في حوار مر بي مصادفة مع الدكتورة هاله سرحان، لفت انتباهي ردها على محاورِها حين سألها: أين أنت من الإعلام؟ فقالت له: «أنا مذيعة مش إعلامية» ومهنتي مقدسة، لكن الإعلام ليس صفتي فأنا أستغرب اليوم من كثيرين يقولون بأنهم إعلاميون مثل فتاة تعرّف نفسها بأنها إعلامية وتساءلت: «هِيَّ بْتِعلم مين»؟!
وهو سؤال مهم ويصب في عمق الحالة الفوضوية التي تشهدها الساحة الإعلامية إن صح الوصف، فنحن حقيقة لا نرى إعلاميين أو إعلاميات حقيقيات، وإنما بعض وجوه تملؤها المساحيق وتجلس وراء مكتب من السوق الصيني، أو تستغل مكان عمل لا زحمة فيه، أو شارع، أو سيارة.

. ويبثون مواد لا تترجم أو تحمل مواصفات الرسالة الإعلامية المهنية والعلمية التي نهلنا منها على مقاعد الدراسة حفظاً وممارسة عملية في استوديوهات حية، أو في صحف تنبض بالحياة بين مهنيين من صحافيين ومخرجين ومديري تحرير وسواهم، عملوا على نقل خبراتهم إلينا.
كانوا دوماً يقولون: إن الصحافة مهنة من لا مهنة له، ليت الذي قالها انتظر حتى وقتنا هذا ليعرف حقيقة هذا الحكم الجائر الذي ظلم الصحافة والصحافيين الذين يمتهنون أهم الوظائف، ويكفي أنهم يقفون في ساحات الحروب والمعارك لينقلوا الصورة والخبر بمهنية عالية يعرفون بأنها جاءت نتيجة لخبرة طويلة، ولم تأت من خلال التصوير في محلات البقالة، وبيع الملابس.
للإعلامي صفات مهمة، أولها أن يتحلى بالعمق الأخلاقي والثقافي والأمانة المهنية، والدقة، وعدم التعدي على الآخرين، ودراسة المجتمع بشكل دقيق وواقعي. 
من هنا، فإنه ليس كل من وقف وراء شاشة أصبح يُشار إليه بأنه إعلامي، والحقيقة أستغرب أن تَستقبل محافل عالمية أشخاصاً لا ينتمون لهذه المهنة بأي وجه من الوجوه ليكونوا سفراءهم، أو متحدثين على منابرهم، وهم لا يملكون أدنى معايير المهنة.
ومن هنا، فإن من المهم وضع شروط دقيقة محكومة الرقابة على كل من يتجنى على التخصصات الإعلامية فهذه مهنٌ لها قيمتها وقداستها وقوتها، وهناك فرق كبير بين صانع محتوى أو ما يسمى بمؤثر، وكاتب ومحرر ومذيع، الأمر في حاجة إلى وقفة جادة ليعرف كل ّمن يجلس وراء كاميرا ليجني المال، ويرمي المجتمعات بما ليس فيها، أو يُنظّر على الناس وبيته من زجاج، بأنه متطفل وموهوم، وعليه أن يتوقف ليُراجع نفسه فربما يتراجع.
 وقديماً قالوا: «لو كل من يا ونِيَر ما تمْ في الوادي شيَر»، وسلامتكم.

أخبار ذات صلة شيخة الجابري تكتب: بعضكَ، وحدك شيخة الجابري تكتب: عجائب في زمن الغرائب

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: أحوال شيخة الجابري

إقرأ أيضاً:

تعلن محكمة خمر بأنه تقدم إليها الأخت/ كاتبة الخباط بطلب إنحصار وراثة

تعلن محكمة خمر بأنه تقدم إليها الأخت/ كاتبة الخباط بطلب إنحصار وراثة

مقالات مشابهة

  • شيخة النويس تكشف عن مبادرة «القرى الموسيقية عبر القارات»
  • "الأورومتوسطي": مناورة "إسرائيل" الإعلامية بشأن إدخال المساعدات إلى غزة فاضحة
  • يعلن هيثم محمد صالح عن فقدان ترخيص مزاولة مهنة صيدلة رقم (00008034)
  • تعلن سوسن حميد الجلهم عن فقدان ترخيص مزاولة مهنة قبالة
  • توترات الحدود مع سوريا... بين التهويل والواقع
  • شيخة الجابري تكتب: كنز ليوا الأخضر
  • اعتراف إسرائيلي بـالهزيمة في الساحة الإعلامية بسبب تأثير الإبادة والتجويع
  • ورث المهنة عن والده.. بائع عسل يروي قصة 55 عاما من العمل
  • تعلن محكمة خمر بأنه تقدم إليها الأخت/ كاتبة الخباط بطلب إنحصار وراثة
  • انطلاق التوطين في الصيدلية غدًا