الأرشيف والمكتبة الوطنية يسلط الأضواء على صناعة النشر
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
أبوظبي – الوطن:
نظم الأرشيف والمكتبة الوطنية ندوة متخصصة في “صناعة النشر.. بين التحديات والفرص” انطلاقاً من اهتمامه بالقراءة التي تعدّ الهدف الأول من النشر، وقد ركزت الندوة على اهتمام الأرشيف والمكتبة الوطنية بالنشر الجادّ المتمثل بإصداراته التي تثري الأوساط الثقافية، وتحفظ للأجيال تاريخ وتراث دولة الإمارات ومنطقة الخليج، وناقشت قضايا مهمة؛ أبرزها: أزمة صناعة الكتاب، وتحديات صناعة النشر، والابتكار فيها، ودورها في الثقافة وتطور المجتمعات.
وبحضور سعادة عبد الله ماجد آل علي مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية، افتتحت الندوة بكلمة ألقاها الأستاذ حمد سليم الحميري مدير إدارة البحوث والخدمات المعرفية، أكد فيها أن الأرشيف والمكتبة الوطنية يحرص على أن تصبّ منشوراته في مصلحة الوطن، وحفظ ذاكرته الموثقة، وهذا ما يجعلها تلاقي إقبالاً مميزاً.
وأشار إلى أن صناعة النشر في دولة الإمارات العربية المتحدة تشهد تطوراً كبيراً يبشر بتعزيز استدامة هذه الصناعة وازدهارها، ويمهد الطريق أمامها لكي تنسجم مع التطور التقني المتسارع، وأن ما يشهده الذكاء الاصطناعي يدعو إلى العمل من أجل الموازنة بين الكتابين الرقمي والورقي في ظل تزايد منصات الكتب الرقمية، والتسويق الإلكتروني.
وألقت السيدة فاطمة الهديدي رئيس وحدة النشر في الأرشيف والمكتبة الوطنية كلمة أكدت فيها أهمية صناعة النشر ودورها المهم ورسالتها الخالدة في نشر الثقافة وتعزيز الوعي، وتطور المجتمعات.
وسلطت الضوء على دور الأرشيف والمكتبة الوطنية الذي يعد ذاكرة الأمة الحية ومرجع حضارتها، ومصدر تاريخها؛ إذ يجمع في أرشيفاته وإصداراته ما يعزز فهماً أعمق لتاريخ الإمارات ومنطقة الخليج، ويوثقها ويترجمها ويحفظها، ويقدم المعلومة الموثقة إلى جمهور المستفيدين، ويعمل على تعزيز الانتماء للوطن والولاء للقيادة الرشيدة، ويرسخ الهوية الوطنية ويغرس المبادئ والقيم الوطنية في نفوس النشء ولدى كافة أبناء المجتمع.
وركزت الهديدي في دور الأرشيف والمكتبة الوطنية في صناعة الكتاب الذي يعدّ من أهم مصادر المعرفة وهو العامل الأهم في صناعة الثقافة، ولذا فإن الأرشيف والمكتبة الوطنية ينشر سنوياً العديد من الإصدارات باللغة العربية وبلغات حيّة أخرى توثق مراحل قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة وتطورها، وجوانب من تاريخ منطقة الخليج وثقافتها، وتثري هذه الإصدارات بالصور النادرة وذكريات كبار المواطنين من محفوظات التاريخ الشفاهي، وتزيد ترجمة المواد التاريخية التي تخص دولة الإمارات ومنطقة الخليج من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية إصدارات الأرشيف والمكتبة الوطنية التي تثري المكتبة العربية، ذلك إلى جانب البحوث والدراسات والدوريات الصادرة عن الأرشيف والمكتبة الوطنية.
بدأ الحوار بين المشاركين بكلمة الأستاذ محمد حسن الحربي الذي أدار الندوة؛ حيث أشاد بجهود الأرشيف والمكتبة الوطنية التي تهدف إلى تعزيز المعرفة بمختلف فروعها، وإتاحتها لجمهور المستفيدين، ثم تحدث عن أهمية الكتاب في نقل المعارف والعلوم والآداب، وفي تبادل الأفكار بين البشر والمجتمعات، واستمراره بقوة رغم التحديات التي يواجهها، وأشار إلى أن صناعة النشر هي صناعة الثقافة، وصناعة الكتاب ونشره وتوزيعه، ولكن هذه الصناعة تعاني من أزمة، متسائلاً عن التحديات التي تواجهها؟ وهنا كان جواب الأستاذة صالحة غابش رئيس المكتب الثقافي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة: بأن دور النشر في عام 2014 كان عددها 60 فقط في دولة الإمارات، في حين وصل عددها اليوم إلى 306 دار نشر، والمؤلفون يزدادون تميزاً، ولذلك فمسألة الأزمة على صعيد صناعة النشر قابلة للتعايش، وهناك فرص لها، ولكن الأزمة هي أزمة القراءة، وهناك تحديات أخرى كتوجه اليافعين إلى الكتب غير الجادة، وازدياد أنصاف الكتّاب.
