مليحة.. تطلعات سلطان تعيد إحياءها بحُلّة نهضوية
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
مليحة: محمود محسن
بالحديث عن منطقة مليحة يتوارد إلى الأذهان أكثر من 130 ألف عام على أول نشاط بشري في الشارقة، حضارة فتاريخاً فإرثاً يتناقله أبناء المنطقة، بين حصون ومدافن ومكتشفات، كنوز أثرية أثقلت مركز المنطقة الثقافي بموروث غني جعل منها «مملكة مليحة»، ومع مرور الزمن باتت الرمال تسكن الأرجاء، إلى أن أعيد اكتشاف آثارها وحضارتها منطقة سياحية تراثية.
تشهد منطقة مليحة توازناً متناسقاً بين التراث والحضارة، أوجده صاحب السموّ حاكم الشارقة على مدار السنوات الماضية، بتوجيهات حوّلت مساحات واسعة من الصحراء القاحلة إلى مسطحات خضراء، وأرست بنى تحتية راسخة ووجهات تعليمية وسياحية؛ فبين الحين والآخر يُكشف الستار عن نمو وازدهار ينعشان المنطقة، بخطوات متسارعة ضمن خطط تنموية مستقبلية، تحقق الطموحات خدمة للمواطنين وسكانها.
مدرسة فيكتوريا
في إطار حرص صاحب السموّ حاكم الشارقة، على دعم مسيرة التعليم في الدولة، والارتقاء بالمنظومة التعليمية، كان أبناء منطقة مليحة على موعد مع صرح تعليمي استثنائي، فوجه سموّه بإنشاء مشروع «مدرسة فيكتوريا» في المنطقة الوسطى، على طريق الشارقة- مليحة، بطاقة استيعابية تصل إلى نحو ألف طالب وطالبة، تضم مجموعة من المرافق، وفق أحدث الاشتراطات العالمية، على مساحة مليون و200 ألف قدم مربعة.
وعليه نفذت دائرة الأشغال العامة في الشارقة «مدرسة فيكتوريا»، حيث تضم 4 مبانٍ رئيسية، ومباني الخدمات؛ إذ يضم المبنى الأول المبنى الإداري ومركز الرعاية الصحية، ويتكون من طابق أرضي بمساحة 1200 متر مربع، وردهة استقبال و10 مكاتب، وغرفة اجتماعات وغرفة تدريب و4 غرف إسعافات أولية، وغرفتي أطباء ومرافق صحية خدمية. فيما ضم المبنى الثاني المخصص لرياض الأطفال، طابقاً أرضياً بمساحة 3440 متراً مربعاً يتضمن 11 صفاً خاصاً، بمساحة تقريبية 80 متراً مربعاً لكل صف، وساحة متعددة الأغراض مكيفة بمساحة 600 متر مربع، ومكتبة بمساحة 100 متر مربع، ومكاتب وغرفة للمعلمين مع غرفة اجتماعات وعيادة.
أما المبنى الثالث فخصص للتعليم الأساسي، ويتكون من طابق أرضي بمساحة 3460 متراً مربعاً، يشمل 19 فصلاً دراسياً بمساحة 60 متراً مربعاً لكل صف، وغرفة رئيسية للمعلمين مع غرفة اجتماعات وغرفة تحضير طعام، وساحتين مغطاتين ومكيفتين بمساحة 440 متراً مربعاً لكل منهما، وكذلك خصص المبنى الرابع للمسرح، ويتكون من طابق أرضي بمساحة 1365 متراً مربعاً، ليضم مدرجاً يسع ل 420 كرسياً، وخشبة مسرح، وغرفتي استراحة، ومقهى ومصلى للرجال ومصلى للنساء ومرافق صحية وخدمية.
الصورةمزرعة مليحة
فاقت تطلعات صاحب السموّ حاكم الشارقة حاجز المستحيل، فرؤاه البعيدة المدى كان لها قول آخر في مستقبل الأمن الغذائي، لتصل حد استصلاح الصحراء وتوسيع الرقعة الخضراء بإنشاء مزرعة مليحة، بهدف إنتاج قمح وطني محلي الصنع، تسهم بعد اكتمال مراحلها وتطوير محاصيلها في تقليل نسبة استيراد القمح من الخارج؛ إذ تبلغ كميات استيراد القمح في الدولة 1.7 مليون طن متري، 330 ألف طن منها من نصيب إمارة الشارقة.
