«غواصات» في بحر «الاستدامة»
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
خولة علي (دبي)
نحو بيئة بحرية مستدامة، يسعى فريق الغوص النسائي التابع لنادي الرياضات البحرية في الشارقة إلى تكثيف جهوده ونشاطه، للمحافظة على الحياة الفطرية في البيئة البحرية، من خلال إعادة تأهيل المواقع المتضررة منها، بتنفيذ عدة برامج ومشاريع ينجزها الفريق الذي يضم عضوات معتمدات من منظمات دولية في استزراع ومسح المرجان، إلى جانب مهام دراسة الأحياء البحرية وتنظيف الأعماق والشواطئ والبحث والإنقاذ، وأبدع الفريق في مهمته ودوره متخذاً على عاتقة مسؤولية الحفاظ على الثروة البحرية ونشر الوعي البيئي بين أفراد المجتمع.
تأهيل المرجان
مها سعيد سالم، عضو فريق الشارقة للغوص النسائي، حاصلة على شهادة غواص منقذ، وشهادة فحص الشعاب المرجانية للغواص البيئي العالمي، تقول: إن تجربتها مع الغوص بدأت منذ ثلاث سنوات، وانضمامها للفريق جاء لرغبتها في لعب دور إيجابي في المجتمع، وتعزيز المشاركة النسائية في مختلف مجالات الغوص.
ومن أبرز البرامج والمبادرات التي شاركت فيها مع الفريق، مبادرة استزراع إعادة تأهيل المرجان لتطوير حاضنات للمرجان وزيادة الرقعة المرجانية وإعادة تأهيل المناطق المتضررة في بحر خورفكان، حيث إن الشعاب المرجانية تُعد واحدة من أهم الموائل البحرية في دولة الإمارات والعالم، لأنها تدعم تواجد وتكاثر الأسماك بشكل كبير، خاصة أن أغلب الأسماك تفضل العيش في بيئة الشعاب المرجانية لتمنحها الحماية والدعم والغذاء.
تحديات
وترى مها سالم أن «كوب 28» يُعد أهم وأكبر مؤتمر دولي للعمل المناخي، كما أن البيئة البحرية والساحلية تشكل عنصراً متكاملاً وأساسياً من عناصر النظام البيئي، ومن خلال هذا المؤتمر سيتم استعراض التحديات التي تواجه البيئة البحرية، ووضع الحلول الناجعة التي تساهم في حمايتها من تداعيات التغيير المناخي، بما يدعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة، والمتمثلة في الحفاظ على المحيطات والبحار والموارد البحرية واستخدامها على نحو مستدام، إضافة إلى تكاتف الجهود بين مختلف فئات المجتمع للحد من مشاكل التلوث والصيد الجائر لضمان استدامتها للأجيال القادمة.
تغيرات مناخية
وتلفت إسراء الحوسني، غواصة بيئية ومتخصصة في استزراع مرجان من منظمة دولية، وعضو في الفريق النسائي للغوص، إلى أن بدايتها مع الغوص كانت بهدف الاستمتاع برؤية الكائنات البحرية في الأعماق ولرعبتها في توظيف مهاراتها في الغوص بما يحقق الفائدة لبيئتها ووطنها سخرت طاقتها في القيام بعدة نشاطات ومبادرات لحماية البيئة البحرية ومواجهة التغيرات المناخية والممارسات السلبية لمرتادي البحر.
وعن المبادرة التي شاركت فيها، تقول الحوسني: «نحن في نادي الشارقة الدولي للرياضات البحرية قمنا بمبادرة مشروع المرجان الذي يواكب جهود الدولة للحد من آثار التغير المناخي، وتزامنا مع استضافة الدولة لمؤتمر الأطراف (COP 28)، نأمل بنشر رسالة تؤكد أهمية المرجان الذي يعتبر ملاذاً للكثير من الكائنات البحرية».
أما عن التلوث البحري، فتوضح الحوسني أن هناك جهوداً مستمرة للحفاظ على نظافة المحيطات والبحار وحماية الحياة البحرية، حيث شهد عام الاستدامة منذ انطلاقته في الدولة الكثير من الأنشطة التي تسلط الضوء على التنمية المستدامة في البيئة البحرية، ونحن كفريق نشجع على التوعية بأهمية حماية البيئة البحرية.