وتحدثت الأستاذة عزيزة الحمادي -التي تعمل في تسجيل المصنفات الفكرية في إدارة حقوق المؤلف والحقوق المجاورة لقطاع الملكية الفكرية بوزارة الاقتصاد- عن حقوق الملكية الفكرية: حق المؤلف، وحق العلامة التجارية، والنماذج الصناعية وبراءة الاختراع، والحقوق المالية والأدبية، وسقف العقوبات المترتبة على من يتطاول على هذه الحقوق، واستعرضت بعض الأمثلة على ذلك.
وأما الشاعر والناقد سامح كعوش مدير البرامج والمحتوى العربي بمجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، فقد تطرق بالعمق إلى التحديات التي تواجه صانع المعرفة، والناشر، والموزع، مؤكداً أن أنصاف الكتاب لا يستطيعون أن يتقنوا إنتاج المعرفة القادرة على أن تصل إلى القارئ، وأشار إلى أن الوكيل الأدبي الذي يشرف على الكتاب هو جزء من أزمة النشر، إلى جانب حاجة الكتاب إلى التحرير الأدبي والتدقيق اللغوي.
وذهبت الأستاذة أميرة بوكدرة نائب رئيس جمعية الناشرين الإماراتيين إلى أن صناعة النشر بخير ولا تعاني من أي أزمة إذا ما استطاع الناشر أن يختار المادة المؤهلة للنشر، وأن يلتفت بجدية إلى دمج الأدب بالفن فيركز على الغلاف وتصميمه مثلاً، وذلك أسوة بما يلقاه تصميم الكتاب من اهتمام كبير في دور النشر العالمية.
وناقش المشاركون أيضاً دور الذكاء الاصطناعي في خدمة النشر، وما يقدمه من فرص حقيقية لصناعة النشر، وأهمية معرفة المؤلف بحقوقه، ودور العامل الاقتصادي في وجود التحديات أو تجاوزها، واتفق المشاركون على أن كل تحدٍ يقابله فرصة، واستقرار مجتمعات المعرفة سرّ ازدهار الكتاب، وبرامج الدعم والشراء التشجيعي تسهم في ازدهار صناعة الكتاب، واختتمت الندوة التي أقيمت في قاعة الشيخ محمد بن زايد بمقر الأرشيف والمكتبة الوطنية بتكريم المشاركين.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
«أرياف» و«ساداتي» و«صائد» و«رغيب» تخطف الأضواء بجبل علي
عصام السيد (دبي)
خطفت خيول سمو الشيخ أحمد بن راشد آل مكتوم الأضواء برباعية لافتة في ختام سباقات مضمار جبل علي، حيث أسدل المضمار «الأصفر» الستار عن موسم سباقاته 2024-2025، والتي تضمنت 7 أشواط، خصصت للخيول المهجنة والعربية الأصيلة، وبلغت الجوائز 1.4 مليون درهم.
وتألق بريق المهرة «أرياف» لسمو الشيخ أحمد بن راشد آل مكتوم، بإشراف مايكل كوستا وقيادة راي داوسون، حين حلقت بلقب جبل علي ديستاف «شروط» وجوائزه 200 ألف درهم للمهرات في سن ثلاث سنوات فقط في الشوط الثالث لمسافة 1400 متر، مسجلة 1:26:28 دقيقة.
وجاءت ثنائية خيول سمو الشيخ أحمد بإشراف مايكل كوستا وقيادة راي داوسون، بفوز خطف الأبصار وحبس أنفاس الجمهور، عبر الجواد «ساداتي»، في سباق «جبل علي كلاسيك» في الشوط الخامس لمسافة 1400 متر، وجوائزه ربع مليون درهم، بمشاركة نخبة من الخيول، مسجلاً 1:24:63 دقيقة.
