«القرية التراثية».. نافذة على حياة الأجداد
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
لكبيرة التونسي (أبوظبي)
عبر مجموعة من التصاميم والحرف وفنون الطهي التقليدية واستعراضات الفرق الشعبية، يعيش جمهور «مهرجان الشيخ زايد 2023» في منطقة الوثبة بأبوظبي، تجربة حية ومتنوعة يوفرها جناح «القرية التراثية». وهو يعيد إحياء الماضي العريق، ويسلّط الضوء على تراث الحرف اليدوية، عبر مساحات تضم السوق القديم، والساحات المفتوحة، ومختلف البيئات التي تضع الإنسان ضمن محور اهتمامها، حيث صممت الفعاليات بشكل تفاعلي، من خلال التظاهرة الثقافية التراثية التي تخاطب مختلف الأجيال للاستمتاع بأسلوب إبداعي مبتكر.
عيون الحاضر
بموقعها المميز وأقسامها وبيئاتها المتنوعة، تستقطب «القرية التراثية» الزوار من مختلف الجنسيات، للاستمتاع بما تستعرضه من عادات وتقاليد الموروث، وثقافة الطعام والزواج والحرف اليدوية والفنون الشعبية، ومرافقها المتعددة التي تجسد تاريخ المنطقة، عبر نافذة تعكس الماضي بعيون الحاضر. وتجسد القرية روح الزمن القديم، إذ يتجول الزائر بين الفرجان، ليجد الدكان والنساء في تجمعات تعمل بتفان وإتقان على الحرف اليدوية، بينما يتجول الباعة في الساحة المفتوحة على مختلف الأجنحة. أما الأروقة فتعرض صورة من الحياة قديماً مثل «زهبة العروس» والحناء وخض اللبن وصناعة المالح، وسواها من المشاهد التي تضع الجمهور في الزمن الأول. وتعرض القرية عادات وتقاليد مجتمع دولة الإمارات بمختلف بيئاته الساحلية والجبلية والبدوية والزراعية من خلال تقديم التراث الحي بمكونات تراثية تروي جانباً من تاريخ الوطن، كما تنقل مختلف التقاليد الموروثة الخاصة بنمط الحياة الاجتماعية عبر حرفيين يجسدون معيشة الأجداد.
ورش عمل
من داخل القرية يستعرض الحرفيون أمام الزوار، مجموعة صناعات مارسها الأجداد وحافظوا عليها إلى اليوم، بما فيها البيئة البحرية والصحراوية والجبلية والزراعية، بتصاميمها المطابقة لواقع البيئات قديماً، وورش العمل والعروض التراثية التي تثري يومياً فكر الزائر ليعيش عبق زمان وتاريخ المنطقة. وتتضمن القرية مجموعة واسعة من الحرف التي يتفاعل معها الجمهور، والتي درج عليها الآباء والأجداد سابقاً، وكانت تشكل مصدر قوتهم ودلالة على مهارة الحرفي الإماراتي الذي تأقلم مع الطبيعة واستثمر خيراتها بفعل ذكائه. وتعرِّف القرية زوارها بأبواب التراث وتجسده أمام الأجيال، كصور من حياة الآباء والأجداد قديماً، وتدعوهم إلى المشاركة في الورش التعليمية الحية، في خطوة للحفاظ على الموروث واستدامته.
استقطاب الجمهور
تستقطب «القرية التراثية» بأقسامها المختلفة الزوار الذين يحرصون على مشاهدة أعمال الحرفيين وهم يقدمون أعمالهم اليدوية، حيث يستمعون إلى شرح واف عن طبيعة كل بيئة وحرفها ومنتجاتها. وتشمل الحرف التقليدية: صناعة السدو وقرض البراقع وخياطة السرود والغزل والنسيج وصناعة التلي وخض اللبن وصناعة المالح وصناعة الحابول والجدف والأسواق وصناعة البخور. ويتوقف الجمهور عند براعة الصناع وإبداعاتهم، ويطلعون على جانب من عادات وتقاليد الإمارات الأصيلة، والتي انعكست على امتداد الدولة.
