ريم تحكي قصة 12 ساعة مروعة تحت أنقاض غزة
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
بالنسبة إلى المهندسة المعمارية الفلسطينية، ريم زاهر أحمد (25 عاما)، فإن “كل شيء توقف في العاشر من أكتوبر”، وبالتحديد “في الرابعة عصرا”، عندما استهدف القصف الإسرائيلي منزل عائلتها في محافظة خان يونس، في قطاع غزة، فتحول إلى أنقاض.
فجأة، وجدت ريم نفسها في ظلام دامس، وباتت جسما لا يتحرك أسفل أربعة أمتار تحت الأرض، حتى أنها لم تكن تشعر إن كانت عيناها مفتوحتين أم لا.
وتتذكر ريم في عدد من المنشورات على حسابها على إنستغرام، أنها بدأت تسمع الكثير من الأصوات والنداءات، “لكن صوتك الوحيد هو غير المسموع صداه”، على حسب ما ذكرت على حسابها على إنستغرام.
نادت ريم على أمها وأخواتها لكن لا من مجيب.
وتقول: “كنت أحاول تحريك جسدي اليابس، ربما يمكنني إخبارهم أنني ما زلت على قيد الحياة لكني لا أستطيع، فجسدي عالق”.
*صورة نشرتها ريم للركام الذي كان يقبع فوقها*
حاولت ريم البحث عن شيء تطرق به سقف الخرسانة فوقها لعل أحد يسمعها، “أخيرا حصلت على حجر، أدق السقف، يبدو أن الصوت لا يزال غير مسموع.. أعلي من صوتي ونداءاتي، أطرق مرة أخرى بحجر أكبر حجما، لكن الصوت يبدو أنه لم يكن يصل إلى من هم فوق الأرض”.
تخيل إليها لبعض الوقت أنها ماتت وأنها في حياة البرزخ أو في عالم آخر، لكن عندما حاولت النوم بهدوء لتتخيل الجنة، أيقظها رنين الهاتف.
“رغم أنني أذكر أن هاتفي فقد وذهب بعيدا عني عند أول قذيفة رميت فوقنا، لماذا صوته مرتفع جدا وكأنه بجواري”، تسأل ريم نفسها.
وتقول: “كنت أغلق العينين، لربما أستطيع اللحاق بأمي التي فارقت الحياة وتقبع على بعد متر من جواري، فلا أستطيع، هناك صوت رنة هاتف توقظني كلما حاولت النوم بهدوء وتخيل الجنة”.
تتذكر ريم وهي قابعة تحت الأنقاض أنها سمعت أذان العصر مع صوت القذيفة: “أتحسس الجسد لا يوجد غطاء للرأس لكنني متوضأة وكنت أجلس باتجاه القبلة، أسأل نفسي، هل يتقبل الله صلاتي بهذه الحال، لابد من اللحاق بصلاة العصر حتى لو كان الجسد لا يتحرك”.
بعد فترة من الوقت تسأل ريم نفسها، كم مر من الوقت، “لابد أنه قد حان موعد صلاة المغرب، الله رحيم سيتقبل صلاتي بدون غطاء رأس”.
ظلت ريم تبكي، وتبتهل ثم تعود للبكاء، والصراخ مرة أخرى، والطرق بالحجر من جديد، إلى أن خارت قواها.
وفي الرابعة فجرا من صباح اليوم التالي، “تم إنقاذ جسدي من تحت الركام، ولكن من دون أحبتي، أمي وأخي بلال وابنه الصغير حمود”.
12 ساعة مرت على ريم تحت الركام، لكنها لا تشعر أنها مكثت هناك أربعة أيام، مضيفة “كل الشكل لذلك المنقذ الذي لم يخبرني في اللحظة الأولى أنني على خطأ وأنني لم أتعد اليوم الأول”.
وتقول: “منذ ذلك الوقت، لا الساعات تمر ولا الدقائق تتحرك، لكني في كل صباح أحمد الله على لطفه وكرمه، أنا مؤمنة أن الله أنجاني من بين كل هذا الركام بأعجوبة، وأخرجني من هذه الفتحة بمعجزة”، معلقة على مقطع فيديو يصور الركام الذي كان يقبع فوقها.
