صحيفة الاتحاد:
2024-12-23@01:44:39 GMT

«القرية التراثية».. نافذة على حياة الأجداد

تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT

لكبيرة التونسي (أبوظبي)
عبر مجموعة من التصاميم والحرف وفنون الطهي التقليدية واستعراضات الفرق الشعبية، يعيش جمهور «مهرجان الشيخ زايد 2023» في منطقة الوثبة بأبوظبي، تجربة حية ومتنوعة يوفرها جناح «القرية التراثية». وهو يعيد إحياء الماضي العريق، ويسلّط الضوء على تراث الحرف اليدوية، عبر مساحات تضم السوق القديم، والساحات المفتوحة، ومختلف البيئات التي تضع الإنسان ضمن محور اهتمامها، حيث صممت الفعاليات بشكل تفاعلي، من خلال التظاهرة الثقافية التراثية التي تخاطب مختلف الأجيال للاستمتاع بأسلوب إبداعي مبتكر.


عيون الحاضر
بموقعها المميز وأقسامها وبيئاتها المتنوعة، تستقطب «القرية التراثية» الزوار من مختلف الجنسيات، للاستمتاع بما تستعرضه من عادات وتقاليد الموروث، وثقافة الطعام والزواج والحرف اليدوية والفنون الشعبية، ومرافقها المتعددة التي تجسد تاريخ المنطقة، عبر نافذة تعكس الماضي بعيون الحاضر. وتجسد القرية روح الزمن القديم، إذ يتجول الزائر بين الفرجان، ليجد الدكان والنساء في تجمعات تعمل بتفان وإتقان على الحرف اليدوية، بينما يتجول الباعة في الساحة المفتوحة على مختلف الأجنحة. أما الأروقة فتعرض صورة من الحياة قديماً مثل «زهبة العروس» والحناء وخض اللبن وصناعة المالح، وسواها من المشاهد التي تضع الجمهور في الزمن الأول. وتعرض القرية عادات وتقاليد مجتمع دولة الإمارات بمختلف بيئاته الساحلية والجبلية والبدوية والزراعية من خلال تقديم التراث الحي بمكونات تراثية تروي جانباً من تاريخ الوطن، كما تنقل مختلف التقاليد الموروثة الخاصة بنمط الحياة الاجتماعية عبر حرفيين يجسدون معيشة الأجداد.

ورش عمل
من داخل القرية يستعرض الحرفيون أمام الزوار، مجموعة صناعات مارسها الأجداد وحافظوا عليها إلى اليوم، بما فيها البيئة البحرية والصحراوية والجبلية والزراعية، بتصاميمها المطابقة لواقع البيئات قديماً، وورش العمل والعروض التراثية التي تثري يومياً فكر الزائر ليعيش عبق زمان وتاريخ المنطقة. وتتضمن القرية مجموعة واسعة من الحرف التي يتفاعل معها الجمهور، والتي درج عليها الآباء والأجداد سابقاً، وكانت تشكل مصدر قوتهم ودلالة على مهارة الحرفي الإماراتي الذي تأقلم مع الطبيعة واستثمر خيراتها بفعل ذكائه. وتعرِّف القرية زوارها بأبواب التراث وتجسده أمام الأجيال، كصور من حياة الآباء والأجداد قديماً، وتدعوهم إلى المشاركة في الورش التعليمية الحية، في خطوة للحفاظ على الموروث واستدامته. 
استقطاب الجمهور
تستقطب «القرية التراثية» بأقسامها المختلفة الزوار الذين يحرصون على مشاهدة أعمال الحرفيين وهم يقدمون أعمالهم اليدوية، حيث يستمعون إلى شرح واف عن طبيعة كل بيئة وحرفها ومنتجاتها. وتشمل الحرف التقليدية: صناعة السدو وقرض البراقع وخياطة السرود والغزل والنسيج وصناعة التلي وخض اللبن وصناعة المالح وصناعة الحابول والجدف والأسواق وصناعة البخور. ويتوقف الجمهور عند براعة الصناع وإبداعاتهم، ويطلعون على جانب من عادات وتقاليد الإمارات الأصيلة، والتي انعكست على امتداد الدولة.

