كتب- أحمد جمعة:
أجْلَت بعثة ثانية مشتركة للأمم المتحدة وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، بقيادة منظمة الصحة العالمية، 31 طفلًا من مستشفى الشفاء في شمال غزة إلى مستشفى آخر في جنوب غزة. وقد نُقل الأطفال المُصابون باعتلالات وخيمة في 6 سيارات إسعاف أمدَّها الهلال الأحمر الفلسطيني بما يلزم من مستلزمات وأطقم طبية.

شملت البعثة المشتركة أعضاء من دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام، واليونيسف، ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا). ووُصفت البعثة من جديد بكونها بعثة شديدة المخاطر، نظرًا لاندلاع الأعمال القتالية بالقرب من المستشفى.

وأوضح بيان للصحة العالمية، أنه سبق نقل هؤلاء الأطفال الخُدَّج من أصحاب الوزن المنخفض عند الولادة من وحدة حديثي الولادة في مستشفى الشفاء إلى منطقة أكثر أمانًا داخل المستشفى بسبب انقطاع التيار الكهربائي اللازم لتشغيل أجهزة دعم الحياة وتنامي المخاطر الأمنية المُحدقة بالمستشفى. وقد تُوفِّي بالأمس والليلة الماضية طفلان قبل حدوث الإجلاء.

وقد نجحت جهود نقل هؤلاء الأطفال إلى وحدة الرعاية المركزة لحديثي الولادة في مستشفى الهلال الإماراتي للولادة في جنوب غزة، حيث يجري الآن تقييم حالتهم والعمل على استقرارها.

ويقول الأطباء في المستشفى إن جميع الأطفال يعانون من حالات عدوى خطيرة نتجت عن قصور الإمدادات الطبية واستحالة مواصلة تنفيذ تدابير مكافحة العدوى في مستشفى الشفاء. وهناك أحد عشر طفلًا حالتهم حرجة.

وأضاف البيان: من المُؤسف أن هؤلاء الأطفال لم يكن لديهم من يرافقهم من ذويهم، نظرًا لكون المعلومات المتوافرة عنهم لدى وزارة الصحة محدودة، والوزارة غير قادرة حاليًّا على العثور على أفراد أسرهم المقربين. كما أُجلِيَ ستة عاملين صحيين و10 من أفراد أسرهم ممن كانوا يحتمون بالمستشفى.

وقد أصبح الإجلاء، الذي طلبه العاملون الصحيون والمرضى خلال البعثة المشتركة بالأمس، ضروريًّا، حيث لم يعد مستشفى الشفاء قادرًا على العمل بسبب نقص المياه النظيفة، والوقود، والإمدادات الطبية، والأغذية، وغيرها من المواد الأساسية، فضلًا عن تصاعد وتيرة الأعمال العدائية. ولا تزال المنظمة تشعر بقلق بالغ إزاء سلامة المرضى والعاملين الصحيين الباقين في مستشفى الشفاء واحتياجاتهم الصحية، إلى جانب المستشفيات القليلة التي تعمل بصورة جزئية في الشمال وتواجه خطر الإغلاق الوشيك.

وينبغي استعادة مستشفى الشفاء، الذي كان فيما سبق أكبر مستشفيات الإحالة وأكثرها تقدمًا في غزة، وكذلك سائر المستشفيات، بالكامل من أجل تقديم الخدمات الصحية التي تمسُّ الحاجة إليها في غزة.

وقد قاد بعثة اليوم لفيف من كبار موظفي منظمة الصحة العالمية، بمن فيهم اختصاصي طبي وطبيب، وممثلون عن اليونيسف، ودائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام، والأونروا، على النحو المُشار إليه أعلاه. وضمت البعثة موظفين طبيين من جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إلى جانب سيارات الإسعاف التابعة للجمعية. وتعرب المنظمة عن امتنانها لشراكتهم، وللدعم المُقدَّم من سائر وكالات الأمم المتحدة في إطار ما يُعرف بوحدة العمل في الأمم المتحدة.

وتأتي هذه العملية المعقدة والبالغة الخطورة، والتي تحدث في منطقة تشهد صراعًا متأججًا، في أعقاب بعثة تقييم أُوفِدت بالأمس، الموافق 18 تشرين الثاني/ نوفمبر، وضمت خبراء في مجال الصحة العامة، واختصاصيين في اللوجستيات، وموظفين أمنيين من مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، وإدارة شؤون السلامة والأمن في الأمم المتحدة، ودائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام/ مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع، والأونروا، ومنظمة الصحة العالمية. وقد جرى التنسيق لبعثة اليوم مع جيش الدفاع اﻹسرائيلي والسلطات الفعلية.

