وزيرة البيئة الموريتانية لـ«الاتحاد»: COP28 يحسم القضايا المناخية
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
عبدالله أبوضيف وشعبان بلال (القاهرة)
أخبار ذات صلة سلطان الجابر: دور فاعل للإماراتية في العمل المناخي «رئاسة كوب 28».. إنجازات عابرة للحدود مؤتمر الأطراف «COP28» تابع التغطية كاملةاعتبرت وزيرة البيئة الموريتانية لاليا علي كمرا، الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف «COP28» خطوة حاسمة في المفاوضات بشأن نظام المناخ لإنجاز القضايا العالقة، ومنها صندوق الخسائر والأضرار والتعاون الدولي طويل الأجل، والسعي للتوصل إلى توافق بشأن تسريع تنفيذ اتفاق باريس، الذي يواجه صعوبات مرتبطة بالاختلافات حول النهج الذي سيتم اعتماده.
وفي حوار خاص مع «الاتحاد»، أشادت وزيرة البيئة الموريتانية بتجربة الإمارات في الدفاع عن البلدان الضعيفة من خلال المعالجة العادلة للآثار الضارة لتغير المناخ، وتعزيز التحول العادل للطاقة، ومنها تركيب أكبر مصانع للألواح الشمسية في الشرق الأوسط، وهو ما أكسبها ثقة دولية كدولة رائدة في مجال البيئة والابتكار مع التقدم الذي سجلته في مجال الطاقة النظيفة.
وأضافت، أن موضوع التمويل يتصدر المناقشات في قمة المناخ، إضافة إلى صندوق الخسائر والأضرار الذي تم اعتماده خلال الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف في شرم الشيخ، ولكن يتعين تحديد آليات التنفيذ والتشغيل، وستكون الجوانب الأخرى للمفاوضات في قلب المناقشات مثل الخروج التدريجي والعادل من الوقود الأحفوري.
ووجهت كمرا الشكر لدولة الإمارات على جهودها ودعمها لمزيد من التعاون المشترك مع موريتانيا في مختلف المجالات، الأمر الذي يعطي العلاقات والصداقة مزيداً من القوة والعمق، لاسيما وأن هناك العديد من الاتفاقيات ذات الأهمية الكبيرة خاصة في مجالات الحفاظ على التنوع البيولوجي والحياة البرية وإعادة التشجير وغيرها، كما تدعم الإمارات محمية شمال موريتانيا للحفاظ على النظم البيئية التي تضررت بسبب التدخل البشري والتغير المناخي.
وذكرت وزيرة البيئة الموريتانية أن بلادها تواجه تحديات كبيرة في التكيف مع التغيرات المناخية بسبب الأمطار والتقلبات في درجات الحرارة، وهو ما يؤثر على المجتمع والنظم البيئية والاقتصاد، وقد أصبحت التحديات البيئية عالمية وعابرة للحدود بشكل متزايد وهو ما يفسر أهمية التعاوني لمواجهتها.
وقالت إن المنطقة الساحلية تعرض للتآكل، وهو ما يشكل ضغطاً على التواجد البشري والحفاظ على التنوع البيولوجي البحري والساحلي مع مناطقنا الثلاث المحمية «بانك دارجوين، ومنتزه دياولينج الوطني، ومحمية كاب بلانك الفضائية»، وفي المنطقة القارية هناك أزمة تصحر واضحة تمتد آثارها على التنوع البيولوجي للحيوانات والنباتات.
وأشارت لاليا كمرا إلى إعداد خطة مبكرة لإجراءات مكافحة التصحر والجفاف اللذين يمثلان نتيجة طبيعية لتغير المناخ، وأن التحدي الرئيسي هو التكيف لتأمين وحماية الموارد الزراعية والرعوية والمائية وإدارة مخاطر الكوارث المرتبطة بالمناخ، والتي تؤثر على المجتمعات والبنية التحتية، وفي هذا السياق يتم تطوير المناهج وربطها بالعمل البيئي كنموذج في الشراكة على المستوى المحلي.
شهدت موريتانيا على غرار دول الساحل، بفعل التغيرات المناخية، استمرار الجفاف، وقلة الأمطار التي تعرض لها الوسط الريفي كان لها انعكاس سلبي في الوسط البيئي والاجتماعي والاقتصادي.
وقد أدى تراجع الغطاء النباتي إلى حدة التصحر وكان كذلك السبب في نقص الثروة الحيوانية والإنتاج الزراعي، وهو أدى إلى حدوث هجرة ريفية مكثفة إلى المراكز الحضرية الكبيرة.
وقالت وزيرة البيئة الموريتانية إن بلادها طرف في الاتفاقية الإطارية واتفاق باريس، وتلتزم بمتطلبات البلاغات الوطنية والمساهمة الوطنية المحددة (NDC)، فضلاً عن مشاركتها في المبادرة الأفريقية للسور الأخضر التي تضم إحدى عشرة دولة ستضيف مقرها الرئيسي، وتهدف للجمع بين تدابير الاستجابة المناسبة للتعامل مع تغير المناخ.