في 30 نوفمبر العام الماضي، دشن صاحب السموّ حاكم الشارقة، مزرعة مليحة بعد إطلاق عمليات البذر والري، التي جرت في المرحلة الأولى على 8 محاور، اعتمدت فيها على الذكاء الاصطناعي في تطوير عملية الري والتحكم فيه، عبر بثّ معلومات عن الطقس والتربة إلى المركز الرئيسي لعمليات الزراعة لضبط وتنظيم معدل استهلاك المياه.
وكان الهدف من المشروع زراعة القمح على 3 مراحل، الأولى منها على مساحة 400 هكتار، ثم تزيد المرحلة الثانية عام 2024 لتصل إلى مساحة 880 هكتاراً، وتكتمل المرحلة الثالثة عام 2025 لتصل إلى 1400 هكتار. وانتهى تجهيز البنية التحتية للمزرعة التي تتضمن خطوط الري بما يوازي 13 متراً طولياً وأعمال الكهرباء بما يوازي 10 آلاف متر طولي.
وجهات سياحية
وفي منحى جديد اتجهت الإمارة بعيون صاحب السموّ حاكم الشارقة، إلى تعريف الزوار بتاريخها الجيولوجي، والأهمية الجيولوجية لجبل بحيص والمناطق الأثرية المحيطة به، ليأتي تنفيذ دائرة الأشغال العامة للحديقة الجيولوجية في بحيص، خطوة نحو مشروع رائد في مجال السياحة البيئية.
تُصنف الحديقة ضمن المشاريع الضخمة كون المساحة الكلية للحديقة تصل إلى 9 ملايين متر مربع، بينما تبلغ مساحة المباني 2,600 متر مربع، وتتميز الحديقة بموقعها الأثري المهم، الغني بالبقايا المتحجرة لكثير من الكائنات البحرية القديمة التي استوطنت بحاراً ضحلة كانت تغمر معظم اليابسة في الدولة حتى وقت قريب من المنظور الجيولوجي، وافتتح صاحب السموّ حاكم الشارقة الحديقة الجيولوجية في 2020/1/20، بهدف تعريف الزوار بالأهمية الجيولوجية لجبل بحيص والمناطق المحيطة، كونه موقعاً فريداً يحتضن دلائل تاريخية عن كيفية تشكل الطبيعة المحلية قبل فترة لا تقل عن 93 مليون سنة.
وتتضمن الحديقة معالم جيولوجية وأحافير من ملايين السنين، تتميّز بتصاميم فريدة في مساراتها يمكن عبرها التعرف إلى كيفية تكوّن أبرز المعالم الجيولوجية في المنطقة، مثل سلسلة جبال الحَجَر، والجبال المنفردة الأخرى، والسهول الحصوية، وكثبان الرمال. وتضم موقعين أثريين يسهمان في تعزيز معرفة تاريخ استيطان البشر لهذه المنطقة، والذي يعود إلى أكثر من125 ألف سنة.
الصورةكنز الشارقة
تقدم الحديقة الإرشاد بالعربية والإنجليزية، وعرضاً وثائقياً عن «كنز الشارقة التراثي»، الذي يضيء على ما تعرضت له الشارقة من عوامل جيولوجية على مدار العصور، شكلت جبالها وسهولها وبحارها، مع وجود مرافق تخدم الزوار والسائحين في الموقع ومنها مطعم، ومتجر الهدايا، والاستعلام، ومصلى، وركن الأطفال للرسم ومطابقة الأحافير، والاستراحات في الممشى الجيولوجي «الحديقة الخارجية»، وخزانات ليتم وضع أغراض الزوار فيها إن لزم الأمر، للاستمتاع والمشي في أرجاء الحديقة الخارجية، إلى جانب تقديم الفعاليات والورش والأنشطة لجميع الفئات العمرية.
وبعيداً في قلب مليحة في موقع تحيط به الجبال التراثية القديمة يقع «نزل القمر»، ويعد ضمن مجموعة من مشاريع الضيافة الفاخرة التي أطلقتها هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق» في وسط الصحراء والكثبان الرملية، ويطل على الصخور الأحفورية لجبال الفاية، يتكون من 10 غرف ذات سقوف مقببة، مع مسبح خاص، و6 خيم 4 منها للأسر واثنتان للأفراد، مزودة بأحدث التجهيزات المنزلية إلى جانب مكان مخصص للشواء بكل غرفة وخيمة، وردهة لاستقبال الضيوف ومنطقة مشتركة مخصصة لنشاطات الزوار.