أسلوب حياة
تروي «القرية التراثية» جانباً من تاريخ الوطن، وتنقل التراث الإماراتي عبر العديد من الحرفيين، لتعيد إحياء أسلوب حياة الأجداد، بمشاهد تمثيلية واقعية. وقالت حمامة عبيد التي تستعرض «زهبة العروس» والحناء والملابس التراثية، أنها سعيدة بتفاعل الجمهور المتعطش لمعرفة عادات وتقاليد الزهبة والعرس الإماراتي، وبعض الممارسات الاجتماعية المرتبطة بهذه الطقوس. وأوضحت أن عادات وتقاليد الأعراس الإماراتية، قد تختلف من منطقة لأخرى، إلا أنها تبقى متشابهة في محتواها وقيمها وأصالتها، لافتة إلى أن العروس كانت تتزين بمواد طبيعية من صنع النساء، وتتحنى بطريقة تقليدية. وكان «بيت الزهبة» يتضمن عدداً من المقتنيات الخاصة بالعروس، ويأتي على رأسها الذهب الذي كان يوضع في صندوق كبير، يتألف من الذهب الذي تشتريه العروس من مهرها أو يهديه لها «المعرس»، إلى جانب مواد الزينة والأقمشة والهدايا الأخرى التي تعبر عن المستوى الاجتماعي للعريس.
أهازيج تراثية
ضمن «القرية التراثية» وفرجانها وسوقها وساحاتها النابضة بالحياة، تظهر يومياً حضارة الإمارات وجوانب متعددة من ثقافتها ومورثها الشعبي. وتعزز الأهازيج التراثية والحرف القديمة من ثقافة صون التراث والاعتزاز به، عبر أنشطة تحث النشء على التمسك بالتراث وبتفاصيل الحياة الإماراتية قديماً. وقال سعيد علي سالم الكعبي، رئيس فرقة «الهيلي الحربية» إنه فخور بالمشاركة التي تمد الأجيال بالمعرفة، وتحث على صون الموروث الشعبي لفن الرزفة، وهو تراث قديم يقدم في المناسبات السعيدة والأعراس واحتفالات الدولة. وتتزيّن ساحات القرية باستعراضات الفنون الشعبية الإماراتية عبر أداء موسيقي يعكس المخزون التراثي، والموروث الوطني الذي يمثل عبق المعاني بروح الألفة والمودة والمحبة التي عاشها الأجداد، ليبقى راسخاً في النفوس، ورمزاً ملهماً لتعزيز الهوية الوطنية وروح الانتماء.
«السوق الشعبي»
يقدم «السوق الشعبي» في القرية التراثية، منتجات تعرضها الأسر المنتجة من عطور وبخور وملابس مطرزة، ويتيح تجربة متفردة تربط الماضي بالحاضر من خلال الفعاليات الحية، بما فيها فرصة تذوق الأطباق الشعبية، ومشاهدة اللوحات الفنية وما تقدمه الفرق الشعبية من عروض متنوعة.
«المباني التقليدية»
تتيح «القرية التراثية» للزوار التجول في المباني التقليدية واكتشاف الحياة اليومية في الإمارات قديماً، والتعرف على نمط حياة الأولين وكيفية مجاراة الحقبة الزمنية، من خلال العروض الحية، مثل «الدكان القديم». وقال محمد الهاجري: نستعرض جانباً من محتويات الدكان، مثل ورق الشاي ولبان «أبودقة» والمربي والمكسرات و«اليقط»، ونحرص على تقريب هذا الجيل من صور الحياة الاجتماعية قديماً، بينما نستعيد الذكريات القديمة لكبار السن.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: القرية التراثية مهرجان الشيخ زايد الوثبة أبوظبي القریة التراثیة عادات وتقالید من خلال
إقرأ أيضاً:
مركز حقوقي بغزة: “إسرائيل” تتعمد قتل الصحفيين لترهيبهم ومنعهم من نقل الحقيقة
#سواليف
اتهم “المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان” #الاحتلال_الإسرائيلي بتعمد استهداف و #قتل #الصحفيين في قطاع #غزة بهدف ترهيبهم ومنعهم من #نقل_الحقيقة للعالم، معتبراً ذلك جزءاً لا يتجزأ من جريمة الإبادة الجماعية المستمرة في القطاع. جاء ذلك عقب جريمة اغتيال الصحفي الفلسطيني سعيد أمين أبو حسنين وزوجته وابنته في دير البلح وسط القطاع.
