يتفق خبراء عسكريون ومحللون على أن الخسائر البشرية والاقتصادية التي تتكبدها إسرائيل بسبب الحرب التي تشنها على قطاع غزة ستؤدي إلى إحداث تصدعات في المجتمع الإسرائيلي، وإلى ضغوط قد تجبر القادة السياسيين والعسكريين على إيقاف هذه الحرب.

وتشير الأرقام إلى أن عدد القتلى وسط الجنود الإسرائيليين ارتفع إلى 63 ضابطا وجنديا، منذ بداية التوغل البري لقوات الاحتلال في غزة.

وبحسب الخبير بالشأن الإسرائيلي، الدكتور مهند مصطفى، فإن تراكم خسائر الإسرائيليين ستؤدي بشكل تدريجي إلى تصدع الإجماع الموجود حاليا حول الحرب على غزة، وهناك نقاشات داخلية تجري عن جدوى إطالة أمد الحرب في ظل الخسائر في صفوف الجنود الإسرائيليين وفي ظل التداعيات الاقتصادية لهذه الحرب.

وقال -في حديثه ضمن الوقفة التحليلية على قناة الجزيرة "غزة.. ماذا بعد"- إنه من خلال تجربة الحروب التي خاضتها إسرائيل في السابق، فإنه في مرحلة معينة يبدأ السؤال حول جدوى الاستمرار في الحرب مقابل الخسائر.

وكشف عن معطيات رسمية من وزارة المالية الإسرائيلية تفيد بأن توقعات تكلفة الحرب الحالية في قطاع غزة ستكون 200 مليار شيكل (حوالي 55 مليار دولار) بينما كلفة حرب لبنان 2006 وحرب غزة 2014 لم تكلف كل واحدة منها أكثر من 10 مليارات شيكل.

وزيادة على التكلفة المباشرة للحرب التي لن تستطيع الموازنة الإسرائيلية تحملها، هناك تكاليف غير مباشرة على قطاع السياحة والصناعة، وقال الخبير إن جنود الاحتياط هم موظفون وعاملون في الاقتصاد، وبعد أن تم تجميعهم حدث شلل في السوق الإسرائيلية.

وأشار أيضا إلى أن حوالي 250 ألف إسرائيلي تم إجلاؤهم من بيوتهم والحكومة تقوم بإيوائهم والإنفاق عليهم، مبرزا أن التكلفة المباشرة وغير المباشرة للحرب على غزة تشكل عبئا على المجتمع الإسرائيلي وعلى الاقتصاد الذي يحمل آلة الحرب الإسرائيلية.

وبعد حديثه عن الخسائر البشرية والاقتصادية وأثرها المتوقع على المجتمع الإسرائيلي، رأى الخبير بالشأن الإسرائيلي أن هناك 3 عوامل قد تؤدي إلى توقف الحرب الإسرائيلية على غزة، وهي عدم قدرة المجتمع الإسرائيلي على تحمل الحرب، والضغط الدولي على إسرائيل وخاصة من طرف الولايات المتحدة، وعجز إسرائيل عن تحقيق الإنجاز العسكري الذي من أجله شنت عدوانها على القطاع.

عجز عن حسم المعركة

وفي السياق نفسه، نوّه الكاتب والباحث، معين الطاهر إلى أن النقاشات في الصحف الغربية تشير إلى عدم قدرة إسرائيل على تحقيق أهدافها من الحرب، ولا بد أن تتوقف الحرب، مشيرا إلى أن هدف الإسرائيليين حاليا هو التدمير والقتل لأن معركتهم يقودها جنرالات متعطشون لإعادة هيبتهم التي فقدوها في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وقال إن الخسائر التي تتكبدها إسرائيل كبيرة جدا على الصعيدين الاقتصادي والبشري، وعلى المستوى العسكري فإن أغلب قتلاها هم من قوات النخبة الذين تم تدريبهم لأعوام وسنوات ويدفع بهم إلى الواجهة من أجل تحقيق إنجازات.

كما لم يستبعد الكاتب والباحث من أن مسارات المعركة في حال هزيمة الجيش الإسرائيلي ستؤثر على المجتمع الإسرائيلي الذي هو مجتمع عسكري بالكامل، وربما ستكون هناك هجرة مضادة.