مرافق وخدمات
توجهات صاحب السموّ حاكم الشارقة، شملت تنفيذ المرافق الترفيهية والمباني الخدمية في المنطقة لخدمة الأهالي والقاطنين فيها، وضمت أحدث المشاريع التي نفذتها دائرة الأشغال العامة، حديقة أخيضر، حيث خُصصت للسيدات فقط، بهدف إتاحة درجة عالية من الحرية والخصوصية لهن، خلال التنزه، وتولت الدائرة مهمة الأعمال الإنشائية لها، على مساحة بلغت 23.364 متراً مربعاً، مع إنجاز ملعب ومناطق خاصة لألعاب الأطفال ودورات مياه، وتزويد الحديقة بأعمدة إنارة تجميلية.
وأنجزت الدائرة حديقة مليحة العامة على مساحة 32 ألف متر مربع، وزودت بوسائل الراحة والترفيه التي تميز كل حدائق الإمارة من الملاعب، والكافتيريا، والمصليات للنساء، والمرافق الخدمية، والمماشي على مساحة 4 آلاف متر، وتخصيص جلسات خارجية بإجمالي 25 جلسة، ومنطقة مخصصة لألعاب الأطفال، إلى جانب تركيب أعمدة إنارة موفرة للطاقة.
وتنفذ دائرة الأشغال أعمال المرحلة الأولى من إنشاء نادي مليحة للفروسية، على مساحة مليون متر مربع، ويضم مضمار سباق و60 إسطبلاً وسيضم مبنى الإدارة المكون من بهو ومنطقة استقبال، ومنطقة انتظار ومكتب المدير العام، و3 غرف مكاتب للموظفين، ومكتب معلومات، ومقهى مع جلسات خارجية ومصلى للرجال وآخر للنساء، ومكتب أمن وغرف خدمات وشرفة خارجية إضافة إلى 200 موقف للسيارات.
طرق حيوية
رفع كفاءة البنية التحتية في منطقة مليحة كانت نصب عين صاحب السموّ حاكم الشارقة، فلم يغفل عن تطوير الطرق الرئيسية والتوجيه بتنفيذ أعمال الصيانة بها، إذ اعتمد مشروع صيانة طريق الشارقة- مليحة، ابتداء من جسر البديع وصولاً إلى التقاطع الرابط بين طريق مليحة وشارع الشيخ خليفة، بطول 10 كلم في كل اتجاه، بإجمالي 20 كلم، وبقيمة إجمالية بلغت 31 مليون درهم.
وباشرت هيئة الطرق والمواصلات بالشارقة بالمشروع باستخدام تقنية إعادة تدوير الإسفلت على 4 مراحل، ويجري تجديد الطريق بشكل كامل، ليضم 3 مسارات وكتف الطريق، كما تجري معالجته وتحسينه ليعود بصورة أكثر متانة. ويعد طريق مليحة من الطرق الحيوية في المنطقة كونه يخدم عدداً كبيراً من الشاحنات، وشريحة واسعة من مرتادي الطريق.
الصورةالمصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات مليحة الشارقة حاکم الشارقة صاحب السمو فی المنطقة على مساحة متر مربع
إقرأ أيضاً:
سلطان القاسمي يشهد انطلاق سلسلة منتدى «الشارقة محطة المستقبل: الرعاية الصحية»
شهد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، اليوم بحضور الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، انطلاق السلسلة العالمية منتدى «الشارقة محطة المستقبل: الرعاية الصحية» التي تستهلّ أولى نسخها بمحور رئيسي حول الابتكار في الرعاية الصحية، وذلك في مقر المجمع.استهل الحفل بالسلام الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، وشاهد سموه والحضور بعدها مادة فلمية تناولت نشأة مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار وجهوده في توليد واحتضان الأفكار واستغلالها والعمل عليها لتطبيقها على أرض الواقع، وعكس الأفكار لخدمة المجتمع بطريقة مبتكرة.