تصوير الأعماق
تؤكد فاطمة الشامسي، غواصة ضمن الفريق، أن المحافظة على نظافة البيئة البحرية والرغبة في تطوير مهاراتها، كانت الدافع وراء انضمامها للفريق، إلى جانب حبها للاستكشاف وشغف تصوير الأعماق والاهتمام بالحياة الفطرية، من هنا أرادت أن تساهم بالتعاون مع فريقها في تنظيف البيئة البحرية وصون الطبيعة فيها.
وتقول الشامسي: «نسعى حالياً بالتعاون مع الفريق النسائي للغوص في تنظيف شواطئ إمارة الشارقة، حفاظاً على الحياة البحرية وتحقيق الاستدامة، من خلال العمل على مشروع استزراع المرجان».
وعن رؤيتها لمؤتمر (كوب 28)، تشير الشامسي إلى أن هذا الحدث العالمي سيحدث تغييراً ملحوظاً ويجعل الأشخاص أكثر وعياً بأهمية الحفاظ على البيئة البحرية أو البرية وغيرها، ونحن في دولة الإمارات فخورون باستضافة هذا المؤتمر، ونسعى لتوحيد الجهود العالمية نحو بيئة نظيفة ومستدامة.
مسؤولية وطنية
عائشة الشامسي، ترى أن تواجدها ضمن عناصر الفريق حقق رغبتها في صون البيئة البحرية والوقوف على أبرز مشاكلها، إلى جانب استغلال مهاراتها في الغوص لتقوم بواجبها ومسؤوليتها تجاه وطنها، من خلال الحد من التلوث الناتج من إلقاء النفايات في البحر والمشاركة في مبادرات تنظيف الأعماق والسواحل البحرية من المخلفات الضارة للبيئة من خلال منشورات توعوية، كما تشجع الشامسي الفتيات على تعلم مهارة الغوص لرؤية عوالم بديعة تزخر بها الأعماق البحرية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الاستدامة التغير المناخي كوب 28 المناخ مؤتمر الأطراف مؤتمر المناخ الشارقة الرياضات البحرية البیئة البحریة من خلال
إقرأ أيضاً:
«الشارقة للرياضات البحرية» يكشف عن أول قارب لـ«الفورمولا» من إنتاجه
الشارقة (وام)
كشف نادي الشارقة الدولي للرياضات البحرية عن أول قارب لـ«الفورمولا» من صنعه وإنتاجه، وذلك خلال مشاركته في معرض أبوظبي للقوارب 2024 الذي أنطلق اليوم في مركز أدنيك أبوظبي، ويستمر حتى 24 نوفمبر الجاري.
ويمثل هذا الحدث إنجازاً كبيراً للنادي ويعكس التزامه بتعزيز رياضة «الفورمولا» في المنطقة كما يعزز مكانة النادي وجهة رائدة في مجال الرياضات البحرية والتزامه بالابتكار والتطوير في المجالات الرياضية ما يعكس رؤية الإمارة في أن تكون مركزًا للتميز في مختلف القطاعات.
وأعرب خالد جاسم المدفع رئيس مجلس إدارة النادي عن فخره واعتزازه بتقديم قارب الشارقة للفورمولا الذي يمثل قمة الابتكار في صناعة الرياضات البحرية، والذي يعزز الهوية الوطنية والفخر المحلي من خلال دعم المشاريع المحلية والمواهب الشابة، مؤكداً أن الاستثمار في التكنولوجيا المتطورة يعكس التزام النادي بتعزيز مكانة الشارقة على الساحة العالمية، مشيراً إلى أن هذا القارب سيكون له دور كبير في تحقيق إنجازات جديدة في السباقات البحرية خلال مشاركته في المنافسات العالمية القادمة.
وأشار المدفع إلى أن القارب السريع الذي تم تصنيعه في نادي الشارقة الدولي للرياضات البحرية يتميز بتقنيات متطورة وتصميم مبتكر يجعله قادراً على المنافسة في السباقات العالمية كما يتمتع بسرعته الفائقة وقدرته على المناورة، مما يجعله خياراً مثالياً للسباقات البحرية، حيث تم تزويده بمحرك قوي ونظام تحكم متقدم يضمن الاستجابة السريعة في مختلف الظروف المائية، فيما تم تصميمه باستخدام مواد خفيفة الوزن ولكنها قوية مما يعزز من أدائه وكفاءته في استهلاك الوقود والطاقة النظيفة.