وأدان المركز، في بيان صحفي أمس الجمعة، جريمة الاغتيال التي وقعت الأربعاء الموافق 23 أبريل/نيسان 2025، حيث أطلقت طائرة حربية إسرائيلية صاروخاً استهدف الصحفي سعيد أمين أبو حسنين (42 عاماً)، بينما كان يسير برفقة زوجته أسماء جهاد أبو حسنين وابنته سارة (15 عاماً) في شارع البيئة وسط مدينة دير البلح، مما أدى إلى مقتلهم جميعاً. وأشار المركز إلى أن الصحفي حسنين كان يعمل في مجال هندسة الصوت والدمج الصوتي في إذاعة “صوت الأقصى” بغزة.
ويرى المركز أن استمرار استهداف وقتل الصحفيين بشكل متصاعد يظهر بما لا يدع مجالاً للشك أن القتل عمدي ومقصود بهدف ترهيبهم وتخويفهم ومنعهم من نقل الحقيقة للعالم، وؤكد المركز أن استمرار إفلات قوات الاحتلال من العقاب يشجعها على ارتكاب المزيد من الانتهاكات والجرائم بحق الصحفيين وعائلاتهم دون رادع.
مقالات ذات صلة القسام: أوقعنا قوة خاصة إسرائيلية بين قتيل وجريح 2025/04/26ووفقاً للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة، يرتفع بذلك عدد الصحفيين الذين قتلوا منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى (212) صحفياً، وهو العدد الأعلى في العالم منذ بدء الإحصاء للقتلى الصحفيين في العام 1992. وبين هؤلاء القتلى (13) صحفية. ولفت المركز إلى أن الغالبية العظمى من الصحفيين قتلوا خلال غارات جوية، بينما قتل آخرون بنيران القناصة، وقتل عدد كبير منهم مع عائلاتهم خلال استهداف منازلهم، أو خلال القصف العشوائي، أو خلال قيامهم بمهام صحفية. كما أصيب خلال العدوان (194) صحفياً آخرون.
وأكد المركز أن استهداف الصحفيين/الصحفيات جاء بهدف “الاستفراد بالضحية” وتغييب نقل وقائع الإبادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال ضد المدنيات والمدنيين في قطاع غزة.
وشدد المركز، على أن القتل العمد للصحفيين يعد جريمة حرب تقع ضمن اختصاص المحكمة الجنائية الدولية، ويستوجب مساءلة مرتكبيه، كما يعد اعتداء على الحق في حرية الصحافة والتعبير المكفولة بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان.
وطالب المركز، في ختام بيانه، المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لوقف استهداف الصحفيين فوراً، والعمل على توفير حماية دولية للمدنيين بمن فيهم الصحفيون في غزة. كما دعا أجسام الصحافة الدولية، مثل الاتحاد الدولي للصحفيين، إلى التحرك العاجل للضغط من أجل محاسبة إسرائيل على قتل واستهداف الصحفيين في فلسطين.
وحث المركز المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية على التسريع باتخاذ إجراءات عملية لإنجاز التحقيق في الجرائم المرتكبة في الأراضي الفلسطينية، بما فيها جرائم قتل الصحفيين. ودعا المقررة الخاصة المعنية بحرية الرأي والتعبير بالأمم المتحدة إلى تعزيز الجهود لحماية هذا الحق والتحقيق في جرائم الاحتلال بحق الصحفيين ووسائل الإعلام في الأرض الفلسطينية المحتلة.
وبدعم أميركي وأوروبي، ترتكب “إسرائيل” منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، إبادة جماعية في قطاع غزة، أسفرت عن أكثر من 169 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود.
انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة)انقر للمشاركة على WhatsApp (فتح في نافذة جديدة)انقر للمشاركة على Telegram (فتح في نافذة جديدة)النقر لإرسال رابط عبر البريد الإلكتروني إلى صديق (فتح في نافذة جديدة)اضغط للطباعة (فتح في نافذة جديدة)