الدولي، وتبني نهج متكامل يضع الأطفال في قلب الجهود التنموية والإنسانية.

اقرأ أيضاً«معلومات الوزراء» يستعرض تقرير الوكالة الدولية للطاقة حول نمو استهلاك الكهرباء العالمي حتى 2027

«معلومات الوزراء» يستعرض دور التجارة العالمية في تعزيز الأمن الغذائي

معلومات الوزراء يرصد جهود مصر في صناعة وإصلاح المحركات الطائرات داخل العربية للتصنيع

مقالات مشابهة

  • هجرة الصاوى تكشف لـ"البوابة نيوز" عن التحديات التى تواجه الكتابة للأطفال
  • أخصائية تغذية: سحور الأطفال مفتاح الطاقة.. والتوازن سر الصيام الآمن
  • أخصائية تغذية: الصيام للأطفال تجربة روحانية.. والتدرج هو الأساس للحفاظ على صحتهم
  • 7 أفكار لتحميس طفلك على الصيام والعبادة في رمضان
  • مركز الثميد بطل مهرجان أطفال الشارقة لكرة القدم
  • ضمن احتفالات رمضان.. قصور الثقافة بالغربية تقدم باقة من الأنشطة الفنية للأطفال
  • الندوة العالمية توقّع مذكرتَي تفاهم مع اليونيسيف والمفوضية السامية لدعم الأطفال واللاجئين
  • رئيس جامعة أسيوط يشيد بورشة عمل الصلب المشقوق والمثانة العصبية في الأطفال
  • معلومات الوزراء يستعرض تقرير اليونيسف حول تعزيز النظم العالمية للاستثمارات الموجهة للأطفال
  • «بيورهيلث» تتعاون مع أبوظبي للطفولة المبكرة لتطوير حلول الرعاية الصحية الشاملة للأطفال