ولا يزال هناك أكثر من 250 مريضًا و20 عاملًا صحيًّا في مستشفى الشفاء، وجميعهم يطلبون الإجلاء الفوري. وتتواصل جهود التخطيط لإجلاء المرضى المتبقين، وأسرهم، والعاملين في الرعاية الصحية. وبالنظر إلى القيود الأمنية واللوجستية المعقدة المفروضة على المستشفى، سيستغرق إتمام عمليات الإجلاء هذه عدة أيام. وستُعطى الأولوية للمرضى المحتاجين إلى الغسيل الكُلوي والبالغ عددهم 22 مريضًا، بالإضافة إلى 50 مريضًا يعانون من إصابات في العمود الفقري. وتعيد المنظمة تأكيد احترامها للعاملين الصحيين الذين واصلوا تقديم الرعاية لمرضاهم في ظروف صعبة لا يمكن أن يتخيلها عقل، وما بذلوه في سبيل ذلك من تفانٍ، وأداء مهني، وإنسانية، وشجاعة.

وتجدد منظمة الصحة العالمية نداءها لبذل جهود جماعية لوضع حد للأعمال العدائية والكارثة الإنسانية في غزة. ونحن ندعو إلى وقف فوري لإطلاق النار، واستمرار تدفق المساعدات الإنسانية على نطاق واسع، ووصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى جميع المحتاجين، والإفراج غير المشروط عن جميع الرهائن، الذين يحتاج كثير منهم إلى تلبية احتياجاته الطبية الضرورية، ووقف الهجمات على مرافق الرعاية الصحية وغيرها من البِنَى الأساسية الحيوية.

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: مخالفات البناء مستشفى الشفاء انقطاع الكهرباء طوفان الأقصى الانتخابات الرئاسية أسعار الذهب فانتازي الطقس سعر الدولار سعر الفائدة مستشفى الشفاء الأطفال المبتسرين الصحة العالمية طوفان الأقصى المزيد فی مستشفى الشفاء الصحة العالمیة الأمم المتحدة

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة تعتمد 24 نوفمبر يوماً عالمياً للتوائم الملتصقة بمبادرة سعودية

أصدرت الجمعية العام للأمم المتحدة، الاثنين، قراراً بتسمية 24 نوفمبر  من كل عام يوماً عالمياً للتوائم الملتصقة، وذلك بمبادرة من السعودية مع مجموعة النواة للمشروع «البحرين، والمغرب، وقطر، واليمن»؛ لرفع مستوى الوعي حول هذه الحالات الإنسانية، والاحتفاء بالإنجازات في مجال عمليات فصلها.

 

شكري يشيد بدور برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في دعم جهود التنمية بمصر

 

من جانبه، أوضح الدكتور عبد العزيز الواصل، المندوب السعودي الدائم لدى الأمم المتحدة، في كلمة أمام الجمعية العامة خلال تقديمه المشروع للاعتماد، أن القرار يطالب برفع الوعي حول حالات التوائم الملتصقة في مراحل حياتهم المختلفة.

 

وبيّن أن المجتمع الدولي تعهد من خلال أهداف التنمية المستدامة بضمان الصحة والرفاه للجميع مع عدم ترك أحد متخلفاً عن الركب، مما يجعل من الأهمية بمكان تعزيز التعاون العالمي والإقليمي؛ لضمان تمتع التوائم الملتصقة بأفضل السبل الممكنة من الصحة والرفاه، ومراعاة حقوق الإنسان.

 

وأكد الواصل أن صحة الإنسان هي أولوية لدى القيادة السعودية، مستعرضاً دور المملكة الرائد في مجال فصل التوائم الملتصقة، ومثمناً دعم ممثلي منظمتي «الأمم المتحدة للطفولة» و«الصحة العالمية»، المقدم خلال مراحل صياغة القرار والتفاوض عليه.

 

ويتزامن اختيار يوم 24 نوفمبر مع أول عملية جراحية ناجحة لفصل التوائم الملتصقة عرفها العالم، وذلك عام 1689، واستغرق تنفيذها نحو 10 أيام متواصلة.

 

 

مقالات مشابهة

  • بمبادرة من المملكة.. ‏اعتماد يوم 24 نوفمبر من كل عام يوما عالميا للتوائم الملتصقة
  • الأمم المتحدة تعتمد 24 نوفمبر يوماً عالمياً للتوائم الملتصقة بمبادرة سعودية
  • بمبادرة سعودية.. 24 نوفمبر يومًا عالميًا للتوائم الملتصقة
  • الأمم المتحدة تعتمد يوم 24 نوفمبر من كل عام يوماً عالمياً للتوائم الملتصقة
  • كوزنيتسوفا: روسيا ستعمم تقريراً حول جرائم نظام كييف في الأمم المتحدة
  • كوزنيتسوفا: الدوما والخارجية الروسية اتفقا على تعميم تقرير حول جرائم نظام كييف في الأمم المتحدة
  • مئات طلبات التبنّي.. الصحة تكشف آلية التعامل مع كريمي النسب
  • مئات طلبات التبنّي.. الصحة تكشف آلية التعامل مع كريمي النسب - عاجل
  • أعداد قليلة تقابلها مئات طلبات التبنّي.. الصحة تكشف آلية التعامل مع الأطفال كريمي النسب - عاجل
  • «التضامن» تكشف تفاصيل تشكيل الجهاز الوظيفي للبيوت الصغيرة: رعاية شبه أسرية