وألقى بعدها حسين المحمودي، المدير التنفيذي لمجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار كلمة رحب في مستهلها بصاحب السمو حاكم الشارقة والحضور، مؤكداً أن هذا الحدث لا يمثل مجرد لقاء علمي أو منصة للحوار، بل هو إعلان صريح عن التزام إمارة الشارقة الدائم بخدمة الإنسان وصحته ورفاهيته، وترسيخ مكانتها مركزاً عالمياً للعلم والابتكار والمعرفة.
وأشار المحمودي إلى أن تأسيس المجمع جاء لتكون الشارقة حاضنة للعلم، ومنارة للبحث، وجسراً يصل بين المعرفة والتطبيق، كاشفاً عن أن المجمع أصبح اليوم موطناً لأكثر من 10 آلاف شركة ابتكارية، توجه بوصلتها نحو العديد من المجالات منها الابتكار في مجال الرعاية الصحية، وأضاف أن الشارقة آمنت منذ فجر نهضتها أن الحضارة لا بالبنيان المادي فقط، بل بسمو الإنسان وازدهار فكره وصحته.
وتحدث المدير التنفيذي لمجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار عن الشراكات الاستراتيجية في منظومة الرعاية الصحية، مشيراً إلى أبرز الشراكات مع هيئة الشارقة الصحية، التي أرست جسوراً بين البحث العلمي والتطبيق السريري، ومؤسسة الإمارات للخدمات الصحية لوضع أطر عمل مشتركة لتعميم الحلول المبتكرة على مستوى منظومة الرعاية الصحية في الدولة، إضافة إلى التعاون مع مجموعة بيئة والعمل على التلاحم بين الاستدامة البيئية والصحة العامة، لتغدو بيئتنا النظيفة ركيزة لصحة مستدامة، وعلى الصعيد الخارجي تناول شراكات المجمع مع العديد من الشركات العالمية التي تضفي بعداً علمياً وتقنياً رفيعاً إلى بيئة الابتكار في المجمع، وتعمل على تسريع مسيرة تطوير التشخيصات والعلاجات الحديثة.
وأعلن المحمودي توقيع المجمع اتفاقية تعاون مع مجموعة «أستر للرعاية الصحية»، إحدى أبرز المؤسسات الطبية في المنطقة، والتي ستفتح آفاقاً جديدة أمام الباحثين والمبتكرين، وستوفر جسوراً حقيقية بين المختبر والمريض، وبين الفكرة والتطبيق موضحاً أنه سيتم توقيع عدد من مذكرات التفاهم التي ستتيح للمختصين في الشارقة الوصول المجاني إلى الجزيئات ما قبل السريرية لإجراء الاختبارات، بالإضافة إلى فرص التقدّم للحصول على تمويل ومنح بحثية من خلال المنصة.
وأكد أنه من خلال هذا الحدث، سيتم العمل على رسم مستقبل الابتكار الصحي في الشارقة من خلال العمل المشترك لابتكار منظوماتٍ ذكية تُعيد تعريف الرعاية الصحية في المنطقة والعالم بمشاركة نخبة من العلماء والأطباء وروّاد التكنولوجيا والمستثمرين.
ودعا جميع الباحثين والأطباء والمستثمرين وروّاد الأعمال إلى أن يكونوا شركاء في مسيرة بناء مستقبل تكون فيه الشارقة منارة عالمية للابتكار الطبي والتميز العلمي، والمساهمة في تعزيز صحة الإنسان، وبناء غد أكثر إشراقاً للأجيال القادمة.
وقدمت الدكتورة أسماء فكري، مدير إدارة الشراكات الحكومية والمؤسسية في مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار عرضاً مرئياً تحدثت خلاله عن الابتكار في المنظومة الصحية، وتأثيره المستقبلي في نظم الحياة والتشخيص، معبرة عن فخرها بجامعتي الشارقة والأميركية في الشارقة والتي نُشر لها أكثر من 2000 منشور في مجال الرعاية الصحية، مؤكدة أن هذه الجهود تعكس التنافسية الكبيرة لإمارة الشارقة للوصول إلى الريادة العالمية في مختلف المجالات.
وشهد صاحب السمو حاكم الشارقة جلسة حوارية تحدث فيها الدكتور مجدي يعقوب، جراح القلب والصدر العالمي، ومدير معهد مجدي يعقوب لأبحاث القلب في المملكة المتحدة، والدكتور حميد عبيد الشامسي، الرئيس التنفيذي لمعهد برجيل للأورام، والدكتور فلاديمير إيفكوفيتش، مدير مستشفى ماساتشوستس العام كلية الطب بجامعة هارفارد.
