أهمية احتواء وتمكين النساء في العمل المناخي
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
رزان المبارك *
أخبار ذات صلة«يؤثر تغير المناخ على الجميع، إلا أن هذا التأثير يتفاوت بين الفئات المختلفة، ويؤدي إلى زيادة الفجوة القائمة أصلاً، والتي تمتد انعكاساتها بشكل كبير على الفئات الديموغرافية للمجتمع، والتي لا يتم تمثيلها بشكل عادل، ما يساهم بتفاقم الاختلافات الاجتماعية والاقتصادية.
ووفقاً لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، تعتبر النساء الأكثر عرضة لتأثيرات تغير المناخ مقارنة بالرجال، خاصة وأنهن يشكلن 70 في المئة من فقراء العالم، وعلى الرغم من الدور الفاعل الذي تقوم به النساء والفتيات اللاتي يعشن في الخطوط الأمامية لمواجهة الكوارث والأزمات المناخية، وانخفاض فرص نجاتهن منها بمقدار 14 مرة عن الرجال، يتم استبعاد النساء في كثير من الأحيان من النقاشات والقرارات والعمليات الخاصة بالعمل المناخي.
وبصفتي رائدة الأمم المتحدة للمناخ في COP28، فإنني أعمل مع فريقي بشكل حثيث لإبراز وإيصال وجهات نظر النساء المتنوعة وشرحها بشكل واضح وبسيط، وذلك انطلاقاً من إيماننا بأن الجهود العالمية للحفاظ على إمكانية تفادي تجاوز الارتفاع في درجة حرارة الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية، يجب أن تتضمن آراء ومقترحات ومساهمات وأساليب النساء والفتيات في العملية المناخية المتعددة الأطراف.
وأثبتت التجارب السابقة أن المجتمعات الأكثر نجاحاً في تعزيز استراتيجيات المرونة وبناء القدرات على التكيف لمخاطر وتداعيات تغير المناخ، هي تلك التي تشرك النساء في عملية التخطيط، حيث عادة ما تكون المرأة أولى الفئات المجتمعية التي تستجيب للكوارث الطبيعية، والأكثر مساهمة في جهود التعافي عبر التعامل بشكل مباشر مع احتياجات الأسر والمجتمع.
وتشير الأدلة العلمية إلى أن النساء يمكنهن قيادة العمل المناخي بشكل أكثر جرأة وفاعلية، حيث أدت المشاركات السابقة إلى تحسين الحوكمة وإدارة الموارد والاستعداد للكوارث المتعلقة بتغير المناخ، فعلى سبيل المثال نتج عن زيادة مشاركة النساء في البرلمانات الوطنية اعتماد سياسات مناخية أقوى وبالتالي تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة، كما تشير البيانات إلى أن الشركات ذات التمثيل المرتفع للنساء في مجالس إداراتها تملك إمكانية أفضل لوضع أهداف خاصة بتقليل الانبعاثات بواقع 21%.
ولكل هذه الأسباب وغيرها الكثير، فإن رئاسة COP28 تسعى لحشد الجهود من أجل ضمان أن يكون المؤتمر منصة تحتوي الجميع، وأنا سعيدة بالزخم المتزايد لرفع مستوى تمثيل المرأة والتكافؤ بين فرص الجنسين في خطط العمل المناخي، وتتطلب خطة العمل الخاصة بالنوع الاجتماعي والمتفق عليها في COP25 مشاركة النساء بشكل كامل ومتكافئ وفعّال في العمل المناخي متعدد الأطراف، وتقوم الأمانة العامة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ منذ العام 2012، بالإعلان عن بيانات النوع الاجتماعي ضمن الوفود الوطنية، وصناع السياسات ومتخذي القرار المشاركين في مؤتمرات الأطراف.
في وقت سابق من يونيو، قامت رئاسة COP28 بحثّ الأطراف على زيادة التنوع ومراعاة تمثيل النوع الاجتماعي ضمن الوفود الوطنية، وشملت هذه الدعوة كل المبادرات والفعاليات التي سبقت المؤتمر، بالإضافة إلى تنظيم استشارات متعددة لأخذ آراء الشباب والنساء والشعوب الأصلية والمجتمعات المحلية بهدف تعزيز الجهود الخاصة بمشاركة جميع الأطراف في المفاوضات وعملية صنع القرار المتعلق بالعمل المناخي ووضع السياسات وتطبيقها، علماً أن ثلثي قيادات رئاسة COP28 من النساء، ويتضمن ذلك معالي شما بنت سهيل المزروعي، وزيرة تنمية المجتمع ورائدة المناخ للشباب، وهناء الهاشمي رئيسة فريق الإمارات التفاوضي في COP28.
وضمن الجهود الخاصة بتمكين النساء للمساهمة وقيادة العمل المناخي، فقد قامت رئاسة COP28 بتقديم الدعم لبرنامج «صندوق الوفود النسائية» (WDF Night School)، الذي تديره منظمة المرأة للبيئة والتنمية، بالإضافة إلى المشاركة بتنظيم المؤتمر العالمي لبيانات النوع الاجتماعي والبيئة، مع كل من هيئة الأمم المتحدة للمرأة، الذي سيقام في الفترة من 28 إلى 29 نوفمبر 2023، في دبي، ويهدف للتركيز على نقص الاستثمار ببيانات النوع الاجتماعي وتقييمها للاستفادة منها بالجوانب المتعلقة بالعمل المناخي، وسيسعى لعرض منهج عمل جديد يساهم بتقديم التزامات سياسية وتوفير التدفقات المالية الهادفة لتحقيق المساواة بين الجنسين، والوسائل الخاصة بتنفيذ السياسات المناخية بالاعتماد على بيانات النوع الاجتماعي، كما يشارك بتنظيم المؤتمر كل من منظمة المرأة للبيئة والتنمية، واتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، والاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، ورواد المناخ بالأمم المتحدة.