أخبار ذات صلة «منار أبوظبي».. عروض فنية وتشكيلية ملهمة جمعية الخيول العربية تنظم دورة «التحكيم الوطني»

أسلوب حياة
تروي «القرية التراثية» جانباً من تاريخ الوطن، وتنقل التراث الإماراتي عبر العديد من الحرفيين، لتعيد إحياء أسلوب حياة الأجداد، بمشاهد تمثيلية واقعية. وقالت حمامة عبيد التي تستعرض «زهبة العروس» والحناء والملابس التراثية، أنها سعيدة بتفاعل الجمهور المتعطش لمعرفة عادات وتقاليد الزهبة والعرس الإماراتي، وبعض الممارسات الاجتماعية المرتبطة بهذه الطقوس. وأوضحت أن عادات وتقاليد الأعراس الإماراتية، قد تختلف من منطقة لأخرى، إلا أنها تبقى متشابهة في محتواها وقيمها وأصالتها، لافتة إلى أن العروس كانت تتزين بمواد طبيعية من صنع النساء، وتتحنى بطريقة تقليدية. وكان «بيت الزهبة» يتضمن عدداً من المقتنيات الخاصة بالعروس، ويأتي على رأسها الذهب الذي كان يوضع في صندوق كبير، يتألف من الذهب الذي تشتريه العروس من مهرها أو يهديه لها «المعرس»، إلى جانب مواد الزينة والأقمشة والهدايا الأخرى التي تعبر عن المستوى الاجتماعي للعريس. 
أهازيج تراثية
ضمن «القرية التراثية» وفرجانها وسوقها وساحاتها النابضة بالحياة، تظهر يومياً حضارة الإمارات وجوانب متعددة من ثقافتها ومورثها الشعبي. وتعزز الأهازيج التراثية والحرف القديمة من ثقافة صون التراث والاعتزاز به، عبر أنشطة تحث النشء على التمسك بالتراث وبتفاصيل الحياة الإماراتية قديماً. وقال سعيد علي سالم الكعبي، رئيس فرقة «الهيلي الحربية» إنه فخور بالمشاركة التي تمد الأجيال بالمعرفة، وتحث على صون الموروث الشعبي لفن الرزفة، وهو تراث قديم يقدم في المناسبات السعيدة والأعراس واحتفالات الدولة. وتتزيّن ساحات القرية باستعراضات الفنون الشعبية الإماراتية عبر أداء موسيقي يعكس المخزون التراثي، والموروث الوطني الذي يمثل عبق المعاني بروح الألفة والمودة والمحبة التي عاشها الأجداد، ليبقى راسخاً في النفوس، ورمزاً ملهماً لتعزيز الهوية الوطنية وروح الانتماء.

«السوق الشعبي»
يقدم «السوق الشعبي» في القرية التراثية، منتجات تعرضها الأسر المنتجة من عطور وبخور وملابس مطرزة، ويتيح تجربة متفردة تربط الماضي بالحاضر من خلال الفعاليات الحية، بما فيها فرصة تذوق الأطباق الشعبية، ومشاهدة اللوحات الفنية وما تقدمه الفرق الشعبية من عروض متنوعة.
«المباني التقليدية»
تتيح «القرية التراثية» للزوار التجول في المباني التقليدية واكتشاف الحياة اليومية في الإمارات قديماً، والتعرف على نمط حياة الأولين وكيفية مجاراة الحقبة الزمنية، من خلال العروض الحية، مثل «الدكان القديم». وقال محمد الهاجري: نستعرض جانباً من محتويات الدكان، مثل ورق الشاي ولبان «أبودقة» والمربي والمكسرات و«اليقط»، ونحرص على تقريب هذا الجيل من صور الحياة الاجتماعية قديماً، بينما نستعيد الذكريات القديمة لكبار السن.