وأشار الدكتور مجدي يعقوب إلى وجود عوامل مشتركة بين الأمراض القلبية والأورام، مؤكداً السعي الحثيث لإيجاد حلول من خلال تطوير الوسائل الطبية المبتكرة، مما يسهم في التخفيف من المعاناة البشرية وحالات الوفاة حول العالم، كاشفاً عن أن 80% من الأثر المترتب من هذه الأمراض يقع عبئاً على الدول النامية ما يؤخر وصول الرعاية الصحية للمحتاجين حول العالم.
وتناول يعقوب الإنجازات الأخيرة التي تم تحقيقها في مجال زراعة القلب، مشيراً إلى أنها كانت أفكاراً خيالية قبل 100 عام، بينما أصبحت أحد الحلول في يومنا هذا وما زالت تتطور بتطور التقنيات والأجهزة، وتحدث عن أبرز قصص النجاح التي حققتها عمليات زراعة القلب والصمامات والأنسجة ومساهماتها في الحفاظ على صحة الناس وبقائهم على قيد الحياة لفترة أطول.
وتحدث الدكتور حميد الشامسي عن تنامي الطب في المنطقة والعالم، وتناول التحديات التي تواجههم في القطاع الصحي، وجهودهم في توعية المجتمع من خلال نشرات التوعية والمواد الإعلامية في منصات التواصل الاجتماعي، إضافة إلى التجارب السريرية التي تظهر ريادة الدولة في المجال الصحي، وتحقيق العديد من الإنجازات التي تحققت نظير الاهتمام بتطوير الأبحاث واكتشاف العلاجات لمختلف الأمراض.
وتطرق الشامسي إلى الإنجازات في مجال علم الأورام وتطور طرق العلاج عن السابق، موضحاً أن العلاج حالياً يكون بداية بتشخيص الحالات، وتحديد نوع الورم السرطاني ومن ثم وضع البرنامج العلاجي المناسب، وشدد على أهمية إجراء الفحوص المبكرة للكشف عن السرطان واتباع البرامج الوقائية، خصوصاً مع تطور التقنيات الحديثة، ودخول الابتكار والذكاء الاصطناعي في هذا المجال ما يساهم في رفع نسبة التشافي.
من جانبه، أشاد الدكتور فلاديمير إيفكوفيتش بالابتكارات التي طرأت في مجال طب الفضاء وتطوره باختلاف البيئات المتنوعة والظروف الصعبة، مشيراً إلى أن محطة الفضاء الدولية تراقب صحة رواد الفضاء للحصول على نتائج حول تأثير الفضاء على صحة الإنسان.
وكشف إيفكوفيتش عن بعض التطبيقات الذكية التي تستخدم لمراقبة الدماغ وحركة الرأس وحمايته من الصدمات الدماغية، بجانب مراقبة حركة الدم في الجسم والوظائف العصبية والعقلية حفاظاً على سلامة رواد الفضاء، وإيجاد أفضل الطرق للتكيف مع البيئة الصعبة في الفضاء.
وحضر صاحب السمو حاكم الشارقة الجلسة الحوارية الثانية التي تحدث فيها خالد الحريمل، الرئيس التنفيذي لمجموعة «بيئة»، والدكتور عبدالعزيز سعيد المهيري، رئيس هيئة الشارقة الصحية.
وكشف خالد الحريمل عن أسباب دخول مجموعة بيئة في قطاع الرعاية الصحية، مشيراً إلى أن المجموعة ومنذ انطلاقها قبل 17 عام كان هدفها العمل على توفير جودة الحياة باستخدام التقنيات الحديثة والصديقة للبيئة، وأكد وجود المجموعة حالياً بين كبريات المؤسسات في المنطقة من حيث تدوير النفايات، إضافة إلى تصدير هذه القدرات لدول مختلفة.
وتطرق الحريمل إلى الشراكات المختلفة التي تبرمها المجموعة، ففي القطاع الصحي قامت «بيئة» بتوقيع اتفاقيات مع وزارة الصحية وتأسيس مشروع «وقاية» لمعالجة النفايات الطبية، والعمل جار على مشروع حي جواهر بوسطن الصحي الذي سيكون علامة فارقة في مجال الرعاية الصحية واستقطاب الكفاءات الصحية لإمارة الشارقة.