ورأى الخبير العسكري والإستراتيجي، اللواء فايز الدويري، أن الخسائر الإسرائيلية جراء حرب غزة وانسداد الأفق العسكري وتراجع الدعم الدولي، يضاف إليها موقف الشارع الإسرائيلي الضاغط، كلها عوامل ستجبر الإسرائيليين على التراجع والاعتراف بعجزهم عن حسم المعركة.

ومن جهة أخرى، شكك الدويري في حقيقة الأرقام التي يقدمها الاحتلال بخصوص خسائره في صفوف جنوده، وقال "أجزم أن حصيلة القتلى أضعاف ما يعلن عنه"، مستعينا في تقييمه للفيديوهات التي تبثها المقاومة الفلسطينية حول تدمير الآليات الإسرائيلية المختلفة وقتلها للجنود.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: المجتمع الإسرائیلی إلى أن

إقرأ أيضاً:

الفاو: الحرب الإسرائيلية على غزة تدمر 75% من الزراعة ومياه الري

قالت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو)، إن 75% من الحقول بقطاع غزة التي كانت تُستخدم في السابق لزراعة المحاصيل وبساتين أشجار الزيتون، تضررت أو دُمرت بسبب الحرب الإسرائيلية.

وأوضحت "الفاو" في تقييمها، أن أكثر من ثلثي الآبار الزراعية لم تعد تعمل، ما أدى إلى شحّ مياه الري، في حين وصلت خسائر الثروة الحيوانية إلى 96%، وتوقف إنتاج الحليب تقريبا، ولم يبقَ على قيد الحياة سوى 1% من الدواجن، فيما يوشك قطاع صيد الأسماك على الانهيار، ما أدى إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي.

وأضافت، أن وقف إطلاق النار في غزة يوفر فرصة حاسمة لمعالجة أزمة الغذاء الكارثية، من خلال تسليم المساعدات الطارئة وبدء جهود التعافي المبكر، إذ يحتاج أكثر من مليوني شخص إلى المساعدة بشكل عاجل بسبب انهيار الإنتاج الزراعي.

من ناحيته، قال مدير برنامج الأغذية العالمي في فلسطين أنطوان رينارد، إن البرنامج يفعل كل ما يلزم للوصول إلى النازحين في غزة العائدين إلى ديارهم، مضيفا أن برنامج الأغذية العالمي تمكن من تشغيل 13 مخبزا في جنوب القطاع، وإعداد وجبات ساخنة، وتسليم وجبات جاهزة للأكل للأسر في الملاجئ.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين صحة غزة تنشر أحدث إحصائية لأعداد شهداء العدوان الإسرائيلي بالصور: الجبهة الديمقراطية تؤكد تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه وحقوقه حماس: نتوقع أن تكون المراحل المقبلة من المفاوضات معقدة وصعبة الأكثر قراءة الصفدي: أي مقاربة مستقبلية لغزة يجب أن ترتكز إلى وحدتها مع الضفة وزير إسرائيلي: لا يوجد تعهد بإقامة دولة فلسطينية في المفاوضات مع السعودية تحليل إسرائيلي: هليفي يورث جيشاً غارقاً في أزمة شديدة إسرائيل تتحدث بشأن عودة النازحين من جنوب قطاع غزة إلى شماله عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • خبراء يحذرون.. هذا ما قد يسببه احتلال إسرائيل للبنان وسوريا
  • 4% فقط من الإسرائيليين يعتقدون أن دولة الاحتلال حققت أهداف الحرب على غزة
  • «إعلام عبري»: 4% من الإسرائيليين يرون أن الحرب على غزة حققت أهدافها كاملة
  • إسرائيل تفرج عن سجناء فلسطينيين بعد تأجيل بسبب تسليم الأسرى الإسرائيليين
  • ‏"يديعوت أحرونوت": تعليمات إسرائيلية بتعطيل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين بعد المشاهد التي جرت خلال تسليم الأسيرين الإسرائيليين في خان يونس
  • “هآرتس”: الحشود التي تعبر نِتساريم حطّمت وهم النصر المطلق‎
  • عاجل| القناة 14 الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي أنشأ مهبطا للطائرات العمودية على جبل الشيخ في #سوريا
  • الفاو: الحرب الإسرائيلية على غزة تدمر 75% من الزراعة ومياه الري
  • خبراء المفرقعات يطهرون رفح من الصواريخ الإسرائيلية.. فيديو
  • خامنئي: "غزة الصغيرة ركّعت إسرائيل".. ووزير الخارجية الإيراني يقترح "نقل الإسرائيليين إلى غرينلاند"