وسيجمع مؤتمر الأطراف COP28، ضمن فعالياته في 4 ديسمبر والذي تم اختياره ليكون يوماً مخصصاً لمواضيع التمويل، والتجارة، والمساواة بين الجنسين، والإشراف والمتابعة، بين المعنيين من الباحثين والنشطاء إلى صانعي السياسات وممثلي المجتمع المدني، للنقاش حول النوع الاجتماعي وتغير المناخ، كما سنقوم أيضاً بالمشاركة في استضافة قمة «القيادات النسائية العربية»، بالتعاون مع منصة «السيدات للاستدامة والبيئة والطاقة WiSER»، لتحديد التحديات ومشاركة أفضل الممارسات وتطوير استراتيجيات تعزز المساواة بين الجنسين في جهود التخفيف والتكيف وتطوير المرونة المناخية.
نهدف من خلال عملنا لإيجاد أفضل الحلول لجميع الأطراف، ونحرص على تنوعها واستنادها لتجارب وخبرات سابقة ومشتركة، ولقد وضعنا احتواء الجميع ضمن منظومة العمل المناخي كركيزة لخطة عملنا، لأن جهود وآراء الجميع مهمة لتحقيق هدفنا في مواجهة أكبر تحدٍّ تواجهه البشرية حالياً».
* رائدة الأمم المتحدة للمناخ في COP28
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: التغير المناخي الإمارات المناخ الاستدامة مؤتمر الأطراف مؤتمر المناخ قمة المناخ رزان المبارك النوع الاجتماعی العمل المناخی الأمم المتحدة تغیر المناخ النساء فی رئاسة COP28 فی العمل
إقرأ أيضاً:
اتحاد العمال يطلق دليلاً تدريبياً جديداً لتعزيز قدرات النقابات العمالية وتمكين العاملين
صراحة نيوز- أطلق الاتحاد العام لنقابات عمال الأردن، وبدعم من مؤسسة فريدريش إيبرت، اليوم الأربعاء، الدليل التدريبي للنقابات العمالية الأردنية (الحقوق العمالية، المفاوضات الجماعية، إدارة الحملات النقابية، زيادة العضوية) بهدف تعزيز الثقافة العمالية لدى العاملين والنقابيين، وتطوير مهاراتهم في مجالات العمل النقابي.
جاء ذلك خلال، حفل نظمه الاتحاد، بحضور مدير مؤسسة فريدريش إيبرت سفن شقيرزنسكي، والمنسقة القُطرية لمنظمة العمل الدولية في الأردن، الدكتورة أمال موافي، ومديرة برنامج العمل اللائق للمرأة، ريم أصلان، ومدير علاقات العمل في وزارة العمل عدنان الدهامشة، ورؤساء النقابات العمالية، وخبراء في العمل النقابي وقضايا العمال.
وقال رئيس الاتحاد خالد الفناطسة، إن إصدار الدليل يعد ثمرة تعاون مشترك مع مؤسسة فريدريش إيبرت، ويأتي في إطار عملية الإصلاح الشاملة التي شرع بها الاتحاد منذ أكثر من عام، إيمانا منه بأهمية بناء قدرات النقابات العمالية التنظيمية وتمكين أعضائها من الدفاع عن حقوق العمال، لمواجهة التحديات التي تعترض مسيرتها من ضعف العضوية وتراجع القدرة التفاوضية إلى محدودية الوعي العام بالحقوق العمالية.
وثمن الفناطسة، دعم “فريدريش إيبرت” لإصدار الدليل ودورها البارز في دعم مشاريع الاتحاد الإصلاحية، مشيدا بالجهود الكبيرة التي بذلها الخبراء في إعداد المحتوى المعرفي، والمنهجية التي استند عليها الدليل.
بدورها، أوضحت مسؤولة الاتصال في المؤسسة، إسراء حسين، أنّ الدليل يمثّل أداة عملية، قابلة للاستخدام والتطبيق، وتقدّم حلولاً واضحة وتطبيقية بناءً على وضع العمال في الأردن، مشيرة إلى أهمية الدليل بأن يكون مرجعا لتدريب المدربين، ويسهم في بناء بيئة عمل أكثر فعالية للنقابيين ويعزز بيئة العمل اللائق للعاملين في شتى القطاعات.
من جهته، قدم رئيس المركز الأردني لحقوق العمل، حمادة أبو نجمة، بالنيابة عن لجنة الخبراء التي قامت بإعداد الدليل، شرحا موجزا حول الدليل، ودوره في تحقيق أهداف الاتحاد للنهوض بواقع النقابات العمالية وتمكينها للقيام بالدور المنوط بها.
يُشار أنّ رئيس مؤسسة فريدريش إيبرت، مارتن شولز، وقع خلال زيارته للاتحاد نهاية الشهر الماضي، صفحة اعتماد الدليل التدريبي.