ستريت جورنال: محادثات بايدن ونتنياهو أصبحت أكثر توترا
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن محادثات الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أصبحت أكثر توترا مؤخرا، مع استمرار الأخير برفض فترات هدنة أطول لوقف القتال بين جيش الاحتلال وحركة المقاومة الفلسطينية حماس في غزة.
جاء ذلك، حسبما نقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين أكدوا أن إدارة بايدن تكافح لإقناع نتنياهو بمنع التصعيد مع تزايد زخم الصور الواردة من غزة وتوثق جرائم الاحتلال بحق المدنيين.
ونقلت عن مسؤولين قولهم إنهم يشعرون بالقلق من التداعيات المحلية المحتملة للدعم الكامل لإسرائيل، في إشارة إلى تراجع التأييد الشعبي لبايدن والحزب الديمقراطي.
اقرأ أيضاً
شبكة أمريكية ترصد لجوء إسرائيل لفبركة المعلومات خلال حربها على غزة
وذكرت الصحيفة أن واشنطن أعربت للحكومة الإسرائيلية عن إحباطها إزاء عدد القتلى المدنيين في غزة.
وقالت الصحيفة إن مسؤولين أمريكيين أعربوا عن قلقهم إزاء عدد الضحايا الفلسطينيين وخطط إسرائيل النهائية لغزة.
وتواصل إسرائيل لليوم الـ44 شن حرب مدمرة على غزة؛ خلّفت أكثر من 13 ألف شهيد فلسطيني بينهم أكثر من 5 آلاف و500 طفل، و3 آلاف و500 امرأة، فضلا عن أكثر من 30 ألف مصاب، 75% منهم أطفال ونساء، وسط دعوات لفتح تحقيق دولي في الهجمات الإسرائيلية، ووقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية.
اقرأ أيضاً
150 شهيدا بقصف الاحتلال الإسرائيلي على غزة في يوم واحد
المصدر | الخليج الجديد+ وسائل إعلامالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: وول ستريت جورنال عدوان إسرائيل على غزة حرب غزة
إقرأ أيضاً:
أكثر من 9 آلاف صحافي عبر العالم يشوّهون صورة الجزائر!
بدا المشهد سرياليا يستعصي على الوصف لتراجي ـ كوميديته، التي تثير الضحك حد البكاء! تراجيدي يثير البكاء على بلد بحجم الجزائر ورأسمالها التاريخي.. وكوميدي يثير الضحك على المسؤولين الذين يحاولون الضحك على ذقون الجزائريين، بينما هم المضحكة نفسها، من كبيرهم إلى صغيرهم والذين يصرون على العبث بالجزائر، وتشويه صورتها.
وزير الاتصال (الإعلام) الجزائري، محمد مزيان، أثار جدلا واسعا وموجة تعليقات مستغربة وساخرة، هذا الأسبوع، عندما ادعى أن هناك أكثر من 9 آلاف صحفي عبر العالم يشوهون صورة الجزائر!
الوزير كان يتحدث خلال ما سميت بمحاضرة بعنوان "الاعلام التنموي أداة مساعدة لإنجاح التنمية بكل أبعادها" في إطار فعاليات ندوة وطنية بعنوان "الجامعة الجزائرية والإعلام التنموي" بالمدرسة الوطنية العليا للصحافة وعلوم الاعلام بالعاصمة الجزائرية.
وقد زعم الوزير بأن "الجزائر مستهدفة وأنه على الدولة أن تتدخل لدعم وسائل الإعلام، متحدثا عن أهمية دور التلفزيون الرسمي في صد هذا الاستهداف.
كما دعا وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية لتوظيف مراسلين وموفدين ومقيمين بالخارج للعمل على صد تلك "الهجمات".
بدا الوزير "مدهشا حد الدهشة" وهو يتكلم لنحو 45 دقيقة، ولا يتوقف ـ وبلغة جسد "تقول ما تقول"ـ عن تكرار "سأقول كلاما خطيرا هنا"، وكان فعلا يقول كلاما خطيرا ليس لصحته إنما كمعبر عن وضع البلاد مع منظومة الحكم في ما تسمى بـ"الجزائر الجديدة والمنتصرة"!
من أخطر ما قاله الوزير "المحاضر"، أن هناك أكثر من 9 آلاف صحفي عبر العالم يشوهون صورة الجزائر! وقد طلب الوزير من وسائل الإعلام أن تذيع "كلامه الخطير" عبر قنواتها وجرائدها ليطلع عليه الجزائريون! لكنه لم يكشف أية تفاصيل عن هؤلاء الصحافيين الذين يستهدفون الجزائر ويتآمرون عليها عن سبق إصرار وترصد! وقبل ذلك وبعده: كيف استطاع عدَّ عددهم الكبير جدا؟! وهي مهمة مستحيلة، بل مثيرة للسخرية بكل المقاييس!