وشددت وزيرة البيئة الموريتانية على أن تغير المناخ مثال على التنمية غير المستدامة، أي التي تحجب البعد البيئي لصالح الاقتصاد وتتناسب انبعاثات الغازات الدفيئة مع مستوى التصنيع وبالتالي فهي المسؤولية الأساسية للدول المتقدمة، ونحن نتحدث عن مسؤوليات مشتركة ولكن متباينة، وقد أثبت الواقع بوضوح أن مصير الكوكب يعتمد على التخفيض الكبير في الانبعاثات واعتماد نماذج اقتصادية منخفضة الكربون.
البيئة والسكان
التغيرات المناخية لها تأثيرات سلبية على البيئة والسكان، في الوسطين الريفي والحضري في موريتانيا، وهي تأثيرات بيئية واجتماعية واقتصادية، وتقدر نسبة تدهور المصادر الطبيعية بحوالي 17 في المئة من الناتج الفردي الخام، أي ما يقدر بخسارة سنوية قدرها 85 مليار أوقية (زهاء 327 مليون دولار)، حسب الوزارة المكلفة بالبيئة والتنمية المستدامة.
واستنكرت لاليا كمرا تراخي بعض الدول في بذل مزيد من الجهود اللازمة، التي حددها العلم، خشية انخفاض معدلات النمو الخاصة بها، ويجب عليها أن تثبت مسؤوليتها وتعمل على الحد من انبعاثاتها بشكل مناسب للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري وعدم ارتفاع الحرارة عن 1.5 درجة مئوية.
وقالت، إن الحل يتطلب زيادة مستوى الالتزام بين صناع القرار وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى انتقال عادل ومنصف للطاقة وعمل تعاوني قائم على الشفافية، كما يجب على البلدان المتقدمة أن تتحمل مسؤولياتها، فيما يتعلق بالعمل التعاوني، وتعبئة الأموال لتلبية احتياجات التكيف لدى البلدان الأقل نمواً، ومن الضروري إيجاد موارد من خلال أدوات مالية جديدة أكثر طموحاً ويسهل الوصول إليها.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: موريتانيا الإمارات المناخ التغير المناخي الاستدامة مؤتمر الأطراف مؤتمر المناخ وهو ما
إقرأ أيضاً:
وزيرة البيئة تبحث مع مدير صندوق التكيف آليات زيادة تمويل مشروعات التكيف
عقدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة لقاءا ثنائيا مع السيد ميكو أوليكاينن مدير صندوق التكيف، بحضور الأستاذة سها طاهر رئيس الإدارة المركزية للتغيرات المناخية وذلك على هامش مشاركتها في الشق الوزاري لمؤتمر المناخ COP29 بباكو بأذربيجان، والذي انطلقت فعالياته بدءا من من 11 إلى 22 نوفمبر 2024، تحت شعار "الاستثمار في كوكب صالح للعيش للجميع".
وقد بحث الجانبان آليات العمل على زيادة تمويل التكيف في إطار العمل على الخروج بهدف جمعي جديد لتمويل المناخ، حيث أعرب رئيس صندوق التكيف عن تطلعه للاستفادة من الدور المحوري للدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة المصرية في ملف تمويل المناخ خاصة مع قيادتها وشريكها الأسترالي لمشاورات الهدف الجمعي الجديد لتمويل المناخ خلال مؤتمر المناخ الحالي COP29.
وقد أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد على أهمية زيادة التمويل المخصص لتمويل التكيف، باعتباره أولوية للبلدان النامية بشكل خاص، موضحة ان الهدف الجمعي الجديد لتمويل المناخ الذي يتم العمل عليه حاليا يخص تمويل المناخ بشكل عام دون التطرق لتخصيص تمويلات بعينها للصناديق النوعية.
كما ثمنت وزيرة البيئة التعاون مع صندوق التكيف على المستوى الوطني، وزيادة حصة مصر في الصندوق بدلا من ١٠ مليون دولار التي تم استخدامها في تنفيذ مشروعات التكيف لتصبح ٢٠ مليون دولار فيما يخص المشروعات التنفيذية (Action grants) ومشروعات الاستعداد (Readiness Project)، وآليات الاستفادة من النوافذ الأخرى لتنفيذ مشروعات التكيف خارج الحصة التمويلية لمصر، ومنها المشروعات الابتكارية (Innovation grants)، والمشروعات الاقليمية (Regional grants)، والإمداد التمويلي للمشروعات التنفيذية القائمة (Project scale-up grants)، وتمويل التعليم في مجال التكيف (Learning grants)، وتعزيز الوصول المباشر للمعارف المحلية (Enhanced direct access).
جدير بالذكر أن المشروعات المصرية الممولة حاليا من صندوق التكيف هي مشروع مرونة الغذاء في صعيد مصر والتابع لبرنامج الغذاء العالمي ووزارة الزراعة، وهو مرحلتين بإجمالي ميزانية 10 مليون دولار استهدفت ٦٤ قرية مصرية، حيث تم إشراك أهالي القرى في مشروعات زراعية وابتكارية لتنويع مصادر الدخل وزيادة مرونة مجتمعاتهم في مواجهة التغيرات المناخية.