وخطف «صائد» لسمو الشيخ أحمد بن راشد آل مكتوم، بإشراف مايكل كوستا وقيادة، نجومية الشوط السادس والرئيس «جبل علي ستيكس» للخيول المهجنة الأصيلة لفئة «قوائم»، لمسافة 1950 متراً، وجوائزه نصف مليون درهم، بفوز قوي، مسجلاً 1:58:40 دقيقة.
وجاءت رباعية سمو الشيخ أحمد بن راشد آل مكتوم بإشراف مايكل كوستا، عبر «رغيب»، وقيادة راي داوسون «خماسية» مسك ختام الحفل في الشوط السابع لمسافة 1600 متر، على لقب بنك دبي التجاري ستيكس، وجوائزه 84 ألف درهم، وخصص لخيول التكافؤ في سن ثلاث سنوات فما فوق، وسجل البطل 1:37:90 دقيقة.
وخطف الجواد «أف مخرج» لخالد خليفة النابودة، بإشراف أرنست أورتيل، وقيادة راي داوسون، في مستهل الأمسية، لقب سباق «كأس الوثبة ستاليونز» لملاك الإسطبلات الخاصة للخيول العربية الأصيلة في سن أربع سنوات فما فوق «تكافؤ»، لمسافة 1950 متراً، وجوائزه 80 ألف درهم، مسجلاً 2:10:20 دقيقة.
وانقض المهر «النصيب» لمحمد عبد الله الشحي، بإشراف مصبح المهيري، وقيادة دانييل تودهوب ببراعة على منافسيه في الشوط الثاني لمسافة 1200 متر ليخطف لقب الشعفار للاستثمار، وجوائزه 96 ألف درهم، للخيول المهجنة الأصيلة في سن ثلاث سنوات فما فوق، مسجلاً 1:11:31 دقيقة.
وقلب «رافد»، لـ«آر آر آر للسباقات» بإشراف دوج واتسون وقيادة كونور بيسلي، التوقعات في الشوط الرابع لمسافة 1400 متر للخيول في سن ثلاث سنوات فقط، على لقب الوصل كلاسيك «شروط»، وجوائزه 200 ألف درهم، مسجلاً 1:25:61 دقيقة.
وشهد السباق الختامي، المهندس محمد سعيد الشحي، عضو مجلس الإدارة، المدير العام لهيئة الإمارات لسباق الخيل، وجمهور غفير من محبي سباقات الخيول.
ورفع محمد الأحمد، مدير مضمار جبل علي، أسمى عبارات الشكر والتقدير إلى سمو الشيخ أحمد بن راشد آل مكتوم، بمناسبة ختام موسم السباقات في المضمار العائلي بشكل مميز نال الرضا والإعجاب من عشاق ومحبي الفروسية ورواد المضمار الأصفر على وجه التحديد، مشيراً إلى النجاح الذي ظل يتحقق في مضمار جبل علي، جاء بفضل دعم وتوجيهات سموه، كما قدم الشكر إلى المهندس محمد سعيد الشحي، مدير عام مكتب سمو الشيخ أحمد بن راشد آل مكتوم، ومدير سباقات سموه، مشيداً باللجنة المنظمة العليا وأعضائها أحمد الشحي، يحيى الجسمي، محمد خميس المهيري.
وقال الأحمد: تنوع الفعاليات في مضمار جبل علي كان نتاج أفكار الجميع، ومن بين هذه الأفكار، تم إضافة ساحة التسريج هذا الموسم واستحداث منطقة جديدة لرواد المضمار في الناحية المقابلة للمنصة، مشيراً إلى أن اللجنة المنظمة تخطط دائماً، لتطوير الفعاليات، بما يناسب خصوصية مضمار جبل علي بعيداً عن أي تقليد للمضامير الخارجية، مؤكداً امتداد التعاون مع مضامير عريقة خارج الإمارات في إنجلترا وإيرلندا، بهدف تبادل الأفكار، وتنفيذ كل ما من شأن يطور السباقات، مثل مضمار نيوبري ومضمار كورا. وقال إن مضمار جبل علي يفخر بنقل بعض أفكاره لمضامير عالمية.
وأثنى الأحمد على مستوى النجاح للسباقين اللذين أقيما في نهاية الموسم خلال شهر رمضان الكريم، وإن التجربة ناجحة من الموسم الماضي، وفي هذا الموسم تجسد النجاح في الحضور الجماهيري الكبير والمتابعة الدقيقة للفعاليات.