المفارقة أن الوزير، الذي استحضر ببعض الفخر أنه كان أستاذ إعلام في الجامعة الجزائرية، أكد في "محاضرته" على أهمية ذكر المصادر، واستشهد بأستاذه في الجامعة، وزير الخارجية والثقافة الجزائري الأسبق الراحل بوعلام بسايح، الذي كان يحرص على الدقة ويسأل دائما: من أين لك بهذه المعلومة؟!
وهو السؤال الذي كان من المفترض أن يطرحه الوزير المحاضر "الأكاديمي" والديبلوماسي السابق على نفسه، هو الذي تحدث عن "الثقافة الأخلاقية" و"الأخلاق" و "أخلاقيات المهنة"، وقد ألف كتابا حتى بعنوان "الاتصال والأخلاق والقرية العالمية" (إصدارات "دار الحكمة" الجزائر 2006)، بحسب سيرته الذاتية.
واللافت أنه هناك مفارقة في كلام الوزير "السريالي" بالنظر لسيرته الذاتية، التي هي فعلا حافلة فهو حاصل دكتوراه دولة في علوم الإعلام والاتصال (جامعة الجزائر 2001)، وماجستير في الصحافة (جامعة الجزائر 1994)، دراسات متخصصة في الاقتصاد الدولي (جامعة أورليان، فرنسا2000)، وإجازة في التاريخ (جامعة الجزائر 1984)، وبكالوريا آداب (الجزائر 1980). وكان أستاذا بمعهد الصحافة، وقبلها أستاذا بمعهد التاريخ بجامعة الجزائر، قبل أن يلتحق بالسلك الديبلوماسي ويتقلد عدة مناصب آخرها منصب سفير في موزمبيق.
وإن كان الوزير نفسه اعترف في "محاضرته" أن الشهادات في الغرب هي للتحصيل الشخصي، وليس بالضرورة تؤهلك للحصول على عمل صحافي إن لم يكن لك مهارات في الكتابة الصحافية. والمحير هنا أن الوزير كان يتحدث عن الغرب كمرجع مهني، بينما يلمح له كمصدر للمؤامرات، التي تستهدف تشويه الجزائر!
وقد عيُن محمد مزيان وزيرا للاتصال، في نوفمبر الماضي، خلال التعديل الحكومي الأخير، للرئيس عبد المجيد تبون، خلفا للوزير السابق وأستاذ الإعلام د.محمد لعقاب (ومؤلف الكتب عن الإعلام والصحافة المحترفة!) ، والذي لم يكن جوهر خطابه يختلف عن ترديد خطاب خلفِه (وهي أسطوانة السلطة) عن "المؤامرات الخارجية" التي تستهدف الجزائر. وإن كان لعقاب ـ (الذي كان مسؤول الإعلام في الحملة الانتخابية لتبون في رئاسيات 2019، قبل أن يعينه مستشارا في الرئاسة ويقيله، ثم عضوا بمجلس الأمة) لم يصل إلى "تراجي ـ كوميدية" القول إن هناك أكثر من 9 آلاف صحفي عبر العالم يشوهون صورة الجزائر!
وبلغة الأرقام "الخرافية" بالمناسبة فقد كرر تبون مرارا وتكرارا وبافتخار أن عدد الصحافيين في الجزائر يصل إلى 8500 صحفي، وأن هناك 180 جريدة يومية (لا وجود لهذا العدد المهول في الواقع!) يتم دعمها إلى جانب عشرات المواقع و20 قناة تلفزيونية خاصة، والإذاعات والقنوات التلفزيونية الحكومية. فإذا كانت كل هذه "الترسانة" لا جدوى لها أمام هذه المؤامرات الخارجية.. فما جدواها إذن؟
وحتى في "التشيات" (التملق) للرئيس تبون فقد فاق وزير الاتصال الجديد سلفه. فقد كان لعقاب يحث الأذرع الإعلامية الجزائرية على إبراز "إنجازات الرئيس"، الذي قال إنه "يبكي من أجل الشعب والطبقة المتوسطة"، بينما خلفه مزيان لم يتوقف في كلمته عن ترديد "سأقول كلاما خطيرا" ليقول مثلا أنه خلال أربع سنوات فقط (من حكم تبون) تم توزيع 1.8 مليون سكن.. وخلال 20 سنة تم توزيع 5 ملايين سكن"، وبحديثه عن إنجازات 20 سنة (في إشارة لوزارة تبون للسكن)، فالوزير مزيان يشيد هنا بحكم ما يصفها تبون نفسه "العصابة" خلال رئاسة الرئيس الراحل السابق عبد العزيز بوتفليقة، الذي كان الوزير تبون نفسه في عهده (في 2017) يقسم بأنه "برنامج فخامة الرئيس بوتفليقة وبأنه لن يتوقف أحب من أحب وكره من كره"، وكان يرد حينها على الإعلامية الجزائرية في قناة "الجزيرة" خديجة بن قنة، التي قال لها "الله لا يردها"! لكنه "تصالح" معها بعد سنوات عندما أصبح رئيسا، بل ونزل ضيفا عندها في حوار (في 2023) بدا "مرتبا جدا"، لكنها طرحت عليه فيه للأمانة سؤالا محرجا عن الإعلام والتضييق الحاصل فيه.