 

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: القرية التراثية مهرجان الشيخ زايد الوثبة أبوظبي القریة التراثیة عادات وتقالید من خلال

إقرأ أيضاً:

غلاسكو تبوح بأسرارها من نافذة المسافر

وفي حلقة جديدة من برنامج "المسافر" الذي يبث على منصة "الجزيرة 360" طافت الكاميرا على جوانب غلاسكو التي تقف شامخة في قلب أسكتلندا، كمدينة تحمل إرثًا تاريخيًا عريقًا وحاضرًا مشرقًا.

وتعتبر غلاسكو رابع أكبر مدن المملكة المتحدة، وتتميز بتنوع فريد يجمع بين النهضة الصناعية والإبداع الفني، لتكون واحة للثقافة والتاريخ والحداثة.

اقرأ أيضا list of 1 itemlist 1 of 1رحلة استثنائية في عاصمة السحر والجمال الأسكتلنديةend of list

وبحسب مقدم البرنامج حازم أبو وطفة فإن ساحة جورج تعتبر القلب النابض في المدينة، حيث يقف تمثال والتر سكوت شاهدًا على العراقة الأدبية.

كما تروي المباني الكلاسيكية المهيبة قصص المدينة، وخاصة مبنى البورصة التاريخي الذي تحول اليوم إلى متحف للفن الحديث.

هندسة معمارية فريدة

وأفردت الحلقة فقرة لمتحف كيلفينغروف الذي يعد معلمًا ثقافيًا فريدًا يستعرض تاريخ أسكتلندا والعالم، ويضم كنوزًا أثرية ولوحات تاريخية تروي حكايات الحروب والصراعات، مع التركيز على الإبداع الإنساني عبر العصور.

ويعتبر طبق "الهاكيز" -المصنوع من أحشاء الخروف ودقيق الشوفان- طبقًا وطنيًا يعكس أصالة المطبخ الأسكتلندي، ويشبه إلى حد كبير الكبة في بلاد الشام.

كما أبرزت الكاميرا جوانب المعمار والهندسة حيث تتميز المدينة بهندسة معمارية فريدة تمتزج فيها المباني الشاهقة ذات الطراز الكلاسيكي مع المعالم الحديثة، خاصة في وسط المدينة وشوارعها النابضة بالحياة.

إعلان

وتعتبر كاتدرائية غلاسكو من أبرز معالم المدينة الدينية وتعد معلمًا رائعًا يحمل 800 عام من التاريخ، بأبراجها المرتفعة وواجهاتها المنحوتة والنوافذ الزجاجية الملونة.

21/12/2024

مقالات مشابهة

  • هذا ما كشفه تحقيق مع “حراق” نجا من الغرق !
  • عادات يومية إذا طبقتها ستصبح أكثر سعادة ووفرة وإيجابية
  • غلاسكو تبوح بأسرارها من نافذة المسافر
  • شبكات العناكب والاحتفال بالأموات .. أغرب عادات الاحتفال بالكريسماس
  • بمشاركة ١٢٠ عارض.. افتتاح معرض كنوز للحرف التراثية بالبحر الاحمر
  • باحث أثري : معابد الكرنك بالأقصر استخدمت قديما كمرصد فلكي لقياس الزمن
  • للحفاظ على حدة العقل.. 8 عادات يجب توديعها
  • للحفاظ على قوة عقلك وتركيزه.. 5 عادات يومية ضارة ابتعد عنها
  • آخر موعد لإقامة معرض الحرف التراثية بالفسطاط.. اشتر بأسعار مخفضة
  • وزير الإسكان: توجيهات الرئيس تشدد على سرعة الانتهاء من المشروعات التي تمس حياة المواطنين