وتحدث الدكتور عبدالعزيز سعيد المهيري عن جهود المؤسسات الصحية في الدولة سواء على المستوى الاتحادي أو المحلي وتعاونها الدائم لتعزيز السياسات الصحية، وتوفير نظام صحي قوي يعمل على خدمة المرضى في الدولة، وتطرق إلى اعتماد مدينة الشارقة مدينة صحية من قبل منظمة الصحة العالمية واتباعها للشروط والمعايير الصحية الدولية.
وأشار المهيري إلى ضرورة العمل على تمكين القطاع الخاص، من خلال وضع التشريعات التي تدعم قطاع الرعاية الصحية لتقديم أفضل الخدمات ويستفيد منها الجميع، مؤكداً وجود برامج تدريبية تعزز من مهارات الكوادر الطبية في الإمارة من خلال إرسال المتدربين إلى كبرى المنشآت الصحية في العالم واكتساب المعرف والعودة للعمل في إمارة الشارقة.
وكرم صاحب السمو حاكم الشارقة الضيوف والشركاء والداعمين، متمنياً لهم التوفيق والنجاح في تطوير العمل في القطاع الصحي وتعزيزه، بما يعود بالنفع على المرضى حول العالم.
وعلى هامش المنتدى، اطلع صاحب السمو حاكم الشارقة على مخطط «حي جواهر بوسطن الطبي» وما سيضمه من مستشفى ومراكز ومعاهد ومختبرات ستوفر الرعاية الصحية بأفضل الأساليب والمعايير التي تركز بشكل رئيس على رعاية المريض، وتوفير احتياجاته كافة، مما ينعكس على مستوى الأساليب العلاجية.
واستمع سموه إلى شرح حول المشروع ومساهمته في مجال الدراسات والأبحاث الطبية بشكل عام ولأمراض السرطان بشكل خاص، من خلال الاستفادة من الخبرات العالمية المتخصصة في علاج أمراض السرطان والمعاهد العلمية والبحثية الأخرى في إمارة الشارقة، وغيرها. ووقع صاحب السمو حاكم الشارقة على نسخة من مجلة «نيتشر» العالمية التي أصدرت نسخة حصرية لتسليط الضوء على التقرير البحثي الأول بعنوان «الشارقة نكست: الرعاية الصحية»، والذي يقدم رؤية تحليلية دقيقة لموقع الشارقة الحالي وآفاقها المستقبلية في مجال البحث الصحي.وأظهرت نتائج التقرير تطوراً لافتاً ونمو البحوث في مجال علوم الأعصاب بنسبة 25% سنوياً خلال السنوات الأربع الماضية، وما يقارب 20% من أبحاث الشارقة في مجالي الأعصاب والقلب، وحققت أكثر من 10% من الأبحاث الأكثر استشهاداً عالمياً.
ويتناول برنامج المنتدى، خلال اليومين القادمين، موضوعات نوعية، من الذكاء الاصطناعي في التشخيص العصبي، إلى الطب الدقيق في علاج أمراض القلب، إلى الجينات والعلاجات الرقمية، بما يعكس التكامل بين العلم والابتكار والإنسان.
وتأتي نسخة «الشارقة محطة المستقبل: الرعاية الصحية» منصة رفيعة المستوى لمناقشة أحدث الابتكارات والتقنيات في القطاع الطبي، بمشاركة واسعة من الأكاديميين والشركات الناشئة والمؤسسات الصناعية، حيث تتناول الجلسات البحث والتطوير في مجالات الأحياء البشرية والتقنيات الحيوية المتقدمة والذكاء الاصطناعي في التشخيص الصحي والتحول الرقمي في الطب، إلى جانب مناقشة الجوانب الأخلاقية المرافقة للتطورات الطبية الحديثة.
حضر الحفل الشيخ الدكتور سالم بن عبدالرحمن القاسمي، رئيس مكتب سمو حاكم الشارقة، والشيخ خالد بن عصام القاسمي، رئيس دائرة الطيران المدني، والشيخ محمد بن حميد القاسمي، رئيس دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية، وعدد من كبار المسؤولين وممثلي القطاع الصحي والمشاركين في المنتدى.