كنت في طفولتي أقضي معظم إجازاتي المدرسية في جنوب المملكة بقريتنا الصغيرة، وبما أن الجنوب منطقة زراعية ، فقد كنت ضمن فعالية اللعب بين أشجار العنب والرمان ، أقوم برعي الغنم مع جدتي -رحمها الله-، لكن ما كنت أتعجب منه ،إلحاحها الدائم خلال الطريق من المنزل إلى المزرعة ترّديد قول: “خلي عينك عند رجلكِ”.كنت أتساءل :ما الذي سيعيق سيري خلال الطريق؟،
أو قد يلدغني ثعبان وأنا البس حذاء يحمي قدمي؟حتى سألتها ذات يوم بأني أرى طريقي من مسافه فيمكنني رؤية ما قد يضرني وتجنّبه، لكن حين أجابتني ،فهمت مغزى ذلك القول حين قالت فيما أذكر:”إن السير في طريق مستقيم يحميني من عقبةٍ ما قد تضرني، وأنني قد أُغدر دون ملاحظة مني كما قد يفعل الطريق بي”.
فالحياة مليئة بالعقبات التي تجعلنا لانتحرك خطوة للأمام، إمّا أن تبقينا في المنتصف أو تعيدنا خطوات للخلف، ليس بالضرورة أن تكون أمورًا عملية، بل قد يكونوا أشخاصًا يهدروا طاقتنا بنظرتهم السلبية ناحية الحياة، حتى نتأثر بهم ونغرق معهم نحو فوهة السوداوية.
لكن السؤال؛ هل علينا تجنّب تلك العقبات على أنها سببًا في شعورنا بالفشل وعدم التقدم أم التفكير بها والتعلم منها أم تقبُّلها وتجاوزها كأنها لم تحدث؟ لكن الإجابة الحقيقة أنها هي القوى الدافعة التي تشكّل دورًا محوريًا في نمونا الشخصي ومرونة أنفسنا، من خلال مواجهة هذه التحدّيات والتغلُّب عليها، فإننا نشكّل هويّاتنا، ونكتسب مهارات جديدة، ونكتسب الحكمة اللازمة لمعرفة أنفسنا والتنقل خلال مراحل الحياة، ممّا يسمح لنا “بالتفاعل” مع كل عقبة أخرى تواجهنا وإيجاد الحلول أو تجاوزها، وهذا ما يسمح لنا بتنظيم حياتنا بشكل أكبر في حال واجهنا غيرها في حياتنا، فالحياة تتغير بصورة مستمرة، والخطط والأشخاص، وكذلك العقبات، فما علينا هنا إلا أننا نتعلم منها ومحاولة عدم تأثيرها علينا أو على خططنا وأهدافنا.
وبالنظر لقصص الذين تغلبوا على العقبات فإن “هيلين كيلر” التي تغلبت على التغلب فقدان البصر والسمع وأصبحت أسطورة في الإلهام والقوة، بالإضافة لذكر العالم الفيزيائي ستيفن هوكينج الذي تغلب على مرض التصلُّب الجانبي الضموري الذي لم يمنعه من علمه ونشرنظرياته.
لذلك علينا معرفة ماهي العقبات الحقيقيه التي تكون سببًا في شعورنا بالتشتّت وعدم إكمال طريقنا، وهل نحن سبب فيها أو أنها تكون من مصادر خارجية، علينا أن ننظر إليها وكأنها لوح خشبي قطع الطريق بينما ننظر إليه تحت أقدامنا.
@i1_nuha
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
رفع 868 طنا من المخلفات والتراكمات خلال أسبوع بأحياء مدينة أسوان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد اللواء دكتور إسماعيل كمال محافظ أسوان على نجاح المحافظة فى تنفيذ الخطة العاجلة لحل مشكلة النظافة العامة بنطاق الأحياء والمناطق السكنية داخل مركز ومدينة أسوان وذلك بطريقة علمية محكمة وفقاً للدراسة الخاصة بتطوير إدارة منظومة المخلفات الصلبة الجارى اعتماد نتائجها.
التخلص الآمن منها بالمدفن المحكوم بالعلاقىوأوضح بأن الجهود التى تم بذلها على مدار أسبوع بالمرحلة الأولى والثانية من الخطة خلال الفترة الصباحية والمسائية أسفرت عن رفع أكثر من 868 طن من المخلفات والتراكمات، وتفريغ الصناديق والحاويات من القمامة، وتم التخلص الآمن منها بالمدفن المحكوم بالعلاقي ، بالإضافة إلى تنفيذ أعمال الكنس ورفع الأتربة بالشوارع والطرق الرئيسية، فضلاً عن تهذيب الأشجار ، وجارى مرحلياً تنفيذها لتشمل كافة المناطق.
وأشار الدكتور إسماعيل كمال إلى أننا نستهدف من هذه الخطة العاجلة التى تم تكليف نائب المحافظ المهندس عمرو لاشين بالإشراف على تنفيذها ، والاستعانة بالكوادر ذات الخبرة والكفاءة وبالتعاون مع جهود الجمعيات الأهلية لنصل إلى التكامل والتكاتف والعمل بروح الفريق الواحد لدعم مشروع النظافة من أجل تحقيق الأهداف المرجوة منه على الوجه الأكمل.
ولفت إلى أنه يتم بالتوازى تنفيذ أعمال الصيانة اللازمة للمعدات الخاصة بمشروع النظافة العامة ، وتكليف أصحاب المهارات من الفنيين لتشغيلها والحفاظ على سلامتها ، ولكى تعمل بالكفاءة والجدية المطلوبة مما يساهم فى الوصول لأعلى مستوى من النظافة كنموذج يتم تعميمه بباقى المدن ، وبما يليق مع المكانة الحضارية والتاريخية لهذه المحافظة العريقة .
1000140066 1000140064 1000140062 1000140060 1000140058