استفحلت الرداءة الإعلامية والبروباغندا المثيرة للسخرية مع الغلق والقمع والتضييق والسجن والمتابعات، حيث مازال يقبع في الحبس مثلا واحد من الكفاءات الإعلامية الجزائرية، وهو عبد الوكيل بلام، وبتهم خطيرة بينها "الإرهاب" فقط لأنه عبَّر عن رأيه بكل سلمية!الوزير مزيان تحدث أيضا عن منحة البطالة كإحدى إنجازات تبون (رغم كل الجدل حولها)، وأن الجزائر من الدول القليلة في العالم التي تمنحها، وذهب لذكر رقم كاذب بشكل مفضوح، عندما زعم أنه من مليوني بطال الذين يحصلون على المنحة ـ(الزهيدة في الحقيقة)ـ تم توفير 500 ألف منصب عمل لهؤلاء، بينما في الحقيقة أن الأرقام الرسمية لمجلس المحاسبة تتحدث عن توفير 5905 منصب عمل فقط!
وكان تبون أنهى، مؤخرا، بموجب مرسوم رئاسي مهام عبد القادر بن معروف، الذي تجاوز الثمانين من العمر من منصبه كرئيس لمجلس المحاسبة، في إطار إحالته على التقاعد. لكن كثيرين ربطوا تنحية بن معروف، الذي يشغل المنصب منذ ثلاثين عاما، بكل مفارقات ذلك، ليس بسبب سن الرجل إنما بتقرير وصف بالصادم لمجلس المحاسبة عن أرقام منحة البطالة ينسف الخطاب الرسمي.
ووفقا للتقرير فإنه لم يتم تنصيب سوى ما نسبته 0.3 % مستفيداً من منحة البطالة في مناصب شغل، بحيث لم يتم تنصيب إلا 5905 مستفيداً في مناصب شغل من أصل إجمالي ما يقارب 1.9 مليون مستفيد.
و"السريالي" أن الوزير مزيان نفسه، الذي لم يتوقف عن تكرار "أنه يقول كلاما خطيرا"، اعترف أنه في الإنجازات التي يتحدث عنها "الواقع يقترب فيها من الخيال"! وهو "الخيال" نفسه، الذي جعله يحصي بشكل "خيالي" أكثر من 9 آلاف صحافي عبر العالم يزعم أنهم يشوهون صورة الجزائر!
والحقيقة هو أن مثل هذا "الكلام الخيالي" هو الخطير، وهو الذي يشوه صورة الجزائر، كما أن ممارسات السلطة برموزها وأذرعها الإعلامية أكبر تشويه لصورة الجزائر. فالواقع في هذه "الجزائر الجديدة والمنتصرة المزعومة" وفي مقدمها في قطاع الوزير نفسه، أنه ازداد تدهورا مقارنة بعهد بوتفليقة نفسه، الذي شغل تبون بالمناسبة خلاله ولأشهر (بين 1999 و2000) منصب وزير للاتصال والثقافة. فقد استفحلت الرداءة الإعلامية والبروباغندا المثيرة للسخرية مع الغلق والقمع والتضييق والسجن والمتابعات، حيث مازال يقبع في الحبس مثلا واحد من الكفاءات الإعلامية الجزائرية، وهو عبد الوكيل بلام، وبتهم خطيرة بينها "الإرهاب" فقط لأنه عبَّر عن رأيه بكل سلمية!
أليس هذا الواقع المشوَّه هو أكبر تشويه للجزائروبأكثرـ (مجازا وليس عدا)ـ من 9 آلاف مرة ؟!
*كاتب جزائري مقيم في لندن