كانت ريم تعتقد أن كل أهلها قتلوا في تلك الغارة الإسرائيلية، لكنها اكتشفت أنه كان قد تم إنقاذ إخوتها المتبقين، لكنهم لا يزالون مصابين بجروح.
ووفقا لتقديرات الأمم المتحدة، فإن ما يقدر بنحو 2700 شخص، من بينهم 1500 طفل، اعتبروا في عداد المفقودين، ويعتقد أنهم محاصرون أو ماتوا تحت الأنقاض.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية
إقرأ أيضاً:
اعلام عبري: حزب الله أطلق ما يقرب 230 صاروخا خلال 24 ساعة
ذكرت وسائل إعلام عبرية إن "حزب الله" أطلق ما يقرب من 230 صاروخا اليوم الاثنين، على أهداف داخل إسرائيل، في أكبر هجوم استهدف مناطق الوسط والجليل، سيما في الكريوت.
إسرائيل: حزب الله ما زال يمتلك مئات الصواريخ والمسيرات وبنية تحتية نشطة حزب الله: استهدفنا مستوطنتي كتسرين وحتسور ومرتفع ساري في بلدة كفركلا بالصواريخورصد جنود إسرائيليون إطلاقات صاروخية نفذها مقاتلو "حزب الله" من منطقة السياج الحدودي في جنوب لبنان، وهي مناطق أعلن الجيش الإسرائيلي القضاء على مقاتلي وقدرات "حزب الله" فيها.
ذكرت أن حزب الله أطلق اليوم صواريخ من منطقة حدودية باتجاه مدينة كرمئيل، وقد شوهدت أماكن إطلاق الصواريخ من الجانب الإسرائيلي نظرا لقربها الشديد من الحدود.
وتعرضت مناطق حيفا وشفاعمرو وعكا والكريوت ومناطق أخرى في الجليل لقصف عنيف من حزب الله.
وأفادت صحيفة معاريف بأن "حزب الله" أطلق "أعنف وابل من الصواريخ باتجاه الشمال حيث تم إطلاق 80 صاروخا خلال دقائق".
وتركز الهجوم على منطقة الكريوت شمال شرق حيفا، حيث أظهرت اللقطات دمارا كبيرا في المباني واحتراق سيارات، وسط حالة من الهلع بين الإسرائيليين.
وسجل الإسعاف الإسرائيلي إصابة عدد من المستوطنين جراء تلك الرشقات.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" أنه تم تسجيل العديد من الإصابات في مناطق مختلفة في الشمال، وتم تسجيل 8 مواقع سقوط قذائف على الأقل. وسقط صاروخ بالقرب من محطة للحافلات في كريات، واشتعلت النيران في السيارات نتيجة السقوط والشظايا.
وقالت خدمة الإنقاذ الإسرائيلية إن "هناك في الوقت الحالي عدة حوادث في كريوت"، مشيرة إلى اندلاع حريق في كريات في أعقاب إصابة مباشرة لمبنى ومركبات في الموقع.
وقبل ذلك بحوالي 3 ساعات، أفادت نجمة داود الحمراء أن 3 أشخاص أصيبوا بشظايا في قصف على منطقة كرمائيل، شمل 50 صاروخا.
وقال رئيس بلدية حيفا، يونا ياهاف أن المدينة تعرضت "لأكبر إطلاق صواريخ في منذ بداية الحرب.. هذا يضر بالاقتصاد بشدة، أنت لا ترى الناس في الساحات .. والشركات تغلق أبوابها.. هل يجب مواصلة الضغط العسكري؟.. أرى أننا بحاجة إلى التوصل إلى اتفاق تشارك فيه القوى العظمى".
واكد مسؤول سابق في "الشاباك" أن الرشقات الصاروخية على منطقة حيفا والمحيط هي رشقات كثيفة وعدوانية جدا.